
تخوف الليبيون بعد انتشار أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الليبية حول دخول قوات موالية لفتحي باشاغا، رئيس حكومة الإستقرار الجديدة، إلى جانب قوات المجلس الرئاسي، إلى طرابلس.
ومن جانبه أوضح محمد الزبيدي، المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي، أن مواجهة مرتقبة بين قوات بشاغا، وقوات رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة والتنحي، كان بإمكانها أن تحول طرابلس إلى منطقة صراع مسلح.
وأوضح أنه سرعان ما عادت القوات لأدراجها إلى طرابلس، بعد توافق ومباحثات بين قيادات هذه الجماعات المسلحة، ليتبعها تصريح باشاغا، الذي أشار إلى أن لا نية له بدخول طرابلس بالقوة.
وتابع المحلل السياسي، أن ذلك يؤدي شلل السياسي الراهن، والانسداد الذي تتعرض له العملية السياسية في البلاد، إلى زيادة مصاعب المواطنين، خصوصًا وأن استقالات بالجملة لوزراء حكومة الدبيبة، أصبحت على مرأى ومسمع الجميع، وفي غضون ذلك، يتوقع الزبيدي، عواقب أكثر خطورة من اندلاع اشتباكات بين باشاغا والدبيبة في طرابلس.
عبد الله الكبير، المحلل السياسي، علق أيضا على الأحداث الجارية في طرابلس، واصفًا إياها بالنتيجة الطبيعية للصراع على السلطة بين الحكومتين. وإن حصيلة المواجهة بين بشاغا والدبيبة في أيدي مجموعات مسلحة عديدة في المنطقة الغربية، والتي تتدفق بشكل كبير على تخوم طرابلس.
ويجد الخبراء صعوبة في تحديد العدد الدقيق للمقاتلين الذين يدعمون باشاغا والدبيبة، لأن عددهم يتغير باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، لم يقرر كل قادة هذه المجموعات طرفًا للانحياز له.
ويحاول العديد منهم تحقيق أقصى استفادة من الصراع من خلال عرض ولائهم مقابل مكافآت أو منصب عام، بالإضافة إلى ذلك، يتوقع العديد من المقاتلين الانضمام إلى الجانب الطرف الأقوى، لضمان استمراريتهم، ولذلك إلى الآن يلتزمون الحياد، إلى أن يتبين من الخاسر في هذه المعضلة.
في الوقت نفسه ، أشار عبد الله الكبير إلى أن القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، يخطط للاستفادة من البلبلة في طرابلس، والانتقام لهزيمته في عمليته العسكرية طوفان الكرامة التي شنها خلال الفترة ما بين 2019-2020. وحذر الخبير السياسي الليبيين، قائلا إن هناك استعدادات لشن حرب جديدة من أجل توسيع النفوذ والسيطرة على البلاد. وبأن هناك استعداد بسهولة للتخلي عن أي اتفاقيات وتقاربات، كما فعل أكثر من مرة ولعل أبرز مثال على ذلك الهجوم الأخير على طرابلس الذي فوجئ الجميع به وضرب العملية السياسية بعرض الحائط آنذاك.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن حفتر والجيش الوطني الليبي متفوقان في قدراتهما على كل من قوات الباشاجي وقوات الدبيبة على حدة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الشائعات حول الاتفاقات الأخيرة بين حفتر وتركيا قد تنقذ الجيش الوطني الليبي من مواجهة الوحدات التركية المدربة والمتمترسة في مناطق الغرب الليبي.
وفي حال صح السيناريو المتعلق باستغلاله للوضع السياسي الراهن، وشنه هجومًا على طرابلس، فإن ذلك قد يتسبب في كارثة إنسانية جديدة لليبيا. لأنه لا يزال الملايين من الليبيين يعانون من تداعيات عدوان حفتر السابق، وتكرار الأحداث السابقة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والفوضى في حياتهم.