والد سباح المانش محمد الحسيني يكتب: إرادة تهزم إعاقة

 

عندما تحدثنا عن اليوم العالمي لأصحاب الهمم أو كما هو متعارف عليه دولياً باليوم العالمي للإشخاص ذوي الإعاقة وخصوصاً وقد أشرف هذا الشهر والعام على الغروب بينما أشرقت أجهزة الدولة بالكامل بضوء الإهتمام بأصحاب الهمم.

قولنا إن هناك إعاقات كثيرة ومتعددة ولا تقتصر الإعاقة الواحدة على مشكلة واحدة بل أن هناك داخل كل إعاقة إختلافات كثيرة ومتفاوتة وهناك من يعانون من إعاقات مزدوجة ولكن لكل حالة وإعاقة متاعبها ومشكلاتها وهو ما يضع علي الأسرة عبء كبير ومسؤولية ضخمة في التصدي لإعاقة إبنائها.

ولا يتساوى الجهد ولا تتساوى النتائج أيضاً ففي كل الإعاقات توجد نقاط قوة ونقاط ضعف وعلى كل أسرة أن تستثمر المنحة التي منحها الله لأبنائها خير إستثمار ، ولا تترك لنفسها الفرصة للهزيمة أمام إعاقه أولادها.

فهو تحدى لابد وأن تخرج منه الأسرة منتصرة على الإعا التي يعاني منها أحد أبنائها ويتفاوت الجهد وتتفاوت النتائج حسب الجهد المبذول وأرى مابين كل الإعاقات صعوبة فهى الاعاقات الذهنية وخاصة المصحوبة بعلل وأمراض عضوية قد تكون مصاحبة للطفل منذ ولادته.

ويكون هذا التحدي الأعظم كالداون سيندروم الذي يولد ولديه اضطرابات في القلب اومشكلات في السمع والبصر أو مشكلات في الغدة الدرقية وانخفاض وظيفتها وضعف الجهاز المناعي الذي يجعل الابن اكثر عرضة للأمراض المعدية وهناك مشكلات في العمود الفقرى وضعف عضلات الجسم بشكل عام واغلب الداون سيندروم يعانون منذ الولادة بصعوبة او توقف التنفس أثناء النوم بخلاف التهابات الأذن الوسطى ومشكلات الجهاز الهضمي والمشكلات العضوية الواضحة في جهاز النطق والكلام وكبر حجم اللسان بالنسبة للفكين وضعف عضلات الجهاز الكلامي والمشكلات الذهنية من قصور في مهارات التفكير وقصور في مهارات الذاكرة.

فالمجهود الذي يبذل مع الطفل السيندرومي لا يضاهيه مجهود حيث اننا نعمل على تنمية كل الجوانب والمهارات في نفس الوقت ومواجهه الامراض العضوية الملازمة للطفل منذ ولادته.

وهناك أيضا من أصعب الاعاقات اضطراب التوحد التوحد الذي يسلب الطفل حياته واندماجه ودفئ علاقته باسرته بالرغم من انه لا يعاني من اي مشاكل عضوية أو اعاقات حسية وجسمية حيث أن اعاقته تتجسد في قصور وضعف مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي وغياب أو ضعف مهارات التقليد الذي يعتبر جسر التواصل بين الطفل وأسرته وينعكس ذلك القصور على التواصل اللفظي والغير لفظي.

ولكن يظل الامل موجود بوجود اسرة داعمة للطفل تعمل بشكل دؤب على دمجه وادماجه بشكل إيجابي في المجتمع الذي يعد جزء منه رغم اضطرابه الصعب على الاسرة الإستفادة من سلامة ابنها الجسدية والقوة الجسمانية التى يتميز بها واستثمار ذلك في الرياضة وتعلم الفن الذي يسهل تعلمه بالتدريب المستمر بالاستفادة من روتينية الطفل التوحدي.

