اللامبالاة و الأفكار الشمولية وحبة البصل!

المجموعة: مقالات كتب بواسطة: نداء الوطن

نداء الوطن - بكر ابوبكر

بكر أبوبكر

الشمولية والاستبداد والديكتاتورية تترافق مع الوعي السياسي الضعيف للناس والتبعية وعدم الرغبة بالاستقلالية، كما انها تتبنى فكرة الإخضاع لأصحاب الخيال، والقبول المرضي (الإمعات) ما يمكن المستبد (الديكتاتور) بوضع الناس دومًا بحالة هيجان ترتتبط بقدرته على التعامل معه.

في ملخص لأفكار الكاتبة "حنّه-أنا أرندت" عن الشمولية والاستبداد يمكننا اقتطاف الجمل التالية من الكتاب للدكتور صلاح نيوف:

*هناك ظاهرة سبقت وفق "حنه=آنا أروندت" تحويل الشعب إلى جماهير أو كتلة من البشر: وهي التطور الرأسمالي والذي أحدث تغيرات في المجتمع من خلال قطيعة مع التضامن التقليدي القائم في هذا المجتمع

*أن الحركات الشمولية نشطت بين سكان ضائعين ولم يستطيعوا العمل والحركة إلا بين هكذا نوعية من السكان. في الواقع مصطلح "الجماهير"=الكتلة البشرية وفق ـ آنا أروندت ـ يطبق فقط على ناس لأسباب متعددة لم يستطيعوا الاندماج في أية منظمة أو تنظيم مؤسس على المصالح المشتركة، أحزاب سياسية،مجالس بلدية،منظمات مهنية أو نقابية.

*السكان في البلدان المتطورة حيث ظهرت الشمولية كانوا في أغلبيتهم" مادة أولية" جيدة كي يتحولوا إلى جماهير أو كتل بشرية لأنه لم يكن لديهم سوى وعي سياسي ضعيف.

*الجماهير غير الموجهه بل الضائعة، وليس لها مصالح خاصة ومحددة يمكن أن نسميه أونطلق عليها مصطلح" اللامبالاة". على هذه الحالة من اللامبالاة الحركات الشمولية تستند وبشكل متناقض من أجل إطلاقهم في مشاريع خطرة جدا، وهي إيديولوجيات شمولية يأتي في طليعتها ما يسمى : بناء الاشتراكية،تنقية العرق وغزو العالم ..إلخ (ملاحظة: أنظر أيضًا الأفكار الشمولية الإسلاموية المتطرفة حديثًا)

*الكلمة"لامبالاة" تفهم في هذه الحالة من خلال اختلاط عقلي،وغياب أي نقط واضحة، وهذه نتيجة لانهيار البنية الاجتماعية الداخلية. إنها حالة مرضية تؤدي لنتائج خطيرة، حيث "اللامبالاة" في جميع الأحوال،ستسمح لهذه الجماهير بالقبول بالاعتقاد والعمل خلف الإيديولوجيات الشمولية، وحتى القبول بالموت. فهي تحرر أيضا ما بداخلهم من شعور إجرامي وتطلق غريزة الموت.

*الأنظمة الشمولية، هذه الأنظمة ستسهر على منع بناء إي "جماعة مستقلة" يمكنها أن تؤدي إلى تغيير في البنية والجوهر لدى الجماهير. لأن الجماهير المفككة و المتذررة تتبنى الحركة أو الحزب الشمولي

*تشترك الأحزاب الشمولية (وحاليًا منها القومية أو الشيوعية أو المسيحانية او الاسلاموية) في تقديم " قوانين ثابتة" حيث تفسر كل شيء ويمكنها إقناع الجماهير بأنها خاضعة إلى حتمية لا يمكن الإفلات منها. تدعي هذه الأحزاب أنها وضعت اليد على قوانين التاريخ التي تقود بشكل لا يمكن تحاشيه إلى النصر

*الجماهير المفككة فقدت معنى وروح الحقيقة وتترك نفسها للافتتان بخيالها الوحيد الذي تملكه.الحقيقة دائما معقدة وتخالف الكثير مما نتخيله، حيث يكون العقل يعيش في اللاحقيقة فإن الإيديولوجيا والشمولية تأتي لترضي هذا العقل وتكفيه. وهذا ما نسميه بالهذيان الإيديولوجي

*الزعيم لن يبقى زعيما إلا إذا وضع الجماهير في حالة هيجان أبدي، والمجتمع لن يبقى مجتمعا إلا إذا اتبع يوما بعد يوم إرادة هذا الزعيم

*في الحركتين الشموليتين ،الشيوعية والنازية، يمكننا ملاحظة تنظيم أو بنية نوعية "تشبه حبة البصل"،مع دوائر متتالية أكثر فأكثر سرية،وهذا يسمح للدائرة الأكثر عمقا أن تكون بشكل مطلق سرية لأنها محمية كليا وبعيدة عن الحياة العادية من قبل الأعضاء الذين يشكلون حلقات متتالية ويفصلون هذه الدوائر عن بعضها.

