طولكرم - نظمت وزارة الثقافة والمجلس الاستشاري الثقافي وتحت رعاية محافظ طولكرم عصام أبو بكر وبحضوره ندوة أدبية بعنوان (أدب المقاومة(.
جاء ذلك بدار المحافظة بمشاركة مدير مديرية الثقافة بطولكرم حمد الله عفانة، والدكتور عثمان أبو زنيد والدكتور محمود صبري والأديب والشاعر محـمد علوش، والقائم بأعمال مدير عام الشؤون العامة ابراهيم عبد العال، والجهات المختصة بمؤسسة المحافظة، وممثلي الأجهزة الأمنية وفصائل العمل الوطني والمؤسسات الشريكة والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.
ونقل المحافظ أبو بكر تحيات الرئيس محمود عباس " أبو مازن" مترحماً على أرواح الشهداء، موجهاً التحية للأسرى، مؤكداً على أهمية تنظيم هذه الندوة وما يمثله أدب المقاومة وأدب السجون في المسيرة الوطنية على طريق الحرية والاستقلال، متحدثاً عن تجربته الشخصية مع أدب السجون، خلال سنوات الاعتقال، باعتبار هذا الأدب كنوع من أنواع مقاومة القلم التي لجأ إليها الأسرى منذ بداية الاعتقال بكل أشكالها من كتابة الشعر والرسائل المليئة بالمشاعر والصمود والكتب الثقافية والموسوعات الأدبية العلمية داخل زنازين الاعتقال كنوع من أنواع المرجعية الأدبية.
ووضح المحافظ أبو بكر أن الخلاف الودي كان قديماً ثقافياً كنوع من أنواع سيطرة الثقافة والأدب على كل مناحي الحياة سواء داخل السجون أو خارجها، مؤكداً على أهمية الاستفادة من تجارب المعتقلين وترجمتها في موسعات أدبية تحاكي عظمة المرحلة في ذلك الوقت فالحياة داخل السجن هي أدب بحد ذاتها.
من جانبه شكر د. أبو زنيد المحافظ أبو بكر على رعايته لهذا اللقاء والاهتمام بالجوانب الثقافية، سارداً الأصل اللغوي لمصطلح أدب المقاومة الذي اعتبر مثل الوقود لردة الفعل تجاه المعتدي، حيث تشكل على هيئات عديدة كالأهازيج التي تناقلت على شكل تراث، موضحاً أن الأدب الرسمي الذي يدرس مبكراً من وعد بلفور كاستكمال المقاومة على الأرض يشكلان خطاً تقاطعياً في عملية التحرر وخلق رواية مضادة لادعاءات الاحتلال والتي لجأ بعض الشعراء لاعتبار أدب المقاومة بقلمهم بديلاً عن المقاومة على الشارع في التحفيز على الثورة والحشد الجماهيري وفي المصطلحات الثورية .
وأكد الدكتور صبري على أن الشاعر الفلسطيني كان مظلوماً على مدار التاريخ، متحدثاً عن أنواع أدب المقاومة الذي يعرض باللغة العربية الفصحى واللهجة العامية كلغة قريبة من الشارع الفلسطيني الذي يعتبر فيه أن الاديب الفلسطيني أدبياً ملتزماً بوطنيته ومبادئه وأساليبه.
وتابع صبري أن الاحتلال اعتبر أدب المقاومة خطراً على مشروعهم العنصري الصهيوني، واصفاً الأديب الذي يعادل عشرين مقاوماً، من بالأدب الأحمر فهو أدب مغموس بالدماء وبدا بالمقاومة وبالتضحيات فهو يصور ويشخص ويضع الحلول للمشاكل التي يعرضها على الشارع الفلسطيني.
من جانبه أكد الأديب علوش أن المواكبة الثقافية والأدبية الإبداعية كانت حاضرة دوماً لمواجهة ادعاءات الاحتلال وتجسيد الحالات الثورية، معرجاً على قضية تهميش الشعراء والأدباء، مقارنة بغيرهم من الأدباء الذين وجدوا منبراً لهم ليصنعوا صورة تبرز أسماءهم في الشارع الفلسطيني، واصفاً أدب المقاومة في الوقت الحالي بالانتكاسة لما أصابه مقابل الفن، داعياً إلى تعزيز أهمية الكلمة وأدب المقاومة بكل أسسه التحريرية ومكوناته وتشعباته وشخوصه كطباعة الأعمال الأدبية القديمة لتنال اثرها في يومنا هذا وتعزز الرؤية الوطنية .
هذا وتخلل النقاش مداخلات عدة من الحضور وتوصيات تعزز الهدف العام للندوة .