إنهاء الحرب وحل الدولتين والاستقرار في المنطقة

بقلم :  سري  القدوة

الاثنين 16 آذار / مارس 2025.

 

في ظل استمرار الاحتلال الغاشم باستباحة غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وارتكاب المزيد من أشكال الإبادة والتطهير العرقي والقتل خارج القانون ضد المدنيين الفلسطينيين يعد إمعانا إسرائيليا رسميا ومتواصلا واستخفافا بالمجتمع الدولي وبالشرعية الدولية وقراراتها وتمردا متعمد على القانون الدولي والمطالبات والمناشدات الدولية الداعية لوقف الحرب والكارثة الإنسانية في غزة وان تلك المجازر المتواصلة يحب ان تتوقف ويتم وضع حد لسياسة الاحتلال وممارسات جيشه القمعية والا إنسانية .

 

لا يمكن لهذا المحتل الغاصب ان يستمر على نفس نهج حكومته المتطرفة والقمعية ومواصلة إنتاج مشاهدة معاناة النساء والأطفال الأبرياء حيث المجزرة المروعة التي ترتكبها قواته العسكرية في مختلف مناطق قطاع غزة، وكذلك العدوان الهمجي في محافظات الضفة الغربية والاعتداءات المتكررة على المدن الفلسطينية والتي تأتي امتدادا لحرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وتدمير جميع مقومات وجوده الإنساني .

 

حكومة الاحتلال ما زالت تتخبط في رؤيتها حول الوضع النهائي والحلول المطروحة واليوم التالي للحرب ولا يمكن تجاهل نتائج حرب الإبادة والجرائم الإسرائيلية وتجاهل نضال شعب فلسطين وحقوقه الشرعية ولذلك لا بد من المجتمع الدولي العمل على تفعيل مسارات السلام والحفاظ على حل الدولتين والتفاوض بدلا من حروب الاحتلال وأهمية إعادة صياغة مستقبل العملية السياسية .

 

وما من شك بان تراجع الموقف الأمريكي عن فكرة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة هي خطوة على الطريق الصحيح ومشجعة ونأمل أن تتواصل هذه التصريحات المتوازنة والمسؤولة من قبل الإدارة الأميركية للوصول إلى مسار سياسي يستند للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والتي حظيت بإجماع مؤتمر قمة القاهرة العربية وقد تجلى الموقف العربي الرافض للتهجير والذي ساهم إلى جانب صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه إلى تراجع الإدارة الأمريكية عن ما تم طرحه سابقا حول التهجير بحجة أعادة اعمار القطاع .

 

لا بد من الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس ترمب التعامل بواقعية مع مختلف الإحداث الجارية على الصعيد الفلسطيني واتخاذ خطوات عملية من اجل ضمان وقف إطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية ودعمها لتولي دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، وانسحاب إسرائيل الكامل منه، وتنفيذ خطة إعادة الإعمار دون تهجير لأبناء شعبنا من ارض وطنهم، والتأكيد في ذات الوقت على أهمية تطبيق  هدنة شاملة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ووقف الأعمال الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، الأمر الذي سيؤدي إلى خفض التصعيد لتطبيق الأفق السياسي المبني على الشرعية الدولية .

 

ويبقى حل الدوليتين هو الخيار الواقعي المستند لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، الذي يؤدي إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية، هو الحل السياسي الذي يحقق السلام والاستقرار والأمن للجميع في المنطقة .

 

ويجب استمرار الجهود والتنسيق الفلسطيني العربي باعتباره خطوة استراتيجيه هامة جداً، يمكن البناء عليها لدعم الرؤية العربية لإعادة أعمار قطاع غزة، والبدء بمسار سياسي يجسد قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة، والعمل لتحقيق ذلك مع الولايات المتحدة والأطراف العربية والأوروبية والدولية، وإتاحة الفرصة لجهود اللجنة العربية والإسلامية والتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، وبذل الجهود من أجل عقد المؤتمر الدولي للسلام في حزيران/يونيو المقبل بنيويورك، بما يؤدي تحقيق الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الاحتلال ووقف العدوان وانصياعه للقرارات الدولية

بقلم :  سري  القدوة

الأحد 15 آذار / مارس 2025.

 

لا يمكن استمرار الصمت الدولي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، والاكتفاء ببعض بيانات التعبير عن القلق والتحذير والمطالبات والتي لا ترتقي جميعها إلى مستوى المعاناة والواقع المأساوي الذي تعيشه المدن الفلسطينية سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية وما خلفته وقائع حرب الإبادة الجماعية التي يقترفها جيش الاحتلال والتي تعتبر وفقا للقانون الدولي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وخروقات فاضحة لالتزامات إسرائيل كقوة احتلال، خاصة وأنها تتزامن مع العديد من المواقف والتصريحات التي تصدر عن وزراء في حكومة التطرف الإسرائيلية وتفاخرهم بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني واستمرارهم في تنفيذ مخططات ضم الضفة وتصفية القضية الفلسطينية .

 

ويمارس الاحتلال حصاره الظالم على قطاع غزة ويواصل رفضه للاستجابة لمتطلبات التهدئة وتعنته في تلبية مطالب الدول الداعية لوقف إطلاق النار واستمرار جريمته بخنق قطاع غزة ومواطنيه، والتصعيد الحاصل في جرائم الاحتلال وإجراءات الضم المعلن وغير المعلن للضفة الغربية بما في فيها القدس، وارتكاب أبشع مظاهر التطهير العرقي والتنكيل بالمواطنين ومن خلال توزيع واضح للأدوار بين جيش الاحتلال وميليشيات المستعمرين المنظمة والمسلحة، سواء بتعميق تقطيع أوصال الضفة الغربية وفرض العقوبات الجماعية على حواجز الموت والاذلال، أو زرع المزيد من البؤر الاستعمارية العشوائية وتحويلها بالتدريج إلى مستوطنات استعمارية قائمة بذاتها .

 

اعتداءات المستعمرين برعاية وحماية جيش الاحتلال ضد أبناء شعبنا، كما حدث في قريتي أم صفا وسردا بمحافظة رام الله، باتت نهجاً لحكومة الاحتلال الماضية في سياسة التطهير العرقي الممنهجة التي تمارسها ضد شعبنا، والهادفة لتقويض السلطة الفلسطينية وكذلك إحداث التغيير الديمغرافي الهادف لشطب حق العودة، ومواصلة حكومة الاحتلال الانتهاكات والتحدي للمجتمع الدولي، عبر تصعيد الاستيطان وعمليات اقتحام المدن، إضافة إلى اعتداءات المستعمرين بحماية من جيش الاحتلال، وكذلك استخدام سياسة التجويع والتعطيش أدوات في حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة، ما يتطلب توفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا .

 

وفي ضوء تلك السياسات لا بد من الاستمرار في الحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي مع مراكز صنع القرار في الدول وفي إطار متعدد الأطراف وعلى مستوى المنظمات الدولية والأممية المختصة، لحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة على الاحتلال لوقف العدوان والانصياع لقرارات الشرعية الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية الاحترازية، بما في ذلك أيضاً الرأي الاستشاري الذي صدر عن المحكمة .

 

وأمام خطورة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الضفة الغربية من جيش الاحتلال والمستعمرين خاصة في مخيمات الشمال، لا بد من سرعة التدخل الدولي للضغط على إسرائيل من أجل إيقاف هذه العملية المتوحشة والانسحاب من المخيمات وعلى المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية استمرار الضغط لإجبار حكومة الاحتلال تنفيذ متطلبات التهدئة والانسحاب من قطاع غزة والشروع في عملية الإعمار، باعتباره جزءا من دولة فلسطين التي تضم الضفة الغربية والقدس الشرقية تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .

 

لا بد من استمرار الدعم العربي لتعزيز الصمود الفلسطيني أمام خيارات التهجير وما تمارسه حكومة التطرف القمعية وضرورة استمرار التنسيق الفلسطيني - العربي الموحد باعتباره خطوة استراتيجيه هامة جداً، يمكن البناء عليها لدعم الرؤية العربية لإعادة اعمار قطاع غزة، والبدء بمسار سياسي يجسد قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تداعيات خطيرة جراء عدوان الاحتلال على الضفة

بقلم  :  سري  القدوة

السبت   14 آذار / مارس 2025.

 

التداعيات الخطيرة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية تتوسع وتشكل خطورة بالغة على مستقبل الوضع الفلسطيني القائم في الضفة الغربية حيث تمارس سلطات الاحتلال انتهاكات عنصرية وغير قانونية في الضفة، وتستولي على الأراضي وتبني المستعمرات والبؤر الاستعمارية، وتهدم المنازل وتقتلع الأشجار، كما تطلق يد قطعان المستعمرين الذين يمارسون أعمال العربدة والاعتداء على المواطنين .

تدهور الأوضاع في الضفة الغربية جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من شهرين مما يساهم في استمرار الصراع ونشر الكراهية في المنطقة وبات من المهم العمل على ضمان تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار كاملا في غزة بكل مراحله ويجب مواصلة التركيز على الوضع المتدهور في الضفة الغربية وضمان تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ليشمل الضفة الغربية أيضا بشكل كامل .

يجب استمرار دخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى القطاع، وتوفير الخدمات الأساسية وإطار عمل لعودة النازحين داخل غزة وأعمار القطاع والتأكيد على ان أي حلول لا تدعم حل الدولتين هي حلول مرفوضة، وما يجلب السلام الدائم والشامل في المنطقة هو نيل الشعب الفلسطيني حريته وسيادته على أرضه وإنهاء كل إشكال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .

وتتصاعد بالمقابل جرائم الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية في القدس والخليل حيث اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي وما يجري في المسجد الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة لمدينة الخليل من إجراءات تقسم الحرم وتعدي على الواقع القائم فيه يأتي استكمالا لمخططات الاحتلال بالاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسحية، وكان قد اقتحم عشرات المستعمرين المسجد الأقصى على شكل مجموعات متفرقة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، في محاولة لاستفزاز مشاعر المسلمين في شهر رمضان المبارك .

 أن أي محاولة لتغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي كأحد أهم المعالم الدينية والتاريخية في مدينة الخليل تعد انتهاكا واعتداء على السيادة والولاية القانونية والدينية والسياسية لأهم مقدس من المقدسات الإسلامية، وعلى معلم تراثي حساس يمس كل المسلمين، وأن الاحتلال يمارس انتهاكاته واعتداءاته اليومية واستفزاز مشاعر المسلمين ويضرب بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية والتي وضعت الحرم على قائمة الموروث الحضاري عام 2017 .

لا بد من قيام الحكومة الفلسطينية بمسؤوليتها الكاملة وتولي الإشراف السياسي والإداري والأمني على قطاع غزة وضمان الوحدة الجغرافية الفلسطينية على اعتبار أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الجغرافيا الفلسطينية لدولة فلسطين وجزء من النظام السياسي وأن الشعب الفلسطيني شعب واحد موحد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا داخل فلسطين وخارجها .

إرادة الشعب الفلسطيني والتلاحم العربي أسقطا المخططات والمشاريع الرامية إلى التهجير ولا بد من استمرار الحراك العربي الداعم للقضية الفلسطينية والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ورفض مخططات التهجير والعمل على التطبيق  الفوري لقرارات القمة العربية الطارئة غير العادية والتي عقدت في القاهرة وأهمية التحرك وفقا للخطة والإستراتيجية العربية لدعم القضية الفلسطينية والرد على مخططات التهجير كافة .

لا بد من تحرك المجتمع الدولي وتحمل مسؤولياته التاريخية والسياسية والأخلاقية، والتدخل الفعلي لوقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وخطر وجودي وتمكينه من أن يتجاوز تلك المرحلة الصعبة وإقامة دولته على أرضه وان يعيش في وطنه وفقا لقرارات الشرعية الدولية .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نداء الوطن - أحمد سليمان العُمري

دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري

شهر رمضان هو شهر العبادة والطاعة، شهر التضحية والرحمة، حيث يسعى المسلمون في كل مكان للاغتراف من خيراته الروحية والجسدية. هو وقت من الفرح الروحي والنقاء النفسي، حيث تتجدد العزائم وتعلو الهمم في تقوى الله سبحانه وتعالى.

 

يحلّ علينا الشهر هذا العام، كما العام الماضي وسط محن قاسية تعصف بالأمّة الإسلامية، أبرزها المجازر المستمرة في فلسطين، حيث يُحاصر أهل غزّة بلا ماء أو غذاء، ويواجهون حرب إبادة أمام أعين العالم.

 

ومع انسحاب الجيش الإسرائيلي جزئيا من قطاع غزّة بعد أكثر من عام من القصف المكثّف، انتقلت الحرب إلى شمال فلسطين، حيث بدأت القوات الإسرائيلية بتدمير مدن مثل جنين ومخيّمها وطولكرم ونابلس، مما زاد من معاناة الفلسطينيين في تلك المناطق، وفي ظل هذا المشهد، ينشغل كثير من المسلمين بالنوافل، بينما يتجاهلون أن الأولوية الشرعية في مثل هذه الظروف هي إنقاذ الأرواح ونصرة المستضعفين، فالإسلام لم يكن يوما دين العزلة والانطواء، وخاصّة في المحن، بل دين العمل والجهاد.

 

رمضان شهر الجهاد الحقيقي.

رمضان ليس شهر الخمول أو الفتور، بل كان عبر التاريخ شهر التضحيات والفداء والنصرة والبطولات والتحولات الكبرى، حيث شهد أعظم الانتصارات الإسلامية التي غيّرت مجرى التاريخ:

 

غزوة بدر الكبرى (17 رمضان، 2 هـ): انتصر فيها المسلمون رغم قلة عددهم، وكانوا صائمين، ليؤكّدوا أن رمضان شهر العزيمة لا التراخي.

 

فتح مكة (رمضان، 8 هـ): دخل النبي ﷺ مكة منتصرا، محققا أعظم الفتوحات السلمية في الإسلام.

 

معركة حطين (رمضان، 583 هـ): سحق فيها صلاح الدين الأيوبي جيوش الصليبيين، واستعاد القدس بعد احتلال دام قرابة 90 عاما.

 

معركة عين جالوت (رمضان، 658 هـ): دمر فيها المسلمون بقيادة سيف الدين قطز جيوش المغول الذين اجتاحوا بلاد المسلمين.

 

هذه الأحداث تثبت أن رمضان لم يكن شهرا التقوقع والركود، بل شهر الحسم والتغيير، واليوم يشهد العالم صمود قطاع غزّة والضفة الغربية في مواجهة جيش الاحتلال المدعوم أمريكيا وأوروبيا بكل صلافة، حيث يتحدى أهلها الموت والجوع، بينما يكتفي كثير من المسلمين بالدعاء دون أي تحرّك فعلي، بين تبرّع بالدرجة الأولى والإعلام والضغط السياسي والدعوات القانونية والعمل التطوعي من خلال مُنظّمات الإغاثة والتعريف بالقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، عبر الحورات والكتب والمقالات.

 

وهناك جزئية مهمة جدا وهي النضال الإلكتروني عبر وسائل التواصل الإجتماعي بالرد على حملات التضليل الإعلامي وفضح الأكاذيب وتفنيد الإدعاءات المُغرضة، وفضح جرائب الحرب الإسرائيلية، التي أمتدت الآن إلى مدن الشمال في الضفة الغربية، فضلا عن المشاركة الجادة في حملات المقاطعة الدولية، وأخيرا الدعاء واليقين بالإستجابة.

 

الأولوية لإنقاذ الأرواح قبل النوافل

إنقاذ النفس البشرية ليس خيارا، بل هو فريضة في الإسلام، حيث يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: 32)، وكما قال النبي ﷺ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ».

 

فكيف يمكن للمؤمن أن يقضي رمضان في راحة وسكينة بينما يُقتل الأبرياء أبناء الجلدة الواحدة جوعا وتحت القصف؟ هل يمكن أن تكون النافلة أولى من إطعام طفل يتضور جوعا؟ إلّا إذا اجتمعا معا.

 

إن الأولويات في الإسلام واضحة: الواجب مُقدّم على النافلة، وإنقاذ الأرواح عبادة واجبة، تماما كالعبادات الواجبة.

 

الإنفاق في سبيل الله فرض لا خيار

 

يعتقد البعض أن الصدقة في رمضان مجرّد فضيلة، لكنها في مثل هذه الظروف؛ كالعدوان الإسرائيلي في فلسطين عامّة وحرب الإبادة والتجويع الذي يُمارس على غزّة تتحوّل إلى فريضة شرعية. وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ﴾ (التوبة: 60). كما قال النبي ﷺ: «مَن فَرَّجَ عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرَّج الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة».

 

وأي كربة أعظم من المجاعة والحصار الذي يعانيه أهلنا في غزّة؟ التبرّع بالأموال والمواد الإغاثية الآن ليس إحسانا، إنما هو واجب على كل من يملك القدرة.

 

كيف ننصر غزّة في رمضان؟

 

النصرة ليست شعارا، بل عمل مستمر يتطلّب خطوات عملية، ومن أهم ما يمكن القيام به:

 

التبرّع عبر الأشخاص أو المنظمات الموثوقة كي تصل المساعدات إلى أصاحبها في القطاع، إضافة إلى فضح جرائم الاحتلال إعلاميا من خلال مشاركة الحقائق عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكشف الانتهاكات، وأيضا مقاطعة الشركات الداعمة للصهاينة، لأن أموالنا لا يجب أن تتحوّل إلى رصاص يُقتل به أهلنا في فلسطين.

 

الضغط السياسي عبر التظاهرات والعرائض والضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف حقيقية ضد مماراسات الجيش الإسرائيلي، ويمكن توضيف الجهاد الإلكتروني بافضل وجه لفضح الأكاذيب الصهيونية، والتصدي للحملات الإعلامية المضللة. وأخيرا الدعاء المقرون مع العمل، الذي لا يوقوم دون خطوات عملية لتحقيقه، كهذه التي ذكرناها آنفا.

 

ما هو الجهاد اليوم؟

قد يتساءل البعض: هل الجهاد اليوم محصور بالسلاح فقط؟ والجواب هو أن الجهاد له أشكال عديدة، وكل فرد يمكنه أن يساهم فيه حسب قدرته:

جهاد المال: بدعم المحتاجين وإغاثة المنكوبين، كما هو الحال الآن في قطاع غزّة وشمال الضفة.

جهاد الكلمة: بالتصدي للحملات الإعلامية المضللة.

جهاد المقاطعة: بعدم تمويل الاحتلال بطريقة غير مباشرة.

جهاد الاحتجاج: بإيصال صوت المستضعفين للعالم.

الإسلام ليس دين الشعارات، بل دين الأفعال، وكل من يستطيع تقديم مساعدة ولم يفعل، فهو مسؤول أمام الله يوم القيامة.

إعادة تعريف العبادة في رمضان

شهر رمضان المبارك لم ينحصر بالصيام والقيام، بل هو شهر الجهاد بمعناه الواسع: جهاد النفس، وجهاد المال، وجهاد الكلمة، وجهاد المقاومة. قال النبي ﷺ: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر».

