رسالة من المتفائل إلى المتشائم في 5 نقاط

نداء الوطن - محمد قاروط أبورحمه

محمد قاروط أبورحمه

التفاؤل والمتفائل
(1)
التفاؤل هو الطريق الصحي الوحيد لرؤية العالم.
وهو الطريق الصحيح لنمو صحة أجسادنا وأدمغتنا وقلوبنا. الجسد والعقل والعاطفة.
والطريق الصحيح لبناء أهدافنا.
والتفاؤل هو أفضل وأسرع وأرخص طريقة لتوظيف مواردنا الذاتية والموضوعية لتحقيق ما نريد.
التفاؤل هو الذي يمكننا من رؤية ما لا يراه الواقعي والمتشائم.
والتفاؤل خيار نستطيع تبنيه.

(2)
التفاؤل وجداني وعقلي وهو فطري ومكتسب.
فطري لأننا عندما نولد، نولد بمشاعر حيادية وإيجابية منفتحون على من حولنا.
التربية البيتية ثم المدرسية تعزز الفطرة او تحرفها.
وعندما ننضج نقرر أن نكون متفائلين او متشائمين.
ولأن التفاؤل مكتسب فإن المرونة العقلية التي يتمتع بها نظامنا العصبي وقدرته على اكتساب عادات واتجاهات جديدة والتخلص كذلك من عادات واتجاهات غير مرغوب بها يجعل الفرد المسؤول الأول عن اكتساب عادة واتجاه التفاؤل.