ومن مميزات السلطة الشمولية. [1]

1ـ ذوبان الدولة في الحزب.

2ـ مفهوم “العدو الموضوعي". حيث أن هذه الإيديولوجية تحدد فئات من البشر تدينهم القوانين الطبيعية والتاريخية موضوعيا، مهما قالوا أو مهما فعلوا.

3- الشرطة أوالبوليس[2] في الدولة الشمولية يخضع بشكل كامل إلى الزعيم، ويمكن في أي لحظة أن يذهب ضحية هذا الزعيم

4-في داخل المعسكرات (ومثلها المعتقلات) البشر يفقدون شخصيتهم، وهذا عمليا هو جوهر الشمولية نفسه، فلا شخصية لأحد.


*هامش:

1 ويتميز النظام الشمولي وفق تصنيف كارل فريديك Carl Friedrich بخمس صفات أساسية:

1. وجود حزب وحيد عسكري التنظيم، يستجيب لمفهوم سياسي أصولي لايعترف بحق الوجود لأي حزب سياسي منافس يسيطر ويراقب جهاز الدولة، يديره القائد الزعيم الذي يعتبر من أهم المعالم المميزة للنظام الشمولي .

2. إيديولوجية دولة تحتوي على أبعاد خارج حدودها تدعي أنها تهدف إلى تحقيق نوع من الحرية الجماعية الأسمى من حرية الأفراد منفصلين، إلا أنه في سبيل تحقيق هذا الهدف تسحق الحريات الفردية.

3. سيطرة جهاز أمني قوي يستخدم العنف والترهيب في التعامل مع الشعب والمعارضة بحجة القضاء على الصراعات الداخلية.

4. إدارة مركزية للاقتصاد في الدولة.

5. هيمنة النظام على وسائل الاتصال الجماهيرية لإخضاع الجمهور لرؤية الحزب والسيطرة على وعي المجتمع.

 

2 يذكر كاروان آرام في مقاله المعنون نظام الحكم الشمولي في موقع عنب بلدي: أن بقاء النظام الشمولي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوجود أجهزة أمنية قوية تعتمد القمع والعنف وتمنع حرية التعبير عن الرأي بحيث تتم السيطرة تمامًا على وسائل الإعلام وكافة النشاطات السياسية. ومن أشهر الأمثلة التاريخية على تجارب الحكم الشمولى هي الحزب النازي فى ألمانيا والحزب الشيوعى في روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق.


[1] ويتميز النظام الشمولي وفق تصنيف كارل فريديك Carl Friedrich بخمس صفات أساسية:

1. وجود حزب وحيد عسكري التنظيم، يستجيب لمفهوم سياسي أصولي لايعترف بحق الوجود لأي حزب سياسي منافس يسيطر ويراقب جهاز الدولة، يديره القائد الزعيم الذي يعتبر من أهم المعالم المميزة للنظام الشمولي .

2. إيديولوجية دولة تحتوي على أبعاد خارج حدودها تدعي أنها تهدف إلى تحقيق نوع من الحرية الجماعية الأسمى من حرية الأفراد منفصلين، إلا أنه في سبيل تحقيق هذا الهدف تسحق الحريات الفردية.

3. سيطرة جهاز أمني قوي يستخدم العنف والترهيب في التعامل مع الشعب والمعارضة بحجة القضاء على الصراعات الداخلية.

4. إدارة مركزية للاقتصاد في الدولة.

5. هيمنة النظام على وسائل الاتصال الجماهيرية لإخضاع الجمهور لرؤية الحزب والسيطرة على وعي المجتمع.

[2] يذكر كاروان آرام في مقاله المعنون نظام الحكم الشمولي في موقع عنب بلدي: أن بقاء النظام الشمولي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوجود أجهزة أمنية قوية تعتمد القمع والعنف وتمنع حرية التعبير عن الرأي بحيث تتم السيطرة تمامًا على وسائل الإعلام وكافة النشاطات السياسية. ومن أشهر الأمثلة التاريخية على تجارب الحكم الشمولى هي الحزب النازي فى ألمانيا والحزب الشيوعى في روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق.