سِهِامٌ  فَوق َ الغَمَامَ

جمال ابو نحل

 

أصابتَ سِهامٌ جَمالَ بِِجميل طلتِها، وبهاء طلعتها، فكانت كَنُورِ القمر،،، والقَلبُ هَام بِحُبِها، وظَل لقُربِِهَا ينتظِّرْ،، وحار في بحر من الفِكر يتفكر، ويُفكِر، ويَفَتَكِّرْ، لَعلهُ بِها يَظفرَ فيَنَتصر، ويفوز بذُريةِ تتأسي بَأبِي بكرٍ، وعُمرَ،،، واستقر سهُم سِهام في الوجِدانِ عن أغلب البشر،، فَسِهام في الخيرِ كالغيثِ المُنهمر،،، وفي العطاءِ كالنهرِ السائِر المُستمر، والكل سيمُر رغم المُر، وسوف يسير إلى يومِ النشور، والمُستقر،، من غيرِ وَزَرَ،، فكُن لك سهُم في الخير، وسِهام الخير تدل على طيب أثر المسير الكبير، فلها أجمل حضور،، بين الأجيَال كالعُطور، والبخُور، ورائِحة العبيِر، فمن عَلمْ، وعَلِمَ التَاريخٌ الذي فيه العِبرَ، للقلوب عَبِر، ومَر، وعَمَرَ، فإن فيهِ، وفِيِها الدُرر، وطيب الأثر، وحلو الثمر؛ وإن سِهام في الأخلاق كاللؤلؤِ المنثور، والنور، والضياء المُنير في الدُور، والقصور، من المساء حتي بزوغ الفجر، ومن بعد الَظُهَرِ، حتي بعد العصر، وأما سهام الخير ففي التدريِس لا تعرفُ التدليس، أو التمليس، وإنما  التيسيرٌ، من غير تقصير؛.

ولها فِكرٌ وسطيٌ لا يضُر؛ وأما على النوائِب فلها صَبرٌ جميلٌ، وتحملٌ كبير ساحِر، كأنهُ في الصخرِ فَاحِر!؛ وسهام الخير تنتصر على كل فاجر، يحاول أن يُخفي ما في السرائِر من الشَر وإن النار من مُستَصَغَرِ الشرر!؛ وفي هذهِ الدنيا العبِر، فنهايَتنُا إلي القبور، ولكن يستمر أثر البِرْ حتي بعد الرحيل، والخيرُ يدفع الضُرَ، لمن كان ذو بصيرةٍ بصير، وللحقِ مُبصِر، ومُتبَصِّرْ!؛ وصابِر على كُلِ أمر قد قُدر، من غير ضجر، وكان كالرسول ينثرُ سهام الخير  بِكُل سُرور، رغم طول المسير، وظلت سهام فواحةً كالأزهار، وناضِجةً كالثِمار، ومؤمنةً بأن كُل ضُرٍ، وشرٍ سوف يمُر، ولن يستمِر؛؛ ولقد ذُكِرت في قواميس اللغة العربية مُفصلة، ومُبيَنة بشكلٍ مُيسر، وتسير، مٌفرداتها بشكلٍ يسير فهي: "سِهامٌ، وأسْهُم،  وسَهُومَ، وَسهَمَ، ويَسَهَم ، سُهومًا، وسُهَامًا  وسِهَامٍ، وسَاهِم، ومُسَاهِم، وإن المساهمون الأبرار في نعيم وخيرهم كالبحار، وتجري صدقاتِهم بعد موتهم كالأنهار؛ وقد قَسَمَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، ولِلرَّاجِلِ سَهْمًا يَومَ خَيْبَرَ".

عاش سعيدًا من كانت عندهُ، ولهُ سِهامًا في الخير تسير مُسرعِةً كأنها تطير؛ ودام أثرُ عطرُ سِهِام ساهمت بنشرِ الثقافة، ونور العلم، وما ساومت، وداومت، فارتفعت سهامُها النبيلةُ، بالفضيلة وبِالبُعَدِ عن الرذيلة. وإن أجر أعمال البِر، والخير تطير، فترتفع فوق الغمام، فتنتصر سهام الخيرِ على كُل اللئام، لتكون ختامها، وختام أهل الخيرِ هي دارُ السلام، فعليك أن تختار، ولا تحتار، فليس بعد الدُنيا من دار إلا الجنة أو النار؛ فاختر أن يكون لك سِهام مع الأبرار، وأن لا تكون مع الأشرار يوم الحشر والنشور والمصير.

الباحث والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي والمحلل السياسي

الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو  نحل

عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب

عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية/ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

نداء الوطن