د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا انحدار ولا تراجع عن مواصلة الكفاح من اجل الحرية والإستقلال ...!

لا انحدار ولا تراجع عن مواصلة الكفاح من اجل الحرية والإستقلال ...!
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
نعم لا انحدار ولاتوقف عن مسيرة مواصلة المقاومة و الكفاح والقتال من قبل الشعب الفلسطيني ، بل هو صمود وكفاح ومقاومة فلسطينة مستمرة و شعبية واثقة من الإنتصار ، ومشروعة بكل الأشكال و الأساليب والوسائل المتاحة والممكنة والمشروعة للشعب الفلسطيني طالما هو تحت الإحتلال ، و التي تقرها و تُشرِعها الشرعية الدولية والقانون الدولي لأي شعب يقع تحت الإحتلال مثل الشعب الفلسطيني ، على مدى خمسة وسبعون عاما من الإغتصاب والإحتلال الصهيوني لفلسطين وشعبها ، الذي ذاق الأمرين واشكال شتى من صنوف القهر والإذلال على يد سلطات الإحتلال الصهيوني الغاشم وقواه وادواته الأمنية والعسكرية و بدعم من حلفائه ، التي لاتقيم أي وزنٍ للمبادئ الأخلاقية و الإنسانية ولا للشرعية الدولية في تعاملها مع الشعب الفلسطيني المحتل ، و في مقدمتها واجب الإلتزام بحماية السكان المدنيين تحت الإحتلال والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم ، ضاربة بذلك عرض الحائط ، فتواصل الإعتقالات الجماعية التعسقية الى اصدار الأحكام العالية بالسجن واحكام الإعدام التي من المنتظر اقرارها لدى الكنيست حاليا الى مختلف جرائم القتل والتصفية الجسدية المباشرة الى تدمير البيوت والممتلكات ومصادرة الأراضي التي باتت ممارسات شبه يومية تمارس في حق الفلسطينيين وممتلكاتهم ، فمنذ بداية العام الجاري حتى صبيحة اليوم الخميس9/3/2023 م تكون حكومة اليمين الفاشي لسلطة الإحتلال الإسرائيلي قد نفذت حكم القتل والإعدم بحق ثمانية وسبعين مواطنا فلسطينيا منهم أربعة عشر طفلا وامرأة في اقل من سبعين يوم ....
ما يؤكد على استمرار نهج هذة الحكومة اليمينية الفاشية المتطرفة ، القائم على مواصلة مسلسل القتل والإعدامات الميدانية والتدمير والتوسع والمصادرة في التعامل مع الشعب الفلسطيني على اختلاف فئاته ، واستمرار هذا النهج الدموي التصفوي من أجل وبغرض كي الوعي الفلسطيني اولا والعربي والدولي ثانيا وتقبل هذة السياسات الجهنمية والإعتياد عليها ، سعيا من الكيان الصهيوني لإرضاخ الشعب الفلسطيني لمخططاته التصفوية لقضيتة ، القاضية بضم الأجزاء الواسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في فضائي القدس والمناطق المصنفة C او ج في الضفة الغربية المحتلة ، ومن ثم العمل على التخلص من أكبر عدد ممكن من المواطنين الفلسطينيين فيها ، اولا قتلا واعتقالا ، كمقدمة لدفع الكثيرين الى الهجرة ومغادرة قراهم ومدنهم ثانية الى خارج الجغرافيا الفلسطينية نهائيا ، وتدمير الممتلكات وهدم البيوت ..الخ من الإجراءت التعسفية ....
كل ذلك كي يتمكن الكيان الغاصب من مواصلة عمليات الضم وتطبيق سياسات التهويد ونشر وتوسيع الإستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وإكمال مشروعه الكلونيالي التوسعي الإحلالي العنصري الإجرامي المحكوم عليه بالفشل في نهاية الأمر ....!
لأن الشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم بكل فئاته وقواه الفصائلية الشعبية و الرسمية يقف اليوم كما كان دائما سدا منيعا أمام تنفيذ هذة السياسات والإجراءات التعسقية ويرفضها رفضا مطلقا مهما كلفه الثمن من تضحيات جسام ، ولن يرضخ او يستسلم ، ولن تكسر ارادته و لن تتوقف مسيرة نضاله الطويلة من اجل الحرية والعودة والإستقلال ، انما تزيده هذة السياسات اصرارا وتمسكا بكافة حقوقه الوطنية المشروعة .