واليوم، هذه الكلمة، كلمة الحق يجب أن تكون لنصرة المستضعفين في فلسطين، ولا ننسى السودان، وفضح الاحتلال، والعمل بجد لإنهاء حرب الإبادة في القطاع على بعد كيلوا مترات منّا.

رسالة رمضان هذا العام

إذا لم يكن رمضان وقتا للتحرّك من أجل غزّة وجنين ومخيّمها وطول كرم والضفة برُمّتها والسودان المنسية، فمتى يكون؟ لنضع الفريضة قبل النافلة، ولنثبت أن الإسلام دين حركة لا خمول، دين عدل لا استسلام، دين نصر لا هزيمة.

اللهم اجعل رمضان هذا العام شهر نصر وعزّة للمسلمين، وأعنّا على القيام بواجبنا تجاه أمتنا.

 

نداء الوطن - كتب بكر ابو بكر

بكر أبوبكر

مما لاشك فيه أن الصورة تستحوذ على قلوب وعقول الناس. ورغم أهمية الكلمة وعِظَمها فإن تحتل الصورة الموقع الأول لا يغني عن حقيقة جذرية الكلمة وما تجلبه معها من قراءة عميقة ذات بُعد تتقاطع فيه الكلمات والأرقام والتخيلات والتصورات فترسم في الدماغ حقيقة الفكرة.

في ظل طغيان الصورة التي قتلت فعل القراءة يتجلى أهمية الاهتمام المتوازن بالأداتين التربويتين والاعلاميتين والتثقيفيتين، ولا ينكر أحد سطوة الأولى في ظل انكماش سوق الكلمة والكتاب الملتزم خاصة في عالمنا المرتبك بين عقله، وعواطفه ونزواته يعظّم الأخيرة ويقزم الاولى.

عمومًا دعني أخوض بصلب الموضوع وهو مجزرة العصر وكارثة القرن من الإبادة الانسانية الواقعة في قطاع غزة الفلسطيني-العربي، ومن هذه الزاوية أي الكلمة مقابل الصورة.

وعليه فإن الحزن من عدم انتشار أو ثبات الكلمة أو الصورة للمجزرة في العقل العربي والعالمي وهي للغرابة والعجب العُجاب مازالت قائمة! إنما يعود لتقصير لدينا نحن الواقعين تحت سطوة الكارثة والنكبة الثانية (فلسطينين وعرب) وما ذاك الا نتيجة إهمالنا تأسيس منصة عالمية للكارثة والنكبة والإبادة الجماعية في قطاع غزة، أو سمّها ما شئت ما دمت تسعى (أو يجب أن تفعل) لتخليدها للقرون القادمة.

منصة عالمية للكارثة والإبادة في غزة وفلسطين تعني إنشاء منصة تفاعل الكتروني (ومثلها فيزيائي) لما حصل ويحصل في غزة (2023-2025م) كما تعني الكثير من إنشاء متاحف ومعارض عديدة بكل مكان، وشرائط سينمائية بالمئات إن لم يكن بالآلاف، ومسلسلات وتوثيق روايات وقصص وكتب وشهادات وجوائز وتكريم و.....وملاحقة كافة مجرمي الإبادة ضد شعب فلسطين العربي، وضد أرض فلسطين العربية. كل ذلك ضمن هيئة حكومية وشعبية عربية لا تقل أهمية عما هو النموذج بلجنة المحرقة النازية (الهولوكوست).

نعم إن التقصير العربي جليّ، على فرضية أن فلسطين هي قضية العرب! وعلى الأقل هذا ماقالته قمة العرب في رمضان 2025م بشهر آذار مارس، ولو لفظيًا حينما تسمت قضية فلسطين بلا أي قطران.

نعم التقصير العربي قائم ومنه الفلسطيني في (صناعة) و(تخليد) كارثة غزة العظمى ونكبة فلسطين الثانية، ولقد تجلى شعور الحزن بالصورة للأسف حينما سقطت صورة الكارثة العظمى في فلسطين وغزة من الشاشات في رمضان فيمالا يقل عن 70 عمل درامي (مسلسلات) عربية بالعامين 2024 و2025 فلم يتعرض أي منها لكارثة العصر في غزة؟! وكأنها شبح أو كأنها لم تكن!؟ بينما يظل التغني بالأمجاد السحيقة قائمًا كل موسم رمضاني بلا أي معنى! إذ ليس لنا من تلك الأمجاد الا حديث الدواوين والمسلسلات، والكذب على الذات السلطانية!

ألم يكن الأجدر بالقمة العربية بدل الكلام الجميل والوعود الخلابة لإعمار غزة المنكوبة أن تقوم بملاحقة مجرمي الحرب الذين أدانتهم الجنائية الدولية بوضوح وبالقانون ولا تتعامل معهم مثلًا، أو أن ترهن علاقاتها الدولية بمن يعترف بدولة فلسطين العربية!؟ أو أن تتجند عالميًا لاسقاط حكومة الإبادة الصهيونية في فلسطين، وبالامم المتحدة!؟ وتقول ذلك بملء الفم بوجه فرعون العصر الحديث القابع في واشنطن!

ألم يكن الأجدر بالقمة العربية العظمى أن تتخذ موقفًا حازمًا ضد الثقافة والرواية والشخصيات والمصطلحات والاعلام العبري بقطع كل العلاقات بهذا الشان على الأقل فورًا وبشكل عاجل وعبر إسكات الفضائيات التهييجية التدليسية الكذابة، ومنعها من استضافة رموز الإرهاب والعدوان.

ولا أريد أن أدخل بقوة العرب المهولة بالاقتصاد ما يمكن-مازال الوقت بصالحنا-استخدامه لتعجيل حل القضية الفلسطينية من جهة بالدولة على المتاح من فلسطين فقط، وتخليد كارثة فلسطين في غزة للأبد كي لا تتكرر ثانية، ذكرى للأجيال، وكي لا تكون بلا أي ثمن وكأنها حدث عرضي شكّل مأساة ومضى وانتهى!

ماذا لو اتخذت القمة العربية "قمة فلسطين" قرارًا بنصرة فلسطين عبر إنشاء منصة الكارثة والإبادة في فلسطين، وعبر الاتفاق على انتاج مئة مسلسل وشريط سينمائي وفي جعبة الفلسطينيين الكثير؟ ألم يكن أفضل من وعودات بالمال لم تفلح منذ قمة القذافي.

إن الصهاينة قد جعلوا من الكارثة والمحرقة النازية (صناعة) كاملة فمازالت هوليود لا تكف عن الإشارة لذلك ومر عليها ما يقرب 80 عامًا. وللذكر فإن من الشرائط التي فازت مؤخرًا بالأوسكار اثنين لهم صلة باليهود وبالمحرقة! لتأكيد أهمية الصورة. وما كان لأول شريط (فلم) عن فلسطين يفوز بالأوسكارلأول مرة بالتاريخ (شريط: لا أرض أخرى) لولا أنه مثّل عملًا مشتركًا فلسطينيا-إسرائيليًا!

يقول "نورمان فنكلشتاين" وهو اليهودي التقدمي ومن الناجين من المحرقة النازية في كتابه الهام "كيف صنع اليهود الهولوكوست" أنهم بصناعتها وديمومتها يستثمرون بها ماليًا واقتصاديًا من جهة وبشكل فظيع، وثقافيًا بتخصيص (فرادتها/تميزها) العالمية إذ لا مثيل لها بالتاريخ! بل هي (فوق التاريخ)! بل وتستخدم في سياق التلويح بعصا تهمة الإرهاب الفكري و"معاداة السامية". ودون الخوض بذلك فلنا أن نأخذ علمًا بامكانية صناعة الحدث وديمومة إبرازه وتخليده كما يحدث بالمحرقة النازية، وبعيدًا عن النوايا والتفخيم والتعظيم والابتزاز في سياقها فإن مدرسة الإبراز الصريح المثابر والتخليد من التجربة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لاسيما أن المجزرة او الكارثة العظمى في غزة والإبادة كانت تحصل أمام أعين العالم كلّه فلا يجب أن نتركها بعد سنة او سنوات قليلة تمر وكانها ريح سموم تخلصنا منها وانتهينا.

 

التدخل الدولي لوقف التجويع والترهب للشعب الفلسطيني

بقلم  :  سري  القدوة

الخميس  12 آذار / مارس 2025.

 

تصعد حكومة الاحتلال المتطرفة العنصرية من حصارها المنظم والظالم على الشعب الفلسطيني وتستخدم سياسة التجويع والتعطيش كأداة في حرب الإبادة والتهجير والضم مع استمرار منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، وقد صعد الاحتلال من جرائمه المتواصلة في الضفة الغربية المحتلة خاصة في شمالها، كما يحدث حتى اللحظة في محافظتي جنين وطولكرم ومخيماتهما، في ترجمة ونسخ لمظاهر الإبادة والتهجير التي حدثت في قطاع غزة، بشكل يترافق مع إقدام مليشيات المستعمرين على اقتحام قرية أم صفا قرب رام الله، وإحراقها عددا من المركبات، في تكامل الأدوار بين جيش الاحتلال ومليشيات المستعمرين، لتعميق مظاهر الإبادة والتهجير والضم .

 

ويصعد الاحتلال من عدوانه في ظل مواصلة حصار قطاع غزة ورفض التهدئة ووقف أطلاق النار حيث تمارس حكومة الاحتلال عدوانها الواسع في الضفة الغربية وتواصل اعتداءات المستعمرين وجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في مدن وقرى الضفة الغربية وإن هذه الاعتداءات ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة متواصلة من جرائم الاحتلال التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني، وتؤكد سياسة التطهير العرقي الممنهجة التي تمارسها حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل .

 

تنكيل الاحتلال بجثمان احد الشهداء في الحي الشرقي بجنين، إذ تم نقل الجثمان عبر جرافة في مشهد يخلو من أي احترام للقيم الإنسانية والأخلاقية وقيام المستعمرين باحراق للمركبات في قرية أم صفا شمال رام الله وهدم جيش الاحتلال معرضي مركبات قرب قرية سردا شمال رام الله أيضا .

 

محاولات الاحتلال فرض اعتياد وجوده بين المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية بما يرافقها من جرائم وانتهاكات وعربدات ودهس نتيجة تحركات آلياته العسكرية على اختلاف أنواعها، وتدميرها للبنى التحتية والمنازل والشوارع والمركبات ومصادر أرزاق المواطنين، بشكل منهجي استفزازي همجي ومقصود، وخاصة في ظل تصاعد مخاطر هذه الجرائم على فرصة الحل السياسي للصراع .

 

جرائم الاحتلال ليست سوى تعبير صارخ عن طبيعة النظام العنصري الذي يمارس أبشع أشكال القمع ضد الشعب الفلسطيني إضافة إلى أن الحصار المفروض على المدن والقرى الفلسطينية، والمعاناة اليومية على الحواجز العسكرية، والتنكيل بالمواطنين هي ضمن الخطط الاستعمارية لتهجير شعبنا والاستيلاء على الأرض الفلسطينية، كما أنها نتاج مباشر لعجز المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، واستمرار الدعم الأمريكي غير المشروط للاحتلال والذي يشكل غطاء سياسيا ودوليا لاستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني .

 

لا يمكن استمرار جرائم الاحتلال دون مواجهة حقيقة وفاعلة من المجتمع الدولي ويجب التدخل من قبل المؤسسات الدولية ورفض كافة مظاهر التجويع والإبادة والتهجير وترهيب المواطنين كما يحدث في جنين وطولكرم، وأهمية وضع حد لتقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته بشأن وقف عدوان الاحتلال المفتوح والشامل ضد شعبنا وحقوقه .

 

استمرار هذه الجرائم لن يمر دون محاسبة، ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته عبر اتخاذ موقف حازم يشمل فرض عقوبات فورية على حكومة اليمين الإسرائيلية وقادة المستعمرين، ومحاسبتهم أمام المحاكم الدولية وتجميد عضوية دولة الاحتلال في الأمم المتحدة، ويجب التعامل بحسم وقوة الموقف والقرارات الدولية ووضع حد للعربدة الإسرائيلية وضرورة استجابة الاحتلال لكل مطالبات الدول والأوامر الاحترازية التي صدرت عن محكمة العدل الدولية بوقف انفلات إسرائيل كقوة احتلال من القانون الدولي وأية التزامات تفرضها اتفاقيات جنيف .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نداء الوطن - كتب أسامة خليفة

أسامة خليفة

كاتب فلسطيني

يأتي الكشف عن اتصالات مباشرة بين الولايات المتحدة وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في الدوحة، بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في الحرب على غزة، مما يعكس تحولاً هاماً في طريقة تعامل واشنطن والولايات المتحدة مع الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي.

كما يأتي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي انتهت في بداية شهر آذار الحالي، دون الدخول في مباحثات جدية حول المرحلة الثانية، كما تأتي أيضا في سياق أن الإدارة الأميركية لم تعد ترى أن مسار المفاوضات الذي تتبعه حكومة نتنياهو مجدياً، وسط إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، والإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، مقابل فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وقد أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى القطاع لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس، لإجبارها على قبول الشروط الإسرائيلية بهدنة قصيرة الأجل، وتبادل أسرى خلالها.

في المقابل، تؤكد حماس وجوب تنفيذ كل ما وقعت عليه إسرائيل في اتفاق وقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل الانسحاب الشامل لجيش الاحتلال من غزة بما فيها محور فيلادلفيا، وهدنة طويلة الأجل، تمهيداً لإعادة إعمار القطاع المدمّر.

كما تأتي هذه المحادثات وسط تقييم جديد للإدارة الأميركية لمسار المفاوضات الذي يعرقله نتنياهو لأسباب شخصية، ولإرضاء شركائه في الحكومة التي يخشى أن تنهار، ويذهب بعدها إلى المحاكمة بتهمة الفساد، وأصبحت الولايات المتحدة ترى أن نتنياهو هو المشكلة، وأن حماس جزء من الحل.

وتأتي أيضاً وسط رغبة الرئيس الأميركي أن تؤدي المفاوضات إلى صفقة سريعة لا تحتمل المماطلة، في سابقة تحمل دلالات استراتيجية، تكمن وراء مفاوضات رسمية ومباشرة بين أميركا وحركة حماس لأول مرة، كانت مفاجئة للكثيرين لا سيما لنتنياهو وحكومته، فحركة حماس لم تكن رافضة للحوار مع الولايات المتحدة، بل العكس هو الصحيح، والتغير حاصل في الموقف الأميركي، وليس من جهة حماس.

لكن ما الأمر بالنسبة للولايات المتحدة؟. وهي التي تعتبر حركة حماس حركة إرهابية، فهل يؤدي هذا الحوار إلى رفع اسم حماس من قائمة «الإرهاب» الأميركية؟. ذلك مبكر جداً، ودونه شروط أميركية يصعب على حماس القبول بها دون تغيير هام في سياستها، وفي مقدمتها الاعتراف بإسرائيل. ورأى محللون سياسيون في هذه اللقاءات بداية تحول أميركي، بالاعتراف بحماس كجزء من الحل السياسي في المنطقة، بما أن الحوار المباشر هو اعتراف ضمني أن حركة حماس حركة مقاومة لا يمكن شطبها من المعادلة السياسية، ولا يمكن تجاهلها في أي عملية تفاوضية. وأن حركة حماس في المفاوضات غير المباشرة عبر وسطاء كانت تمثل كل فصائل المقاومة، حقيقة لا يمكن لأحد تجاوزها. يمكن لهذه اللقاءات أن تكون بداية لحوار شامل وواسع حول القضية الفلسطينية، وضرورة حلها حلاً عادل،اً وأن تكون مقدمة لتحولات أوسع في السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، بما يذكرنا بموقف الولايات المتحدة من منظمة التحرير الفلسطينية، التي اضطرت في النهاية إلى الحوار والتعامل معها للوصول إلى حل للصراع في المنطقة، وفي العام 1994 تم فتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة واشنطن، وقام الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون حينها بإلغاء قانون ينص على أن الفلسطينيين لا يستطيعون الحصول على مكاتب.

في الحوار المباشر التقى آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والقيادي في حركة حماس خليل الحية، تمحور اللقاء حول الأسير «الأميركي- الإسرائيلي» عيدان ألكساندر، المحتجز لدى المقاومة الفلسطينية، ناقشا أيضا كيفية تنفيذ الاتفاق المرحلي الذي يهدف إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس. وقال القيادي في حركة حماس: «أبلغنا الوفد الأمريكي عدم ممانعتنا الإفراج عن الأسير في إطار هذه المحادثات وضرورة إلزام الاحتلال بما وقع عليه في الاتفاق والدخول المباشر للمرحلة الثانية من الاتفاق وتطبيق كافة الاستحقاقات التي عليه لا سيما أن أمريكا أحد الضامنين للاتفاق».

لا ترحب إسرائيل بانفتاح أميركي على حركة حماس، ويمثل انعقاد هذه المفاوضات ضربة مؤلمة لنتنياهو وحكومته، وهذه المحادثات أثارت غضبه، لاسيما أن محاولاته الضغط على إدارة ترامب لوقفها قد فشلت، وتدرك إسرائيل جيداً خطورة هذا التحول الأميركي، ولذلك من المتوقع أن تسعى بكل الطرق لإفشاله، عبر تحركات سياسية وحملات إعلامية إسرائيلية تهدف إلى عرقلة الحوار. وفي تصريحات مقلقة لإسرائيل قال مبعوث الرئيس ترامب: إنه «يتفهم الاستياء الإسرائيلي من هذه الخطوات»، لكن «الولايات المتحدة ليست عميلاً لإسرائيل، ولدينا مصالحنا الخاصة المنفصلة عن إسرائيل»، وصرح أن ما يحاول العمل عليه هو إعطاء دفعة قوية للمفاوضات، و«الصفقة ممكنة وهناك فرصة حقيقية لاتفاق كامل لإخراج الرهائن كافة»، فما الذي يقلق نتنياهو إذا كانت المفاوضات تجري بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية كما يدعي؟. التسريبات تشير إلى أن التفاوض لا يجري فقط على إطلاق سراح الرهائن، بل على مختلف القضايا، خلال أربعة لقاءات مباشرة شكلت مساراً موازياً للمسار السابق، وسط تصريحات أميركية أنه يمكن التوصل مع حركة حماس إلى حل، وأن حماس مرنة وليست متعنتة. وقال بولر لشبكة (سي.إن.إن): إن «المحادثات كانت مفيدة للغاية»، وذكر في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية أن «إدارة ترامب تركز على إطلاق سراح باقي الرهائن وعددهم 59 وإنهاء الحرب»، وأضاف «أعتقد بوجود فرصة حقيقية لبعض التحرك ورؤية بعض الرهائن في ديارهم في الأسابيع القليلة المقبلة».

