كلمات منيب المصري خاطبت العقل البشري ولامست القلب الغزي

المجموعة: مقالات كتب بواسطة: نداء الوطن
نداء الوطن -
 
 
قرأتُ عن ما حدث  ، شاهدتُ  واستمعتُ  لشهاداتِ من رافقو  الحدث ، انصتُ بقلب عليل   للكم الهائل من الإشاعات  التي لازمت الحدث ،  واصلت متابعة الأخبار والتحليلات  عبر الشاشات كمواطنة غزية  لما حدث  ....  
فما حدث أوجع قلوبنا ، وهز كياننا  ، وكشف للعالم أجمع  مدى ضعفنا وعوراتنا  ، 
ضعف الامكانيات  ، ضعف التصالح الذاتى لدى القيادات  ،  وعن أي ضعف وهزل اتحدث !!!!  فما لنا الا الاعلان عن قطاع منكوب منذ ١٥ عاماً   ومصير ساكنيه مجهول !!!!
ومع فاجعة ال ابو ريا ، رحمهم الله جميعاً ، خانتنى ذاكرتى ولم اتذكر سوى عائلة البشير وعائلة الحزين وظهير والشيخ عيد والهبيل وأبو هندي  وغيرها من العائلات المكلومة ،  ومصابهم الجلل فقد فقدوا فلدات اكبادهم  بفعل حريق  سببه شمعة منذ  سنوات مضت  !!!! 
فهل كُتِبَ على غزة  الضياع في بحر الأحزان ؟؟؟
تارة بالموت حرقاً وتارة قصفاً  وتارة غرقاً ، فلم يعد بحر احزان واحد يأوينا   بل ما عادت بحور الدنيا  كلها تكفينا .......
 
وخلال الأيام القليلة الماضية ، وان كانت قليلة في لَفِ عقاربها ، كتيرة في عَدِ مصائبها ، قد قرأت ما كتبه الكتاب والصحفيين الفلسطينين ، حقيقاً لا أحد منهم استطاع كتابة  ما خطته أنامل السيد منيب المصري  من الضفة الغربية المحتلة  ، ولا أحداً   تمكن من وصف  الحالة والظروف المحيطة بها حالياً ومستقبلياً ، وأجزم ان حروفه كتبت بعدد سنوات عشق الوطن والمواطن  وتاريخ القضية  ، بعيدة كل البعد عن التخوين والتلوين  والتزيين المشين للمعتوهين السياسين ، بل قريبة جداً من حدود الوطن  ،ومن أطراف الفكر وأوساط الإنتليجيسيا الفلسطينية  وأوكار الشعب الحزين  .
أشرت بين سطورك  سيد منيب الى الإستثمار ، الم تعرف أن الإستثمار في المشاعر  والحزن  في غزة  الان   فاض؟؟ ، ألم تسمع يا عزيزي  أن الاستثمار في الأعمار المسروقة  والأحلام  المؤودة منذ ١٥ عاماً بات مسلكاً للهوان  ومخاض !!!!!  
وان الاستثمار الحزبي  بُنِى على مشارف قلعة إنقسام ممراض  ، بل بات استثمار  ناضج  وناجح لأقوام  دون أقوام عِضاض  .... !!!
فمدينة الاحزان منذ سنون شكت لربها وبكت .... 
واليوم  صغت لمفراداتك النبيلة  وأدركت.... ان ما يربط أهلنا بالضفة وغزة  أقوى من أى انقسام  ،  وما سطرته اناملك  البريئة  لامست  قلوبنا وعقولنا ،  شكراً لك من غزة هاشم ولأهلنا في نابلس  جبل النار ...
وأخيراً  من أجمل وأبهى ما كتبت سيد منيب   من كلمات هى  (فأجمل ما في الدنيا أن كل من عليها فان ...) 
لعلها تصل أصحاب القلوب الضعيفة من القيادات الفلسطينية داخل الأرض المحتلة وخارجها   لعلها تجدي نفعا !!!!!! 
بقلم غادة عايش خضر