«الديمقراطية»: تدعو لاستلهام دروس النكبة درءاً لمخاطر نكبة جديدة

في الذكرى السنوية للنكبة الوطنية الكبرى، في 15/5/1948، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً قالت فيه: إننا عبرنا عاماً آخر من أعوام النكبة الوطنية الكبرى، قدم خلاله شعبنا تضحيات كبرى في مواجهة الاحتلال الفاشي، ونظام التمييز العنصري الذي لم يتوقف يوماً عن غزو مدن الضفة، وبلداتها وقراها ومخيماتها، واعتقال أبناء شعبنا، والزجّ بهم في السجون والزنازين، في محاولة بائسة لتقويض إرادة الصمود والثبات التي عبّر عنها شعبنا دون تردد ودون حساب للتضحيات. كما واصل الاحتلال تعطيل حياة شعبنا وعرقلتها بحواجزه الأمنية، وإجراءاته التعسفية وجرائم القتل بالدم البارد عن سابق إصرار وعمد، مستهدفاً الشبان، كما الأطفال والنساء، والعجائز والشيوخ، بذرائع أكدت الوقائع زيفها وكذبها، كما أكدت أن وراء هذه الجرائم تكمن سلطة إسرائيلية فاشية، لا تتورع عن اللجوء إلى أكثر الأساليب إجرامية لتحقيق أهدافها العدوانية في قطع الطريق على حقوق شعبنا المشروعة، كما تكفلها قرارات الشرعية الدولية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة على خط الرابع من حزيران (يونيو) 67 وعاصمتها القدس، كما تعاند القوانين والأعراف الدولية مدعومة من قبل الولايات المتحدة وأطراف الغرب، في سياسة الكيل بأكثر من مكيال، أكثرها ظلماً هو ما يُكال به لشعبنا.

وأضافت الجبهة: أنه في الوقت نفسه، لا يتوقف شعبنا عن المواجهة اليومية والتصدي للأعمال العدوانية، بما فيها مشاريع الاستيطان الاستعمارية للسطو على أرضنا، ومنذ العام 2015 وشعبنا يعيش حالة انتفاضية موجة وراء موجة، وفي كل مرة تأخذ شكلاً مناسباً للظرف السياسي والمكاني، منها معركة القدس ومعركة سيف القدس، في أيار الماضي، ما دفع العالم كله إلى التنبه إلى خطورة ما يمكن أن يقوم به شعبنا في ثورته الشاملة.

وقالت الجبهة: إن الأحداث أكدت أن ما يعطّل على شعبنا تطوير انتفاضته وثورته، هي قوة الشدّ الخلفية، التي تمارسها القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية في تعطيل قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي، وتعطيل اجتماعات اللجنة التنفيذية، وتعطيل تنظيم الانتخابات العامة، لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، كل ذلك مقابل الرهان على استئناف المفاوضات الفاشلة برعاية الولايات المتحدة.

وقالت الجبهة: إن من أهم دروس نكبتنا الوطنية الكبرى، هو افتقاد شعبنا ومقاومته الوطنية الباسلة إلى قيادة تنظم صفوفه، وتحشّد قواه، وتوفر له خطط النضال وتكتيكاته، في مواجهة جيش أعدته الحركة الصهيونية بآلياتها وطائراتها الحربية. كما من أهم هذه الدروس هو إدمان قيادة الحركة الوطنية على الرهان على دعم عواصم الرجعية العربية، والرهان على الصداقة مع الاستعمار البريطاني، وهي كلها رهانات أودت بالقضية الفلسطينية إلى ما أودت إليه.

وحذرت الجبهة من تكرار الأخطاء التي اقترفتها الحركة الوطنية الفلسطينية في زمن النكبة، ودعت إلى توحيد المركز القيادي للمقاومة الشعبية الناشطة منذ العام 2015، وإلى وقف الرهان على الدور الأميركي، وعلى مفاوضات تثبت التجارب أنها لن تصل مع الاحتلال الإسرائيلي حتى إلى الحد الأدنى من حقوق شعبنا.

وفي هذا السياق؛ دعت الجبهة إلى العمل بما رسمته اجتماعات ومؤتمرات التوافق الوطني، لقطع الطريق على نكبة جديدة قد تتربص بشعبنا في ظل الانقسام وتعطيل وشل البرنامج الوطني:

1) دعوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الاجتماع فوراً، لوضع آلية تنفيذية ملزمة لتطبيق قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي.

2) وقف العمل بالمرحلة الانتقالية من اتفاق أوسلو، بما في ذلك سحب الاعتراف بدولة إسرائيل، ووقف كل أشكال التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال، ووضع خطة تنفيذية للانفكاك عن «بروتوكول باريس الاقتصادي»، والتحرر من قيود الغلاف الجمركي الموحد.

3) الدعوة إلى حوار وطني شامل، من أجل العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية، من أجل إعادة بناء المؤسسات الحكومية بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.

وفي الوقت نفسه العمل على تشكيل مجلس مركزي جديد، يضم الجميع، يضع خطط من أجل إجراء انتخابات عامة، بالتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية لإعادة بناء المجلس التشريعي والمجلس الوطني بالانتخابات، حيث أمكن بنظام التمثيل النسبي، والتوافق حيث لا يمكن، وانتخاب رئيس للسلطة الفلسطينية.

4) التأكيد على اعتماد المقاومة الشعبية الشاملة، بكل الأساليب وفق استراتيجية وطنية موحدة، وبمركز قيادي موحّد، السبيل إلى دحر الاحتلال، وتفكيك الاستيطان، ووقف الرهانات على مفاوضات ترعاها الولايات المتحدة، أو تجري خارج رعاية الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية.

وختمت الجبهة البيان؛ بتوجيه التحية إلى شهداء النكبة الفلسطينية، وشهداء شعبنا وآخرهم نجمة القدس التي تلألأت في سماء فلسطين؛ الشهيدة شيرين أبو عاقلة، كما تمنت الشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين.

 

نداء الوطن