مدينة اللد

 

مدينة عربية ساهمت كغيرها من المدن العربية الفلسطينية في التصدي للعدوان الإسرائيلي عام 1948 وكانت مقاومة سكانها لهذا العدوان امتداداً لجهادهم خلال الثورات الفلسطينية على الاحتلال البريطاني. ولكن القوات الإسرائيلية تمكنت في 11/7/1948 من اقتحام المدينة واحتلالها وطرد معظم سكانها العرب (رَ: اللد والرملة، معركة).

 

أ- الموقع الجغرافي: تقع اللد على مسافة 16 كم جنوبي شرق يافا وأقل من 5 كم شمالي شرق الرملة. وموقعها الجغرافي هام جداً.



فهي ظهور شرقي لميناء يافا وبوابة غريبة لمدينة القدس وتوأم لمدينة الرملة. ولذا كانت، وما تزال، عقدة مواصلات عظيمة الأهمية. فقد تعاقبت عليها أمم شتى للاستفادة من موقفها الاستراتيجي في السيطرة على المنطقة الساحلية من جهة، وللانطلاق إلى المنطقة الجبلية وغيرها من المناطق الداخلية من جهة أخرى.

 

وكانت محطة للقوافل التجارية منذ أقدم الأزمنة. وهي اليوم عقدة مواصلات برية تلتقي عندها خطوط السكك الحديدية والطرق المعبدة. فمحطة اللد للسكة الحديدية تبعد عن محطة يافا 111كم، وعن محطة القدس 50 كم، وعن محطة بئر السبع 100 كم. كما أنشأت فيها سلطة الانتداب البريطاني أكبر مطار في فلسطين.

 

 

ب- الموضع: تقوم مدينة اللد فوق رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي الفلسطيني ترتفع نحو 50 م عن سطح البحر. وتتألف أرضية المدينة من تكوينات صخرية رسوبية حديثة النشأة أهمها الطَفَل الطميي والطفل الرملي. وتسود التربة الحمراء البنية الون التي تنتمي إلى مجموعة ترب البحر المتوسط الحمراء في السهل الساحلي الفلسطيني. وحول اللد أيضاً التربة الطميية البنية اللون التي ساهمت مياه الأمطار والأودية في نقلها من المرتفعات الجبلية في الشرق إلى سطح أراضي اللد.

 

 

وتعد تربة اللد من الترب الخصبة في فلسطين لتوافر المواد المعدنية والمواد العضوية فيها.

 

جـ- المناخ والمياه: ومناخ اللد مناخ البحر المتوسط الحار الجاف صيفاً، الدافىء الممطر شتاء. ويتميز باعتداله على وجه العموم، إذ بلغ المتوسط السنوي لدرجات الحرارة نحو 19.

 

وتتفاوت متوسطات درجات الحرارة من شهر لأخر بل خلال اليوم الواحد. ويعد شهر آب من أكثر الشهور ارتفاعاً. فمتوسط درجة الحرارة فيه بلغ 26 درجة مئوية، في حين يعد شهر كانون الثاني من أكثر شهور العام برودة وبلغ متوسطه 12 درجة مئوية.

 

وتصل درجة الحرارة إلى قمتها حول الساعة الثانية بعد الظهر، وإلى أدناها حول الساعة الخامسة صباحاً، وتراوح بين 22 درجة مئوية و31 درجة مئوية شهر آب، وبين 9 و17 درجة في أيام شهر كانون الثاني.

 

ويبلغ المعدل السنوي للرطوبة النسبية في اللد نحو 25%، وترتفع هذه الرطوبة إلى أكثر من 70% في شهر كانون الثاني. وتتدنى إلى نحو 50% في شهري نيسان وأيار.

 

 

يبلغ متوسط كمية الأمطار السنوية نحو 550 مم. وتزيد هذه الكمية على 650 مم في السنوات المطيرة، وتقل عن 350مم في السنوات الجافة. وعلى الرغم من تذبذب كميات الأمطار السنوية وعدم انتظامها فإنها تكفي لقيام زراعة ناجحة في منطقة اللد بسبب احتفاظ التربة بالرطوبة واعتدال المناخ.

 

وتغذي الأمطار ومياه الأودية المنحدرة من المرتفعات الجبلية والفائضة بالمياه شتاء خزانات المياه الجوفية فتتوافر الآبار حول اللد وتساهم مياها في ري الأراضي الزراعية والتسرب والأغراض المنزلية والصناعية. ويعد الوادي الكبير من أهم الأودية في منطقة اللد، فهو يفيض بالمياه عقب هطول الأمطار شتاء.

 

وهو يمر من الطرف الشرقي بلدية اللد متجها نحو الشمال الغربي قريباً من الطرف الشرقي ليافا فيلتقي بنهر العوجا* الذي يصب في البحر المتوسط.

 

 

د- النشأة والتطور:

 

 

1) في عصر ما قبل التاريخ. تعود أقدم اشارة لنشاط الانسان في منطقة اللد الى العصر الحجري المتوسط قبل 12،000 نسمة. فقد عثر في عام 1928 على آثار مرحلة انتقال الانسان من عصر الكهوف والصيد في عصر القرى والزراعة في مغارة شقبة التي تقع في وادي البطوف على بعد عشرة كيلومترات من مدينة اللد.

