الشاعرة سميرة فرجي في رثاء اختها


وبحزن يعقوب تفرق ما بي........

يَـــا دَارَهَـــــا طَــــــــــرَقَ الأَسَـــــى أَبْــــوَابِـــــي
وَأَنَـــــا هُــنَـــــا أَبْـكِــي عَــلَـــــى ٱلأَعْـــتَــــــــابِ
يَـــا دَارَهَـــا مِــثْــلـِــي أَرَاكِ جَــــرِيــحَـــــــــــــةً
وَعَـــلَــــى جِـــــدَارِكِ وَحْــشَــــــةُ ٱلأَغْــــــــرَابِ
يَــا لَـهْــفَــتِـــي وَتَــلَــوُّعِــــــــي لِــفِـــرَاقِــهَـــــــا
وَضَيَــــاعُ رُشْــــدِي بَـعْــــــدَهَــــا وَذَهَــــابِــــــي
تَـجْــتَــاحُ ذِكْـــرَاهَـــا وَتَـحْــفِـــرُ فِــي الحَــشَـــــا
لِـتَــصِـيــــرَ خَــطْــبِــي غُــصَّــتِــي وَمُـصَـــابِــي
يَـــا دَارَهَـــــا رُدِّي إِلَـــــــيَّ خَــــيَـــــالَــــهَـــــــا
أَوْ رِيـحَـهَـــا كَــيْ أَسْــتـَـعِــيـــدَ صَــوَابِـــــــــــي
جُـــودِي بِــهَـــا وَٱرمــي عَـلَــيَّ قَـمِــيـصَـهَــــــــا
لِأَشُـــــمَّــــــــهُ فَــــــأَعُـــــــــودَ بِالأَطْــــيـَــــابِ
لاَ لَـيْـــــسَ قَــلْــبــًـا مَـــا يَـفُـــــورُ بـِـدَاخِـلِــــــي
لَــكِـــنَّـــهُ مَــــوْسُـــــوعَــــــــةُ الأَلْــــــهَــــــابِ
يَــا نَـعْــلَــهَــــا يَــا مــشْـــطَــهَـــا يَــا ثَــوْبَـهَــــا
يَــا فَــقْـــدَهَــــا ... رِفْــقـــًا عَــلَــى أَعْـصَابِــــي
فَـبِـصَـبـْرِ أَيُّـــوبٍ جَــمَــعْــتُ مَــــوَاجِـعـِــــــي
وَبـِحُــزْنِ يَـعْـــقُــــوبٍ تَــفَـــــــرَّقَ مَــا بِـــــــي
لَـوْ خَــيَّـــــرُونِــــي أَنْ أَمُــــــوتَ مَـكَــانَـهَــــــا
لَـفَـتَـحْــــتُ لِلْـــمَــــوْت الــمُــدَاهِــــمِ بـَـابِــــــي
يَـــا دَارَهـَــا تَــشْــتَـــاقُ عَـــيْــنِــي وَجْــهَ مَـــنْ
مَــلَأَتْ بِــفَــيْــضِ حَــنَــانِــهَـــــــا أَكْــــوَابِـــــي
مَـنْ رَحَّــلَــــــتْ مَــعَــهَــا شُـــمُـــوسَ مَجَــــرَّةٍ
وَالعَـــيْـــشُ أَصْــبَـــحَ دُونَـهَــــــا كَـسَـــــــرَابِ
مَـــنْ رُوحُــهَـــــــا عَــلِـقَـــتْ بِـرُوحِيَ أُلْــفَــــةً
وَغِــيَـــابُــهَـــــا قَـدْ حَــلَّ فِــيـــهِ غِــيَــابِـــــــي
مَــــنْ ذَا يُــعَـــزِّيــنِــي وَطَـعْـنَـــةُ مَـــوْتِــهَـــــا
زِلْـــزَالُ غَـــــدْرٍ لَـــــمْ يَـــكُـــنْ بِـحِــسَــــــابِي
عَــاهَـــدْتُــهَــــا بَعْـــدَ ٱبْـتِهَــــالِـيَ بِــالشِّـفَـــــــا
فَــمَـــضَـتْ وَعِـــشْـــتُ بِهَـاجِــسِ ٱلإِذْنَــــــــابِ
كَمْ مِـنْ مَـشَـــافٍ زُرْتُــهَــــا حَـــتَّـــــى غَـــــدَتْ
كُـلُّ ٱلمَــشَــافِي عُــقْــدَتِــي وَرُهَــــــــابِـــــــــي
وَا حُـرْقَــــــتَـــــــــــاهُ لاَ أُصَـــــــدِّقُ أَنَّــــهَـــــا
رَقَــــدَتْ مَـــــعَ ٱلأَمْــــوَاتِ تَحْـــــــتَ تُـــــرَابِ
فَـبِـــأَيِّ حَــرْفٍ سَــــوْفَ أَرْثـِــيـــهَـــــا وَمَــــــا
تَـــرَكَ ٱلـنَّــوَى لُـغَـــةً بِـحَـجْـــــمِ عَــــذَابِــــــي!
وَبِــأَيِّ دَمْـــعٍ سَــــوْفَ أَبْــكِــيــهَـــــا وَقَـــــــــدْ
نَــضَـبَــتْ مَـــدَامِعُ حُـــزْنِــــــــيَ ٱلغَـــــــــلاَّبِ!
كَــــمْ زَفْـــــرَةٍ هَـــدْهَـــدْتُـــهَــــــا بِــتَــصَــبُّـــرٍ
كَـــمْ عَــبْــــرَةٍ مَــــسَّـــــحْــتُــهَـــــا بِـِثـيَـــابِـــي
يَــــا دَارَهَــــا آوَيْــــتِ قُـــــــرَّةَ أَعْـــيُـــــــــــنٍ
وَٱلآنَ يُـــــؤْوِيــــهَــــــا دُجَــــــى الــــسِّـــرْدَابِ
كُــلُّ ٱلـقُــلُـــوبِ تَـعُــــودُ إِلاَّ مَـــــنْ خَـــبَــــــتْ
فِــيـهَـــــا الحَـــيَـــــاةُ بِــفُـــرْقَـــةِ ٱلأَحْــــبَـــابِ

 

نداء الوطن