اِقْرَأْ، وَارْتَقِ

 

إنّ القراءة حينما تكُون في الشيء الهادِف النافع، والمفيد تكون رافعِة، ومُفيدة، وهادئة، ويافِعةٍ، ونَافعِة، ومَثلَ النُورِ الذي يُبدد الظُلمات؛ وفيها المُتعة، والبهجةُ، والغبطةُ، والسُرور، لمن قَرأ مُتفَقِهًا، ومتفهمًا في تدّبُرٍ، وتَفَكُرْ، فلن يتحير ، أو يتذمَرَ، بَلْ، ولسُوفَ يتغير للأفضل، ولما تكون القراءة في الدور عَن قَنَاعَة حينئذٍ يغشاها السُرور ، والعُبُورَ، لأجمَلِ تَعبِّيِر ، وأحسنِ تَدَبِيِرْ، وكتجارة رابحةٍ لن تبور، ثم تَصيرُ عاليةً كأنها قُصور بِأصحابهِا تطير، خاصةً مِمن يقرأون بتمعُنٍ فيتفكرون، ويتأملونَ، ويَتَدبَرون، ويعملون فَيُبدِعونَ، وفي جمال القراءة يمرحُون، ويتَحَلُون، ويتزينون، ويتجملُونَ؛؛ وإن الشيء الأجمل، والأعظم، والأكمل، والأحلى حينما تكون القراءة في كتاب الله العظيم، ففيها الأجرُ، والثواب، والجلال، والكمال، والجمال، والبهاءُ، والسناءُ، والطهر، والنقاء، والصفاء، والعفاف، والرقي، والبقاء؛ وأما من يقرأ فَيُطبِق، ويعمل بِما قَرأ فسوف يزول عنهُ اللوم، والعتاب، والعقاب، والتعب، وسيرتقي حينما يأخذُ بالأسباب، ويفعل الصواب، ويرد على السؤالِ بالجَوَابْ، فتُفتح له الأبواب، ويكثر عندهُ الأحباب، وتعلو رقبتهُ فوق كل الرقاب، ويبتعَد عنهُ العذاب، وإن للمتقين من القُراءَ لَحُسن مَئاب، وخاصةً لِمَن كَان خُلقهم القرآن، فهُم من ذو الألباب؛ وهنيئًا للشيبِ، والشباب من الذين يقرؤون دومًا بِأُمْ الكتاب؛؛؛ وإن في القراءة القُرآنية الفوز، والفلاح، والنجاح، والرشاد، والصلاح، والمغفرة، وحسن الختام، لمن قرأ من الكِتَاب وعمِل الصالحات، فأفشي السلام، وتصدق، وأطعم الطعام، وأدام الصلاة، والصيام، وحافظ على القيام، والناسُ نيام، فَسوف يَدخُل الجنة بسلام؛ ومن قرأ متأملاً في كتاب الله جل جلاله ارتقي، وارتفع، وانتفع،، من فضلِ وجلالِ، وجمالِ، وكمالِ سور القرآن يقول سبحانه وتعالي : "والفجرِ، وليالٍ عشر، والشفعِ، والوتر، والليل إذا يسرِ، هل في ذلك قسم لدي حجر"؛ فما أجمل القراءة حينما تقرأ في كتاب الله، من سور الحجر، أو سورة النور، وفاطر، والزمر، وغافر، أو الطور، والقمر، والحشر، والمدثر، والانفطار، والتكوير، والشرح، ففيها الفرح، والانشراح؛ وتقرأ بِسورة القدر، ومن ثم التكاثر، والعصر، والكوثر، والنصر؛؛ إن القراءة هي غذاء الروح، وبلسم، ودواء الجِراح، وإنها أجمل البوح، وأحلي الدوح، وفيها الفرح، والانشراح، والبرح، لا الترح!؛ تَفَتحَ، خير الفُتَوحَ، وأجمل البوحِ للأرواح، وهي كالعطرِ الفواح، وكَنورُ فجرِ الصباح، ونُورِ المِصباح في المساء، وإن القراءةُ تُبَّددْ الصياح؛ ومع القراءة تزيد الأرباح وخيرها كالرياح اللواقِحْ؛ وتُسَتُفتح بها فَتَفتَح فَتَحَ، وفُتَوح العارفين، المتقين لِلقُراءَ؛ وإن القراءة الفاحصة الراشِدة المُتبصِّرة النَاقدة هي البوابة الأولى للمعرفة؛ حيثُ ترفع المستوي الثقافي للِقارئ، وتزيد الوعي، والإدراك، وتحسن الاقتصاد، والقراءة هي من تُعَرِفَ الإنسان، وتعَلِمهُ ما لا يعرفه، ولا يَعملهُ، وهي من تجعلك كأنك تُحلقُ في الآفاق، وتُنمي الثقافة بمختلف أنواعها، وتزود القارئ بقدر كبير وكم هائل من المعرفة، وتقدم القراءة العديد من الفوائد الصحية، والنفسية، والثقافية للقارئ، وتزودك بالعديد