قبل ذاك أشارت وسائل إعلام إلى عدم علم إسرائيل بهذه اللقاءات المباشرة مع حركة حماس، وأن هذا المسار جرى من وراء ظهر الحكومة الإسرائيلية، والإدارة الأميركية نفسها هي التي أعلنت عنه، وقد تفاجأت إسرائيل بمسار رديف يمكن أن يصل إلى حل، يجبر الرئيس ترامب إسرائيل على قبوله.

في رأي المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة في منشور على منصة إكس، فإن الاتصالات واللقاءات بين آدم بولر مبعوث الرئيس ترامب لشؤون الأسرى وحركة حماس في الدوحة بالتوازي مع مفاوضات وقف إطلاق النار والنقاش تعني ما يلي:

- اعتراف واشنطن واقعيا بالحركة كجزء مهم من المشهد الفلسطيني، ولا يمكن تجاوزها بعد فشل القضاء عليها عسكريا.

- تراجع ثقة ترامب بنتنياهو الذي يقدم حساباته الشخصية على حساب مصالح الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، حسب قناعة رأي عام إسرائيلي واسع، فنتنياهو يسعى لتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار، مما يعني تعليق إطلاق سراح الأسرى، واستمرار التوتر تحت عنوان الحرب.

- هناك مصلحة لواشنطن بوقف الحرب لاستثمار علاقاتها سياسيا (التطبيع) واقتصاديا مع الدول العربية، وهذا يحتاج إلى هدوء في المنطقة.

- تهديد ترامب ونتنياهو لغزة بالجحيم والحرب الفتاكة ما زال أداة ضغط تفاوضية، والباب ما زال مشرعا لمزيد من المفاوضات.

 

طلال أبوغزاله

ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي مؤخرا بتداول ما جرى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضيفه في البيت الأبيض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من مشادة حادة تتعلق بموضوع الحرب المتواصلة بين روسيا وأوكرانيا.

ومع انني لست معنيا بالحدث ذاته، ولا بتضخيمه من قبل وسائل الإعلام لهذه الدرجة المبالغة، إلا أن ما يعنيني هو جنوح البعض لإجراء مقارنة بين الذي تعرض له الرئيس الأوكراني خلال اجتماعه مع الرئيس ترامب ونائبه جي دي فانس، ومع لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع ترامب في البيت الأبيض منتصف شهر شباط الفائت. ذلك مع العلم أنه لا مجال للمقارنة بين الحالتين لا شكلا ولا موضوعا. وقد سبق ونشرت مقالا عن لقاء جلالته المشار إليه في جريدة الراي، عبرت فيه عن استنكاري لكل من حاول أن يصطاد في الماء الآسن متعرضا لموقف جلاله الملك دون الاستناد لأي دليل.

وبالعودة للموضوع فإنني أعتقد أن ما جرى مع الرئيس الأوكراني، وخلافا للتفسيرات سيئة القصد، يؤكد من جديد حكمة جلالة الملك ولباقة ممارسته لأصول الضيافة، وحرصه على أهمية الرسالة التي توجه من أجلها للبيت الأبيض ذلك اليوم.

لذلك أود أن أذكّر مجددا بالحقائق التالية:

1. عندما فوجئ جلالة الملك بإدخال الصحافة خلال وجوده مع الرئيس الأمريكي (ولم يكن ذلك متفقا عليه) استمع بهدوء وبروية لردود ترامب على الصحفيين، والتي شملت مسائل تعارضت تماما مع مواقف الملك في الموضوع الرئيسي لهدف الزيارة، وهو التأكيد على رفض الملك لتهجير أهل غزة من أرضهم، وأرض أجدادهم لأي مكان، وخاصة لمصر والأردن كما قال ترامب في حينه. ليس فقط لأن ذلك يمس مصالح الأردن الاستراتيجية والأمنية. بل لأن التهجير مرفوض قانونا من حيث المبدأ ولكونه يتعارض مع كل الأعراف والقوانين الدولية.

2. هذا الموقف الملكي الأردني كان معروفا أصلا، وقد كان جلالة الملك قد أعلن عنه قبل الزيارة، وعبرت عنه كذلك الأوساط الأردنية الرسمية والشعبية... الرفض الواضح لأي تهجير من غزة أو الضفة الغربية أو أي مكان.

3. جرت العادة أن يتم اللقاء مع الصحافة بعد أية مباحثات رسمية على هذا المستوى بعد اللقاء الرسمي، لإعلام الصحافة بما تم الاتفاق عليه، إلا أن اللقاء الصحفي المشار إليه تم قبل اللقاء الرسمي. لذلك رأي جلالته أن من غير اللائق أن يتحدث للصحافة بما سيبلغه للرئيس ترامب في اللقاء الرسمي. كما رأى جلالته أنه لم يكن من اللائق أيضا أن يعلن مسبقا عن الموقف العربي الذي كان يجري التباحث حوله حول موضوع التهجير بالذات.

4. ومع ذلك أجاب جلالته باقتضاب على السؤال الذي وجه إليه حول اللفتة الإنسانية بتسهيل استقبال ألفي طفل بحاجة للعلاج في الأردن ومن ثم اعادتهم لوطنهم. وقد سبق للأردن خلال العقود الفائتة باستقبال الجرحى والمرضى من غزة ومن ثم إعادتهم لوطنهم بعد إتمام العلاج. كما أوضح جلالته أن مباحثات عربية جارية لوضع الحلول المناسبة لإعادة تعمير قطاع غزة وتثبيت أهله وإعادة حياتهم الطبيعية.

5. كل ذلك يؤكد أن لا مجال للمقارنة بين ما حدث مع الضيف الأوكراني، ومع جلالة الملك. ودليل ذلك أن الرئيس الأمريكي وعندما علم بالتفسيرات المغرضة للقائه مع الملك الأردني، سجل كلمة متلفزة موجهة خصيصا للشعب الأردني ليشيد بحكمة جلالة الملك وقيادته ودبلوماسيته البارعة وليصفه بأنه من أعظم القادة الذين تعامل معهم.

بينما ما زال الجدال الحاد مستمرا بين الجانبين الأمريكي والأوكراني بعد المقابلة.

لهذه الأسباب أردت العودة لهذا الموضوع والذي يؤكد أن جلالة الملك بخلقه الهاشمي الراقي وحكمته السياسية والدبلوماسية والتي ورثها عن والده جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه قد تصرف بما تفتضيه تلك الحكمة وقواعد التعامل الأصولي والمصلحة الوطنية.

 

دعم دولي لقرارات قمة القاهرة ورفض محاولات تهجير

بقلم :  سري  القدوة

الأربعاء  12 آذار / مارس 2025.

 

حظيت مخرجات القمة العربية المنعقدة في القاهرة على الدعم الدولي والإجماع على رفض محاولات التهجير والتأكيد على الدعم الثابت للشعب الفلسطيني من أجل ممارسة حقوقه المشروعة، بما فيها حقه في تقرير المصير، والاستقلال والحرية والسيادة على أرضه، وأهمية مركزية القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني من أجل ممارسة حقوقه المشروعة، بما فيها حقه في تقرير المصير والاستقلال والحرية والسيادة على أرضه، وتجسيد دولة فلسطين وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض، بموجب ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة وخاصة القرار 194.

 

حكومة الاحتلال التي رفضت قرارات قمة القاهرة تواصل سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة لإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل وكذلك محاولاتها لتغيير التركيبة السكانية في الأرض الفلسطينية، ويجب على المجتمع الدولي العمل بجدية من اجل  وقف جميع سياسات وإجراءات الضم والاستعمار غير الشرعي وهدم المنازل والاستيلاء على الأراضي، وتدمير البنى التحتية، والاقتحامات الإسرائيلية للمخيمات والمدن الفلسطينية، ومحاولات فرض السيادة الإسرائيلية المزعومة على أي أجزاء من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، الأمر الذي يهدد بتفجير الموقف برمته بشكل غير مسبوق، ويزيد الوضع الإقليمي اشتعالا وتعقيدا، ويعتبر انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة .

 

حكومة التطرف الإسرائيلية تتحمل المسؤولية القانونية عن الأضرار الجسيمة الناشئة عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي اقترفتها ضد الشعب الفلسطيني، وما ألحقته من تدمير واسع النطاق، وخسائر فادحة في الأرواح ومعاناة إنسانية وأضرار مادية، وخسائر اقتصادية وتدمير للممتلكات والمنازل والبنية التحتية المدنية، والاجتماعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لاسيما في قطاع غزة، وإزالة آثاره، وجبر الضرر ودفع التعويضات عن أضراره .

 

لا بد من المجتمع الدولي التأكيد على إلزام إسرائيل، قوة الاحتلال غير القانوني، بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الدائم والمستدام في قطاع غزة، المعلن عنه بتاريخ 15 يناير الماضي، وصولا إلى الوقف الدائم والشامل للعدوان الإسرائيلي، وتسهيل عودة النازحين إلى منازلهم، والانسحاب، وفتح جميع المعابر، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كاف إلى جميع أنحاء قطاع غزة .

 

يجب على دول العالم والمجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية العمل على سرعة تقديم الدعم اللازم لقرارات قمة القاهرة العربية والتأكيد على أن كافة هذه الجهود تسير بالتوازي مع تدشين مسار سياسي وأُفق للحل الدائم والعادل، بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته والعيش في سلام وأمان وأهمية الإسراع  بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، وذلك بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، والعمل على إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من كافة الدول ومؤسسات التمويل المانحة، بغرض تنفيذ مشروعات التعافي وإعادة الإعمار .

 

الشعب الفلسطيني يتمسك بالسلام العادل والدائم والشامل في الشرق الأوسط، كخيار استراتيجي يقوم على انسحاب إسرائيل، قوة الاحتلال، الكامل من جميع الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة بما فيها حقه في تقرير المصير والاستقلال والحرية، وتجسيد سيادة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض استنادا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية بعناصرها كافة، وتسلسلها الطبيعي كما وردت في القمم العربية والإسلامية المتعاقبة منذ العام 2002.

 

 

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تهجير الفلسطينيين من أرضهم مجرد خيال ووهم

بقلم  :  سري  القدوة

الثلاثاء  11 آذار / مارس 2025.

 

إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تستهدف الشعب الفلسطيني في عملية الإبادة الجماعية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وأن محاولة الفصل بين الضفة الغربية وغزة سيبقى مجرد وهم وتعمل حكومة الاحتلال على استهداف الشعب الفلسطيني والنيل من الوحدة الفلسطينية وتريد قتل كل فلسطيني، وتريد القضاء على فكرة الوجود الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح مشروع (إسرائيل الكبرى)، من خلال استمرارها في تدعيم الانقسام والنيل من وحدة الشعب الفلسطيني تاركة أمامه ثلاثة خيارات كما أعلنها (سموتريتش: المغادرة، أو البقاء شريطة الخضوع، وفي حال الرفض مواجهة القتل ) .

 

وحقيقة الأمر أن ما يحدث في الضفة يختلف عن غزة من حيث الشدة والسرعة، لكن تبقى الضفة الغربية النموذج الأول لأعمال الإبادة الجماعية، وكانت غزة قد شهدت بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عملية التطهير العرقي وهو هدف أساسي للعمليات العسكرية الإسرائيلية وقد حدث خلال النكبة والنكسة، والآن خلال الحرب تستغل حكومة الاحتلال حالة الطوارئ المعلنة وتستمر في ممارسة منهج القتل والتهجير والتدمير لكل مناحي الحياة في اكبر مخطط استيطاني استعماري يستهدف ما تبقى من الأراضي الفلسطينية لسرقتها وضمها في ظل دعم أمريكي غير محدود لنهج الاحتلال الاستعماري وفرض سياسة الأمر الواقع تمهيدا لضم قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والسيطرة الكاملة على فلسطين .

 

حكومة الاحتلال تستهدف الأونروا لإنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين وكونها أكبر هيئة تابعة للأمم المتحدة في فلسطين وبالتالي فإن التخلص منها سيسهل ويسرع التخلص من أي وجود أممي آخر يعارض سياسة إسرائيل القائمة على التطهير العرقي وإخضاع الشعب الفلسطيني .

 

وبالمقابل استهدف الاحتلال الكوادر التعليمية والطبية والمؤسسات الدولية العاملة في فلسطين، ما أدى إلى شلل شبه كامل في القطاعات الحيوية، فضلاً عن ذلك، عمل الاحتلال على استمرار التدمير الواسع النطاق الذي طال المنازل والمرافق العامة والمؤسسات الأساسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما أدى إلى إعاقة استمرار العملية التعليمية في الضفة، وتعطيل قطاع التعليم بشكل كامل في القطاع، وحرمان عشرات الآلاف من الطلبة من حقهم الأساسي في التعليم في ظل تفاقم كارثة النزوح القسري لأكثر من مليوني مواطن في قطاع غزة، وذلك نتيجةً لانهيار كامل في القطاع الصحي وتفاقم انعدام الأمن الغذائي .

 

الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه ولا يمكن نجاح الاحتلال بترحيله او الفصل بين غزة والضفة الغربية حيث تعمل حكومة الاحتلال المتطرفة على تقسيم الأرض والشعب الفلسطيني بطريقة تجعل الناس يعتقدون أن غزة والضفة الغربية منفصلتان، ولكن تبقى الحقيقة التي يتجاهلها الاحتلال أن الشعب الفلسطيني لا يقبل القسمة او الفرقة، وان كل ممارسات الاحتلال التصفوية والإجرامية تستهدف الفلسطينيين كشعب واحد أينما تواجدوا وهذا ما يميز جريمة الإبادة الجماعية التي بدأتها إسرائيل قوة الاحتلال القائمة في غزة بتنفيذها وأخذت تمتد نحو الضفة الغربية ليواجه أبناء الشعب الفلسطيني الخطر نفسه .

 

وواهم كل من يطرح او يعتقد تحقيق النجاح للأفكار التي يتم تداولها لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتهجيرهم بشكل قسري، وان تلك الأفكار مجرد سراب، ولا يمكن ان تمت للواقع بأي صلة وتبقى فكرة الترحيل الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة "مجرد خيال" وانه إن حدث ذلك سوف يكون أحد أكبر انتهاكات القانون الدولي في القرون الأخيرة .

 

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نداء الوطن - كتب بكر ابو بكر

بكر أبوبكر

من المعلوم أن التأثير بالعقل الغربي وخاصه جماهيره المناصرة لفلسطين يرتبط بقيم الحرية والعدالة والحق والديمقراطية، وليس ببعض قيمنا المشرقية المختلفة بالضرورة تلك المرتبطة بإنكار الكارثة الطامة وتعظيم الشجاعة الفردية، وانكار المأساة أو الموت او الفاجعة وكأنها عيب وعار! ما يجعل حتى البكاء وكأنه شيء منكر من المنكرات ؟! وهكذا من قيم ماضوية بائسة تستغل التراث الحضاري والديني بشكل فاسد، وتطوّعه فقط لخدمة تفاسير الفرقة او الحزب المأسور لصورته أمام مناصريه، وليس أمام الجماهير المطلوب خدمتها واكتساب محبتها، وما يسبق ذلك من أولوية حمايتها، ما تم إهماله عن عمدًا لسنوات طوال.

أنظر للمقاربة التي أشار لها بعض الكتاب خاصة لدى المناصرين الأجانب، وفي ظل استعراضات النصر: كيف لشعب يُباد أن ينتصر؟ هذا غير منطقي؟ وأين مظلومية الشعب العربي الفلسطيني في هذه المعادلة؟

الحرية والعدل وحقوق الانسان والشعوب، وليس قيم شجاعة بطل الشريط (الفلم)، أو ادعاء النجاح والنصر ولو على الأنقاض والأشلاء المقدسة، هي ما يفهمه المناصرون الغربيّون من الجماهير المؤيدة، أي على عكس التبريريون الذي يجعلون من المأساة أو الفشل أو تكاثر الأموات أوالخسارة الفظيعة نصر من الله!

من المعلوم أن الرواية بأقلام، أو قمرات (كاميرات) مناضلي الاعلام الملتزم، وشهادات الأطفال ذات أهمية كبرى خاصة لدى المجتمع الغربي، لذا كان من الأجدى والأجدر بالإعلامي العربي ومنه الفلسطيني خاصة التبريري التوقف عن آلية التبجح بإظهار علائم النصر التي يظنّها ملهمة لأنصاره وضرورية لصورته، والالتجاء فورًا لتبني إبراز حجم الكارثة العظمى التي طرقت رؤوسنا، وإبراز النكبة الثانية بكل تفاصيلها لكل شهيد أو ناجٍ، التي مازال يعيشها الشعب العربي الفلسطيني في غزة والضفة بل وفي كل مكان مقرونا بالتأكيد الذي يجب ألا يتوقف على محاسبة مجرمي الحرب المعروفين ما لا تفعله أي فضائية عربية حتى اليوم ولا التبريريون المنتصرون أنفسهم!.

إن فكرة البقاء والصمود والثبات بحد ذاته تُعدّ جزءًا من الرباط المطلوب، وهو جزء مركزي من فكرة الثورة والمقاومة والنضال التي تعني كافة أنواع الأسلحة التي منها هذا الثبات في الأرض، واستخدام كل الوسائل بما فيها الاعلام والفكر الناضج والوعي بعيدًا عن التضليل والتهييج والشحن والتطبيل لخرافات تتجاوز وتظلم الناس مرتين الأولى بوقوع الكارثة، والثانية بإنكارها عمليًا!.

لقد استطاعت العقلية الفلسطينية المأسورة لفكرة البطولة الفردية أو الانتصار أن ترسم من مجزرة العصر والإبادة الجماعية وكأنها انتصار فلسطيني لفصيل !؟ وإن كان مثل هذا الخطاب يتم شراؤه من الجماهير المُثارة والمهيّجة من القطيع العربي أو الفلسطيني الذي أجّر عقلَه لقناة الفتنة والتضليل المعروفة، وأشباهها، فإنه خطاب لا يدغدغ الا مشاعر الاستغراب أو الاستنكار لدى الغربيّ المناصر حين يرى حقيقة الإهمال وعدم الاهتمام بحجم المأساة الفلسطينية التي لم يحصل مثلها بالعالم، ويقف متفاجئًا بالقول أين الإبادة الجماعية؟ في صور ومطالبات وروايات الناجين وهي الأوْلَى؟ ولمن كنت أتظاهر؟ ولمن كانت قرارات القمم العربية والعالمية، ومحكمة العدل الدولية التي صنفت العدوان الصهيوني بالإبادة الجماعية وطالبت ضمنه الجنائية الدولية بملاحقة مجرمي الحرب مثل "نتنياهو"!؟

قدمت بعض وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات والمواقع ومنها بعض الغربية المُنصفة قصص إنسانية لنساء ولرجال ولأطفال ناجين أو شهداء ضمن الإبادة الجماعية في غزة ومنها مؤخرًا قصة الطفل عبدالله اليازوري (تم منع الشريط عنه، وغيره من النشر بقوة الضغط الصهيوني على قناة بي بي سي) ومنها قصة الطفلة أسماء تايه، والطفل الشهيد عوني الدوس والمئات أمثالهم ما يستحق أن يعمل لهم آلاف الشرائط (الأفلام) بعيدًا عن استعراضات هوليودية لا تقدم ولا تؤخر بنتيجة المعادلة.

