المصالحة الفلسطينية : الجزائر تلتقي الفصائل الفلسطينية قريباً وحماس تشن هجوماً حاداً على قيادة السلطة

هنية وعباس

 

بدأت الجزائر رسمياً في أولى الخطوات التمهيدية لـ "مؤتمر المصالحة الفلسطينية"، من خلال توجيه الدعوات إلى خمسة فصائل فلسطينية، وهي "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"، وحركات "فتح" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي"، بحسب ما كشفت عنه للميادين قيادات فلسطنية، تلقت الدعوة التي سلمها لهم، صالح بوشة، السفير الجزائري في دمشق.

وبحسب القيادات الفلسطينية، سيصل الأمين العام لـ"لجبهة الشعبية- القيادة العامة" الدكتور طلال ناجي، إلى العاصمة الجزائرية في الـ20 من شهر كانون الثاني/يناير الجاري، لإجراء محادثات مع الفريق الجزائري، المكلّف بملف المؤتمر الفلسطيني الجامع، على أن تكون له سلسلة لقاءات مع مسؤولين وقيادات جزائرية.

وأشارت القيادات أيضاً إلى أنّ ناجي سيجتمع مع بقية قيادات الفصائل، في جولة أولى سيكون الهدف منها سماع أراء ومواقف الفصائل الخمسة، قبل الوصول إلى "المؤتمر الجامع" الذي يُنتظر أن يكون بإشراف مباشر من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وفي السياق، نفى القيادي البارز في حركة "فتح" جبريل الرجوب في تصريحات خاصة للميادين، يوم الثلاثاء الماضي، ضمن نشرة المسائية، وجود تحفظ من الحركة على المبادرة الجزائرية. وأكد أنّ "قيادة فتح قامت فعلاً بتحضير الفريق الذي سيتجه إلى الجزائر"، ومشدداً على "دعم الحركة القوي للمساعي الجزائرية".

واستبقت السلطات الجزائرية التحرك لمؤتمر "المصالحة الفلسطينية"، من خلال مشاورات مكثفة مع القاهرة والرياض، لكونهما لهما تأثير كبير على الملف الفلسطيني، والعمل العربي المشترك بشكل عام، وخاصة مصر التي تعتبر أنّ "الوساطة والقضية الفلسطينية بشكل عام تقع ضمن مسؤولياتها الإقليمية".

وتدرك القيادة الجزائرية أنّ حسم كل الخلافات، بين كبرى الفصائل الفلسطينية، وخاصة ما يتعلق بملف الانتخابات، هو أمر غاية في الصعوبة، بالنظر إلى أنّ الوقت بات قصيراً قبل موعد القمة العربية المقبلة، في شهر أذار/مارس المقبل في الجزائر.

وفي المقابل، كشفت القيادت الفلسطينية للميادين أنّ "الفريق الجزائري المكلف بملف المؤتمر الفلسطيني الجامع يتكأ على الرصيد التاريخي والعلاقة للجزائر مع الأطراف الفلسطينية، وهي الدولة العربية الكبرى الوحيدة التي تمتلك هذا الامتياز، وأيضاً المراهنة على السوابق الناجحة في عقد اجتماعات ناجحة للمجلس الفلسطيني، وهما المجلس الذي أُعلن خلاله قيام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف في الـ15 تشرين الثاني/نوفمبر 1988، بهدف تقريب المواقف بين الفلسطينيين، والتوحد خلف عناوين جامعة،.

ووفق القيادات الفلسطينية، فإنه "سيكون على رأس أولويات الجزائر خلال هذه الأسابيع، إقناع الفصائل الفلسطينية الخمسة بإعلان الجزائر، تكون بمثابة وثيقة سياسية ترفع إلى القمة العربية، تعكس توافقاً فلسطينياً على أولويات العمل الفلسطيني في الفترة المقبلة، وقد تنهي حالة الانقسام والتشظّي الذي خلفه ما يمسى الربيع العربي على الجسم النضالي الفلسطيني، خاصة أنّ "بعض الفصائل انخرطت في محاور عربية ضد دول عربية أخرى خلال هذه الفترة".

أما الهدف الأساسي للقيادة الجزائرية مباشرة بعد القمة العربية، أو الذي تعتبره تتويجاً للقمة العربية، بحسب القيادات، فهو "إبعاد القضية الفلسطينية عن التجاذبات والخلافات العربية العربية، وإعادة بلورة مقاربة مشتركة على أرضية مبادرة السلام العربية لقمة بيروت عام 2002، لفرملة قطار التطبيع والاستثمار في الانجازات التي حققتها حركات المقاومة الفلسطينية على الأرض، في الجولات الماضية مع الكيان الصهيوني".

 

وفي ذات السياق قالت حماس على لسان عضو مكتبها السياسي حسام بدران  إن السلطة تعاني من سلوك سياسي غير ناضج وتيه تمثل أخيرا في مقابلة رئيس السلطة مع وزير الحرب بيني غانتس في منزله ومناقشة قضايا اقتصادية وأمنية. وفق تعبيره

وأكد بدران أن قيادة السلطة لم تعد يمتلك أي حجة مقنعة للاستمرار في هذا المسار يصب في مصلحة شبعنا. وفق قوله.

وأشار إلى أن مشروع السلطة ككل أصبح عبئا على شعبنا الفلسطيني، وإن كان هناك من حل فهو التخلي الكامل عن مشروع أوسلو، والعودة إلى شعبنا.

وشدد على أن السلطة معزولة عن شعبنا، مضيفا إن كان هناك من انقسام فهو بين السلطة والشعب، لذلك هي تتهرب من الانتخابات الشاملة، والجميع متفق على أن إلغاء الانتخابات سببه خوف أبو مازن وفريقه من الخسارة.

وأوضح بدران أن استدعاء المجلس المركزي هدفه تحقيق مصالح حزبية ضيقة، للاستمرار في السيطرة على القرار الفلسطيني من خلال استخدام أجسام لا تمثل القوى الفاعلة في شعبنا.

وقال إن حركة حماس لن توفر غطاء لقيادة السلطة للاستمرار في اختطاف القرار الفلسطيني، وستظل حريصة على الوصول إلى وحدة فلسطينية حقيقية عنوانها المقاومة لإنهاء الاحتلال، لكن خيار فتح هو إفشال كل الجهود للوصول إلى هذه المصالحة.

وأشار إلى أن رئيس السلطة و"فريقه" وضعوا شروطا تعجيزية للهروب من هذا الاستحقاق، ويطالبون حماس بالاعتراف بإسرائيل والموافقة على كل الاتفاقات التي وقعوها. وفق تعبيره.

 

نداء الوطن