الى سيدة المقدسات قلوبنا اليك تهفو كل يوم

نداء الوطن -

 

وفاء حميد

 

يوافق يوم القدس كل سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك أي الجمعة اليتيمة أو جمعة الوداع ، يحتفل كثيرون في أرجاء العالمين العربي والإسلامي كل عام بـ"يوم القدس العالمي" .وغالبا ما يشهد هذا اليوم مظاهرات مناهضة لإسرائيل ومعارضة لاحتلال القدس .

ويوم القدس العالمي أو اليوم الدولي لمدينة القدس الشريف هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس .


فمنذ احتلال فلسطين عام 1948 م أصبح اهتمام المسلمين عامّة متوجهاً نحو إيجاد حل لهذه القضية والوقوف مع الشعب الفلسطيني ، بما يملكون من امكانيات رغم خذلان بعض العرب وذهابهم للتطبيع بدلآ من نصرة قضية الشعب الفلسطيني .

ويوم القدس هو حدث سياسي مفتوح أمام كل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء ، وهو دعوة للوقوف ضد الاحتلال والظلم تجاه الشعوب المظلومة .

وتقديم العون للشعب الفلسطيني ، وبذلك اعادة الثقة والصمود للشعب الفلسطيني بعدالة قضيته.

وإعلان التضامن الدولي في دعم الحقوق المشروعة للشعب ، في فلسطين ونصرتها بكل مايملك لانها عربية واسلامية ومغتصبة ، وعلى الجميع أن يَعتبِروا الجهاد والسَّعي لإعادة تلك الارض إلى الأرض العربية واجبهم .


ويوم القدس العالمي هذا العام بنكهة الشموخ والانتصار. وأصبحت للمقاومة محور قوي متكامل وبات يشكّل كابوساً على مستقبل "إسرائيل" . هذه المعادلات بدأت معالمها تتضح أكثر بعد معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ، دفاعاً عن المسجد الأقصى

ويليها العمليات الكفاحية قدمها شبابها في مختلف أنحاء الضفة في نابلس وجنين وطولكرم والخليل .

وباتت " المقاومة" تشكّل مصدر رعب وقلق كبيرين لـ"إسرائيل"، بعد أن نجح بتعزيز اصطفافاته من حيث البناء والقوة والتحدي،

- فشلت "إسرائيل" منذ إعلان يوم القدس وحتى اليوم بأن تقضي على روح المقاومة في فلسطين، بإحداث نقلات نوعية سُجلت على مدار تاريخ الصراع مع "إسرائيل"، منذ أن كان الشعب الفلسطيني يقاوم بالحجر إلى أن امتلك الصاروخ الذي يضرب على طول 250 كيلومتراً في عمق فلسطين المحتلة، فتغيرت الموازين، وأصبحت مقاومته تمتلك قوة صاروخية وإرادة وقدرة على هزيمة "إسرائيل" التي لم تعد قادرةً على مواجهتها.

رغم مؤامرات التهويد وسياسة كيّ الوعي والنسيان، بل أضحت القدس حاضرةً في فكر دول محور المقاومة والدول المحبة لفلسطين ووجدانها، ما يعد فشلاً ذريعاً لاستراتيجية "إسرائيل" ودول التطبيع في الإجهاز على القضيةالفلسطينية بشكل كامل.

القدس هي قلب المعادلة، بما تعكسه من جوهرية وجوهر الصراع بكل أبعاده الدينية والحضارية والسياسية ..

فالقدس هي الكاشفة والفاضحة لكل الأوجه والأشكال التي يمكن أن يتبدى فيها الصراع بأوضح ما يكون، وهذا ما هتك أستار مشاريع التطبيع والتنسيق الأمني وغيرهما من المشاريع التي تحمل عناوين كاذبة خاطئة.

 

فالأمة اليوم تنتقل إلى مربع الفعل والفاعلية من أوسع الأبواب وأهمها وأكثرها قوة ألا وهي القضية الفلسطينية التي هي الإطار الموضوعي للقدس ودرة تاجه المسجد الأقصى المبارك.

القدس حركت نبض الأمة وأشعلت الطاقات الوطنية في كل مكان يتنفس عروبة وحرية وعزة ووفاء لفلسطين والأقصى.

وستبقى القدس في يومها العالمي محور الصراع، وسيبقى لها سيف مسلول في وجه "إسرائيل"، ولن يحسم هذا الصّراع إلا بتحريرها كاملة من براثن الاحتلال الإسرائيلي.

لأن النار التي أشعلها العدو في القدس، لن تنطفيء إلا بالدماء.

 

 

نداء الوطن