إن المناصر لفلسطين يقف محتارًا من أفعال هؤلاء المنتكسين بخطاب الذات وتعظيمها، ويقف آسفاً على أولئك المقتولين والمحرومين والناجين من مجزرة العصر عندما يهتف الأتباع لفصيل! فيما الخراب الأعظم يطلّ من كل مكان!؟ وكأن الإنسان آخر همّ هذا الفصيل الذي بانكاره النتيجة، وعدم قدرته على فهم أولوية الانسان على الفصيل ما زال يكابر ويدمّر دلائل المذبحة والإبادة الأعظم بهذا الزمان المنتكس بالعقول الضيقة.

إن القصص الانسانية كانت ومازالت لها تأثير بالعقل والضمير الغربي، ومخاطبته أحد أهم الأسلحة الثورية والمقاومة التي وجب استخدامها بدلًا من العنتريات الفاسدة التي لم تغني ولا تسمن من جوع، بل وتدمر أركان جريمة العصر.

 

المرأة الفلسطينية وتضحياتها أمام جرائم الإبادة

بقلم  :  سري  القدوة

الاثنين 10 آذار / مارس 2025.

 

المرأة الفلسطينية كانت وما زالت في جميع محطات النضال واستبسلت في المقاومة دفاعا عن فلسطين والحرية وطرد الاحتلال فكانت المقاتلة والفدائية والأسيرة والمبعدة وان نضال المرأة الفلسطينية وتضحياتها وصمودها في وجه الإبادة الجماعية ودورها المهم في الحفاظ على المجتمع وتعزيز أواصر الترابط والوجود الفلسطيني وحماية المشروع الوطني الفلسطيني .

 

المرأة الفلسطينية الصامدة والمناضلة والأسيرة والشهيدة، سطرت اروع الصفحات على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي وعززت صمودها مع تصاعد العدوان الإسرائيلي الهمجي ووقفت بكل بسالة في وجه حرب الإبادة الجماعية والعدوان المستمر والممنهج على وجودها وعزيمتها في سبيل تحقيق حماية شعبها وعائلاتها وأبناءها على طريق الاستقلال والحرية والانعتاق من الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي .

 

دفعت المرأة الفلسطينية الثمن الأكبر حيث أباد جيش الاحتلال الآلاف من النساء وأجرم بقتلهن وتعذيبهن فقد استشهد أكثر من 16 ألفا من النساء، بالإضافة إلى فقدان أزواجهن وأولادهن وأسرهن بشكل كامل، ولم يحرك الغرب والمجتمع الدولي ومؤسسات ومنظمات حقوق المرأة ساكنا وتركوها تواجه الموت والحرمان والاعتداءات الإرهابية دون المطالبة بحمايتها وتطبيق المعاهدات الدولية خاصة اتفاقية جنيف .

 

من حق النساء والفتيات الفلسطينيات العيش بأمان وسلام والتمتع بالحماية القانونية اللازمة من انتهاكات وجرائم الاحتلال الاستعماري بما في ذلك الإبادة الجماعية والإعدامات والاختفاء والترحيل القسري، والاعتقال التعسفي، بما فيه الإداري وهدم المنازل والاستيلاء على الأراضي وتدمير البنى التحتية والمؤسساتية التي طالت المستشفيات والمدارس ودور العبادة إضافة إلى إرهاب مستعمريه .

 

أنه وبعد أكثر من عام ونصف من الإبادة الجماعية والعدوان الممنهج على أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده، فقدت من العائلات الفلسطينية ما يزيد عن 7,216 امرأة، و13,319 طفل وطفلة، بنسبة (70%) من عدد الشهداء الذين تم التعرف على هوياتهم، كما هجرت قوات الاحتلال داخلياً وقسريا أكثر من 1.93 مليون فلسطيني وفلسطينية وغالبيتهم من النساء والفتيات من قطاع غزة .

 

معاناة المرأة الفلسطينية في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، تزايدت وتيرة الجرائم والاعتداءات واقتحامات الاحتلال للمدن، والقرى، ومخيمات اللاجئين الفلسطينية، التي تتخللها حملات اعتقال واسعة، وهدم للمنازل والممتلكات، واستخدام النساء والأطفال كدروع بشرية، حيث استشهدت 18 امرأة فلسطينية، واعتقل أكثر من 425 امرأة فلسطينية في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة في محاولة من الاحتلال لنقل ما جرى في قطاع غزة الى الضفة الغربية؟، وما زالت تواجه العديد من النساء مصيراً مجهولاً حتى الآن بعد اعتقالهن في ظروف مهينة ومأساوية حيث يتعرضن إلى التعذيب والإيذاء والإهانة الممنهجة والحرمان من كافة الحقوق التي يكفلها القانون الدولي الإنساني .

 

لا بد من المجتمع الدولي ومؤسساته العمل من أجل تنفيذ الفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال على الأرض الفلسطينية، وأهمية اتخاذ التدابير المؤقتة لوقف الإبادة الجماعية والوقف الفوري لحرب الإبادة وإنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن قطاع غزة مما يتيح الدخول المستمر للطعام والماء والوقود والكهرباء والمساعدات الطبية والإنسانية بما في ذلك الاحتياجات الخاصة بالنساء والفتيات .

 

حان الوقت للعمل على ضرورة ضمان احترام أحكام القانون الدولي، ومحاسبة ومعاقبة الاحتلال عن جرائمه وانتهاكاته الممنهجة لحقوق النساء والفتيات الفلسطينيات وتوفير الحماية الدولية لهن، وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال والعودة للاجئين واللاجئات الى ديارهم التي شردوا منها ودون قيد أو شرط .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نداء الوطن - أحمد سليمان العُمري

دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري

رغم التفاؤل الذي صاحب القمّة العربية الأخيرة، إلّا أنّها لم تخرج عن نمطها المعتاد: خطابات رنّانة، عبارات إنشائية، وبيانات تضامنية لا تُغني ولا تُسمن من جوع.

في الوقت الذي كانت القاعة تعُجّ بالكلمات عن الوحدة العربية والتضامن العربي، كان الجيش الإسرائيلي يواصل احتلاله في فلسطين؛ يمنع الماء والدواء والغذاء عن قطاع غزّة ويقتل المئات رغم اتفاقية وقف إطلاق النار، ويُحكم قبضته عليها بالحصار، لا بل وينقل آلة القتل من هناك إلى شمال الضفة الغربية ويصعّد انتهاكاته في سوريا ولبنان وسط صمت عربي لا يكسره إلّا صوت المزايدات الدبلوماسية.

خطابات بلا خطوات

الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطابه أمام القمّة، وصف عودة سوريا إلى الجامعة العربية بـ «لحظة تاريخية»، داعيا إلى تعزيز العمل العربي المشترك.

كلامه كان مُشجعا وراقيا من الناحية النظرية، لكنه يفتقر إلى أي خطوات عملية ملموسة، فما زالت سوريا ولبنان تحت وطأة التهديد الإسرائيلي، ولا يبدو أنّ «التضامن العربي» الذي يتحدث عنه القادة قادر على تغيير هذا الواقع، فبينما تجتمع الوفود داخل قاعة القمّة، تواصل إسرائيل عدوانها، ونتنياهو يتذرّع بـ «حماية الحدود»، متوسّعا في قضم الأراضي العربية.

في حين أن البيانات الختامية لا تتعدى إدانة لفظية اعتاد عليها الاحتلال ولم تعد تُثير لديه أي قلق أو تُحرّك ساكنا.

الوضع في غزة: كارثة إنسانية مستمرة

أما في غزّة، فالوضع لا يقل كارثية؛ إسرائيل تواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، وتفرض حصارا خانقا يمنع كُلّ مقومات الحياة عن أكثر من مليوني فلسطيني.

في الأسابيع الأخيرة، قُتل المئات في غزة والضفة الغربية، ونزح الآلاف من المخيمات، ومع ذلك، لم تجد هذه الكارثة الإنسانية مكان حقيقيا في القمّة إلّا عبارات جوفاء لا تحمل أي التزام فعلي، بينما تُظهر القوى الكبرى قدرتها على التدخّل الفاعل كما رأينا في الدعم الأوروبي العاجل لأوكرانيا بعد استهتار ترامب بزيلينسكي، تكتفي الأنظمة العربية بدور المتفرّج، وكأنها بانتظار «ضوء أخضر» من الخارج قبل اتخاذ أي موقف حقيقي تجاه غزّة والقضايا العربية.

خطاب السيسي والسلام المزعوم

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يحد عن هذا المسار الإنشائي، بل استغل القمّة ليواصل تسويق معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية كنموذج يُحتذى به، متجاهلا أن هذا «السلام» لم يمنع الحصار عن غّزة، بل زاده تعقيدا، فقد وصل عدد الشهداء في القطاع قرابة 50 ألف شهيدا و 112 ألف مصابا، فضلا عن أنّ الحياة فيه أصبحت أكثر من وصف المأساة، هذا السلام الذي جعل مصر جزءا من معادلة الضغط على الفلسطينيين بدل أن تكون منفذا لفك معاناتهم.

الأسوأ من ذلك، أنه تحدث عن قدرة ترامب على تحقيق السلام، رغم أن الأخير لم يكن سوى عرّاب الاحتلال، وداعما رئيسيا لتمدد إسرائيل في المنطقة.

خطابات السيسي حول «السلام» يُثير الكثير من الشكوك حول مصداقية هذه الخطابات في ظل الواقع المرير الموجع الذي يعيشه الفلسطينيون.

لافت للنظر؛ القادة العرب في قمّة القاهرة يتحدثون عن السلام وعن مبادرة السلام العربية في 2002، بينما قادة الإحتلال يتحاورون حول آلية قتل الفلسطيني وتهجيره إلى الأردن ومصر والسعودية، وكيفية مواصلة الإحتلال في الأراضي اللبنانية والسورية والسيطرة على الشرق الأوسط.

الازدواجية في التعامل مع القضايا العالمية

التنافس الأوروبي على دعم أوكرانيا يُظهر أن القوى الكبرى تعرف كيف تتحرّك لحماية حلفائها، بينما القادة العرب لا يزالون يراوحون مكانهم بين القمم والبيانات التي لا تترجم إلى أفعال.

قرار الجزائر بالاعتراض على إقصاء بعض الدول العربية من صناعة القرار يعكس قلقا مشروعا من تفرّد بعض الدول بملفات حساسة مثل جرائم الحرب في غزّة، ومع ذلك، يبقى هذا القلق محصورا في إطار التصريحات، ولا يتطور إلى موقف عربي موحّد قادر على مواجهة الغطرسة الإسرائيلية.

أفعال أم شعارات؟

إن الممارسات الإقصائية التي تعيشها القمّة العربية تتنافى مع مبدأ التضامن العربي الغائب، والذي يدعو إليه القادة في خطاباتهم ولكنهم لا يترجمونه إلى خطوات عملية.

في قضية مركزية مثل جرائم الحرب في غزّة، تبقى الجامعة العربية عاجزة عن تقديم حلول حقيقية، بينما تُقدّم مشاريع بديلة مثل خطة مصر، التي تفتقر إلى الجرأة الكافية لمواجهة مخططات الاحتلال، فالقمة العربية هذه، رغم الظروف الإقليمية الملتهبة، لم تقدّم شيئا جديدا باستثناء المزيد من الخطابات التي لا تعكس حجم المعضلات الحقيقية التي تواجهها المنطقة.

الإلزام بإتخاذ خطوات عملية

في النهاية، تبقى القمم العربية مكانا للمزايدات الخطابية، بينما تدفع الشعوب العربية الثمن، فبين خطابات السيسي وأحمد الشرع، يظل الواقع العربي يعاني من الاحتلال والحصار، دون أن تتحرّك الأنظمة العربية بما يكفي لمواجهة هذه العقبات.

القضية الفلسطينية، التي تُعتبر قضية العرب المركزية، تبقى رهينة الخطابات الإنشائية، في وقت يحتاج فيه العرب إلى فعل حقيقي لمواجهة غطرسة نتنياهو التي تهدد المنطقة برُمّتها.

إذا لم تستطع الدول العربية هذه المرّة أن تحوّل رفضها الدائم والمتواصل إلى عمل حقيقي، باستخدام أوراقها التي يمكن أن تقضي على الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، فلن يتغيّر هذا الواقع ولو شيئا قليلا، لا بل سيأخذ بالتفاقم.

إنّ الدول العربية تمتلك أوراق ضغط كثيرة مؤثّرة: معاهدات التطبيع مرورا بالإتفاقيات الأمنية والدعم الاقتصادي ونهاية بالتأثير الدبلوماسي، ولكنها بحاجة إلى الإرادة السياسية لتوظيف هذه الأوراق لصالح الشعوب والمصلحة الوطنية.

لذلك تبقى الخطة المصرية «منع التهجير وإعادة التعمير» رهينة الموافقة الأمريكية - الإسرائيلية.

قمة القاهرة العربية ومواجهة التهجير والإبادة الجماعية

بقلم :  سري  القدوة

الأحد 9 آذار / مارس 2025.

 

قرارات القمة العربية أكدت التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الدولة والعودة ورفض مخططات تهجيره، وتبني خطة عربية موحدة لإعمار قطاع غزة، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه ومواجهة المشروع الإسرائيلي - الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية.

 

لقد كانت قرارات القمة العربية ضرورية، ولكنها تتطلب متابعة تنفيذية فورية على كل المستويات، وفي مقدمتها رفض التنصل الإسرائيلي من اتفاق غزة ووقف أطلاق النار ومنع إدخال المساعدات إليه، والتحضير لمواصلة العدوان على قطاع غزة بهدف تنفيذ مخطط التهجير .

 

رفض حكومة الاحتلال العنصرية قرارات القمة العربية الطارئة وخطة إعمار غزة، وما صدر أيضاَ عن الإدارة الأميركية من رفض لها، يؤكد الحاجة إلى مواجهة هذا الرفض بخطوات سياسية ملموسة على الصعيدين الرسمي والشعبي، عربياَ ودولياَ، في المعركة المفتوحة التي يواصلها الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية ضد شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وضد مصالح الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها مصر والأردن ولبنان وسوريا .

 

لقد أكدت مخرجات القمة العربية الطارئة على ثوابت الموقف العربي الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية تحت أي مسمى وأي مبرر، واعتبار ذلك جريمة تطهير عرقي وجريمة ضد الإنسانية، وان القمة أكدت مجددا على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كخيار استراتيجي وحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة .

 

ولا بد من دعم وضمان تطبيق عملي وسريع لقرارات القمة والتي تم اعتمادها بالإجماع بشأن إعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية دون تهجير، وحان الوقت ان يعمل المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن الدولي والدول الفاعلة ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية إلى سرعة تقديم كل أوجه الدعم اللازمة لهذه الخطة، والإسهام الإيجابي والفاعل في تنفيذها على أرض الواقع .

 

لا بد من العمل على تعزيز الصمود ومواجهة مخططات الاحتلال وضرورة المباشرة بتعبئة وطنية وشعبية شاملة على المستويين الفلسطيني والعربي، للتصدي لمؤامرة التهجير والهيمنة الأميركية - الإسرائيلية على المنطقة، وضرورة وحدة الموقف الفلسطيني وعقد اجتماع عاجل وشامل على مستوى الأمناء العامين، لاستثمار زخم الموقف العربي في دعم صمود شعبنا، وفي دعم تحقيق الوحدة الفلسطينية على قاعدة مواجهة المخاطر الهائلة الماثلة أمامنا، وحماية حقوقنا الوطنية في التحرر والاستقلال والعودة، بما في ذلك تعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .

 

لا بد من حشد الإمكانيات الدولية والعمل مع كافة دول العالم لتحقيق الاستجابة السريعة لقرار القمة بشأن عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة وإنشاء صندوق ائتماني لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار، واننا نثمن عاليا ونقدر تلك الجهود الحثيثة والمخلصة التي يبذلها قادة الدول العربية من أجل دعم القضية الفلسطينية والانتصار للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خاصة في هذه المرحلة والتحديات الخطيرة، وأن القمة وجهت رسالة حاسمة للعالم أجمع بأن وحدة الصف العربي ووحدة الموقف العربي تظل هي حائط الصد الأول أمام أية مخططات أو محاولات لتصفية القضية الفلسطينية .

 

الشعب الفلسطيني ورغم الوجع وكل التضحيات والآلام وحرب الإبادة الجماعية التي تعرض لها، فإنه ما زال متمسكا ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وأهدافها المستندة إلى الشرعية الدولية والحقوق المشروعة لشعبنا، والحل العادل والشامل الذي يضمن الإيفاء بمتطلبات السلام القائم على حق شعبنا في تقرير مصيره على أرضه .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نازحو غزة يواجهون الابتزاز السياسي والتطرف

بقلم :  سري  القدوة

السبت 8 آذار / مارس 2025.

 

أمام الواقع الصعب الذي يواجهه الشعب الفلسطيني يصعد الاحتلال من عدوانه المتواصل على المحافظات الشمالية وخاصة على جنين وطولكرم وطوباس، الذي يترافق مع نصب جيش الاحتلال العديد من الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية عند مداخل المدن والقرى، بهدف تقطيع أوصال الضفة الغربية، في ظل غياب قدرة المجتمع الدولي على التدخل لوقف هذه الجرائم وسياسات سلطات الاحتلال التي لن تجلب السلام والأمن لأحد .

 

وكشف النقاب أيضا حول المعتقلين الذين أُفرج عنهم من سجون الاحتلال التي يعانون فيها سوء المعاملة، والإهمال الطبي، وعزل عدد منهم في زنازين انفرادية، وحرمان عائلاتهم من زيارتهم وتقليصها، وارتكاب جرائم بحقهم يعاقب عليها القانون الدولي، ما يستدعي تفعيل قضيتهم على الأصعدة كافة .

 

ويشهد قطاع غزة ابتزاز إسرائيلي كبير ضمن التهدئة ووقف إطلاق النار بينما شهد قطاع غزة في فصل الشتاء منخفضات جوية شديدة، تسببت في اقتلاع العديد من الخيام وغرق أخرى، ما زاد معاناة المواطنين، الذين يعانون أصلا تداعيات حرب الإبادة وترفض حكومة الاحتلال إدخال المساعدات الأساسية كالخيام والبيوت المتنقلة لإنقاذ الحياة في قطاع غزة ويزداد قلق المواطنين من انهيار هذه الملاجئ المؤقتة، تحت وطأة الرياح العاتية والأمطار الغزيرة، ما يفاقم معاناتهم في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة، حيث يقيم المواطنون الذين دمرت منازلهم داخل خيام بدائية، ويعملون خلال النهار على تثبيتها بحجارة وأخشاب في محاولة لحمايتها من الانهيار .

 

وتشير التقديرات الدولية ان قرابة 1.5 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، في حين يعاني جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون شخص عدم توفر أبسط الخدمات الحياتية الأساسية، وانعدام البنى التحتية، وبين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والتاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 2025، شنت قوات الاحتلال عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود .

