هل يفعلها "إردان"؟!

المجموعة: مقالات كتب بواسطة: نداء الوطن

نداء الوطن - احمد الغندور

 

بقلم: أحمد طه الغندور.

17/6/2022.

        قبل أيام قليلة جرى انتخاب "جلعاد إردان" مندوب "الكيان الصهيوني" ضمن واحد وعشرين ممثلاً في الأمم المتحدة كنواب لرئيس الجمعية العامة للدورة رقم (77)؛ وهو سعادة السفير المجري تشابا كوروشي، وذلك وفقاً لنص المادة (30) من النظام الداخلي للجمعية.

وفي حفل انتخابه صرح كوروشي قائلاً: "إن العالم يواجه أزمات متعددة ومترابطة من غذاء وطاقة وديون، بينما يبدو أن أزمات المياه ستصبح هي بدورها التهديدات الوشيكة القادمة".

ولفت كوروشي النظر إلى مجموعة أخرى من التحديات التي تواجه البلدان، بما في ذلك، حالة الطوارئ المناخية وفقدان التنوع البيولوجي والاحتياجات الإنسانية والحماية العاجلة، وتعهد بجعل الحلول لهذه التحديات والأزمات "من خلال التضامن والاستدامة والعلوم".

بينما "إردان" يرى أن اختياره هذا هو؛ "انتصارا مهما سيعطينا منصة أخرى لتقديم الحقيقة حول "إسرائيل" ومساهمتها في العالم، على الرغم من المحاولات المستمرة للفلسطينيين والدول المعادية في الأمم المتحدة للعمل ضدنا" حسب قوله.

هذه صورة أولية من الجمعية العامة للفرق بين رؤية رئيس الدورة القادمة، وأحد نوابه!

لكن من هو "إردان" الذي برغب في تقديم الحقيقة حول "الكيان الصهيوني" ومساهمته في العالم؟!

سأحاول أن أتي بالإجابة من خلال الصحافة والمواقع العالمية ما استطعت إلى ذلك سبيلا:

هذا بعضاً من المواقف السياسية التي تُعبر عن شخصية "إردان"، فهل هو مناسب كـ "نائب" لرئيس الجمعية العامة وفقاً للرؤية التي أشار إليها السفير كوروشي والتي ركزت على "الحماية العاجلة"؟!

وعادةً تبدأ أعمال الدورة الجديدة في أيلول/ سبتمبر وحتى كانون أول ديسمبر من كل عام، حيث يلتقي رؤساء وزعماء وملوك الدول الأعضاء في اجتماعات مباشرة في نيويورك، وسيكون اجتماعها الأول هذا العام في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر القادم؛ لذلك دعونا نتخيل السيناريو التالي:

الرئيس الفلسطيني يزور نيويورك ليلقي كلمته أمام الجمعية العامة؛ لسبب ما السفير كوروشي رئيس الجمعية متغيب، القدر يدفع "إردان" إلى الرئاسة!

الرئيس الفلسطيني يحتل كرسي الشرف في الأمم المتحدة

على "إردان" أن يرحب برئيس دولة فلسطين إلى المنصة ليستعرض كلمته!

هذه الكلمة مفعمة بالحقائق التي تُدين "الكيان الصهيوني" الذي يتبعه "إردان"!

هل من المعقول أن يخضع "إردان" للناموس الدولي والأعراف الدبلوماسية وينطق بذلك، بل ويشكر السيد الرئيس على ما جاء في كلمته "التاريخية"!

هل من المعقول أن يعترف بدولة فلسطين، ويعترف برئيسها من ساحة "العدالة الدولية" الجمعية العامة!

أم أنه ينسحب من الدور الذي لم بكن يجب أن يُعطى له؟!

على الرغم من أنها ليست السابقة الأولى في تاريخ "الكيان" في نيابة الجمعية العامة، فقد كان "داني دانون" في سنة 2017 وقبلها بعام رئيس اللجنة القانونية، كما سبق "رون بروسور" في 2012، فماذا قدموا!

 الواقع؛ لم تُهزم فلسطين في الجمعية العامة، بل تقدمت وتطورت مكانتها في المنظمة، وعلى الساحة الدولية!

 كذلك هذا العام ـ بإذن الله ـ لن تُهزم، بل ستتقدم، ولكن علينا الإعداد!