طارق رفعت
مصر
حين انتهيت من قراءة رواية "غواي- تصريح للجنة" الرواية العاشرة للكاتبة وفاء شهاب الدين والصادرة عن مجموعة النيل العربية انتابتني مشاعر الحيرة إذ كيف تصنف الرواية
التي اربكتني في الكثير من المراحل حيث أنني للحظات أشعر أنه كتاب رومانسي و لكنها رومانسية من نوع خاص..ليست الكلمات التي ننتظرها و المشاعر التي نتخيلها و لكن أكتشف أن الرواية ليست رومانسية و لكنها مزيج من الكثير من الأشياء ، الكثير من المشاعر المتفرقة و المتضاربة
الكتاب أبطاله مختلفون كأختلاف الشمس و القمر و لكن استطاعت الكاتبة أن تخلق ذلك العالم المميز الذي يعيش به أبطال القصة في مرسى مطروح بعيدً عن صخب القاهرة و أبطالها المعتادون.. بل أضافت الحياة البدوية التي رأيتها بعين جديدة تماماً .. فحين نتحدث عن البدو نتخيل دائماً الخيام و الصحراء و حياتهم الخاصة . ولكن الكاتبة أضافت عليها كيف تطورت تلك الحياة إلي حياة المدينة و لكنها أيضاً حافظت التراث و الثقافة التي تعلمت منها الكثير عن حياة بدو تلك المنطقة و أيضاً ظهر دراسة الكاتبة المتعمقة في اللغة البدوية.
الرواية بها الكثير من التفكير و التأمل .. كيف يكون لديك كل شئ و تشعر أنك رغم كل شئ لا تملك أي شئ .. أو الشئ الوحيد الذي ينقصك يشعرك بأنك شخص خاو.. كأنك لم تحقق أي شئ .. التردد ، الخوف ، المغامرة ، الكبرياء ، البحث عن الذات ، أعراف و تقاليد ، العشق و الخيانة ، الدماء و الأحباب هي الكلمات التي تصف تلك الرواية
التفاصيل هي أهم ما يميز تلك الرواية ، اهتمت الكاتبة بأدق التفاصيل ، من الاهتمام بألوان الملابس لتفاصيل الأفكار ، المشاعر و تفاصيل العلاقات و ما يجمع و يفرق بين أبطال الرواية و بعضهم
هذه هي أول رواية للكاتبة التي جعلتني أسافر بعيداً بعقلي و لازلت أفكر وأراجع الكثير من المواقف و أنا أكتب هذه الكلمات
الرواية مختلفة بشكل كبير عن أي شئ قراءته وعلى الرغم من أنني لست مغرماً بالروايات التي بها طابع رومانسي إلا أن غواي يوجد به سحر خاص .. ربما عنصر العادات و التقاليد و اللغة البدوية خلقوا لدي حالة من الفضول جعلتني أكثر إشتياقاً لمعرفة المزيد ..
الكاتبة نجحت نجاح منقطع النظير من وجهة نظري في تلك الرواية الدسمة في إيصال الأفكار التي زرعتها في الرواية فأنبتت دهشة يحصدها القارئ مع كل صفحة جديدة.