 

وبينما يرتكب الاحتلال اكبر الجرائم التي تهتز لها البشرية اجمع ومع بدايات شهر رمضان المبارك يعاني الشعب الفلسطيني ويلات حرب الإبادة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، واعتداءات الاحتلال والمستعمرين المستمرة التي طالت الأرواح والممتلكات، والمقدسات، والأراضي والأشجار، ونناشد المواطنين بضرورة أن يشدوا رحالهم في هذا الشهر الفضيل إلى مدينة القدس، ومسجدها الأقصى المبارك، الذي هو بأمس الحاجة إلى ذلك، في ظل ما يتعرض له من حملة شرسة تستهدف وجوده وقدسيته ووحدته بالتدنيس والعدوان وأهمية تعزيز الوحدة ورص الصفوف بين أبناء شعبنا، من أجل مواجهة عدوان الاحتلال وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها فلسطين .

 

يجب على الأمة العربية والإسلامية والقادة في العالم الإسلامي والعالم الحر العمل على الوقوف في وجه مخططات التهجير ورفضها، ورفع المعاناة عن شعبنا في قطاع غزة، والعمل على اتخاذ القرارات العملية لدرء الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية وأهلنا في غزة وضرورة تطبيق فوري لقرارات قمة القاهرة وبذل أقصى الطاقات اللازمة لوقف هذه الانتهاكات قبل فوات الأوان، ما يستدعي العمل على وقف ممارسة الإرهاب الرسمي الذي تمارسه سلطات الاحتلال .

 

لا بد من رفضه مخططات تهجير أهلنا في غزة كون ان هذه المخططات تعد تطهيراً عرقياً مرفوضاً وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي، وهي تقويض حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 1948، ويجب تعزيز صمود شعبنا في غزة عبر إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية كافة، وأن تتم إعادة الإعمار في القطاع ليعيش أهله في أرضهم التي هي جزء من الدولة الفلسطينية بسلام .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الضفة تشهد أكبر عمليات للنزوح منذ عام 1967

بقلم :  سري  القدوة

الخميس 6 آذار / مارس 2025.

    

تتصاعد عمليات التطهير العرقي من قبل حكومة التطرف الإسرائيلية والتي تزداد خطورتها بشكل غير مسبوق والهادفة بالفعل الى أجبار السكان على ترك منازلهم وأملاكهم والنزوح عنها تحت تهديد السلاح وان عمليات تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية تتسارع بشكل غير مسبوق، في ظل عدم قدرة المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف عمليات التهجير وحماية حقوق الفلسطينيين .

 

استمرار عدوان جيش الاحتلال على شعبنا وأرضنا في مختلف محافظات الضفة الغربية، خاصة في محافظة جنين ومخيمها وعدد من البلدات والقرى، ومحافظة طولكرم ومخيمات طولكرم ونور شمس، وطوباس والفارعة وطمون، ونابلس ومخيم بلاطة، وكذلك الخليل ومخيم العروب، وأريحا ومخيم عقبة جبر، وغيرها من البلدات والقرى في الضفة، وقتل وجرح  واعتقال المئات من المواطنين، ونسف المنازل، والتدمير الممنهج  للبنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وإجبار المواطنين على النزوح من منازلهم، وتصاعد إرهاب المستعمرين على القرى والمدن الفلسطينية، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك والممارسات العنصرية والاستيلاء على الأراضي بغرض إقامة مستعمرات عليها، بهدف إجبار الشعب الفلسطيني على مغادرة أرضه .

 

حقيقة ما يحدث في مخيمات شمال الضفة الغربية يشكل كارثة إنسانية حقيقية حيث بات الآلاف بلا مأوى بعد أن أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم، وأن الضفة الغربية تشهد أكبر عملية نزوح منذ عام 1967، في محاولة من الاحتلال فرض سياسة التغيير الديموغرافي وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتأتي هذه الانتهاكات في سياق مخطط إسرائيلي يهدف إلى تطهير المناطق الفلسطينية لصالح الاستعمار والاستيطان ويعرض حياة آلاف الفلسطينيين للخطر .

 

الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وأن هذه السياسات تأتي ضمن خطة حكومة اليمين لتهويد الضفة الغربية وضمها، إذ بدأت بالمخيمات وبعض البلدات والقرى في المحافظات الشمالية، والاستيلاء على الآلاف من الدونمات في الأغوار، وتسارع وتيرة الهجمات الإرهابية للمستعمرين على السكان الفلسطينيين، وتدمير الممتلكات وإحراقها .

 

لا يمكن للقوة العسكرية أن تهزم حضارة القوة وان الشعب الفلسطيني سيحطم أوهام اليمين الإسرائيلي المتطرف بتهجيره من ارض وطنه عبر صموده على أرضه وتمسكه بثوابته الوطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ولا بد من استمرار الجهود العربية والدولية من اجل تطبيق التهدئة في الضفة وتثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وأهمية تولي دولة فلسطين مسؤولياتها في القطاع باعتباره جزء لايتجزأ من الأرض الفلسطينية، وضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع .

 

حان الوقت لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض دعوات التهجير، وضرورة تجسيد قيام الدولة الفلسطينية واستمرار دعم المواقف العربية والدولية الثابتة ضد التهجير والضم، والتمسك بتجسيد الدولة الفلسطينية كمتطلب أساس لتحقيق السلام في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وأهمية تطبيق قرارات قمة القاهرة الطارئة والتصدي لخطورة دعوات التهجير على مستقبل الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، واعتماد خطة أعمار قطاع غزة بوجود اهلها، والتأكيد على رؤية السلام العربية المستندة لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية .

 

لا يمكن لحرب الإبادة أن تنجح في اقتلاع شعب فلسطين من أرضه وان القضية الفلسطينية اليوم بحاجة للتوحد والاصطفاف خلف منظمة التحرير الفلسطينية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية ودعم الصمود الفلسطيني أمام التطرف الإسرائيلي الساعي لتقويض النضال الفلسطيني لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وحدة الموقف العربي ورفض مخططات تهجير

بقلم :  سري  القدوة

الأربعاء 5 آذار / مارس 2025.

 

انعقاد القمة العربية يأتي في سياق مهم ولحظات حاسمة لتجديد الإجماع العربي وتحقيق وحدة الموقف العربي ورفض مخططات تهجير أبناء الشعب الفلسطيني والتمسك بالحقوق الفلسطينية الشرعية وقيام الدولة الفلسطينية وهذا يؤكد على أهمية الوقف الفوري للعدوان وحرب الإبادة، من خلال آليات عملية تفضي إلى فرض مقاطعة شاملة على الاحتلال وفرض العقوبات عليه، ورفض سياسات التطبيع والعلاقات مع الاحتلال المجرم، والتأكيد على آليات عملية لإنهاء الاحتلال والاستعمار، وأن الأمن والاستقرار يتطلبان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس مع ضمان حق عودة اللاجئين .

 

تصعيد العدوان من قبل حكومة التطرف الإسرائيلية وفرض الحصار ومنع إدخال المواد الغذائية والإنسانية إلى شعبنا المحاصر في قطاع غزة يمثل استمرارا للحرب المفتوحة ضد شعبنا الفلسطيني، وفرضا لمزيد من العقاب الجماعي وسياسة التطهير العرقي بحقه ومحاولة تجويعه، الأمر الذي يتطلب رفض هذه السياسات العدوانية المخالفة لكل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، والتشديد على أهمية التمسك الحازم بإلزام الاحتلال بوقف هذا العدوان والجرائم والاستمرار في سياسة القتل والتدمير .

 

محاولات الاحتلال الإجرامية لمنع وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان، والتنكيل بأبناء شعبنا الذين يصلون إلى مدينة القدس، هي محاولات للمساس بالمقدسات، وتقييد حرية العبادة، وفرض أجندات احتلالية تستهدف حقوق وثوابت شعبنا، وخاصة ما يجري في المسجد الإبراهيمي الشريف في الخليل، حيث يسعى الاحتلال إلى المساس به، ومواصلة جرائم الاحتلال من تدمير وقتل وتجريف لمخيمات الضفة، كما يجري في جنين وطولكرم وطوباس ونابلس وسائر المخيمات الفلسطينية، تهدف إلى إنهاء وجود المخيمات التي تعد شاهدًا على النكبة، في محاولة لتقويض حق العودة، وهو ما يشكل استمرارا لحرب الإبادة .

 

ويأتي انعقاد القمة بطلب من دولة فلسطين، من أجل تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى تجاه التحديات والمستجدة الخطيرة للقضية الفلسطينية، خاصة التوافق العربي على خطة أعادة الإعمار في قطاع غزة دون تهجير اهلنا، وتثبيت وقف إطلاق النار وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها في قطاع غزة ووقف الممارسات والمخططات الإسرائيلية في الضفة والقدس، والعمل على تنفيذ حل الدولتين، وصولا لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة .

 

ويأتي انعقاد القمة العربية للتأكيد على الموقف الفلسطيني الموحد الرافض للتهجير والمساس بالحقوق والثوابت الوطنية، وفي مقدمتها الدولة والقدس والعودة، والتأكيد على  ثبات الشعب الفلسطيني في أرضه رغم الصعوبات التي يتعرض لها، وضرورة البدا فورا لإعادة إعمار القطاع وإعادة السلم إلى المنطقة، والرفض الكامل لمخططات تهجير مواطني قطاع غزة باعتبار ذلك جريمة حرب مكتملة الأركان ووضع حد لممارسات جيش الاحتلال والمستعمرين حيث يواصلون انتهاك القوانين الدولية، وتعمل حكومة الاحتلال على تهجير مواطني الضفة وإغلاق الشوارع وهدم منازلهم .

 

الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره وهو صاحب الولاية الشرعية والقانونية على أرضه وان مستقبل فلسطين يقرره أصحاب الأرض الأصليين والشرعيين وهم قادرون حقا على اتخاذ القرار الفلسطيني والوطني المستقل والمناسب من خلال البيت الفلسطيني الجامع منظمة التحرير الفلسطينية وواهم كل من يفكر بان أي حلول سياسية يتم فرضها من الاحتلال على الشعب الفلسطيني ممكن أن تنجح او تنال من أراده وصمود شعب فلسطين، وان مؤامرات الوطن البديل والتهجير أو دولة دون القدس لن ولم تمر أبدا .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وقف التهدئة ومواصلة جرائم الحرب في غزة

بقلم  :  سري  القدوة

الاثنين  3 آذار / مارس 2025.

 

قيام حكومة الاحتلال العنصرية المتطرفة برئاسة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بإصدار قرارات جديدة تتعلق بوقف التهدئة وإغلاق معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية يعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تستهدف تعميق المعاناة الإنسانية، خاصة خلال شهر رمضان المبارك،وان قرار الاحتلال بوقف المساعدات وإغلاق المعابر يزيد من تعقيد الأوضاع وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي يعاني نقصا حادا في المستلزمات الأساسية مثل الغذاء والدواء وجميع الاحتياجات الطبية والإنسانية، ويعرض حياة مئات الآلاف للخطر في ظل الظروف الصحية والإنسانية الصعبة التي يعيشها القطاع .

 

ويواصل الاحتلال عدوانه المدمر على شمال الضفة الغربية، من خلال إجبار 40 ألف مواطن فلسطيني على التهجير من مناطق سكناهم، وتفجير المنازل والأحياء، وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج، خاصة في مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، وطوباس، والفارعة، والذي يأتي مترافقاً مع وقف التهدئة وعودة حكومة الاحتلال لمواصلة حربها الهمجية على قطاع غزة ومواصلة ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية ونقلها الى الضفة الغربية، من خلال اقتحام المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وقتل واعتقال المواطنين وتدمير المدن والمخيمات واستمرار الاستيطان ومحاولات الضم والتوسع العنصري وعزل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض .

 

التصعيد الخطير من جانب حكومة الاحتلال بات يهدد اتفاق وقف إطلاق النار، ويزيد احتمالية تجدد العدوان، ما يعني خروج الأوضاع عن السيطرة إقليميا ودوليا، ويشكل تهديدا للاستقرار في المنطقة، وان حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأمور بسبب عدم التزامها بشروط وقف إطلاق النار وخرقها للبروتوكول الإنساني الإغاثي، إذ أعاقت وصول المساعدات المتفق عليها من حيث عدد شاحنات الإغاثة المطلوبة والخيام والمنازل المتنقلة، وانسحاب قوات الاحتلال من بعض المناطق .

 

أن هذا الحصار يأتي كجزء من مخطط التهجير القسري الذي تنتهجه سلطات الاحتلال ودعم الإدارة الأميركية واستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي الذي أوقع عشرات آلاف الضحايا بحق شعبنا الفلسطيني في انتهاك صارخ للقانون الدولي .

 

لا بد من الإدارة الأميركية إجبار دولة الاحتلال على وقف العدوان الذي تشنه على مدن الضفة الغربية فورا والتأكيد على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذا ما أرادت تجنيب المنطقة المزيد من التوتر والتصعيد، لأن البديل هو استمرار التخبط وحروب بلا نهاية في المنطقة.

 

وبات واضحا أن ما يجري استمرارا لسياسة العقاب الجماعي، التي تنتهك المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة، وتفاقم الأزمة الإنسانية، ولا بد من المجتمع الدولي التدخل الفوري والضغط على حكومة الاحتلال لإعادة فتح المعابر، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، والبدء بالمرحلة الثانية من الاتفاق، وصولا إلى إنهاء الحرب بشكل نهائي والانسحاب الكامل من قطاع غزة .

 

وأمام ما يجري من إحداث متسارعة لا بد من التأكيد على تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية،  وخطورة الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية في الضفة الغربية، حيث باتت هذه الوقائع تفرض نفسها أمام مؤتمر القمة العربية الطارئة التي سيتم عقدها في القاهرة في الرابع من شهر آذار الجاري، حيث سيكون العنوان هو القضية الفلسطينية، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف وإقامة دولة فلسطين على أساس حل الدولتين وفقا للشرعية الدولية، وعاصمتها القدس الشرقية .

 

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تصاعد العدوان الوحشي مع حلول شهر رمضان

بقلم :  سري  القدوة

الاثنين  3 آذار / مارس 2025.

 

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي محاولاتها لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك وإن إعلان الاحتلال مضاعفة إجراءاته القمعية وتحديد أعداد المصلين وقرارات الإبعاد، هدفها إفراغ المسجد الأقصى، وعزله عن محيطه الفلسطيني والاستفراد به، لاستكمال مشروعه التهويدي لمدينة القدس ومقدساتها والاحتلال يواصل أيضا عدوانه على الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل، للاستيلاء عليه وتغيير هويته الإسلامية ومكانته الدينية والقانونية، وطمس إرثه الحضاري .

 

الشعب الفلسطيني يستقبل شهر رمضان في خضم عدوان إسرائيلي وحشي وعقاب جماعي وحصار واعتقال وتدمير منهجي وتهجير قسري، خاصة في شمال الضفة الغربية التي تتعرض مخيماتها للتفكيك والتدمير والتهجير الجماعي لسكانها، تنفيذا لخطة حكومة اليمين المتطرف بضم الأراضي الفلسطينية .

 

ويستقبل آلاف الأسر في قطاع غزة، الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، بالكثير من الألم وتذكر من فقدوهم من الآباء والأمهات والأبناء خلال حرب الإبادة التي استمرت لأكثر من 15 شهرا في ظل الجراح النازفة وسط ظروف إنسانية قاسية حيث أغرقت الأمطار الغزيرة عشرات الخيام التي تؤويهم وبقايا المنازل المدمرة التي لجأوا إليها .

 

شهر رمضان المبارك يحل على أهلنا في قطاع غزة وهم يواجهون ظروفا إنسانية قاسية وهدنة باتت تتبدد الآمال في استمرارها في ظل الدمار الشامل والنقص الحاد بالمواد الإغاثية والطبية مع الأجواء الباردة التي أودت بحياة العديد من الأطفال حديثي الولادة، ويجب على الأمتين العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية تحمل مسؤولياتها لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال ومحاسبة مجرمي الحرب وحماية مستقبل شعبنا وأرضه ومقدساته .

 

لا بد من الفصائل الفلسطينية وجميع القوى الإسلامية والوطنية التحرك في أطار مواجهة للمخططات الإسرائيلية الرامية إلى فرض واقع جديد داخل الحرم الإبراهيمي، والتي تستهدف تقليص المساحات المفتوحة للمصلين المسلمين، وتعزيز سياسة التقسيم الزماني والمكاني، على غرار ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات الاحتلال سقف صحن الحرم الإبراهيمي والتي تندرج ضمن سلسلة من الإجراءات التهويدية الهادفة إلى تقليص الدور الإسلامي وتقويض صلاحيات وزارة الأوقاف الفلسطينية، في انتهاك واضح للقوانين والمواثيق الدولية، كما تسعى هذه الإجراءات إلى طمس الهوية الإسلامية للحرم وتعزيز السيطرة الإسرائيلية عليه .

 

ويجب العمل على تفعيل لجان التكافل الاجتماعي خلال شهر رمضان وأهمية مواجهة الظروف الاستثنائية مع تواصل عدوان الاحتلال الشامل بقطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة وأهمية التحرك لمواجهة التداعيات الخطيرة والكارثة الناتجة جراء هذا العدوان وجرائم الإبادة الجماعية بما فيها إجبار المواطنين قسرا على الخروج من منازلهم إضافة إلى فرض الحصار على من تبقى منهم بمخيمات الضفة وإعاقة وصول احتياجاتهم الأساسية، والعمل على اسناد أهلنا النازحين والوقوف على احتياجاتهم، سواء بما يتعلق بمراكز الضيافة والإيواء وأماكن تواجدهم، ودعم كافة القطاعات المجتمعية التي تضررت منذ بداية الحرب على قطاع غزة بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة .

 

ومع بداية شهر رمضان نعرب عاليا عن تقديرنا إلى أبناء الشعب الفلسطيني وأهالي القدس والخليل ونقدر عاليا صمودهم وموقف وزارة الأوقاف الرافض لهذه الانتهاكات، وضرورة التحرك على المستويات المحلية والدولية لوقف هذه الانتهاكات والمخططات الاستعمارية وحماية المقدسات الدينية، وندعو الله أن يعيد هذا الشهر المبارك على الشعب الفلسطيني، وقد تحققت آماله في الحرية والاستقلال والدولة بعاصمتها القدس، وأن يرحم شهداء شعبنا ويعجل بشفاء الجرحى، ويمن بالحرية العاجلة على جميع الأسرى والمعتقلين .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فيديو ترامب ضد غزة يكرس الاحتلال والعنصرية

بقلم :  سري  القدوة

الأحد  2 آذار / مارس 2025.

