لواء / مستشار مامون هارون رشيد يكتب : لماذا تأخرت روسيا في دخول كيف ؟

لماذا تأخرت روسيا في دخول كيف ؟

لواء/مستشار
مامون هارون رشيد

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية يومها التاسع عشر ولازالت القوات الروسية لم تدخل العاصمة كيف ، بل أن معارك طاحنة لازالت تدور في مناطق مختلفة لم تستطع القوات الروسية أحكام السيطرة عليها حتى الآن ، يتسأل الكثير من الناس عن سبب هذا التأخر الروسي في احكام السيطرة على كيف ومناطق أخرى ذات إهتمام وبعد استراتيجي للقوات الروسية وتنوي فرض سيطرتها عليها ، ويذهب البعض للمقارنة بين حجم القوات الروسية والقوات الأوكرانية عله يجد سببا لهذا التأخر وفي بالة أن الجيش الروسي من أقوى جيوش العالم وأن القوة الأوكرانية لاتستطيع الصمود أمامة كل هذة الفترة.
مما من شك فيه أن الجيش الروسي أحد أقوى ثلاث جيوش في العالم عدداً وعدة ، وان ما تملكة روسيا وجيشها من أسلحة حديثة تستطيع بة مواجهة أقوى الجيوش واكثرها تسليحا وعدداً ، هذة حقيقة لايستطيع أحد إنكارها ، هذا بالإضافة إلى عقيدة تتسلح بها القيادة والجيش الروسي والتي تدفعة للقتال والصمود بعقيدة الايمان بتاريخة وحضارتة ، وارث هذا البلد ، وإحساسه بالإهانة بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي السوفيتي ، وحنقة على الغرب لما تبع هذا الإنهيار من محاولة لاذلال روسيا ، هذة الأسباب والعوامل كافية لدفع روسيا وجيشها لإثبات أن هذة حرب مصير لتعيد فيها روسيا كرامتها وامجادها ، من هنا قد نجد مبررا للبعض تساؤلة ، حيث الاعتقاد أن جيش كالجيش الأوكراني لن يصمد بضعة أيام أمام قوة الجيش الروسي وخاصة في ظل قيادة لاتتمتع بأي خبرة سواء سياسية أو عسكرية تستطيع بها أن تقود البلد في وضع كهذا ، لكن من يعود للأهداف المعلنة للحرب على أوكرانيا والتي أعلنتها روسيا يجب أن يتوقف مليا أمام هذة الأهداف ليعرف السبب الحقيقي وراء تأخر فرض الجيش الروسي سيطرتة على أوكرانيا ، لقد أعلنت روسيا مراراً وتكراراً أن أحد أسباب الحرب هو أن أوكرانيا قد أصبحت تشكل خطراً على أمنها القومي بسماحها للولايات المتحدة وحلف الناتو بإقامة مختبرات ومعامل للأسلحة البيولوجية والجرثومية والكيميائية وهو ما يشكل خطراً وتهديدا لروسيا وسكانها وأمنها القومي بل وتهديدا للعالم أجمع ، وكانت روسيا قد حذرت أوكرانيا لمرات كثيرة بأن توقف نشاط هذة الدول في أراضيها وتغلق هذة المختبرات ، إلا أن أوكرانيا وبدعم من الولايات المتحدة والناتو كانت تستحف بالتحذيرات الروسية وتضرب بها عرض الحائط ، ولم تكن تتصور مدى جدية روسيا حين يتعلق الأمر بأمنها القومي وكرامتها الوطنية ، لقد اعمتها التطمينات والوعود الأمريكية والغربية ، فتصرفت قيادتها بالكثير من التكبر والغباء الذي ينم عن جهل وانعدام للخبرة والحنكة، روسيا جهزت نفسها لهذة الحرب وهى بذلك لم تدخلها صدفة أو فجأة ، لقد استعدت جيداً ، نعم كان الهدف الأهم للحرب هو تفكيك هذة المختبرات والمعامل دون أن يتسبب تفكيها وتدميرها أو نقلها إلى كوارث من خلال إنتشار إشعاعات نووية اوكيماوية اوانتشار للجراثيم من تلك المختبرات في حال تم تدميرها بشكل عشوائى، لذلك عمد الجيش الروسي على أحكم قبضته على هذه المختبرات وفرض سيطرتة عليها والعمل على إحضار العلماء والخبراء لتفكيكها ونقلها أو إتلافها بشكل آمن والتريث في مواصلة تقدمة لتحقيق باقي اهدافة من الحرب ، أي أن الجيش الروسي أخر تقدمة لتحقيق الهدف الأهم من حملتة لأن تأخر تحقيقة قد يسبب كارثة كبرى في حال لو تعمد الغرب أو أوكرانيا إلى استخدام أو تدمير هذه المختبرات بشكل انتقامي أو عشوائي.
الحرب لازالت مستمرة ، وستكشف لنا قادم الأيام عن الكثير من المفاجآت ، لقد ورط الغرب أوكرانيا في حرب كان لها أن تتجنبها ، لكن غباء قيادتها وعدم خبرتهم واستهتارهم بالتحذيرات الروسية قد اوصل الأمور إلى هذا النقطة والتي دفع ثمنها الشعب الأوكراني أولا ، وها هو الغرب يتخلى عنهم ليكشف عن وجهه الحقيقي واكاذيبة على الشعوب.

لواء/مستشار
مامون هارون رشيد
19/3/2022

 

نداء الوطن