علاقة التفاؤل والإيجابية
(3)
الإيجابية التي تحاول كتم المشاعر السلبية الناتجة عن مشكلات ذاتية او موضوعية قد تنقلب إلى مشاعر وتصرفات سلبية خطيرة.
الإيجابية التي تنظر للواقع وتعتبره كله ايجابي قد تنفجر في أي لحظة
والإنسان لا يستطيع إجبار نفسه على السعادة، وكتم المشاعر السلبيةلإنها ستظهر رغما عنا.
والإيجابية ليست تزيين الواقع او الكذب على الذات او إيهامهاإنما هي إقرار بالواقع ومواجهته بروح التحدي.
الإيجابية فعل متصل وسعي لا ينقطع يقر بالواقع وينطلق لإحداث التراكم والفرق ما يفضي لتحقيق الهدف متجاوزًا كل الصعوبات.
يقول فريق "مايو كلينيك": يبدأ التفكير الإيجابي دائمًا بالحديث مع النفس. الحديث مع النفس هو تدفق ليس له نهاية للأفكار الخفية التي تجري في رأسك. وقد تكون تلك الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية. ويكون بعض حديثك مع النفس نتاجًا للعقل والمنطق. وقد يأتي حديث آخر إلى النفس نتيجة مفاهيم خاطئة تشكلت لديك بسبب نقص المعلومات، أو توقعات ناتجة عن أفكار المسبقة عما قد يحدث.
ويضيف الفريق: إذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك سلبية، فسوف تكون نظرتك للحياة متشائمة على الأرجح. أما إذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية، فإنك على الأرجح شخص متفائل، أي إنك شخص يمارس التفكير الإيجابي. للحياة متشائمة على الأرجح. أما إذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية، فإنك على الأرجح شخص متفائل، أي إنك شخص يمارس التفكير الإيجابي.
التفاؤل أم النعي؟
(4)
إن التفاؤل مكون معرفي ووجداني قائم على ركيزتين الأولى قيام الفرد بما يجب القيام به لأحداث التغيير الإيجابي المطلوب، وهذا الفعل هو تفاعل وجداني ومعرفي ذاتي لتغيير الواقع، والركيزة الثانية توقع حصول أحداث إيجابية من بيئة الفرد.
والركيزتين معا يكونان الاعتقاد بأن المستقبل سيكون أفضل، لأن الفرد يعمل من أجل مستقبل أفضل.
عرف قاموس اكسفورد التفاؤل بأنه شعور جيد بأن شيء جيد سيحصل.
أثبتت دراسات أجرتها جامعة بوسطن وجامعة هارفرد شارك بهذه الدراسة ٧٠ ألف مشترك على مدى ثلاثة عقود ونشرت على موقع العلوم TNASعام ٢٠١٩ بأن الرجال والنساء المتفائلين زادت فرصهم بالعيش لعمر ٨٥ عام أو أطول، أكثر من ٥٠ إلى ٧٠% من المتشائمين. وكانت هذه النتيجة غير مشروطة بعوامل أخرى مثل الوضع المالي او نوعية الطعام او ممارسة الرياضة.
أماالمؤلف "سيمون سنك" مؤلف كتاب ابدأ بالأسباب او ابدأ ب لماذا يقولأنالتفاؤل هو الاعتقاد أن المستقبل سيكون ايجابي؛ وهو أن تكون بالنفق المظلم وتتحداه ما استطعت وتعيش هذا الواقع لكن لا تركز على الظلمة بل على الضوء القادم من نهايته.
وكان الأخ الشهيد المفكر الكبير هاني الحسنيسمى هؤلاء المتشائمين أو السوداويين بأصحاب رقعة النعوة (أي النعي) أولئك الذين لا يتورعون عن اللطم وتوقع او ترقب الأسوأ من أي حدث صغير فهم ينعون القضية كلها عند أول حدث سيء أو مأساوي. ولطالما دعى لمقاومتهم فهم يقتلون الفعل النضالي، والمناضل بطبعه يحمل بين جناحيه التفاؤل والامل مقترنا بثبات الفعل والعمل
أي تسمح لحدوث الظلمة الخارجة عن إرادتك وتتقبل الواقع وتعمل من أجل التغيير وتسمح للأيام أن تكون جيدة وأحيانا سيئة.
التفاؤل ليس إنكار للواقع الحالي بل هو الاعتقاد بان الاستمرار بالفعل والمثابرة سيصلك إلى نهاية النفق.
قد لا نعرف طول الطريق والعقبات التي ستواجهنا والوقت والجهد اللازم لذلك، ولكن يكون المتفائل متأكد أن الاستمرار بالعمل والفعل والسير والمثابرة سيصل إلى ما يريد حتما.
عزيزي المتشائم
(5)
اعلم أن التشاؤم يشل العقل، ويبطل الأفكار، وبقتل الإبداع، ويذهب ببهاء الوجه، وطلاقة اللسان وتدفق الدم في الشريان فتعتل الأبدان، وقد يموت المتشائم قهرا قبل الأوان.
لقد كان الخالد ياسر عرفات ملك الواقعية والايجابية والتفاؤل في إطار العمل الدؤوب حتى في أصعب الظروف يردّد قوله الأثير لأولئك السوداويين أو المتشائمين أوالذين خارت قواهم بالقول: "ارتاحوا قليلًا، وأعطونا أولادكم لنكمل المسيرة".
والمتفائل أيها المتشائم العزيز:
يستيقظ والناس نيام، يصلي ويدعو، ويخطط للأعمال، وحين تشرق الشمس يحث الخطى للعمل بهمة ونشاط، يسبق عمله قوله ليكون قدوة بالفعل قبل الكلام، وببهاء وجهه يوزع البشر أينما جلس وتحدث وأقام.
سجل وانضم، وناضل، وأدع غيرك للانضمام والاستفادة الذاتية والجماعية، حيث تجد ما يفوق 800 ملف ودراسة وبحث وكتاب وكتيب وورقة فكرية وحركية وسياسية وإدارية وتنظيمية وتنموية بشرية وتاريخية، وتدريبية.... الخ تغذي نهمك للمعرفة لفلسطين وكل ما يتعلق بك وللتنظيم والاجتماعات والورشات والدورات والجماهير. انشر وانطلق مع موقع اكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية https://t.me/fatahacad
التي ترحب بكم. فهي منصتكم التثقيفية الاولى بتاريخ الحركة. وأنها لثورة حتى النصر

 

 

 

نداء الوطن