 

نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقطع فيديو معدا بالذكاء الاصطناعي، يروج فيه لمشروع "ريفييرا الشرق الأوسط"، الذي يقوم على تهجير سكان قطاع غزة قسريًا، ومنعهم من العودة إليه، ووضعه تحت سيطرة أميركية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، يصور غزة وقد تحولت إلى منتجع سياحي فاخر، بعد إعادة إعمارها إثر تدميرها بالكامل وتهجير سكانها، في تجسيد بصري لرؤية ترامب التي تدعمها إسرائيل، والتي تقوم على محو الوجود الفلسطيني في القطاع والاستيلاء عليه .

 

ويمتد مقطع الفيديو 33 ثانية وعنوانه "غزة 2025 - واتس نكست" (ما التالي؟)، ويظهر أطفالا يخرجون من بين الركام إلى شاطئ تحاذيه ناطحات سحاب ويظهر ترامب في المقطع إلى جانب رئيس حكومة الاحتلال مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، وهما يستجمان على شواطئ غزة، فيما تنتشر ناطحات السحاب والفنادق الفاخرة، ويجري إلقاء الأموال في الهواء، في مشهد يعكس تحويل المأساة الفلسطينية إلى مشروع استثماري متجاهلين كل الحقوق التاريخية الأصيلة للشعب الفلسطيني وتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي  .

 

كما يظهر تمثال ضخم مذهب للرئيس الأميركي وتماثيل صغيرة مذهبة وبرج يحمل اسم "ترامب غزة"، وأرفق الفيديو بأغنية تشيد بـ"ترامب غزة - نمبر وان" (رقم واحد)، في محاولة لتصوير المقترح الذي طرحه ترامب بشأن قطاع غزة، وتخلل الفيديو ظهور ترامب وهو يرقص مع الفتيات، فيما يظهر الملياردير إيلون ماسك وهو يتناول الأطعمة الفلسطينية التقليدية ويلقي الأموال في الهواء، مما أثار استياء الفلسطينيين الذين اعتبروا هذه المشاهد استفزازية في ظل المعاناة الإنسانية الشديدة التي يعانيها القطاع .

 

أثار الفيديو موجة واسعة من الغضب، كون أن الرئيس ترامب يقترح مرة جديدة أفكارا وحلولا لا تأخذ في الاعتبار ثقافات واهتمامات سكان غزة وتهدف الى تهجيرهم، بينما يتمسك الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه الأصيل بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة .

 

يعد فيديو ترمب إمعانا في التعامل مع القضية الفلسطينية وجرائم الحرب على أنها مشروع تجاري، وليس قضية تحرر وحقوق وطنية وأن ما يهم ترامب هو الاستثمارات بعيدا عن الإنسانية وتجاهل تام لكل جرائم الحرب الإسرائيلية، وان الفيديو الذي نشره ترامب مشين ومهين بمضمونه الذي يتنافى مع العادات والتقاليد الفلسطينية، إضافة إلى ترويجه لمخططات استعمارية تستهدف قطاع ويعكس العقلية الاستعمارية العنصرية وتشويه الواقع وتبرير الجرائم الإسرائيلية عبر تصوير غزة كأنها "أرض بلا شعب"، في محاولة لشرعنة التهجير القسري والتطهير العرقي .

 

ما طرح ترامب يعتبر تجسيدا واضحا لمخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف التي تهدف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني وفرض وقائع جديدة على الأرض تخدم مصالح الاحتلال كما يظهر سياسة الإدارة الأميركية الجديدة في تطبيع جرائم الحرب، والترويج لها كإنجازات اقتصادية، في تحدٍّ للقانون الدولي ولكل القرارات الأممية التي تؤكد على حق الفلسطينيين في أراضيهم .

 

غزة ستظل جزءا أصيلا من فلسطين، وان أي محاولات لفرض واقع جديد يتناقض مع الهوية الوطنية الفلسطينية، تعتبر مرفوضة ومصيرها سيكون الفشل ولا يمكن لهذه المخططات أن تنال من عزيمة وإصرار شعب فلسطين، ولا بد من المجتمع الدولي التدخل العاجل لوضع حد للسياسات الأمريكية الداعمة للاحتلال ومحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الذي يمارس حقه في الدفاع عن نفسه ولن يتخلى عن حقوقه المشروعة وسيواصل نضاله حتى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مخطط تصفية قضية اللاجئين وحقوقهم

بقلم  :  سري  القدوة

السبت  1 آذار / مارس 2025.

 

تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل تصاعد عدوان الاحتلال على أبناء شعبنا خاصة في محافظات شمال الضفة الغربية مما أدى الى التدمير الممنهج للمنازل والمنشآت والبنية التحتية وتهجير المواطنين والقتل والاعتقال، وارتفاع عدد الحواجز ونقاط التفتيش لتصل إلى ما يقارب 900 حاجز ونقطة تعيق حرية حركة الأفراد والبضائع بالإضافة إلى التوسع الاستعماري والاستيلاء على الأراضي واعتداءات المستعمرين المتكررة .

 

المخيمات في شمال الضفة الغربية تعيش أوضاعا صعبة وخطيرة، حيث يجري إعادة استنساخ مشاهد التدمير والتهجير القسري التي شهدها قطاع غزة ونقلها إلى مخيمات الضفة الغربية، وأن هذا النهج يأتي تطبيقا لما صرح به وزير المالية في حكومة الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش، حول خطة تهدف إلى تحويل المدن والمخيمات والقرى في الضفة الغربية إلى ما يشبه جباليا في شمال غزة.

 

حجم الدمار في مخيمات الضفة الغربية بلغ مستويات غير مسبوقة، نتيجة 935 اجتياحا منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 400 مواطن، غالبيتهم من الأطفال، وإصابة أكثر من 1250 آخرين، إضافة إلى اعتقال 2,368 مواطنا، وتدمير أكثر من 800 وحدة سكنية .

 

يجب ان تكون أولوية العمل في المرحلة المقبلة من اجل ضمان عودة قطاع غزة للشرعية الفلسطينية ووقف كل أشكال الانقسام وتداعياته وأهمية استمرار جهود الحكومة في قطاع غزة في هذه المرحلة وتوفير الإيواء المؤقت واستعادة الخدمات الأساسية وتهيئة البنية التحتية، بالإضافة إلى تنسيق العمل اليومي من خلال غرفة العمليات الطارئة لقطاع غزة مع كافة الجهات الاغاثية والشركاء العاملين في القطاع لضمان وصول أكبر قدر من المساعدات وضمان وصولها لمحتاجيها .

 

وفي ظل ما تشهده المحافظات الشمالية من تطورات واستمرار عدوان الاحتلال على مدن وبلدات وقرى ومخيمات شمال الضفة، حيث تم تهجير أكثر من 40 ألف من أبناء شعبنا قسرا، وهدم المنازل والمنشآت والبنية التحتية وتصاعد اعتداءات المستوطنين، وإدخال الدبابات الحربية في شوارع المخيمات بهدف أعادة فرض سيطرة الاحتلال وتهجير السكان من منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم بشكل مخالف لكل القوانين الدولية .

 

لا بد من الحكومة الفلسطينية العمل على مضاعفة الجهود من اجل جهود تنفيذ خطة الإغاثة والتعافي والاستجابة الطارئة والتركيز على توفير الإيواء المؤقت واستعادة الخدمات الأساسية وإصلاح المنازل المدمرة بشكل جزئي، تمهيدا لإعادة الإعمار الشامل وضمان العمل مع الأشقاء العرب والشركاء الدوليين لتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني في  قطاع غزة ووقف مخططات التهجير، ويجب العمل ضمن أجندة الإصلاح والتطوير المؤسسي لضمان إنهاء كل أشكال الانقسام ووحدة الضفة الغربية وقطاع غزة .

 

وعلى المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغط على الاحتلال لفتح معابر قطاع غزة، والإسراع في إدخال المعدات والآليات اللازمة لإزالة الركام، لبدء العمل الفعلي في هذه العملية، لا سيما أن ما تمت إزالته حتى الآن لم يتجاوز 66 ألف طن وخاصة في ظل  الحاجة الملحة لزيادة أعداد الخيام والمساعدات الإنسانية إلى المحافظات الجنوبية، نظرا لتفاقم الأوضاع هناك .

 

لا بد من الإدارة الأمريكية إدراك الواقع والعمل على إنهاء الاحتلال وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين، كون ذلك يشكل الطريق الوحيد لإنهاء الصراع وتحقيق السلام في المنطقة ككل، من خلال خطوات عملية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وأبرزها قرار مجلس الأمن الدولي 2735 الذي يشكل خارطة طريق لهذا الحل .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

التهديد بعودة الحرب بهدف تنفيذ التهجير

بقلم  :  سري  القدوة

الخميس  27 شباط / فبراير 2025.

    

تستمر حكومة الاحتلال المتطرفة العنصرية بتصعيد عدوانها حيث يواصل جيش الاحتلال عدوانه المدمر على شمال الضفة الغربية، من خلال إجبار 40 ألف مواطن فلسطيني على التهجير من مناطق سكناهم، وتفجير المنازل والأحياء، وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج، خاصة في مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، وطوباس، والفارعة، والذي يأتي مترافقاً مع التهديد بعودة الحرب في قطاع غزة، مما يعني إصرار استكمال سلطات الاحتلال لما بدأته في قطاع غزة من جرائم إبادة جماعية، في الضفة الغربية، من خلال اقتحام المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وقتل واعتقال المواطنين، وتدمير المدن والمخيمات، واستمرار الاستيطان ومحاولات الضم والتوسع العنصري، وعزل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض .

 

وما من شك بان استمرار عدوان الاحتلال على شمال الضفة الغربية وتوسيعه يأتي في إطار مواصلة سياسات الاحتلال في تصفية القضية الفلسطينية، واستهداف وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، وضمن خطط اليمين المتطرف لفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق الضفة الغربية.

 

مواصلة الاحتلال عدوانه على مدن ومخيمات وقرى شمال الضفة الغربية وسط تخريب ودمار كبيرين للبنية التحتية والشوارع، هو تنفيذ لخطة التهجير التي تستهدف أبناء شعبنا لتصفية قضية اللاجئين، والتي تتزامن مع خطوات إسرائيلية تستهدف وكالة "الأونروا"، وحظر عملها، ويجب على الإدارة الأميركية إجبار دولة الاحتلال على وقف العدوان الذي تشنه على مدن الضفة الغربية فوراً، وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذا ما أرادت تجنيب المنطقة المزيد من التوتر والتصعيد، لأن البديل هو استمرار التخبط وحروب بلا نهاية في المنطقة .

 

دولة الاحتلال تواصل عدوانها في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، حيث يسعى الاحتلال الى استكمال جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري في الضفة الغربية، وان الوضع الحالي في الضفة الغربية يعكس مدى عنجهية الاحتلال ويكشف عن الخطورة القائمة حيث أقدام الاحتلال بدفع تعزيزات عسكرية إلى شمال الضفة للمرة الأولى منذ عدوانها على الضفة عام 2002، والتي جاءت بعد اقتحام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه لمدينة طولكرم، وإصدار أوامر ببقاء جيش الاحتلال حتى العام المقبل، وعدم السماح بعودة السكان إلى المخيمات، كل ذلك يعكس محاولة إسرائيلية لفرض واقع جديد، وأن المشهد في شمال الضفة الغربية يستدعي حراكا واسعا لحشد المواقف الرافضة لعدوان الاحتلال وسياساته، وبناء موقف دولي حازم لمواجهة حكومة الاحتلال وإجبارها على إنهاء عدوانها، والانصياع لقرارات الشرعية الدولية .

 

لا بد من ان تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية والأولى وعلى رأس أولوياته العمل العربي المشترك  وأهمية التحرك لحشد الدعم الإقليمي والدولي المساند لها، وتعزيز التواصل مع دول العالم وخاصة التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين وحثها على الاعتراف بها، ولا بد من تعزيز ومساندة المواقف العربية الرافضة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وأهمية تنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في قطاع غزة وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم .

 

لا بد من التأكيد على أن مستقبل فلسطين يقرره الشعب الفلسطيني بقراره الوطني المستقل، وبموافقة منظمة التحرير الفلسطينية على أية حلول، ولن يقبل بالوطن البديل أو التهجير أو دولة دون القدس، ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية للتصدي لهذا المخطط ووقف هذه الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني المرابط على أرضه، ودعم جهود الإغاثة الإنسانية وتمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم المشروعة .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
 

نداء الوطن - كتب أسامة خليفة

أسامة خليفة

  كاتب فلسطيني

النشيد الوطني الفلسطيني، كلماته شاعرية حماسية معبرة، تتحدث عن الفدائي والعودة وأرض الجدود عن البطولة والشجاعة، والسلاح ونضال شعبنا الفلسطيني، والفدائي هنا ليس فرداً بل شعباً بأكمله، ربما يلتقي مع الفدائي في قصيدة إبراهيم طوقان «صامت لو تكلما لفظ النار والدما»، يُعزف ويُردد النشيد الوطني في المناسبات الوطنية والرياضية والاستقبالات الرسمية والنشاطات الجماهيرية الحاشدة، ولعل ترديده في الطابور الصباحي في المدارس الفلسطينية أكثرها تداولاً وتأثيراً وأهمية لما يحمله من قيم تتأصل في نفوس النشء.

يُعتبر نشيد «موطني» -كلمات إبراهيم طوقان- بمثابة النشيد الوطني غير الرسمي للفلسطينيين منذ ثلاثينات القرن الماضي أقر به العرف السائد بين أفراد الشعب الفلسطيني، وليس عبر نص دستوري لدولة ذات سيادة، عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وبعد رحيله، وبقي هذا الأمر إلى أن أصبح نشيد «فدائي» النشيد الوطني رسمياً في إطار منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1972 بقرار من اللجنة التنفيذية للمنظمة، وصادق عليه مجلس الوزراء الفلسطيني في السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 2005، ليصبح النشيد الرسمي لها.

نشيد «فدائي» من تأليف الشاعر الفلسطيني سعيد المزين، قام الموسيقار المصري علي إسماعيل في العام 1965 بوضع لحن جميل له، وفي عام 1981 أعاد توزيعه الموسيقي الموسيقار اليوناني ميكيس ثيودوراكيس، كتعبير منه عن دعم القضية الفلسطينية، وفي العام 2005 أعاد الملحن الفلسطيني حسين نازك التوزيع الموسيقي للمرة الثانية.

في مدارس الفلسطينيين يردد الطلاب النشيد الوطني أو يعزف كمقطوعة موسيقية عبر الإذاعة المدرسية في بداية الأسبوع الدراسي ونهايته، يرافق النشيد الوطني طقوس رفع العلم وأداء التحية. ويتم ترديد النشيد الوطني كتقليد وطني في المدارس في الطابور الصباحي ليثير لدى الجيل الجديد الحماسة والإحساس بالانتماء إلى الوطن، وليعزز حب فلسطين في النفوس.

عبر مراحل تاريخ الشعب الفلسطيني من النكبة إلى النكسة، وتطورات أوضاعه المتباينة في تجمعات الشتات أو فوق تراب الوطن، وغياب كيان أو دولة تمثله، والافتقاد إلى دستور يحدد نشيداً وطنياً بشكل رسمي، كان الطابور الصباحي في مدارس الفلسطينيين التابعة للانروا يردد الطلاب بشكل دائم ومتكرر يومي أو أسبوعي عدة أناشيد وطنية مختلفة ذات مضمون يعبر عن القضية الوطنية، وتتصف بروعة النظم الشعري، وبجمال العبارات، وعذوبة الأداء الغنائي، كنت أعتقد أن كل مدارس الأنروا تردد نفس النشيد الذي كنا نردده في مدرستنا (إعدادية أم الفحم) في العاصمة السورية دمشق والذي يقول مطلعه :

نحن أبناء فلسطين الأباة

نعشق المجد ولا نرضى سواه

دأبنا سعي وجد ونضال في الحياة

وجهاد يعقبه النصر المبين

ليس فينا من جبان

كلنا يقوى على الطعان ..

لكن عرفت بعد ذلك أن مدارس تابعة للأنروا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سوريا، تردد نشيد «عائدون» للشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد، لترسيخ مفهوم العودة في أذهان الأجيال كحق راسخ لا تراجع ولا تنازل عنه، مهما طالت سنوات الغياب:

عائدون عائدون

إننا لعائدون

فالحدود لن تكون

والقلاع والحصون

فاصرخوا يا نازحون

إننا لعائدون

عائدون للديار

للسهول للجبال

تحت أعلام الفخار

والجهاد والنضال

بالدماء والفداء

والإخاء والوفاء

إننا لعائدون

عائدون يا ربا

عائدون يا هضاب

عائون للصبا

عائدون للشباب

للجهاد في النجاد

والحصاد في البلاد

إننا لعائدون

بعض مدارس الأنروا رددت نشيد ابراهيم طوقان «موطني»، حيث بقي قطاع واسع من الشعب الفلسطيني يعتبر نشيد «موطني» نشيداً رسمياً له، وكان دور المعلم الفلسطيني مهماً في تكريس نشيد موطني في الطابور الصباحي، أذ حمل ذكرياته وعلمها ونقلها إلى طلابه، حتى بعد أن أصبح نشيداً وطنياً لجمهورية العراق منذ العام 2003. وقد كانت مدارس الضفة الغربية ما بين العام 1948- 1967 تردده مع السلام الملكي الأردني.

رغم تنوعها إلا أن ترديد هذه الأناشيد الوطنية كل صباح يبقي القضية الفلسطينية حاضرة في قلوب وعقول الطلاب وتساهم في غرس قيم حب الوطن، وتعزيز الانتماء لفلسطين أرضاً وشعباً، وتمتن الارتباط بالهوية الوطنية، ولأجل ذلك تجاوز معلمون فلسطينيون لا سيما في مدارس الأونروا إطار المنهاج المقرر بأنشطة، منها: تقديم نماذج من نضال الشعب الفلسطيني، دراسة نماذج من المناضلين وكفاحهم ضد الصهيونية والاستعمار، تحفيظ الأغاني الوطنية لتلاميذهم، ترديد نشيد وطني في الطابور الصباحي، وقد كانت هنالك حملة واسعة لإعادة الاعتبار لنشيد «فدائي» في مدارس الأنروا في لبنان حيث مُنع من قبل رئاسة الأنروا بعد ضغوط أميركية تعرضت لها إدارتها بخصوص المناهج والأناشيد الوطنية. تقول كلمات النشيد:

فدائي فدائي فدائي

يا أرضي يا أرض الجدود

فدائي فدائي فدائي

يا شعبي يا شعب الخلود

بعزمي وناري

وبركان ثأري

وأشواق دمي

لأرضي وداري

صعدت الجبالا

وخضت النضالا

قهرت المحالا

عبرت الحدود

بعزم الرياح

ونار السلاح

وإصرار شعبي

لخوض الكفاح

فلسطين داري

ودرب انتصاري

فلسطين ثاري

وأرض الصمود

بحق القسم

تحت ظل العلم

بأرضي وشعبي

ونار الألم

سأحيا فدائي

وأمضي فدائي

وأقضي فدائي

إلى أن تعود

كان نشيد الشباب الفلسطيني يُردد في الصباح المدرسي، ويذكره الكثيرون من أبناء جيل الثلاثينات والأربعينات في ذروة نضالهم من أجل فلسطين، وعن موقع ملتقى بيت دجن على الفيس بوك أن النشيد الوطني الصباحي في مدرسة بيت دجن الابتدائية قبل عام 1948، عام النكبة، واحتلال فلسطين، وتشريد أهلها، هو نشيد الشباب، يتوجه لهم ويخاطب عقولهم وعواطفهم ويصور فلسطين عروس العروبة:

تعيد السيوف شباب الزمن

وتمحو الدماء حياة الهوان

شباب فسطين آن الأوان

فهبوا جميعا فداء الوطن

فإن الجهاد

حياة البلاد

ورمز الخلود

أبوكم فلا ترخصوا يعربا

ولا ترهبوا الكون ان يغضبا

فسيروا على شفرات الضيا

وبيعوا الدما في سبيل الوطن

فبيع الدماء

يعز الحمى

ويعلي البنود

تعيش فلسطين أرض الفدا

عروس العروبة طول المدى

غدا تستقل برغم العدا

غدا يهتف الدهر عاش الوطن

ديار الكرام

متى تستضام

وفيها الأسود

ستقضي الصوارم ما بيننا

فإما علينا وإما لنا

فلا تجزعي يا فلسطيننا 

نموت جميعا ويحيا الوطن

فإما الممات..وإما الحياة

حياة الجدود

وفي الضفة الغربية أيضاً وقبل العام 1967كان الطلاب يرددون نشيد العلم، نشيد «الثورة العربية الكبرى» الذي يثير في خيالهم صوراً جميلة للأمهات اللواتي ينسجن العلم:

يا علمي يا علم  

يا علم العرب أشرقِ ِ

واخفق ِ في الأفق الأزرق ِ

يا علمي يا علم!

