وفاء حميد
بعد جولة من التصعيد استمرت لخمسة ايام، وأسفرت عن استشهاد /33/ فلسطينيا بينهم /6/ من قادة حركة الجهاد في غارات إسرائيلية.
بينما أطلقت الحركة وابلا من الصواريخ على مدن إسرائيلية، وذلك ردا على جريمة اغتيال القادة واستهداف المدنيين ، جاء وقف إطلاق النار.
جرائم العدو في القصف الذي استهدف أطفال ونساء وعدد من المنازل السكنية وعدد من قادة سرايا القدس ، ردت المقاومة على كل قصف صهيوني يستهدف مدنيين ومنشآت حيوية .
بينماحكومة نتنياهو التي فشلت في إدارة المعركة ولم تستطع تنفيذ خططها لضرب الساحات وتفكيك العلاقة بين فصائل المقاومة ، زاد من كلفة عملياتها لاعتدائها على المدنيين . وعزز ضغط المجتمع الدولي على كافة الأطراف لوقف إطلاق النار.
والمجتمع الصهيوني الذي يطالب بإقالته ومحاكمته بعد التعديلات القضائية التي اتخذتها حكومة الائتلاف ، للهروب من أزمته القضائية التي لا تزال ملفاتها مفتوحة .
كما أن بعض قوى اليمين شاركت للمرة الأولى في مواجهة مسلحة بغزة، لا تمتلك الخبرة الأمنية الكافية لقراءة معطيات التصعيد وتداعياته على الحكومة والمجتمع الصهيوني .
في الوقت الذي حاول فيه الاحتلال فرض معادلات جديدة في غزة، لم تنتهي كما يريد العدو، لأن المقاومة ومنذ اليوم الاول من عملية الاغتيال ، نفذت عملية صمت ضربت مفاصل الاحتلال وفرض واقع جديد، جعل منظومة الأمن الصهيونية غير قادرة على اتخاذ قرار لتحريك الصمت أو تفكيك المعادلة التي فرضتها المقاومة.
خسائر العدو واضحة تمامًا، حيث فقد الجيش استعادة الردع، على الرغم من عدوانه الواسع ضد المدنيين ، اضافة للخسائر الاقتصادية ، واستنزاف منظومة ما تسمى "القبة الحديدية" والتي فشلت في التصدي لصواريخ المقاومة، فإن خسائر الاحتلال ستعكس أزمة اقتصادية مستقبلاً ، ولا تزال المقاومة هي من تحدد الوقت المناسب ، وتمتلك الخيارات المفتوحة لحماية أبناء الشعب الفلسطيني وتعزز من وحدتها الميدانية التي أبهرت العالم، وأحبطت العدو، وأفشلت مخططاته. معتقدا أنه سيضعف المقاومة ويضرب بنيتها القيادية ، لكنها فوتت على الاحتلال تحقيق أهدافه .
ليدرك العدو جيدا أن جريمة اغتيال القادة الشهداء لن تمر . وستكون المقاومة بالمرصاد فهي معركة مواجهة معركة حماية أمن ابناء فلسطين الذي يدفع ضريبة حريته واستقلاله ، والمقاومة مستمرة في طريقها مهما بلغت التضحيات لإنهاء هذا الاحتلال.