نص نثري
كان يسير ُعلى الغيوم
يحثها على الاستمطار،
وهو في رفعة عطائه والمطر…
يمدّ يديه للغير …
بكل ثقة ومحبة غامرة.
كأنه شجرة زيتون معجزة
أرخت ظلالها على زمرة…
زمرة من الطيور المستريحة …
تتحاور في وقت الشروق ما العمل القادم.
كان يأنف من الكسل والعجز
ويرفض الصراعات المؤذية
يتسلح بإيمان عميق وأجنحة قوية
ويجول بين اللحظات الثقيلة بالهموم…
يربط كل الأثقال ليحملها ويلقيها بعيدًا…
مؤثرًا أن يجعل من ساعات يومه…
حصادًا بعد زرع،
وإثمارًا بعد سقاية.
لم تكن لتجد عنده حِدّة
ولا آثار غضب
ولا تغضينة جبين
ولاصوتٍ عالٍ
البتة
كما لم تكن تجد عنده الموقفين أبدًا
أو الوجهين أبدًا
متصالحٌ مع قيمه وفلسطين هو
هو الصادق وهو النبيل
وهو المشتاق أبدًا لفلسطين
المقدم لها
وهو الرفيق الذي تعتمد عليه
قدري أبوبكر …
جعل السلاسة في الجريان
والسهولة في التناول…
واللطافة في التعامل…
والإشراق بوجهه المنير
والشوق الجليل
مفتاحه للقلوب …
حتى أحبه كل زملائه،
وكنا منهم في مساحة تشاركنا العمل في أمانة سر المركزية …
قبل أن يستلم شؤون الأسرى.
قدري أبوبكر …
رحابة طائر العُقاب
الذي يألفك بسرعة…
ويألف العيش في كل المناخات
قدري أبوبكر اتساع ولين…
الى حد أنك قد تتوه بينه وبين أبسط الناس. وما كنت وان اجتهدت أن تميّز شخصه "الجميل الصعب" من بين الجماهير.
لقد آمن بالناس
فكان لهم قلبًا مفتوحًا
ويدًا تربتُ على الكتف
وكلمة حافزة.
رحل قدري…
وخّلف من إرث العطاء واللين والمحبة واللطافة والإيمان والألفة ما يظل يشدنا اليه.
رحم الله البطل الأسير المحرر المناضل المشتاق قدري ابوبكر، وأسكنه فسيح الجنان باذن الله.
#فلسطين_لنا
#قدري_أبوبكر
#بكر_أبوبكر