عانى الشعب الفلسطيني منذ احتلال أرضه عام 1948 الكثير من الويلات فإلى جانب تشريد مليون فلسطيني وإقتلاعهم من أرضهم ليصبحوا لاجئين في الوطن والشتات ومن تبقوا تم حكمهم بالحديد والنار وتضييق سبل عيشهم بموجب الأوامر العسكرية التي وضعوا تحتها، وجرى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان وتوسعه وحرمان أصحابها منها.
واليوم يستولي المحتل على نحو 85 بالمئة من المساحة الإجمالية لفلسطين التاريخية ولم يتبقَ سوى 15 بالمئة يشغلها الشعب الفلسطيني الذي تبقى منه في الوطن 5.3 مليون بالضفة الغربية وقطاع غزة و1.6 مليون في أراضي العام 1948 من أصل 13.8 مليون فلسطيني بحسب الإحصاءات الرسمية.
وبعد إتفاق أوسلو وبحسب تصنيفاته للأراضي الفلسطينية في الضفة (أ،ب،ج) يستغل الاحتلال مباشرة بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ما نسبته 76% من مجمل المساحة المصنفة (ج)، وتسيطر المجالس الإقليمية للمستعمرات على 63% منها. كما قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ 1967 بمصادرة حوالي 353 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية وتصنيفها كمحميات طبيعية تمهيداً للاستيلاء عليها.
وعلى صعيد الاستيطان فقد بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2020 في الضفة الغربية 471 موقعاً، تتوزع بواقع 151 مستعمرة و26 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة، و150 بؤرة استعمارية، و 144 موقع مصنف أخرى وتشمل (مناطق صناعية وسياحية وخدماتية ومعسكرات لجيش الاحتلال)، أما فيما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 712,815 مستعمراً وذلك في نهاية العام 2020.
ويعيش النقب هذه الأيام حملة شرسة تستهدف أرضه بهدف إقامة 12 مستوطنة عليها لتستوعب 120 ألف مستوطن ومراكز تجارية ومرافق للعمل إلى جانب هدم القرى هناك بحجة أنها غير معترف بها كما هو حال قرية العراقيب وفي مناطق أخرى تتواصل المخططات لخنق أم الفحم والمثلث الشمالي لزرع 250 ألف مستوطن في محيطها.
وأمام هذه المعطيات فإن تأثيرات الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية القائمة على مصادرة أراضي الشعب الفلسطيني إلى جانب أنها إنتهاك فاضح لحقوقهم المشروعة على أرضهم فإنها تؤثر مباشرة على إستمرارهم وبقائهم وتطورهم بسبب حرمانهم من الأرض ومقدراتها ومن إستثمارها والتوسع السكاني والعمراني عليها، بالإضافة لحرمانهم من مواردها الاقتصادية والزراعية وهو ما له من آثر مباشر على صحتهم ومستقبلهم.
وبهذه المناسبة نحيي صمود شعبنا على أرضه وندعو العالم وأحراره للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لاسترداد أرضه للعيش عليها بحرية وكرامة أسوةً بشعوب العالم.
عاش يوم الأرض الخالد