خمسة وسبعون عاما على النكبة ومازال الجرح ينزف

نداء الوطن - بقلم

 

النكبة تاريخ يتغمده الم وجرح في اعماق كل فلسطيني عاشوا أسوأ شعور ، من خلال فقد أوطانهم واحبائهم النكبة تعني كلمة نهب أراضي وأملاك الشعب الفلسطيني وحرمانه منه.

بدأت بوادر هذه العملية قبل سنة /1948/ ومن بداية فترة الاستيطان الصهيوني وحتى سنة /1948/، تم هدم /57/ قرية فلسطينية وتهجير سكانها. إلى جانب فظائع الحرب والمجازر، والاغتصاب والنهب، مثّلت النكبة هدم أكثر من /500/ بلدة وقرية وتحويل أكثر من /750/ ألف من الفلسطينيين إلى لاجئين.

فقد أعطت النكبة للمحتل حقا لايملكه ، سلبهم أراضي فلسطين وتهجير أبنائها ، وارتقاء العديد من الشهداء ، وهم يكافحون ويدافعون عن أرضهم ، جرائم اقترفها الكيان الصهيوني في حق أبناء فلسطين ، فأصبحت فلسطين مسلوبة الحرية ،وحياة الفلسطيني في مأساة متجددة لاتنتهي.

إن عام /1948/ هو عام الهجرة العام الذي تمكن فيه الإسرائيليون من تنفيذ مخططهم الإجرامي ،بحق الشعب الفلسطيني ، الاحتلال القسري الذي استحدث فيه القوة لضمان الهيمنة على أرض فلسطين ، فقتل بعضهم وهجر الكثير ، وبعد خمسة وسبعين عاما مازال الاحتلال مستمر ، وماتزال عملية تهجير واستبدال الفلسطينيين جارية بهدف واحد ، وهو الضم . ورغم صدور القرارين 242و 338 اللذين اعتبرا الأراضي التي سيطرت إسرائيل عليها في حرب /1967/ الأراضي المحتلة .

وحتى الضفة الغربية التي تفترض أنها تابعة للسلطة الفلسطينية ، ماتزال مساحات منها تحت الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات تبنى عليها .

لقد حظي الكيان الإسرائيلي بدعم غربي اخترق كل القيم الإنسانية .

والإصرار الغربي على اعتبار إسرائيل دولة ديمقراطية فهو تعديا على العقل الإنساني الذي يحتفظ بسمات المشروع الديمقراطي فكيف يمكن وصف كيان سياسي يمارس التميز على الأسس الديمقراطية التي تنتهجها قوات الاحتلال حين تسلب ارض غيرها وتحرمهم من حق العودة .

وأن شعب فلسطين يصر على رفض الاحتلال بدون تردد، سواء الذين يعيشون في الاراضي المحتلة في العام /1948/ ام في الضفة الغربية والقطاع ام في الشتات. هذا الإصرار الفلسطيني على التمسك بالحق حال دون قدرة الكيان على إحلال حالة سلام دائمة في بقاع فلسطين كلها. فبعد ثلاثة أرباع القرن ما تزال أجهزته الأمنية مثل الموساد غير قادرة على إنهاء القضية، لذلك تستمر في جرائم القتل والاغتيال والاعتقال بدون توقف ، فالظلم لا يدوم مهما طال.

وان كنس الاحتلال عن فلسطين، سيكون حقيقة، وان كان الظن أنه مستحيل ولا يمكن تحقيقه إذ يمتلك المحتل قوة كبيرة وعلاقات واسعة ويتلقى دعمًا من أكبر دولة تسيطر على العالم .

ولكن اليوم المقاومة باتت مختلفة عما كانت عليه في السنوات الماضية، ، أن امكانيات المقاومة تشتد، وإن ضعفت مقابل ما يمتلكه العدو ولكنها ذات تأثير على الكيان، وباتت اليوم تشكل قلقًا كبيرًا له ولمن يدعمه، فالمقاومة لم تقتصر اليوم على السلاح أو العبوة الناسفة، بل تطورت، وباتت في كل المجالات، والمقاومة مستمرة حتى النصر بسواعد أبنائها أبناء ارض البطولة والنضال.

 

 

نداء الوطن