في مدينة الموت لا تشم الا رائحة الموت ...

 

هاجر ان شئت ، أو إبقى ان شئت ، فالنتيجة واحدة ، الموت واحد وان تعددت الأسباب ، فى مدينة الموت لا ترى الا أجساد في حالة موت سريرى ، وأخرى فى اخر لحظات من الإنعاش ، وغيرها تلتقط انفاس لا طاقة لها بها ، وأُخرى تعيش حالة من كى الوعى مستديم ...
في مدينة الموت يخبروك بأنها مدينة الحرية ، لا تستطيع قوات العدو التجول في احيائها وأزقتها ، لكن بإشارة واحدة وتنفيذ أصم تسقط أبراجها ترتطم بأصولها ، وتبقى حكاية ورواية للإعلام الفلسطيني والدولي لأيام معدودة ، ومن ثم يقيد ملف القضية ضد مجهول ، وترقد الاوراق على أرفف أَرشيف في قائمة الذكريات ، فى مدينة الموت بعد كل انتصار موهوم تسمع المناشدات من أعلى رأس الهرم في الحكومة اللا شرعية حتى اسفله ، تارة للمطالبة بالدعم المادى لبناء ما تهدم ، وتارة لتحويل المصابين للعلاج في الخارج لضعف الامكانيات ، ويسقط النصر .... .......
في مدينة الموت يهاجر الشباب لأرجاء المعمورة طلباً للقمة العيش ، أملاً في حياة جديدة كريمة بعيدة عن أصوات الانفجارات وصوت المدافع ، يهاجرون من أجل صناعة مستقبل باهر بعيداً عن المناكفات السياسية والجرائم التى ترتكب بحق جيل كامل منذ ١٥عاماً من التيه داخل حدود الوطن ، رحلو من موطنهم هرباً من التفسخ والتمزق الذي أصاب المجتمع الغزي ، حالة من القرف والاشمئزاز انتابت كل مواطن فلسطينى فى قطاع غزة المحتل ....
كاذب من قال غزة محررة ، وكذوب من قال ان غزة منتصرة ، ومخادع من يخبرك بأن غزة فى اوج ازدهارها ، وكل شئ فيها على ما يرام .....
في مدينة الموت من خرج من ملته وانتحر ، وان تعددت أساليب وأشكال الانتحار ، وأخرون يبكون على سنون أعمارهم المنتهية فعلا ً والباقية زيفاً ، ومنهم من حاول ويحاول التغيير عبر التبكير في الهروب من أجل لملمة ما تبقى من سنوات العمر ، لكن الحظ لم يحالفهم ، ويلاقو حتفهم غرقاً في مياه المتوسط ، تلاعبهم الأمواج الى حين غير معروف ، هاجرو من أجل أن يحيو كان الموت رفيق دربهم ، رحلو بكامل قواهم الصحية عادوا على نعوش واكفان واعلام فلسطينية .....
في مدينة الموت يُطالب الكتاب والمثقفين بإنهاء الانقسام وهذا ما عبر عنه الكاتب الفلسطينى طلال عوكل في مقاله متى يصبح المسؤول مسؤولا ً ؟
ولكن هل في مدينة الموت يوجد مسؤول ؟؟؟؟!!!
لا وانما المسؤول خارج أسوارها بعيداً كل البعد من حدودها ، ولا يسعنى الا الاجابة على الكاتب الكبير طلال عوكل " اسمعت لو ناديت حياً"
في مدينة الموت لا يوجد الا الأكفان والموت السريري ، واجساد تنبض بلا حس تنتظر !!!! ولكن ماذا تنتظر ؟؟؟؟
تنتظر فرحة العودة أم نسيم عبير الوحدة ، ام تنتظر الموت .....
ففي مدينة الموت لا تشم الا رائحة الموت !!!!! الى متى ومضى ١٥ عاماً على المدينة الحزينة بلا حياة وبلا أمل .
بقلم غادة عايش خضر

 

نداء الوطن