تركت جوزها ممدود وراحت تزور ابو عبود...

 

بقلم : د. ميلاد جبران البصير

ان الاخبار والمناظر التي نقرأها ونشاهدها على صفحات الصحفي وعلى شاشات التلفزيون والأخبار التي نستلمها من الأصدقاء والصديقات من سوريه العروبه لهي اخبار ونشاهد تقشعر لها الأبدان.
ان الدمار والكارثه التي أصابت سوريا الشقيه، وتركيا لا يمكن وصفه بمقال لذاك كل التضامن وكل الدعم لهذتين الدولتين رغم كل الاختلاف السياسي لان الظروف الإنسانيه التي تمران بها لهي كافيه لوضع كل تناقاضاتنا وكل خلافاتنا على الرف في هذة الظروف العصيبه.
سوريا العروبه وسوريا النضال وكانه لا يكفي الحصار الاقتصادي والمالي المفروض عليه منذوا اكثر من عشرة أعوام وكأنه لا تكفي الحرب التي سببت آلاف والاف القتلى واللاجئين وابنائي في المخيمات في الداخل وفي دول الجوار ، وكأنه لا تكفي موجه البرد القارص التي ضربت شمال البلاد حيث مخيمات اللاجئين السوريين فجاء الزلزال المدمر والذي أصطحب معه الموت والدمار تاركا خلفه أحياء بكاملها ركاما على من فيها من بشر .
الغريب من هذة الاخبار ومن هذة المعلومات هو ردود فعل العالم بشكل عام مع هذا البلد العربي الشقيق بخصوص المعلومات وبخصوص المساعدات الإنسانيه. بطبيعة الحال لم استغرب ردود فعل العديد من الدول الغربيه بخصوص مد يد العون والمساعدة والاغاثة إلى البلد الحليف تركيا والذي يستعملها الغرب كشرطي مرور ضد المهاجرين لكن الغريب والاغرب من الغريب" بل المذهل هو ردود فعل العديد من الدول العربيه والاسلاميه " الشقيقه " حيث انها كانت في سباق مع الزمن لتفعيل جسور جويه لنقل فرق الإنقاذ والمساعدات الإنسانيه إلى تركيا وترك سوريا في محنتها وفي دمارها بفرق الإنقاذالوطنيه التي تحاول عمل المستحيل في الايادي العاريه لإنقاذ من بقي تحت الركام وكان امر سوريا والسوريين لا يهمهم ابدا . أن القاسي والداني لاحظ هذا التصرف الغير أخلاقي، الغير إنساني ، أن عدم المبالاه هذة ليست من اخلاق وشهامه العرب ولا المسلمين ، صدق مظفر النواب عندما قال : لست خجولا أن أن اصارحكم أن حظيرة خنزير أطهر من اطهركم اولاد القحبه ما اطهركم.
طبعا كنتم في صراع مع الزمن للوقوف مع تركيا وتركتم سوريا العروبه تنزف وتغمض جراحها وتترك ضحايهاها تحت الركام ولم تشعرون في العار ولا الخجل ، ايها الساده أن التاريخ لا يرحم وان الشعوب أيضا لا ترحم فسيسجل التاريخ والاجيال القادمه هذة التصرف المعيب والغير أخلاقي والغير إنساني ايها العربان .
كنت اتأمل من بعض العربان والمستعربين أن يهبوا هبة الرجل الواحد اولا لرفع الحصار عن سوريا وعمل جسور جويه كما فعلت الجزائر العظيمه وإرسال فرق الإنقاذ خلال ساعات مع المساعدات لكن للأسف هذة السرعة وهذة الهبه كانت لتركيا وليس لسوريا العروبه .
لا اريد الدخول في مهاتات الجامعه العربيه والدول الشقيقه والعروبه والاسلام ، لكن من الناحيه الإنسانيه والاخلاقيه نعم كان يتوجب تكريس نفس الاهتمام والعناية والمساعدة لكلا البلدين دون أي تفرقه مهما كانت الخلافات السياسية لكن للأسف هذا لم يحدث سوى من بعض الدول العربيه " الشقيقه" وكما قال المثل الشعبي " تركت جوزها ممدود وراحت تزور ابو عبود " * اكيد وواضح أن السبب او الأسباب ليس ذات طابع سياسي واللبيب من الإشارة يفهم.
حمى الله سوريا والخزي والعار لبعض العربان والمستعربين
* مقتبس من الصديقه العزيزة مجدولين فاروق سلامه ، مشكورة
** اعلامي فلسطيني خبير في شؤون الهجرة والمهاجرين وعضو سابق في اللجنة الاقليمية التابعة لاقليم اميليا رومانيا فرع فورلي وتثيزينا الايطالي لدراسه طلبات اللجؤ السياسي.

 

نداء الوطن