وبالنسبة للاعاقات الحسية كفقدان البصر دائما يعوضهم الله سبحانه وتعالى بميزات أخرى فقد فقدَ بصره وعوضه الله بأن أعطى الله له النور بالعقل وزيادة في الفهم و قوة في الذاكرة وحضور قوي ومؤثر وحاسة سمع أقوى من سواه وعليهم ان يتعلموا لغه برايل التى تعلمهم مثلهم مثل العادين ويتفوقوا عليهم في أغلب الأحيان اذا ما وجدوا الرعاية الكافية ومنهم الكثير مشرفين.

هناك أيضا الاعاقة السمعية وغياب حاسة السمع التي تسلب صاحبها التواصل والنطق والكلام بسبب فقدان السمع أو ضعفه بشكل كبير ولكن هناك استثمار لسلامة عقله وذكاؤه الفطري بعلاج مبكر من زراعة قوقعة او تركيب سماعات اذن أو بتعلم لغة بديلة للتواصل كلغةالاشارة او تعلم الحروف الهجائية باليد لمزيد من التفاهم والتواصل بينهم وبين بعضهم البعض او بين المحيطين بهم والمجتمع الذي يعيشون فيه.

وهناك من هم مصابون بالشلل الدماغي بمختلف درجاته وانواعه والذي يتفاوت في شدته من حاله لأخرى وتتفاوت إعاقته الذهنية والحركية والعضوية ما بين حالة وأخرى.

فهناك حالة جمعت بين كل تلك المشكلات وكان تأثير ضمور خلايا المخ كبير على كل الجوانب الحركية والعقلية والذهنية وتتدرج مابين الصعوبه وتختلف من حاله لأخرى.

وبرغم من صعوبته إلا انه يجب على الأسرة بمعرفة الجوانب التى يمكن استثمارها فيه على نحو يجلب له الرضا والثقة بالنفس فمنهم من يتعلمون ويكملوا مراحل التعليم بكل تفوق ومنهم المتميزون رياضيا أيضا وفنيا.

وهناك فئة أخرى من وجهة نظري المتواضعه لا تحسب على الاعاقات ولكن تعتبر ضمن العادين كصعوبات التعلم النمائي أو الأكاديمي واتفاجأ ان أسرهم تحاول جاهدة ان تضمهم ضمن الاعاقات وكأنها تهرب من مسؤلية مواجهه المشكلة بالاثراء والإنماء وزيادة المجهود العقلي والتكرار والمحاولات المستمرة للتعليم والتعلم بشكل أفضل.

ولكن هناك أسر تختار الطريق الاسهل وهو اللحاق بالاقل قدرة ممن لديهم قدرات عقلية اقل لسبب خارج عن ارادتهم كالاعاقات الذهنية المصاحبه لاعاقات اخرى مزدوجة والتاخر العقلي الذي يعاني منه البعض وهناك اعاقات حركية في الذراع او الارجل ممكن منذ الولاده او نتيجة حادث لكن كل الحواس الحسية والعقلية سليمة.

وهناك ADHD اضطراب العصر كما اسميه اضطراب فرط الحركة وتشتت في الإنتباه وهو اضطراب يؤثر على الطفل نفسيا واجتماعيا واكاديميا ويحتاج دائما الطفل لمعاملة خاصة وفهم لظروفه وحركته الخارجة عن ارادته يحتاج لبث الثقة بالنفس واشراكه بالرياضات التى تحتاج جهد عضلي وذهني بشكل دائم.

ولكن هناك دائما نماذج مشرفة تضئ الطريق وتنيره في ظل وحشته وظلامه الحالك لكل اسرة مستجده انعم الله عليها بطفل من اصحاب القدرات الخاصه بالعلم وخطه واسس علمية وتربوية منهجه من الاساس مع العزيمة والاصرار والتحدي مثلما اقول دائما خطة لها ماضي وحاضر وأن شاء الله مستقبل وليس الاستسهال وانتظار اللقطه.

ولابد أن الاجيال الصاعده تبدأ من حيث وصل السابقين من انجازات مبنية علي العلم والتربية الممنهجة والاصرار والعزيمة والتحدي وكل أسرة تعرف أين يكمن امكانيات ومواهب ابنها ونقاط الضعف والقوة.

الحسيني الكارم والد بطل سندرومي سباح المانش محمد الحسيني

 

نداء الوطن