من المعلومات الجديدة، كما تساعد القراءة على تقوية، وتنشيط الذاكرة، وتزيد من التحفيز، والتوسيع الفكري، وتمنح المزيد من الأفكار ؛ كما أن القراءة تفتح المجال للتفكير الإبداعي، وتساعد على تحسين التركيز، وتمنحك منظوراً أكبر، وأوسع، وتساعدك على التخلص من التوتر، والقراءة تقوي المفردات لديك، وتعمل على الحد من الإجهاد، وتُنمي مهارات التفكير التحليلي، وتفيد في تحسين التركيز، وإن أهمية القراءة لا يَجهلها أحدٌ عَاقِل، ولا يُجادل في ضَرورتها إنسانٌ فَاهِم، ولا يَجحدُ فَضلها إلا جَاهلٌ كَسولٌ غَافل؛ فكثرة المُطالعة الواسعة على الثقافات، والمعارف، والعلوم تؤدي لاتساعُ الأفقٍ عند الفرد، والمجتمع، وكذلك تخفيف الطاقة السلبية وفيها استثمار الوقت في الشيء المُفيد، وتؤدي لتخفيف الاكتئاب ومنح الهدوء، والطمأنينة، وخاصة القراءة في كتاب الله _ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا"، فَيُقَالُ ): أَيْ عِنْدَ دُخُولِ الْجَنَّة( لِصَاحِبِ الْقُرْآن ): أَيْ مَنْ يُلَازِمُهُ بِالتِّلَاوَةِ وَالْعَمَل، لَا مَنْ يَقْرَؤُهُ، وَلَا يَعْمَلُ بِهِ ( اِقْرَأْ وَارْتَقِ ): أَيْ : إِلَى دَرَجَات الْجَنَّة أَوْ مَرَاتِب الْقُرَبِ وَرَتِّلْ : أَيْ لَا تَسْتَعْجِلْ فِي قِرَاءَتِك فِي الْجَنَّة ...، ( كَمَا كُنْت تُرَتِّلُ ) : أَيْ : فِي قِرَاءَتِك فِي الدُّنْيَا. فبالقراءة، والتَعَلُم، والعمل ترتقي، وتتقدم الأمُة، والقراءة هي النشاط الذي يثري حياتنا، وعن فضَلِ القراءة ألف أمير الشعراء/ "أحمد شوقي" أبيات من الشعر قال فيها: "أنا من بدل بالكتب الصحابا... لم أجد لي وافيا إلا الكتابا... صاحب إن عبته أو لم تَعبْ... ليس بالواجد للصاحب عَابا... كلما أخلقته جددني، وكساني من حلى الفضل ثِيَابَا... صحبة لم أشك منها ريبة... وودادٍ لم يُكلِفنيِ عِتَابَا... رب ليل لم نقصر فيه عن سمر طال على الصمت، وطابَا..."؛ وقد ذكرت نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر (حكومي)، قبل عِدة أعوام بأن العالم العربي يقف في ذيل قائمة الأمم القارئة، ذلك أن متوسط معدل القراءة فيه لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا، بينما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى؛ تظهر معطيات نشرتها الأمم المتحدة حول عادات القراءة أن معدل ما يقرأه الفرد في أرجاء العالم العربي سنويا هو ربع صفحة فقط!؛ كما أظهر تقرير أصدرته مؤسسة الفكر العربي: "أن متوسط قراءة الفرد الاوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويا بينما لا يتعدى المتوسط العربي 6 دقائق وحسب احصاءات منظمة اليونيسكو، لا يتجاوز متوسط القراءة الحرة للطفل العربي بضع دقائق في السنة، مقابل 12 ألف دقيقة في العالم الغربي"!!؛؛ وختامًا ما نرجوه اليوم هو أن تعود أمُة اقرأ لتقرأ، و يا أسفاه لأن أغلبها اليوم ما هو بقارئ!!.

الباحث والكاتب المحاضر الجامعي، المفكر العربي والمحلل السياسي

الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين

رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقًا المفكر العربي، الإسلامي والأستاذ الجامعي

عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية ـ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

نداء الوطن