يا نسيج الأمهات

في الليالي الحالكات

لبنيهن الأُباة

كيف لا نفديك

كل خيط فيك

دمعة من جفنهن

خفقة من صدرهن

قبلة من ثغرهن

يا علمي يا علم

سر الى المجد بنا

وابن منا الوطنا

قد حلفنا للقنا حلفة

ترضيك أنا نسقيك

من دماء الشهداء

من جراح الأبرياء

عشت للمجد سماء

علمي يا علم

ومن أناشيد الطابور الصباحي في المدارس زمن الاحتلال البريطاني والتي يرضى عنها الحاكم العسكري لأنها تبتعد عن القضايا المسيسة مقابل تلك التي تدعو إلى الجهاد والنضال الوطني:

بادروا للعمل

دون خوف أو وجل

هدنا داء الكسل

فأنقذوا بلادكم بالعمل

لا شيء كالعمل

يوقظ الهمم

يبعث النشاط

يرفع الأمم

وفي غزة عندما كان القطاع تابعاً لمملكة مصر في الأعوام 1949- 1952 قبل قيام ثورة الضباط الأحرار، كان نشيد «موطني»، ونشيد بلادي بلادي، أو نشيد الملك فاروق، هما الأكثر تداولاً، ومطلعه:

بلادي بلادي فداك دمي

وهبت حياتي فداً فاسلمي

غرامك أول ما في الفؤاد

ونجواك آخر ما في فمي

سأهتف باسمك ما قد حييت

تعيش بلادي ويحيا الوطن

بلادي بلادي

إذا اليوم جاء

ودوى النداء

وحق الفداء

فحيي فتاك

شهيد هواك

وقولي سلاما على الأوفياء

سأهتف باسمك ما قد حييت

تعيش بلادي ويحيا الوطن

قيس عبد الكريم

أول رفض عملي لأحد أبرز مشاريع خطة كوشنر الإقتصادية المزعومة جاء من الجانب الإسرائيلي. فتصريحات أكثر من مسؤول إسرائيلي ترفض مشروع ربط الضفة الغربية بقطاع غزة عبر ممر برّي. والواقع أن هذا المشروع هو الركيزة التي تقوم عليها الخطة بأكملها. إذ من دون ربط غزة بالضفة لا يمكن أن يكون هناك سوق محلية موحدة وبالتالي لا اقتصاد فلسطيني موحد. وهذا الرفض الإسرائيلي هو في الواقع تزكية لجوهر الموقف الفلسطيني الذي يقول إنه لا يمكن الحديث عن التنمية الإقتصادية والإزدهار إلا بعد معرفة المعالم السياسية للحل العتيد. ويزيد من مصداقية هذا التأكيد أنه يأتي من الجانب الإسرائيلي الذي يعلن وزراؤه أن هذا المشروع غير ذي صلة. والواقع أن الخطة كلّها غير ذات صلة وليس لها علاقة بعلم الإقتصاد. وهي شاهد على أن البراعة في تجارة العقارات لا تُنبئ بالضرورة بالحصافة في التخطيط الإقتصادي.

سنعود بعد قليل إلى الإطار السياسي للخطة. ولكن دعونا أولاً نتفحّص قيمتها الإقتصادية. الخطة هي سلسلة من الوعود الباهرة البرّاقة ولكن الوهمية التي تفتقر إلى أي سندٍ واقعي،فأهدافها المعلنة تتناقض مع وسائلها. تتحدث الخطة عن نمو الإقتصاد الفلسطيني بنسب تقترب من 10% خلال السنتين الأوليين وتتراوح بين 8 و8.5% خلال السنوات الثماني اللاحقة. ومن الواضح أن هذه النسب غير واقعية على الإطلاق، ولم ينجح في تحقيقها خلال نصف القرن الماضي أي إقتصاد رأسمالي مهما كان جامحاً في نهوضه.

 والهدف الثاني للخطة لا يقل عن سابقه بعداً عن الواقعية وهو خلق مليون وثلاثمائة ألف فرصة عمل جديدة في الإقتصاد الفلسطيني. ليس في الخطة ما يشير إلى كيفية تحقيق هذا الهدف، خصوصاً وأن القطاعات الإنتاجية في الإقتصاد، وهي التي عادة توّلد أكثر من غيرها فرص عمل دائمة، لا تحظى من الخطة إلا بإهتمام هامشي. تُخصص الخطة للصناعة 875 مليون دولار على مدى عشر سنوات أي 3% من مجموع رأس المال المنوي تجنيده لدعم الإقتصاد الفلسطيني، أمّا الزراعة فهي لا تحظى إلا بـ 910 مليون دولار أي ما يزيد قليلاً على 3%، وقطاع الإسكان يُرصد له مليار دولار أي بنسبة 4%. وفي المقابل يُخصّص للسياحة 5% من المجموع، ويُخصص لتطوير خدمات الإنترنت 10% من مجموع رأس المال،والأهم من ذلك تُخصص لما يُسمى بالحوكمة والإصلاح الإداري والمؤسسي نسبة 12% من المجموع، أي ما يوازي ثلاثة مليارات وثلاثمئة وثلاثين مليون دولار. وللفلسطينيين خبرة فيما تعنيه البرامج التي تقع تحت عنوان "الحوكمة والإصلاح" التي هي في أغلبها تبذير للمال والجهد والوقت ومكافآت جزيلة للخبراء الأجانب.

القطاع الذي يحظى بالقسم الأكبر من نوايا التمويل هو قطاع المواصلات الذي يُخصص له 24% من مجموع التمويل، وهو قطاع معروف بأن معظم ما يخلقه من فرص عمل لا يتسم بالديمومة. وما ينطبق على فرص العمل هنا ينطبق أيضاً على تنمية الصادرات التي تهدف الخطة إلى رفع نسبتها إلى 40% من الناتج المحلي الإجمالي دون أن توضح كيف يمكن تحقيق ذلك في ظل الدعم الشحيح الذي تقترحه الخطة للقطاعات المُنتجة للسلع القابلة للتصدير.

السؤال الرئيسي الذي لا تُجيب عليه الخطة المقترحة هو كيف سيتم حشد الأموال الضرورية. فالبديهي أن المستثمرين سواء كانوا من القطاع الخاص أو العام لا يمكن أن يتخذوا قراراتهم بالإستثمار في إقتصاد معين دون معرفة المعالم الجيوسياسية والقانونية التي تحدد هذا الإقتصاد. وعندما تتحدث الخطة عن حشد 27.8 مليار دولار لتنمية إقتصاد الكيان الذي تُطلق عليه تسمية "الضفة الغربية وقطاع غزة" فمن الطبيعي أن يتساءل مانحو الأموال والمسثمرون عن الحدود الجغرافية التي تقترحها صفقة ترامب لهذا الكيان وبخاصة في ضوء تصريحات الثلاثي الأمريكي "كوشنر، وجرينبلات، وفريدمان" عن شرعية المستوطنات كحقيقة قائمة وعن حق إسرائيل في ضم هذه المستوطنات التي تغطي أغلبية أراضي الضفة الغربية. ومن الطبيعي أيضاً أن يُطرح التساؤل حول حدود صلاحيات هذا الكيان ومدى سيطرته على أرضه وموارده ومقدراته وصلاته بالعالم الخارجي وبخاصة في ظل التصريح الاستفزازي للثلاثي الذي يدّعي أن العالم ليس بحاجة إلى دولة فلسطينية -يزعم أنها فاشلة- بين الأردن وإسرائيل. فالواضح من هذه التصريحات أن خطة ترامب لا تعتبر أن حدود "الضفة الغربية وقطاع غزة" هي حدود 1967 وأن هذا الكيان لن يتمتع وفقها بالسيادة والاستقلال الناجز.

يبدو هذا الترابط بين السياسي والإقتصادي على نحو شامل في جميع مفاصل هذه الخطة، بما في ذلك على سبيل المثال معالجتها لمسألة المعابر التي تطرح حلولاً تقنية لها متجاهلة المسألة الجوهرية وهي من الذي سيتمتع بالسيطرة على المعابر وما هي الشروط الأمنية لإدارتها. والحقيقة أن هذه هي المشكلة التي تعاني منها الخطة بكل مفاصلها وهي تجاهلها للحقيقة الأبرز التي تلقي بثقلها على الواقع الفلسطيني وهي وجود الإحتلال، كما وهي رفضها الإفصاح عن رؤيتها لطبيعة العلاقة المستقبلية (وفقاً لصفقة ترامب) بين "الضفة الغربية وقطاع غزة" ودولة الإحتلال. بل إن التدقيق في المشاريع التي تركز عليها الخطة توضح أن أحد أهدافها هي تمتين العلاقات مع إقتصاد دولة الإحتلال المحكومة بأن تكون بعلاقة تبعية دائمة له.

من الواضح إذاً أن هذه الخطة المبهرجة المسماة إقتصادية، فضلاً عن كونها غلافاً من الدسم المغشوش لتبليعنا السمّ السياسي لصفقة ترامب، إنما تهدف أساساً إلى إستدراج دول عربية وإقليمية معينة إلى موقع الإنخراط في عملية تطبيق "صفقة القرن" حتى قبل أن تعلن واشنطن عن المضمون السياسي الكامل لهذه الخطة،وإن كانت قد كشفت عن الرئيسي من عناصرها من خلال إجراءاتها أحادية الجانب المتعلقة بالإعتراف بالقدس "الموحدة" عاصمة لإسرائيل ومحاولة تجفيف موارد "الأونروا" وإعادة تعريف اللاجئ خلافاً لقرارات الأمم المتحدة ومحاولة شرعنة المستوطنات وإضفاء الغطاء السياسي على نوايا إسرائيل في ضمّها. وما زال غير معلن منها هو بالضبط ما كنتُ لأودّ معرفته لو كنتُ مستثمراً مدعوّاً للمساهمة في تمويل جانبها الإقتصادي.

هذه هي الوظيفة السياسية لهذه الخطة ولورشة المنامة المدعوة لبحثها، والواقع أن المسؤولين الأمريكيين أنفسهم لا يخفون شكوكهم في أن يترتب على الورشة إلتزامات محددة من قبل المشاركين فيما يتعلق بتنفيذ مشروعاتها. وهذا منطقي جداً، فالمطلوب هو أن يعلَق هؤلاء المشاركون بصنارة الإنخراط في "صفقة القرن" وإضفاء الشرعية عليها، وأن تكون هذه الورشة بمثابة حلقة من حلقات عملية التنفيذ الفعلي لهذه الصفقة استكمالاً للإجراءات أحادية الجانب التي أشرنا إليها أعلاه. وهذا الذي يفسر كيف ولماذا تصرّ واشنطن على الإستمرار في تنظيم هذه الورشة المفترض بها أن تناقش مستقبل تطوير الإقتصاد الفلسطيني لعقد كامل من السنين، في غياب الفلسطينيين، سلطة ومؤسسات أهلية ورجال أعمال. هذا الموقف ينسجم مع الفلسفة العامة لما يسمى بصفقة القرن، فهي ليست خطة للتسوية ما بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بقدر ما هي تصور شامل لإعادة ترتيب الوضع الإقليمي بما ينسجم مع طموح الولايات المتحدة وإسرائيل لإقامة تحالف يضم إسرائيل وما يسمونه بالدول العربية المعتدلة في مواجهة أخطار مفتعلة. والمكانة التي يحتلها المستقبل الفلسطيني في سياق هذا الترتيب لا تنتظر برأي واشنطن موافقة الفلسطينيين أنفسهم، بل يُراد لها أن تُفرض عليهم بحكم الإجماع الإقليمي.

ولكن كما أن الجانب الإقتصادي من الصفقة هزيل ورثّ وغير ذي صلة، فإن الوظيفة السياسية لورشة المنامة لا تقلّ عن ذلك في هشاشتها. ورغم أن الشعب الفلسطيني بجميع قواه ومكوناته الإجتماعية يرفض هذه الورشة ويدعو كل أخوته العرب إلى احترام إجماعه الوطني على ضرورة مقاطعتها فإن علينا أن نلاحظ أن تدني مستوى التمثيل من قبل الدول العربية المشاركة والتصريحات التي صدرت عنها والتي تتحفظ على هدفها السياسي تجعل مما سيجري في البحرين خلال اليومين القادمين مسرحية رتيبة وباهتة وغير ذات صلة. وهذا مؤشر على أن الصفقة الأم التي تندرج في سياقها هذه المهزلة المآساة هي مشروع محتوم الفشل ولا مستقبل له.

ولكن احباط هذا المشروع ومواجهة تبعاته على الارض تتطلب، فلسطينياً، البناء على موقف الاجماع الوطني الشامل على رفضه من اجل التحرك قدماً نحو انهاء الانقسام البغيض واستعادة الوحدة على أسس ديمقراطية وتشاركية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا. وهو ما يؤمن لحركتنا الوطنية القوة والجاهزية للرد على الخطوات العدوانية الأمريكية – الإسرائيلية بخطوات عملية للانتقال إلى إستراتيجية كفاحية جديدة حددت معالمها قرارات المجلسين الوطني والمركزي بشان إعادة تحديد العلاقة مع إسرائيل بصفتها قوة احتلال وعدوان لا شريكاً في السلام.

التهجير سياسة ثبت فشلها على مدار العقود

بقلم  :  سري  القدوة

الأربعاء  26 شباط / فبراير 2025.

 

القضية الفلسطينية العادلة هي قضية أرض وشعب وأن محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان سياسة عاجزة ثبت فشلها على مدار العقود الماضية وهي مرفوضة ومخالفة للقانون الدولي وليست سوى عملية تطهير عرقي ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية .

 

لا بد من تعزيز الصمود الفلسطيني ودعم إعادة أعمار ما دمره الاحتلال  في قطاع غزة في ضوء الإبادة الشاملة التي تعرض له قطاع غزة خلال 15 شهرا من القصف الإسرائيلي الهمجي والذي استهدف كل مظاهر الحياة، والعمل على إبراز أهمية دور المجتمع المدني في تقديم الخدمات الاجتماعية الأساسية وصياغة مقترحات بشأن مسيرة إعادة إعمار غزة بسواعد أبنائها وفي إطار آليات التعاون بين الجهات المحلية والإقليمية والدولية سواء لتأمين دخول المساعدات بأكبر قدر ممكن إلى القطاع أو العمل على الإسراع في اعتماد خطط إعادة الاعمار والعدول عن كل سياسات التهجير الطوعي أو القسري، فضلاً عن تبني خطط أغاثية طارئة لنجدة الشعب الفلسطيني ووضع ضوابط محددة لمتابعة التنفيذ .

 

الاحتلال يواصل هجومه على مدن الضفة الغربية وإعادة احتلالها وفرض سياسة الأمر الواقع الإسرائيلية لتنفيذ مخططات الضم والتهجير أيضا في الضفة الغربية وتمارس حكومة الاحتلال سياستها العدوانية في ظل استمرار غياب آليات دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وخاصة عبر جامعة الدول العربية .

 

لا بد من وضع إستراتيجية عربية موحدة وتحمل المسؤولية مع التأكيد على أهمية تفعيل الدور العربي المشترك في مواجهة السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس وتهجير أهلها وضم الضفة الغربية وقطاع غزة لدولة الاحتلال، ونثمن بهذا الخصوص المواقف المصرية والأردنية والسعودية الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني، ودورها في منع التهجير القسري وتعزيز الحضور الفلسطيني على الساحة الدولية .

 

سياسة حكومة الاحتلال تتواصل مع توسيع العدوان على شمال الضفة الغربية، وإعلان وزير الجيش في دولة الاحتلال يسرائيل كاتس البقاء لمدة عام، بالتزامن مع إدخال الدبابات الحربية للمرة الأولى منذ عام 2002، في أوسع عملية إعادة احتلال ومخالفة لكل الاتفاقيات في خطة واضحة لتقويض السلطة الفلسطينية .

 

يجب العمل على فضح الممارسات الإسرائيلية ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني وضرورة تعزيز الجهود المشتركة في إطار الجهود المستمرة لحشد الدعم القانوني والحقوقي للقضية الفلسطينية الهادفة الى ضمان محاكمة الاحتلال وملاحقته إزاء انتهاكاته وجرائمه الوحشية في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة .

 

لا بد من دعم كل الجهود الرامية إلى تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المتفق عليه دولياً وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعدم الالتفاف على هذه المبادئ الثابتة والمحددات المستقرة، وأهمية مواصلة الجهود العربية للتخفيف من الأوضاع الاجتماعية والإنسانية والصحية الصعبة في قطاع غزة، جراء جرائم الحرب التي تعرض لها، وتعزيز الدعم العربي المستمر في ظل الأوضاع الراهنة، لتجسيد التضامن مع أهالي غزة وحشد الدعم الدولي لخطط الاستجابة الطارئة لمعالجة الظروف الإنسانية نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم .

 

غزة عنوان العزة ينتصر أبناؤها على الدمار بالبناء وإعادة التعمير ويتحدى نوايا التهجير بصلابة الصمود والبقاء، ويواجهون آلة الموت الإسرائيلية بإرادة الحياة، وعزيمة لا تلين، إلى حين تحقيق أماني وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق السلام والتنمية .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

استمرار الصراع يعمق الكراهية ويطيل ظلم الشعب الفلسطيني

بقلم : سري  القدوة

الثلاثاء  25 شباط / فبراير 2025.

