الجديد وتقدم رؤيتها لتطوير العلاقات العربية الصينية في مجال التنمية والاعلام
رام الله / شاركت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، ممثلة بعضو المكتب السياسي محمـد علوش وعضو اللجنة المركزية حسني شيلو ، صباح اليوم ، بدعوة من دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني في جلسة حوار عبر تطبيق ( ZOOM ) تحت عنوان : " الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد" ، وندوة تحت عنوان " الديموقراطية والتنمية .. مسؤولية ودور الأحزاب والمؤسسات الفكرية ووسائل الإعلام في البلدان العربية " ، في أعمال الندوة حول " أوضاع المنطقة والعلاقات الصينية العربية " ، والتي استمرت لمدة يومين ، وشارك فيها 18 حزبا سياسيا و12 مؤسسة فكرية وإعلامية من البلدان العربية.
وقال محمـد علوش عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، في كلمته : " في البداية أتقدم لكم بالشكر والتقدير على اتاحة المجال لنا ، لنشارك في هذه الجلسة الافتراضية الهامة حول الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد ، وتبادل وجهات النظر والنقاش الموضوعي والمعمق حول تبادل العلاقات العربية الصينية وقضايا الديمقراطية والتنمية ، ولا يسعنا في هذا المقام الا أن نتوجه بالتقدير الكبير للرفاق في دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على تنظيمهم لهذا اللقاء المميز والهادف ، واسمحوا لي أن أتوجه لكم بالتحية باسم جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وباسم رفيقنا الأمين العام الدكتور أحمد مجدلاني " .
وأكد علوش بأن الحزب الشيوعي الصيني يحظى بمكانة خاصة بين أحزاب العالم ، فهو حزب سياسي عريق ، استطاع تحقيق انتصارات ونجاحات باهرة ، نالت إعجاب العالم ، وهو حزب متميز برسالته السياسية والفكرية وبأدواته التنظيمية التي تقود عموم الحزب بطريقة رائعة ، وتنم عن صلابة في الموقف ومرونة في الأداء .
مضيفاً بأن الحزب الشيوعي الصيني يطور نفسه باستمرار في إطار المراجعات النقدية الشاملة وتقييم الأداء واختبار مواطن القوة ومواطن الضعف في مسيرة الحزب وعلاقاته الداخلية والخارجية ، وقد تجاوز الحزب مراحل الاختبار منذ زمن بعيد ، واستطاع أن يقوي ويعزز مكانته القوية والراسخة ، ولم يعد يسمح للفساد أو الخوف أو الصعوبات أن تكسر روحه .
وأشار علوش في كلمته بأن دخول " الاشتراكية ذات الخصائص الصينية " إلى العصر الجديد أمر ذو مغزى هام في تاريخ تطور جمهورية الصين الشعبية ، وتاريخ تطور الأمة الصينية ، وكذلك في تاريخ تطور الاشتراكية العالمية وتاريخ تطور المجتمع البشري ، ودخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد يدل على أن الأمة الصينية التي عانت الكثير من المحن الطويلة الأمد منذ العصر الحديث قد استقبلت طفرة عظيمة من النهوض ثم الاغتناء وصولاً إلى تعزيز القوة ، واستقبلت آفاقاً مشرقة لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية ؛ ويعني ذلك أن الاشتراكية العلمية أظهرت حيويتها ونشاطها الجبارَين بالصين في القرن الـ21 ، حيث ترفرف الرايةُ العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليةً في العالم ؛ ويشير ذلك أيضا إلى أن طريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تتطور بلا انقطاع ، إذ أنها وسعت سبل توجّه الدول النامية تجاه التحديث ، وأتاحت خياراً جديداً لتلك الدول والأمم التي لا تأمل في تسريع تنميتها فحسب ، بل ترغب أيضا في الحفاظ على استقلاليتها ، كما قدّمت الحكمة والحلول الصينية في سبيل تسوية مشاكل البشرية.
