تلقب مدينة وهران (تُنطق بالجزائرية: وهرَن) بالباهية، وهي ثاني أكبر مدن الجزائر ومن أهم مدن المغرب العربي. تقع وهران على خليج يحمل اسمها غربيّ البحر الأبيض المتوسط، واكتسبت منذ عشرات السنين مكانة اقتصادية وبحرية هامة جدًا. على شمالها يوجد خليج مفتوحة وغربها جبل مرجاجو وهضبة مولاي عبد القادر الكيلاني، كما يتوسط وادي رأس العين المنطقة المبنية من المدينة.
يزيد عدد سكان وهران عن ٩٠٠,٠٠٠ نسمة وعدد سكان حاضرتها الكبيرة عن ١,٧ مليون نسمة. وقد أثارت وهران منذ العصور القديمة اهتمام الممالك والحضارات وأطماع الغزاة، فتنقلت بين حكام عرب وبربر وعثمانيين وإسبانيين وفرنسيين، ليترك كل حاكم ومملكة تأثيره الثقافيّ وغناه الحضاري. وقد ازدهرت وهران بعد استقلال الجزائر لتحتل مرتبة ثاني أكبر وأهم مدن الجمهورية الجزائرية، فلها باع مركزي في الصناعات المختلفة والتجارة البرية والبحرية (عبر مينائها النشيط)، وهو عمليًا المنفذ الأساس للتجارة الجزائرية مع غربيّ المتوسط.
وتشتهر وهران بكونها مدينة ثقافية وفنية وموسيقية من الدرجة الأولى، حيث تُعرف بشعراء "الملحون" الذين غذوا شيوخ الوهراني وأغنية الراي لاحقا لتصل لآذان العالم عبر شباب المدينة (الشاب خالد كمثال). كما تبرز وهران بمسارحها وحركتها المسرحية، وقد أدى هذا التنوع إلى بروز وهران كمكان سياحيّ مركزيّ بحيث يُقال إنّ زيارة الجزائر بدون زيارة وهران لا تكتمل أبدًا. وقد أدت السياحة إلى تطوير وهران على جميع الأصعدة، وخصوصًا السياحة والفنادق الفخمة والمنتجعات السياحية التي استغلت جمال الشواطئ في منطقتها.
وتُعتبر دائرة سيدي الهواري المُطلة على البحر المركز التاريخي لوهران، حيث تقع شمال-غرب المدينة على طول رأس العين على سفح جبل مرجاجو، وفيها آثار من عدة حضارات، أبرزها الإسبانية والعثمانية والفرنسية، وفيها الحصون الإسبانية من القرن ١٦ ومسجد الباشا وقاضي بولحبال والي المدينة ومقر الولاية الفرنسية السابقة من القرن التاسع عشر. ومن أبرز المواقع الدينية في وهران: كنيسة سانتا كروز ومسجد حسن الباشا ومسجد عبد الله بن سلام والمكتبة العامة (الكاتدرائية سابقا) ومسجد الباي عثمان الكبير، إلى جانب القلاع والحصون المنتشرة فيها.
كما تجرى في وهران عدة مهرجانات من أشهرها مهرجان الراي والمهرجان الدولي للفيلم العربي، اللذان ينظمان سنويًا فيها.
تتميز وهران بمناخ متوسطيّ تقليديّ صيفه جاف وشتاؤه معتدل. كما يشهد إقليم وهران ضغطًا جويًا مرتفعًا شبه استوائي لقرابة أربعة أشهر في السنة، وأمطارًا جيدة في الشتاء.
يمكن الوصول إلى مطار السّانية (أو مطار وهران الدولي أحمد بن بلا) من أيّ مكان في العالم، وهو يبعد عن مركز وهران ١٢ كيلومترًا. ويمكن الوصول إلى وهران عبر النقل البحري أيضًا حيث يرتبط ميناؤها بموانئ مدن أوروبية مختلفة مثل مرسيليا وأليكانتي وألمرية، وذلك باستخدام "الجزائرية للنقل البحري" أو مؤسسة كورسيكا للملاحة (SNCM). أما من ناحية القطار فوهران ترتبط مع مدن جزائرية مركزية فقط، وأطول خط قطار يخرج منها هو خط "بشار-وهران" وطوله ٧٠٠ كيلومتر.