الإغتيال السياسي ديدن الهزومين

 

بقلم الكاتب / احمد رفيق

يتعرض الدكتور احمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف والأمين العام لجبهة النضال الشعبي ووزير التنمية الاجتماعية بشكل شبه يومي الى حملة ممنهجة ومسعورة من الإفتراءات والأكاذيب والأخبار المدسوسة ولم تقتصر هذه الحملات الممنهجة على شخصه بل تعدت ذلك بكل وضاعة وتدني لتستهدف اسرته الكريمة، فضجت وسائل التواصل الإجتماعي في الأيام القليلة الماضية بخبر مزور نقلاً عن صحيفة اسرائيلية يفيد بتهريب زوجة مجدلاني ل 146 كروز سجائر عبر الأردن ليتلوه خبر ملفق أخر يفيد بأن مجدلاني صرح بأن السجائر لإستخدامه الشخصي -رغم ان الرجل لا يدخن- وبدأ رواد وسائل التواصل الإجتماعي بتناقل الأكاذيب ونشرها دون أى تدقيق أو تمحيص رغم أنه كان بالإمكان وبكل سهولة التأكد من الخبر من خلال التواصل مع الادارة العامة للحدود والتى أكدت ان زوجة الرجل لم تغادر الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من عام، وأن الدكتور مجدلاني وعائلته لا يمكنهم التنقل بسياراتهم الخاصة عبر الحدود كما ان كمية الدخان الكبيرة في الخبر المزور تحتاج الى شاحنة نقل لا الى سيارة خاصة.

ولعل عملية الإغتيال المعنوي والسياسي الممنهج الذى يتعرض له الدكتور مجدلاني والذي يعتمد على اغراق وسائل التواصل الاجتماعي بسيل من الأخبار الكاذبة والمزيفة والمحرفة والباطلة والإفتراء عليه وتدليس أقواله او تزوير صوته أو فبركة تصريحاته او استقطاع بعض كلماته وتحويرها أو استغلال اى خطأ أو زلة لسان لتضخيمها وتوسيع دائرتها وبشكل ممنهج ومدروس مستهدفاً بشكل رئيسي شخصه لا مواقفه السياسية أو أفكاره لتعمد الإضرار بشخصه وسمعته وصورته السياسية والأخلاقية وتهيج العوام وتكوين صورة سلبية ضده ليتم استنزافه وتحجيمه واستبعاده وثنيه على مواصلة طرح أفكاره وأراءه السياسية والاجتماعية معتمدين على حالة الإحباط واليأس التى وصل اليها المجتمع الفلسطيني نتيجة أوضاعه المعيشية والذى للأسف عادة ما يتناقل الأخبار دون تدقيق أوتحقيق.

ولا شك أن رقي الشعوب والمجتمعات وسلامتها يقاس بمدي احترامهم للتعددية الحزبية والسياسية وللرأي المخالف، ولا شك أن الانتقاد البناء للسلوك السياسي والاداري لأي حزب أو شخصية سياسية عامة هو حق من حقوق المواطن شريطة حفاظ المواطن على مباديء الأدب والقانون، ولكن وللأسف يتعمد بعض الجبناء من الخصوم السياسيين في مجتمعنا الفلسطيني والذين لا يفقهون معنى الخلاف والتباين السياسي الى استخدام طرق دنيئة وغير أخلاقية في التعبير عن آرائهم تجاه خصومهم وانتقاد سلوكهم السياسي بطرق غير أخلاقية، تتنافى مع قيمنا الوطنية، وللأسف أن بعض الذين يساهمون عمليات الاغتيال المعنوي بشكل مباشر أو غير مباشر مجموعة من المثقفين والإعلاميين، إما بنشرها وترويجها دون التحقق من صحتها أو بتبنيها، غير مدركين لخطورة هذه الجريمة على النظام السياسي والمجتمعي الفلسطيني، وما يسببه من فقدان الثقة بين الجميع وضرب مصداقية المرجعيات القيادية والشخصيات السياسية والاجتماعية المؤثرة
وادخال المجتمع فى حالة من الاحباط والنقمة والتذمر؛ مشاركين الإحتلال في حربه الممنهجة في ضرب النسيج الوطني بقصد او بدون قصد.

والحقيقة أن عملية الاغتيال السياسي التى يتعرض لها الدكتور مجدلاني بشكل واضح وممنهج ناتجة عن طرحه لأفكاره ولأفكار حزبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية بصراحة ودون خوف أو وجل فالرجل يفخر دائماً انه يعبر عن قناعاته السياسية والحزبية بكل صراحة ووضوح وما يقوله في الغرف المغلقة هو ذاته ما يعبر عنه لوسائل الإعلام لإيمانه بحق الناس في معرفة الحقيقة كاملة دون تزيف او مواربة وهو ما يعرضه دائماً للهجوم والإنتقاد فالنخب السياسية القائمة تعتمد بشكل كبير في بقائها على كذبها وتدليسها على الجمهور ولا ترغب في كشف حقائق الأمور ولا يروق لها أن يحقق الرجل وحزبه نجاحات سياسية وتنظيمية ملموسة وأن يبقي ثابتاً على مبادئه وأهدافه وأن ينأي بنفسه عن أى ارتباطات اقليمية مدمرة لقضيتنا الفلسطينية فجبهة النضال الشعبي وأمينها العام يعلمون جيداً اهمية الحفاظ على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وخطورة الأرتهان والارتماء في أحضان الأنظمة العربية والاقليمية.

ورغم هذه الحملة الممنهجة التى تطال الدكتور مجدلاني الا انه لا زال يمارس عمله ونجاحاته باستمرار فالرجل الذي يقود جبهة النضال الشعبي الفلسطيني استطاع ورفاقه ان يحققوا انجازات حزبية ملموسة كان أخرها عقد المؤتمر العام للجبهة لتعزيز الحياة الديمقراطية داخل أوساط الجبهة وليؤكدوا على مواصلة النضال باتجاه انهاء الانقسام وانهاء الاحتلال وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية كما أنه يقود الجهود الهادفة الى تعزيز وحماية م.ت.ف من خلال ضرورة استعادة دورها الحقيقي كقائد وممثل لشعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده، ناهيك عن دوره البارز في تحول وزارة التنمية الاجتماعية من التنمية الى الاستدامة وإطلاقه للسجل الوطني الاجتماعي والذي يهدف الى الانتقال من الاحتياج الى الانتاج والاندماج.


وختاماً، يبدو أن انجازات الرجل وحزبه لا يروق للبعض الموتور الذى ارتضى على نفسه الذلة والهوان فأسلوب "الاغتيال المعنوي" هو أسلوب الضعفاء العاجزين عن الإختلاف بشرف، ما يدفعهم إلى الهرب من المواجهة الفكرية والسياسية إلى ميدان الأكاذيب والتدليس، وهذا ديدنهم ديدن الضعفاء والمهزومين.

 

 

نداء الوطن