الجزائر: عقدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني لقاء ثنائي مع حزب التحالف الوطني الجمهوري الجزائري، حيث استقبل الأمين العام للحزب البروفيسور بلقاسم ساحلي، بالمقر المركزي للحزب بالجزائر العاصمة، وفداً قيادياً من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني برئاسة ممثلها بالجزائر الرفيق عـلاء الشـبـلـي، وقد كان اللقاء الذي حضره عدد من قيادة الحزبين فرصة للحوار والتبادل حول تطورات القضية الفلسطينية وسبل توفير الدعم لها.

وبهذه المناسبة جـدّد حزب ANR موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وهو الموقف المبني على التزام متعدد الأبعاد، التزام تاريخي باعتبار ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المجيدة ثورة ضد كل أشكال الظلم والاستعمار والطغيان أينما كان موقعه، والتزام حضاري وإنساني، باعتبار الشعب الجزائري ينتمي إلى حضارة أساسها قيم الحرية ونصرة المظلوم، وكذا التزام دستوري على اعتبار أنّ دستور نوفمبر 2020 قد رسّخ المبادئ السامية للسياسة الخارجية للجزائر، لا سيما دعم القضايا العادلة والحفاظ على الأمن والسلم العالميين ضمن قرارات ومواثيق الشرعية الدولية.

وفي هذا الإطار، أعرب الحزب عن استنكاره الشديد وبأشد العبارات للعدوان الصهيوني الغاشم على مقدساتنا الدينية في فلسطين، مؤكّـداً تضامن الحزب الكامل واستعداده التام للمشاركة في أي مبادرات سياسية أو إنسانية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، مع تجديد الدعوة لجميع الفصائل الفلسطينية من أجل إنجاح اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية الموّقع مؤخراً بالجزائر، تحت إشراف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون، من خلال تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات السياسية وتجاوز حالة الانقسام وعدم رهن القرار الوطني الفلسطيني ضمن سياسة المحاور الإقليمية، وتوفير الظروف والإرادة الحسنة لإتمام المصالحة الوطنية وتوحيد الصف الفلسطيني وإنجاح مسعى تجديد المؤسسات الفلسطينية (المجلس الوطني والانتخابات الرئاسية والتشريعية والحكومة) تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وكذلك دعوة الدول العربية إلى تفعيل الدعم السياسي والإعلامي و العمل على توفير شبكة الأمان المالي لفائدة الفلسطينيين، بالإضافة إلى التأكيد على دور المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته التاريخية ووقف عنجهية الاحتلال الصهيوني وتمكين الفلسطينيين من حقّهم المشروع في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة في حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار (مبادرة السلام العربية) التي تم التأكيد عليها مجدداً في القمة العربية الأخيرة بالجزائر.

ومن جهته سجّل وفد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، باهتمام كبير المواقف والتصّورات المعبّر عنها من طرف الرفاق في حزب ANR، مجدداً شكره وامتنانه للجزائر قيادة وشعباً على مواقفها الثابتة إزاء القضية الفلسطينية، وهي المواقف التي مكنّت من لم شمل الفلسطينيين ضمن مبادرة المصالحة الوطنية الفلسطينية التي أشرف عليها رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبّون، مع التأكيد على استعداد جبهة النضال الشعبي على بذل ما يلزم من جهود من أجل تحقيق التوافقات المطلوبة لإنجاح مسعى المصالحة الوطنية وتوحيد الصف الفلسطيني استجابة للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، رغم ما تواجهه هذه المبادرة من عراقيل وصعوبات داخلية وإقليمية.

ونقل الشبلي تحيات وتقدير الأمين العام الدكتور أحمد مجدلاني وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني للرفيق البروفيسور بقاسم ساحلي الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري الجزائري وقيادة الحزب.