رسالة بعنوان.. خانوا الوطن

المجموعة: مقالات كتب بواسطة: نداء الوطن

فؤاد الشوبكي

اللواء الاسير فؤاد الشوبكي . ابو حازم

خطاب موجه لأعضاء مركزية فتح وتنفيذية منظمة التحرير الفلسطينية واعضاء ما يسمى المجلس الثوري والعسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح

أخاطبكم اليوم بصفاتكم الشخصية والإنسانية موجهاً لما تبقى من ضمير إنساني لديكم، فربما تستيقظ فيكم مشاعر الإنسانية. أيها السادة.. لقد أثبتت الأيام والشهور والأعوام السابقة بأن ما زرعناه فيكم وفي ضمائركم لم ينفع معكم قط. فقد كنت السند وقت الأزمات، وكنت الصديق لصغيركم وكبيركم وقت الشدائد والصعاب، وكنت الأخ وقت فقداكم لعزيز وغال، وكنت المعين لكم وقت الحرب ووقت السلم.. ولم أبخل عليكم قط بما أُتيح لي وقتما كانت الدراهم شحيحة علينا أجمعين.

لست في مقام لأذكركم بكل هذا أو أتباهى بما هو أكثر لأنه من واجبي، ولكن أخاطبكم اليوم لأنني إبن هذا الوطن ومن حق الوطن أن يقف معي كما وقفت وما زلت إلى اليوم وفي ظل أزماتي وشدائدي ومصاعبي واقفاً صلباً عنيداً لهذا المحتل الغاصب.

اليوم يا سادة وبعد أن تجاوزت الثمانين من العمر ولم يتبقى لدي من العمر إلا أياماً معدودات أود أن أذكركم بأنني قدمت نفسي قرباناً لقضية وطن يرزح تحت الإحتلال، وكنت الأكثر تضحيةً في الوقت الذي احتاجني فيه أبنائي، واخترت الوطن عن الإبن والأهل. وتحاملت على نفسي ورفضت الإنصياع للمحتل من أجلكم جميعاً كما رفضت البوح أو القول بشئ لهذا الغاصب.

واليوم وبعد معاناة في زنازين الذل والهوان وبعد أن تجاوزت من العمر عتيا وبعد أن هدني المرض والتعب حتى أصبحت لا أقوى على القيام أو القعود بدون مساعدة. أما كان منكم أن تذكروني ولو معنوياً أثناء إجتماعاتكم وجلساتكم. أليس منكم من هو حافظُ للجميل بأن يسأل عني أو يطالب القيادة بالحراك الشعبي والدولي لإطلاق سراحي!

لا أستجدي منكم الرحمة أو العطف، ولكني أمد إصبع التخاذل لكم. لقد خذلتموني أيها السادة وبخذلانكم لأسراكم ستبيعون الوطن للحفاظ على مكتسباتكم الوقتية. لا تنسوا بأنكم لم تحققوا شيئاً خلال تلك الأعوام المنصرمة وما عادت قضيتنا مركزية، بل أصبحت قضايانا تنصب على الكراسي والمناصب والمكاسب.

أيها السادة.. إن لم يكن أسراكم أولى أهدافكم ولُحمتنا من ضمنها، فعارُ عليكم أن تتبؤا مناصب لستم أهلا لها. فلا أفاق حرية لهذا الوطن في ظلكم. إن لم تنصروا الأسرى وتناصروهم فإعلموا بأنني الشهيد القادم على مذبح الحرية.