دحلان ... عباس ... أياً منكما كبير القوم ؟؟؟؟

غادة خضر

 

انها لا تشبه مثلث برمودا في غموضِهِ ، وليست كخندق ماريانا في عُمقهِ ، ولم تكن مثل جبال ستار في وعورتها وصعوبة الوصول اليها ، إنها غزة التى لا شبيه لها ولا نظير ، غزة النجمة الكنعانية ، هى غزة هاشم ، غزة عمرو بن العاص و ياسر ....


وفي ظل التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الثامن لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى فتح ، والمزمع عقده في 21/03/2022 المقبل ، ويتزامن مع ذكرى معركة الكرامة في أذار ١٩٦٨ ، والهدف منه إفراز أعضاء لجنة مركزية ومجلس ثوري جديد ،لا يسمن ولا يغني من جوع ، وغير قادر على احداث أى تغيير على أرض الواقع ، مفتقداً ثقة الجمهور ، وتوحيد فتح، لا يملك حق تقرير المصير ، أما عن المؤتمر فهو قائم على تحديدالمنتخبين مقدماً ومعرفة الفائزون مسبقاً، فلا داعي لتمثيليات كاتب السيناريو فيها والمخرج واحد ...........


مؤتمر الكرامة الحقيقى يجب أن يعقد على أرض غزة ، معلناً توحيد فتح ، محتضناً جميع الفصائل ، فَمَن ينسى أن فتح هى أم الجماهير وأم الكل الفلسطيني، نريد مؤتمراً خالي من التفرد في القرار ،خاوي من اصدار الاحكام التعسفية ، نأمل أن يترك هذا المؤتمر بصماته في التاريخ الفلسطيني ،معلناً الوحدة الفتحاوية أولاً من وعلى تراب غزة ،وثانياً انهاء الانقسام ، مؤتمر يكون بمثابة حصن منيع يتصدى لمشاريع الاحتلال الإستيطانية والتهويدية ، ويفرض احترامه على الدول الاقليمية والمجتمع الدولى ، نريد مؤتمر يفرز قيادات قادرة على خدمة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، قيادات قادرة على تشكيل تيار انقاذ وطني يشارك فيه جميع الفصائل ....


سؤال يطرح نفسه من يستطيع اتخاذ قرار عقد المؤتمر في غزة ؟؟؟ ومن الأحق ومن له الحق برئاسة المؤتمر ؟؟؟


علمنا أبو اياد رحمه الله بأن فتح تعنى المحبة والإخوة والتفانى والإخلاص ، وصايا الماضي تمت ترجمتها معكوسة في قالب من الترهل ، فلا يعقل اختصار التاريخ النضالي الحافل للحركة في شخصين ، الأول عباس والأخر دحلان ،لا يجوز لأى مُنتَمِ للحركة بفصل الأخر أو اقصاءه أو محاولة تحجيمه، بسبب ما حدث في غزة فى٢٠٠٧( الانقلاب الدموي ) ، شهادةً أمام الله أن الكل الفلسطيني يتحمل مسؤلية سقوط غزة ، بدءاً من الرئيس حتى الطفل الرضيع ، أما تجريم شخص بعينه أو مجموعة أفراد غير منطقياً، وما يثبت ذلك القرارات الصادرة عن اللجنة المركزية فارغة المحتوى والمضمون ، ودليل ذلك كتابة اسم دحلان الرباعي خاطئ، فأى لجنة مركزية وأى لجنة تحقيق لا تستطيع التدقيق في كتابة اسم المدعى عليه وتدوينه في المحضر الرسمي بشكل غير صحيح!!!!!! أين الدقة والموضوعية في قرار الفصل ،علماً بأن القرار تم نشره على وكالة الانباء الرسمية وفا ....


وتمر الايام والسنوات العجاف ،واصبحت المصالحة بين الرجلين معقدة للغاية وأضحت حالة العداء الشخصي بينهما مادة دسمة جداً جداً في الاعلام العبري ، ولا أخفى عليكم فكل ما سبق عمل على اضعاف حركة فتح وتدمير منظمة التحرير، وطمس الكيانية الفلسطينية مضافاً اليها حالة الانقسام بين فتح وحماس ، ورغم ذلك لا يسعنا الا القول عفا الله عما سلف....


وما زالت غزة تحترق و تأكلها النيران من كل صوب وحدب ، فمن أراد منكم أن يثبت للشعب وللعالم أجمع أنه كبير القوم ، عليه أن يتحلى بالجرأة والمجئ الى غزة ، ولغزة وشعبها القول الفصل في اختيار كبير القوم ....


وتذكروا أن غزة ستبقى دوماً أم الوطن ، وأبو الوطنية ، وموطئ الحل للأزمة الفلسطينية ، ولا تنسو يا قادة أن غزة جميلة بأهلها ،عزيزة بكبارها وصغارها ،بشهدائها وتاريخها ....


فيا دحلان...... ويا عباس..... لا تجعلوا غزة تعيش النكبة مرتين الاولى من الاحتلال والثانية منكما ومن الانقسام ، ومرة اخرى غزة ترحب بكم ، ومنها سيصدر القرار ...ولها الحق فى اختيار القادة الاخيار ... .....
بقلم غادة خضر