من اجل افشال هذة الخطط الفاشية التصفوية للقضية الفلسطينية ، يجب العمل على تعزيز وتطوير مختلف وسائل الصمود والمقاومة لدى الشعب الفلسطيني ودعمها فلسطينيا وعربيا ودوليا بكافة اشكال الدعم المعنوي والمادي ..
ذلك من خلال تكريس الوحدة الوطنية الفلسطينة على كل المستويات النضالية الميدانية في مواجهة بطش العدو ، والرسمية على مستوى العمل السياسي والإعلامي الفلسطيني الموحد ، ونبذ قوى الشقاق والخصام ، والابتعاد عن كل الصغائر الحزبية والفصائلية المقيته وعن كل مايثير الفتن الداخلية ويمزق النسيج الوطني الفلسطيني ، كما حصل بالأمس في تشييع جثمان الشهيد خراوشه في مدينة نابلس ، انه فعل مدان بل ومجرم ويجب محاسبة من اقدموا على افتعاله ، حتى لا يتكرر مثل ذلك المشهد المعيب ، لأن سياسات ومواقف التشكيك والتخوين والتكفير التي لازالت تلازم بعض الخطاب الإعلامي للبعض من أفراد او فصائل لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا فرقة وضعفا على ضعف يحب أن تتوقف فورا ..
بناء على ماسلف ادعوا الى العمل الجاد والمنظم اولا فلسطينا على وقف كافة اشكال التعامل والتواصل مع هذة الحكومة الفاشية وعربيا ثانيا ودوليا ثالثا ، التي لاتقيم أي وزنٍ لمعايير وقواعد التعامل الدولي والأخلاق الدولية ، ومتابعتها قضائيا في كافة المحافل العربية والإسلامية والدولية وعدم تركها تفلت من العقاب الدولي الرادع والمؤثر على جرائمها وانتهاكاتها المختلفة .
من العيب على بعض الدول العربية والإسلامية اولا وعلى المجتمع الدولي ثانيا ان يستمر في التعامل مع هذة الحكومة الفاشية ، وأن يستمر في اغماض عينيه عما تمارسه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني يوميا ترتقي الى جرائم حرب ، بعد أن باتت خططها معلنة ومكشوفة للجميع على السنة مسؤوليها ومعبرةً عنها في مختلف برامجها السرية و المعلنة وفيما يصدر ويسن من قوانين عنصرية وتطهيرية عن برلمانها (الكينيست) التي تلتزم بتنفيذها دون خوف او وجل من ان يرتب عليها ذلك اية مواقف اوعقوبات دولية رادعة قد تتخذها اولا الدول العربية والإسلامية و بقية الدول الفاعلة والوازنة ثانية وخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ، كي تتوقف هذة الحكومة عن غيها وعن ومواصلة هذة السياسات التي يندى لها فعلا جبين الإنسانية وجبين الدول التي تتغنى بالديمقرطية والحرية والمساواة والدفاع عن حقوق الإنسان ، و التي ترفض مبدأ التمييز والفصل العنصري ، وترفض استمرار الإحتلال والإستيطان من اي دولة لأي شعب او اي دولة اخرى ، وتقر ايضاً بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ، التي يجرِ التأكيد عليها في قرارات دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا ..
ان استمرار حكومة المستعمرة الإسرائيلية في هذة الممارسات والسياسات في حق الشعب الفلسطيني لن تزيده الا اصرارا و تصميماً على مواصلة درب نضاله الطويل ومقاومته الباسلة لها حتى ينال حريته واستقلاله كاملين دون نقصان ، فلا مجال لإنحداره ولا مجال لكسر ارادته او كي وعيه او تهجيره ..
خمسة وسبعون عاما من الإحتلال والتعسف مضت ولم تنل من عزيمته وصلابة مواقفه ، ويستمر في النضال والمقاومة والصمود رغم كل التضحيات الجسام حتى يحقق كافة أهدافه وتطلعاته الوطنية المشروع في العودة والحرية والاستقلال وبناء دولته الديمقراطية المستقلة وعاصمتها القدس .
د. عبدالرحيم جاموس
الرياض 9/3/2023 م
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

نداء الوطن