رام الله / دعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، في ذكرى يوم الأرض الخالد التي تصادف يوم غدٍ الثلاثين من آذار، إلى توحيد الجهود ورص الصفوف والشروع الفوري في طي صفحة الانقسام لاستعادة الوحدة الوطنية، وتسخير كل طاقات وإمكانات شعبنا في المعركة الحقيقية لدحر الاحتلال ، الذي يمثل التناقض الرئيس مع شعبنا ، مطالبةً كافة قطاعات شعبنا وقواه السياسية إلى المشاركة الفاعلة في تفعيل واستنهاض المقاومة والفعاليات الشعبية ضد تهويد القدس وضد الجدار والاستيطان والحصار وكل الممارسات الإحتلالية التي تستهدف الأرض والشعب والقضية.
وأكدت الجبهة أن وحدتنا هي البوصلة الحقيقية للدفاع عن الأرض الفلسطينية ، وأن الانتماء الحقيقي لهذه الأرض تتطلب القرار الجريء بإنهاء الانقسام وتوحيد طاقات وجهود شعبنا للتفرغ للتصدي لمخطط المشروع الاستعماري الأمريكي الذي يستهدف حل القضية الفلسطينية استناداً لرؤية أمريكية أحادية الجانب ومنحازة للاحتلال ، بوضع إستراتيجية وطنية فلسطينية موحدة للتصدي له وإحباطه من خلال إفشاله فصل غزة عن القدس والضفة الغربية ، معتبرة إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها المحدد فرصة مهمة لإعادة توحيد المؤسسات الوطنية وطي صفحة الانقسام وبناء أسس الشراكة الوطنية لمجابهة كافة التحديات.
وتابعت الجبهة 46 عاماً من يوم الأرض الخالد، ما زالت معركة الأرض تتجدد يومياً في القدس والنقب وفي كل بقعة من فلسطيننا أرض الآباء والأجداد وبلدنا الذي لا وطن لنا سواه، فمنذ احتلال القدس الشرقية في حزيران عام 1967م سعت "إسرائيل" جاهدة لتهويد المدينة وتغيير طابعها العربي والإسلامي، وباشرت منذ الأيام الأولى لاحتلالها بهدم حارة المغاربة بكاملها في القدس القديمة، وطردت حوالي ألف مواطن عربي من بيوتهم، كما أصدر "الكنيست" في الشهر ذاته قرارًا يقضي بتوحيد شطري المدينة وضم القدس الشرقية إلى "إسرائيل". وقامت بعد ذلك بالعديد من الإجراءات التهويدية العنصرية، أهمها تعزيز الاستيطان اليهودي في المدينة، من خلال توسيع حدود القدس شرقًا وشمالًا، ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية، وبناء العديد من الأحياء والمستوطنات اليهودية عليها، مثل "رمات إشكول، والتلة الفرنسية، ونيفي يعكوف، وبسغات زِئيف، وراموت وغيلو". كما قامت بإخلاء مئات البيوت العربية في القدس الشرقية من سكانها الفلسطينيين وإحلال مستوطنين يهود فيها، وفي السياق نفسه يأتي مؤخرًا الزحف اليهودي العنصري إلى حي الشيخ جرّاح في القدس.
وقالت الجبهة : تأتي ذكرى يوم الأرض هذا العام وشعبنا يواجه تحديات جسام ؛ فحكومة الاحتلال الإسرائيلية ما زالت ماضية في سياستها الإرهابية وتحديها للمجتمع الدولي ولقرارات الشرعية الدولية ، وتواصل نهب الأراضي وتهجيرالسكان وتحاول تكريس الأمر الواقع الذي ينتقص من حقوق وثوابت شعبنا ، ومن هنا وجب توحيد كل الجهود نحو مأسسة وتصعيد المقاومة الشعبية على الأرض وحراك سياسي متواصل لإسقاط مخططات الاحتلال وتعزيز الدعم والإسناد العالمي لقضية وحقوق شعبنا .
ودعت الجبهة للمضي قدماً نحو تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وحشد التأييد الدولي لهذا المشروع الوطني ودعوة المجتمع الدولي للاعتراف به ، مشيرةً إلى أهمية مواصلة القيادة الفلسطينية لجهودها وحراكها السياسي والدبلوماسي لتجسيد استحقاقات وحقوق شعبنا على الأرض وتعرية وفضح الاحتلال في المحافل الدولية .
واعتبرت الجبهة بأن تفعيل النضال الشعبي والعمل الجماهيري ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين يشكل تحديا شعبياً ، ونضالاً سياسياً يعطي قضيتنا زخمها ، ويكشف للعالم إرهاب حكومة الاحتلال المنظم ، وعنصريتها وعدوانها مشددةً على أهمية إطلاق المقاومة الشعبية اليوميّة فعلاً حقيقياً وملموساً ليعيد الصدارة للفعل الشعبي الميداني في مواجهة الاحتلال وسياساته العدوانية .