وقال علوش : " تأتي الصين مجدداً بمبادرة جديدة لإنهاء مشاكل الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية استنادا لقرارات الشرعية الدولية ، وهذا الدور الصيني اليوم ومن خلال " المبادرة الصينية " التي أطلقها وزير الخارجية في الحكومة الصينية والتي تتضمن خمس نقاط أساسية اتجاه قضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية عبر دعوتها للاحترام المتبادل والالتزام بالإنصاف والعدالة وحل القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين الذي يمثل أهم عناوين الإنصاف والعدالة لتحقيق السلام العادل والشامل والمتوازن ودعم عقد المؤتمر الدولي ذي المصداقية وتحقيق السلام على مستوى المنطقة " .
وجدد علوش تثمين الجهود الصينية ، قائلاً : " بكين اليوم بما تمتاز به من حضور سياسي واقتصادي متعاظم عالمياً تعرض خطة بناءة للعمل الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الشرعية الدولية ، وتقضي المبادرة الصينية بالتخلي عن النظر إلى هذه المنطقة من ناحية التنافس الجيوسياسي وتحمل المسؤولية الدولية لحماية أمن واستقرار المنطقة باعتبار ذلك تعزيزاً للأمن والاستقرار الدوليين " .
وأشار علوش لأهمية المبادرة الصينية التي تتضمن بنوداً هامة حول حل الدولتين للقضية الفلسطينية وتعزيز نظام عدم الانتشار وتفعيل مبادئ الأمن المشترك وإطلاق آليات التعاون الاقتصادي ، حيث أكد اننا ، ونحن نرحب بمبادرة الخارجية الصينية فإننا نأمل مزيداً من الفعل والتأثير السياسي الصيني باعتبار الصين بلداً صديقاً للشعب الفلسطيني ، والعلاقات الفلسطينية الصينية علاقات تاريخية وتحظى بثقة واحترام متبادل من الجانبين ، وكذلك نعتبر المبادرة الصينية منصة لتجديد التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية التي تراجع حضورها في المشهد السياسي الدولي في ظل الهيمنة والسياسات الأمريكية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي وحكوماته المتعاقبة ، حيث تراجعت القضية الفلسطينية بتأثيرات أمريكية التي خلقت وقائع جديدة في العالم وفي الشرق الأوسط منذ بداية ما يعرف بالفوضى الخلاقة وما يسميه البعض بالربيع العربي ، الى جانب المستجدات المتعلقة بجبهة الحرب الروسية الأوكرانية ، وهنا نشير بوضوح بأن التحالف الامبريالي الغربي وحده هو المسؤول عما يحصل من تدهور خطير في العلاقات الدولية ، بسبب حالة التمادي والاستعلاء والعقلية الاستعمارية الجديدة طيلة العقود الثلاثة الماضية لفرض أحاديته القطبية ، بشن حروب إجرامية ضد العديد من الدول والشعوب ، ومصادرة سيادتها ، وتغيير أنظمتها السياسية بالتدخلات العسكرية والضغوط الاقتصادية ، والسعي إلى فرض هيمنته والحيلولة دون إعادة التوازن الذي اختل لعقود.
واستعرض علوش موقف الجبهة ، قائلاً : " ومن هذا المنطلق سعت القوى الغربية لتضييق الخناق على الصين من خلال التدخل السافر في شؤونها الداخلية في هونج كونج وشينيجيانغ وبحر الصين الجنوبي والبر الصيني ، وكذلك ما تمارسه من تضييق واجراءات على روسيا واستنزاف قدراتها العسكرية والاقتصادية منذ بداية القرن الحالي من خلال توسع نفوذ حلف الناتو واقامة القواعد العسكرية التابعة للأمريكان والتحالف الغربي ، تمهيداً لإخضاعها للهيمنة الغربية كباقي مناطق العالم في إطار تأبيد الأحادية القطبية التي تضررت منها شعوب كثيرة ، وخاصة الشعوب العربية وشعبنا الفلسطيني ".