 

محاولات التهجير والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تكرس نهج العنصرية والإرهاب وتزيد من المعاناة الفلسطينية وخاصة في ظل استمرار الإدارة الأمريكية التي تدعم حكومة التطرف الإرهابية وتوفر لها الحصانة الكاملة لتنفيذ جرائمها واستمرار احتلالها الهمجي في الضفة الغربية وممارسات الإبادة الجماعية وفرض التهجير وإجبار أصحاب الأرض على ترك أرضهم تحت تهديد القتل على الرحيل، وكل الأطروحات والأفكار التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين، أو ظلم الشعب الفلسطيني لن يكون من شأنها إلا إطالة أمد الصراع وتعميق الكراهية ومفاقمة معاناة كل الشعوب في المنطقة .

 

ويستمر تصعيد الاحتلال ومليشيات المستوطنين في الضفة الغربية عدوانهم الإرهابي الغاشم في المحافظات الشمالية فبعد ان اقتحم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يسرائيل كاتس مخيم طولكرم، أقدمت عصابة تطلق على نفسها "تدفيع الثمن" الإرهابية، بإحراق إحدى العائلات ومركبة في التجمع البدوي شرق قرية جبع شمال القدس المحتلة، إضافة إلى إطلاق الرصاص صوب المواطنين الآمنين، وأن هذه الجرائم تأتي في إطار التصعيد المستمر من قبل الجماعات الاستعمارية الإرهابية المدعومة من سلطات الاحتلال، وهي جزء من مخطط إرهابي وحرب تطهير هدفها التهويد والتهجير القسري وتوسيع الاستعمار .

 

لا بد من المجتمع الدولي العمل على تصنيف عصابة "تدفيع الثمن" وجميع عصابات المستعمرين كجماعات إرهابية، وضرورة محاسبة زعمائها مثل سموتريتش وبن غفير وحكومة اليمين على جرائمهم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، واتخاذ خطوات فورية لوقف هذه الاعتداءات وحماية المدنيين الفلسطينيين من المستعمرين الإرهابيين .

 

تلك الممارسات الإسرائيلية المرفوضة عربيا ودوليا وخاصة ممارسات الاحتلال التي تؤدي الى تهجير الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه والتي تعد إجحافا بالحقوق الفلسطينية الثابتة، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.

 

مخطئ من يعقد ان الشعب الفلسطيني ممكن تهجيره عن ارض وممكن إجباره على الرحيل ولم تكن فلسطين وحيدة وان الفلسطينيين لن يكونوا وحدهم أبدا، ولن يسمح أن يتعرضوا لنكبة ثانية، أو أن تصفى قضيتهم، وتهدر حقوقهم المشروعة وان ما يجري في فلسطين هو ليس تحدٍ للشعب الفلسطيني وحده بل أنه تحدٍ للعرب جميعا .

 

لا بد من تجسيد وحدة الصف العربي كونها تمثل حائط الصد الأول لوأد كل محاولات ومخططات تصفية القضية الفلسطينية، واستشعارا للمسؤولية التي تعبر عن صوت الشارع العربي لإجهاض هذه المخططات، وأهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والرفض التام والكامل لمخططات الاحتلال بضم الضفة الغربية المحتلة ولكافة المخططات الأخرى التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وأهمية اتخاذ موقف واضح من قادة الدول العربية خلال القمة العربية الطارئة التي سوف تعقد في جمهورية مصر العربية في الرابع من شهر آذار/ مارس القادم والتعبير عن ما تطمح لتحقيقه الشعوب العربية في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، قضية الأمة العربية المركزية .

 

لا بد من التأكيد على الدعم التام لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق تقرير مصيره وإنهاء احتلال أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأهمية اعتماد خطة تحرك عربية تتضمن خارطة طريق دعما لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ورفضا لكل مخططات التهجير والضم الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فلسطين حضارة التاريخ لا تباع ولا تستبدل

بقلم  :  سري  القدوة

الاثنين  24 شباط / فبراير 2025.

 

القضية الفلسطينية تواجه أكبر تهديدا لها منذ نكبة عام 1948 في ظل وجود مخططات خبيثة تهدف إلى تصفيتها عبر مقترحات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية، وأن هذه المخططات البغيضة تمثل تعديا صارخا على الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني، والتي أقر بها العالم أجمع، كما تمثل مساسا مرفوضا بسيادة دول عربية بذلت كل غال ونفيس من أجل القضية الفلسطينية .

 

لا بد أن يدرك العالم اجمع أن أرض فلسطين، التي ارتوت بدماء الآلاف من الشهداء ليس للبيع او الشراء ونقول لكل واهم يرى أن مصائر الشعوب يمكن أن تحددها ممارسات عبثية واهية عليهم أولا قراءة التاريخ جيدا، وسيدرك الجميع أن إرادة الشعوب الحرة لا يمكن ان تنكسِر أبداً، وسيظل الشعب الفلسطيني مرابطا على أرضه، ومدافعا عنها حتى آخر قطرة في دمه ومن ورائه الشعب العربي الذي لم ولن يقبل بأية محاولات لتصفية قضيتنا الأولى والمركزية القضية الفلسطينية .

 

ويشكل  الرفض العربي الكامل لمخططات إفراغ قطاع غزة من سكانه الأصليين أصحاب الأرض خطوات مهمة تزيد من إصرار الشعب الفلسطيني على المضي قدما في الحفاظ على حقوقه ويجب مضاعفة هذا العمل وضرورة أن تكون هناك تصورات عربية بديلة تحافظ على الأرض الفلسطينية العربية، وتصون الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .

 

وفي ظل تعرض الهدنة في قطاع غزة إلى الانهيار بفعل عدم الالتزام الإسرائيلي ببنود الاتفاق وتهربه من استحقاق المرحلة وإنهاء الحرب، يواصل الاحتلال عدوانه على مدن الضفة خاصة في الشمال للشهر الثاني على التوالي حيث  تشن القوات الاحتلال  في الجزء الشمالي من الضفة عدوانها وتنفذ أطول هجمات لها في منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي .

 

هجمات المستعمرين الإسرائيليين الذين يغتصبون الأرض الفلسطينية  لا تزال مستمرة وألحقت أضرارا بممتلكات الفلسطينيين، وأدت الى نزوح العائلات من أماكن سكناهم بسبب هجمات المستعمرين والقيود التي يفرضها الاحتلال الغاشم .

 

لا بد من توحيد الجهود العربية في أطار ما تقوم به كل من المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني وجمهورية مصر العربية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والتنسيق مع فلسطين بشأن إعداد تصور شامل لإعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن حق الشعب الفلسطيني الثابت في البقاء على أرضه وبناء وطنه، دون أي تهديد لوجوده، وأهمية اعتماد خطة تحرك عربية موحدة تتضمن دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه .

 

وما من شك بان الموقف العربي الجامع يلعب دورا وأهمية كبري في هذه المرحلة الاستثنائية الحاسمة التي تمر بها منطقتنا العربية، خاصة القضية الفلسطينية ونتطلع جميعا إلى القمة التي ستعقد في القاهرة مطلع الشهر المقبل للتعبير عن موقف جماعي واضح وحاسم، تجاه ما تتعرض له القضية الفلسطينية من خطة تصفية عبر تهجير الشعب الفلسطيني .

 

حل القضية الفلسطينية يجب أن يرتكز على الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وخاصة مع تزايد خطورة الوضع جراء تمادي الاحتلال في تجاوز كل القوانين والأعراف الدولية دون حسيب أو رقيب، ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في استدامة وقف عدوان الاحتلال المتكرر، وأهمية التمسك بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل الأراضي العربية سواء في فلسطين أو سوريا أو لبنان والرفض لكل التدخلات الأجنبية في الشؤون العربية .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الدولة الفلسطينية ومواجهة التحديات المقبلة

بقلم  :  سري  القدوة

الأحد  23 شباط / فبراير 2025.

 

تمر المنطقة والقضية الوطنية الفلسطينية في مرحلة يصعد من خلالها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم عدوانه الشامل ويوغل في طغيانه ضد الشعب الفلسطيني منتهكا كل القوانين والمعاهدات الدولية، دون رادع أو حسيب، في غزة والضفة والقدس، وتهدف حكومة التطرف العنصرية القمعية لمنع قيام الدولة الفلسطينية وتقويض حل الدولتين، وإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، وفرض سياسات عقابية، وتطهير عرقي على شعبنا، وتتنوع هذه السياسات في القدس عنها في الضفة أو قطاع غزة، وذلك بهدف تهجير أبناء شعبنا ومنع تجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية .

منذ عام ونصف والشعب الفلسطيني يتعرض لكارثة تدميرية مروعة وحرب إبادة جماعية راح ضحيتها 160 ألف شهيد وجريح، وتدمير أكثر من 70% من المساكن والمرافق في قطاع غزة، كما شهدنا محاولات حثيثة لتهجير أهلنا من غزة إلى خارجها وفرض وقائع جديدة على الأرض .

ما حدث في قطاع غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية بات يجري الآن في الضفة الغربية بما فيها القدس بشكل عنيف، في محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي لفلسطين، وأنه في الوقت الذي يتعمد فيه الاحتلال تقويض الجهود الفلسطينية يواصل الاحتلال حربه ضد المدن الفلسطينية في الضفة الغربية فارضا حصاره الشامل على السلطة الفلسطينية، وان الاحتلال الإسرائيلي تعمد تدمير كل مظاهر الحياة في قطاع غزة، لجعله بيئة غير صالحة للحياة، ضمن مخططات التهجير التي يسعى إليها .

حقيقة الأمر أن ما يحدث في مخيمات شمال الضفة الغربية والاعتداءات والجرائم الإسرائيلية تشكل كارثة إنسانية حقيقية، حيث بات الآلاف بلا مأوى بعد أن أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم، وأن الضفة الغربية تشهد أكبر عملية نزوح منذ عام 1967، في محاولة من الاحتلال لفرض سياسة التغيير الديموغرافي وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وان هذه الانتهاكات تأتي في سياق مخطط إسرائيلي يهدف إلى تطهير المناطق الفلسطينية لصالح الاستعمار، ويعرض حياة آلاف الفلسطينيين للخطر .

الشعب الفلسطيني يجدد وفي كل المواقف رفضه لممارسات الاحتلال متمسكا في حقوقه الوطنية وثوابته النضالية وتصديه لكل مخططات التهجير، التي يرفضها ورفضها اغلب دول العالم، ويجب التحرك السريع واستمرار التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها ومهامها في قطاع غزة، والحفاظ على وحدة أرض دولة فلسطين، علما بأن طواقم السلطة بدأت عملها في معبري رفح وكرم أبو سالم .

بات من المهم تحرك المجتمع الدولي وضرورة التحرك الجاد لتنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء، على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما يجب التحرك  في المحافل والمحاكم الدولية كافة، ومع التحالف العالمي واللجنة العربية الإسلامية من أجل حشد الدعم الدولي لتنفيذ حل الدولتين، والحفاظ على حقوق شعبنا المشروعة، والاعتراف الدولي بدولة فلسطين والحصول على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد المؤتمر الدولي للسلام بمدينة نيويورك في شهر حزيران/ يونيو برئاسة مشتركة للسعودية وفرنسا .

يجب استمرار ومواصلة التحرك السياسي والقانوني في المحافل والمحاكم كافة لمحاكمة قادة الاحتلال مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم الدولية ولا بد من التأكيد على الدعم الدولي وضمان التحرك من أن تنفيذ حل الدولتين المستند إلى الشرعية الدولية، بما يؤدي إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة، هو الضمانة الوحيدة التي تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفاتيكان يطالب بوقف التهجير للشعب الفلسطيني

بقلم :  سري  القدوة

السبت  22 شباط / فبراير 2025.

 

وصف بابا الفاتيكان فرانسيس، الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ"الخطير جدا وجدد دعوته إلى وقف حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة بدعم أميركي منذ أكثر من 15 شهرا، وفي مقتطفات من كتاب نشر، ديسمبر الماضي، قال البابا إن بعض الخبراء الدوليين قالوا إن "ما يحدث في غزة يحمل خصائص الإبادة الجماعية" وأضاف "لقد تم قصف الأطفال هذه قسوة، هذه ليست حربا" .

 

ورفض أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة و"الاستيلاء" على القطاع مؤكدا إنه يتعين السماح للفلسطينيين بالبقاء على أراضيهم وأضاف خلال فعالية أقيمت بروما "لا للترحيل، وكل من ولد وعاش في غزة يتعين أن يبقى على أرضه" وأشار إلى أن "خطة الرئيس الأميركي للاستيلاء على قطاع غزة ليست منطقية"، وأنه لا ينبغي تهجير الفلسطينيين لأن ذلك من شأنه أن يخلق توترات في المنطقة وقد دعا الفاتيكان إلى حل قيام دولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني .

 

وكان البابا فرانسيس بابا الفاتيكان انتقد الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، واصفا الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني بأنه "خطير ومخزٍ للغاية" وفي خطابه السنوي أمام الدبلوماسيين الذي ألقاه نيابة عنه أحد مساعديه، بدا أن البابا فرانسيس يشير إلى الوفيات الناجمة عن برد الشتاء في غزة، حيث لا توجد كهرباء تقريبا .

 

وجاء في الخطاب: "لا يمكننا قبول تجمد الأطفال حتى الموت بسبب تدمير المستشفيات أو قصف شبكة الطاقة" وعادة ما يكون البابا، بصفته زعيم الكنيسة الكاثوليكية التي يبلغ عدد أتباعها 1.4 مليار نسمة، حذرا بشأن الانحياز إلى أي من أطراف الصراعات، لكنه صار في الآونة الأخيرة أكثر صراحة فيما يتعلق بالحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة .

 

وكان وزير شؤون الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، انتقد تلك التعليقات بشدة في رسالة مفتوحة غير معتادة نشرتها صحيفة إيل فوليو الإيطالية، وقال شيكلي إن تصريحات البابا تصل إلى حد "الاستخفاف" بمصطلح الإبادة الجماعية بينما اتهمت إسرائيل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بـ"ازدواجية المعايير" اثر تنديد الحبر الأعظم بقصف الأطفال في غزة ووصفه ذلك بأنه "وحشية"، وذلك في أعقاب غارة إسرائيلية على القطاع أسفرت عن مقتل سبعة أطفال من عائلة واحدة، وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية في حكومة الاحتلال المتطرفة قالت عبر بيان لها إن تصريحات البابا مخيبة للآمال بشكل خاص لأنها منفصلة عن السياق الحقيقي والواقعي .

 

ويأتي انتقاد الاحتلال وهجوم قادته المتورطين في ارتكاب جرائم الحرب وانتقادهم لتصريحات الفاتيكان في الوقت الذي تواصل حكومة الاحتلال حربها في الضفة الغربية والتهديد بمواصلة الحرب في قطاع غزة غير مبالية بكل النداءات الدولية ومستمرة في تنفيذ المجازر الوحشية والدموية وتمنع وصول المساعدات وتستخدم التجويع كسلاح في حربها ضد الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه العادلة والمشروعة حيث يستمر الاحتلال دون رادع دولي بارتكاب وتنفيذ مخطط الإبادة الجماعية والتهجير وخاصة بعد تروج الرئيس الأمريكي لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني والدول العربية  والمنظمات الإقليمية والدولية .

 

انه في الوقت يطالب العالم اجمع بموقف المجازر وأهمية استمرار التهدئة واحترام وقف إطلاق النار تمارس حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة عمليات التطهير العرقي وارتكاب المجازر بالقصف بالمسيرات في مخيم طولكرم وجنين ومخيمها وإبادة العشرات من الأسر والأطفال في إرهاب دولة منظم وامتداد لحرب التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تستهدف الوجود الفلسطيني .

 

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

التهجير تطهير عرقي ومن جرائم الحرب الكبرى
بقلم : سري القدوة
الخميس 20 شباط / فبراير 2025.

أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي، يشكل خرقا لقرارات الشرعية الدولية كون ان تلك التداعيات والأفكار تعد إجحافاً وتعدياً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتحمل تداعيات التصريحات الصادرة عن عدد من أعضاء حكومة الاحتلال المتطرفة حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، بما يعد خرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولأبسط حقوق المواطن الفلسطيني، ويستدعي المحاسبة .

وفي إطار تهرب الاحتلال من مسؤولياته كتب وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس "أمر بإعداد خطة تسمح بالخروج الطوعي لسكان غزة من القطاع" وكتب كاتس على منصة "إكس": "أرحب بخطة ترمب الجريئة.. يجب السماح لسكان غزة بحرية المغادرة والهجرة، كما هو الحال في جميع أنحاء العالم".

تلك المخططات ودعوات حكومة الاحتلال العنصرية المتطرفة تعد جريمة حرب وتشكل مخالفة وانتهاك خطير لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدا للسلم والأمن الإقليميين، علاوة على كونها عملاً شنيعاً من الناحية الأخلاقية وأن شعبنا الفلسطيني متمسك بالثوابت الوطنية وحق البقاء على أرضه، ولن يتنازل عن حقوقه وأرضه ومقدساته، وأن هذه الحقوق غير قابلة للتفاوض .

سيبقى قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية بما فيها القدس، وأن مشاريع التهجير ستنتهي بالفشل أمام إرادة وعزيمة شعبنا وقدرته على الثبات والصمود حتى زوال الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال، ونثمن عاليا المواقف المهمة الصادرة عن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وكل المواقف العربية والدولية الرافضة لمخططات ودعوات التهجير، والمتمسكة بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام دفاعاً عن حقوقه الوطنية المشروعة، وحفاظاً على قراره الوطني المستقل الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، لن يتنازل عن شبر من أرضه سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وأن جماهير الشعب الفلسطيني لن تسمح بتكرار نكبتي 1948 و1967، وسيفشلان أي مخطط يهدف إلى تصفية قضيته العادلة عبر مشاريع استثمارية مكانها ليس في فلسطين ولا على أرضها.

وما من شك بان الرد الدولي والعربي جاء قويا ومدويا على مخططات الإدارة الأميركية بتهجير الفلسطينيين، وأثبت أن العالم يتكلم بلغة واحدة نابعة من الشرعية الدولية والقانون الدولي، فيما تتحدث الإدارة الأميركية بلغة الاحتلال والعنصرية وتدعم مجرمي جرائم الحرب .

لا بد من المجتمع الدولي المضي قدما من أجل سلام دائم ومستقر يحقق الأمن والاستقرار لدول المنطقة وأهمية تحمل المسؤولية والوقوف بحزم ضد محاولات تهجير الشعب الفلسطيني والاستيلاء والسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه، وأن الحل الوحيد العادل والدائم للقضية الفلسطينية يكمن في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة .

ويجب على الاحتلال تحمل مسؤولياته وضرورة التعامل مع جذور الصراع والتي تتمثل في وجود شعب تحت الاحتلال منذ عقود عانى خلالها من كافة أشكال التهجير والاضطهاد والتمييز، وهو ما يتعين العمل على إنهائه بصورة فورية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.