وأردف علوش ، مؤكداً ، بأن حل القضية الفلسطينية وتحقيق " حل الدولتين " يمثل أهم محك للعدالة والإنصاف في الشرق الأوسط ، بحيث تدعم الحكومة الصينية جهود الوساطة الحثيثة للمجتمع الدولي بغية تحقيق هذا الهدف ، وإنّ تأكيد الصين على عقد مؤتمر دولي للسلام ، وكذلك حرصها على دفع مراجعة القضية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي أثناء رئاستها للمجلس في شهر مايو القادم ، بما يجدد التأكيد على " حل الدولتين " ، يشكل خطوة مهمة يمكن البناء عليها لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط ، فالصين تعد لاعباً دولياً مهماً ويزداد دورها أهمية إقليمياً ودولياً، وتستطيع انطلاقاً من ذلك أنّ تلعب دوراً أكثر توازاناً وانحيازاً في دفع عملية السلام.
وحول القضايا المطروحة للنقاش ، أكد القيادي في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بأن الديمقراطية والتنمية مطلبان أساسيان بالنسبة لنا ولكل القوى الحيّة ، وهنا نريد التأكيد برفضنا لمحاولة فرض أي اجراءات بحق أي بلد بحجة الديمقراطية وفرض خيارات معينة لا تتوافق مع الديمقراطية الشعبية التي تتطلع اليها شعوبنا ، وكذلك مسألة التنمية ومواجهة كل التحديات لمجابهة الفقر والارتقاء بالاقتصاد وبناء أسس التنمية المستدامة والمنفعة المتبادلة وتكريس الحقوق المتكافئة بما بضمن العدالة الشاملة وعدم فرض اشكال الهيمنة والوصاية والتبعية ، وهذا يدعونا للبحث في آفاق التعاون والمصير المشترك للبشرية ككل ، وكوننا اليوم في لقاء يضم اعلاميين وباحثين وخبراء من الدول العربية ومن الصين ، فإننا مطالبون بالتعاون المشترك في اطار رؤية واضحة ومحددة لإبراز القواسم المشتركة بيننا ، والعمل لتعميق الاتصال الدولي بما يضع حداً للجشع والاستغلال والقرصنة التي تمارسها الأنظمة الرأسمالية المتوحشة .
بدوره أكد حسني شيلو عضو اللجنة المركزية ، اننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ومن خلال دائرة الاعلام المركزي على أتم الاستعداد لتطوير كافة أشكال التعاون مع الاعلام المركزي للحزب الشيوعي الصيني ، وعلى جاهزية تامة لتنمية العلاقات الاعلامية والاستفادة من وجود بعض المنابر الهامة لحزبنا ، وأهمها الموقع الالكتروني الرسمي ومجلة " نضال الشعب " الفصلية الالكترونية ، ومجلة " صوت النضال " وكافة المنابر والمنصات الاعلامية التابعة للجبهة ، ولدينا الحرص لتعزيز النشر المتبادل ، حيث حرصنا خلال الفترة الماضية على نشر عدد خاص من مجلة "صوت النضال" والذي كان مكرساً لملف الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وحمل قراءة عميقة لوقائع المؤتمر العام الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني .
وأضاف شيلو بأن دائرة الاعلام للجبهة على استعداد تام لكل أشكال التعاون وتنمية التبادلية الاعلامية بين الحزبين ، وكذلك الدائرة لتنظيم لقاءات مشتركة مع الحزب الشيوعي الصيني لتبادل الخبرات الاعلامية والصحافة الحزبية ووضع رؤية وقواسم مشتركة لإعلام صديق ومتحالف وواثق الخطوات في مواجهة الخطاب الاعلامي التشويهي والتحريفي والمغرض الذي تقوده منصات الاعلام الامبريالية والصهيونية والرجعية .