 

وقد سعي الآثاريون حضارة هذه المرحلة الانتقالية بالحضارة النطوفية. وفي العصر الحجري الحديث قامت قبيل 9.000 سنة في المكان الذي فيه مدينة اللد اليوم قرية زراعية، فقد عثر فيها وفي وادي رباح وأبو غوش باتاشي ومجد وتشكيم وغيرها على أوان فخارية من النوع الذي وجد سابقاً أثناء التنقيبات في موقع أريحا.

 

وفي هذا العصر أيضاً تأسست في جوار مدينة الرملة قرية زراعية لا تبعد كثيراً عن اللد في موقع يسمى جازر تقع عليه اليوم قرية أبو شوشة. وقد وجد في هذه القرية بقايا سور يحيط بها وبقايا حاملات زراعية وكسرات من أوان فخارية هشة الصنع.

 

وترى صورة من قبر الفرعون انتيInti من السلالة الخامسة بمصر حصار مدينة فلستية سماها نتياNetia (رَ: العصور القديمة).

 

2) تأسيس اللد من قبل الفلسطينيين: لا يعرف بالضبط تاريخ تأسيس المدينة التي سميت اللد. ومن المحتمل أن يكون الفلستيون هم الذين أسسوا فوق أنقاض قرية أقدم عهدا يعود تاريخها للعصر الحجري الحديث، كما بنوا مدينة صقلع Ziklog واستوطنوها إضافة إلى استيطانهم خمس مدن كنعانية كانت قائمة آنذاك.

 

وربما كانت تسميتهم لها اللد، أو لود، تخليداً لذكرى أقاربهم الليديين الذين استوطنوا سواحل آسيا الصغرى الايجية. وترد في العهد القديم إشارات إلى أرض الفلسطينيين التي كانت تشمل الساحل الفلسطيني بين يافا ووادي غزة حيث وجد الفلسطينيون بكثافة في خمس مدن كنعانية هي غزة وعسقلان وأشدود وعقرون وجت.

 

وجاء ذكر لود أكثر من مرة في العهد القديم. وقد جرت في منطقتها معارك شديدة بين أهل البلاد من الأيدوميين والفلسطينيين والكنعانيين وبين المحتلين الجدد من العبرانيين، منها الحروب مع آهاز التي كانت الغلبة فيها للأيدوميين والفلسطينيين وتحررت بعدها بيت شمس وتيمنا وكموز، والأخيرة هي قرية جمزو القريبة من اللد.

 

 

3) في العهد الروماني: سميت في العهد الاغريقي ليدا Lydda. وهذه التسمية قريبة جداً من اسم الليديين الإغريق في آسيا الصغرى. وأصبحت ليدا أحد الأقسام العشرة التي خصصت لجمع الضرائب في العهد الروماني زمن أغسطس. وفي هذا العهد تبدل أسمها وأصبحت تعرف بديوسبولس Diopolis. والأرجح أن تغيير الاسم حدث في سنة 202 ق.م.

 

 

زمن الامبراطور سبتيموس سيفيروسSeptimus Severus . وبرزت أهمية ديوسبولس في بداية العهد المسيحي، ويقال ان القديس بطرس زارها مبشراً بالدين الجديد. ويذكر أن القديس جاورجيوس ولد فيها من أب ثري متنفذ كان من كبار رجال الجيش في عهد الامبراطور ديوكلتيان.

 

ولما شب جاورجيوس تنصر واعتنق المسيحية وجاهر بها وبالدفاع عنها فأمر الامبراطور ديوكلتيان بفتله في سنة 303م. ولما اعتنق الامبراطور قسطنطين الكبير (306 -337م) المسيحية بنى على قبر هذا الشهيد كنيسة تخليداً وتذكاراً له. وقد دمرت هذه الكنيسة أكثر من مرة أثناء الحروب الصليبية، وكان يعاد بناؤها أو ترميمها بعد كل تدمير. وكانت الكنيسة المذكورة الوحيدة في اللد قبل احتلال الصهيونيين لها في عام 1948، وهي من أملاك الروم الارثوذكس. وقد شيد على القسم منها في العهود الإسلامية جامع المدينة الحالي.

 

 

شاع احترام القديس جورج لدى المسيحيين والمسلمين الذين يسمونه الخضر. ويحتفل به المسيحيون والمسلمون على السواء في عيد خاص في اليوم السادس عشر من شهر تشرين الثاني من كل عام. وبالإضافة إلى هذه الكنيسة وجد في ديوسبولس مجمع كنسي في القرن الخامس. وكانت ديو سبولس في التقسيمات الإدارية للرزم البيزنطين ضمن فلسطين الأولى التي شملت القدس ونابلس ويافا وغزة وعسقلان وغيرها، ومركزها الرئيس مدينة قيصرية فلسطين.

 

 

4) بعد الفتح الإسلامي: فتح القائد عمرو بن العاص هذه المدينة في خلافة أبي بكر الصديق (رضى) بعد أن تم له فتح غزة ونابلس وقد اتخذت عاصمة لجند فلسطين إلى أن بنيت مدينة الرملة.

 

وفضل العرب ذكرها باسم اللد. وهو الاسم القديم لها. وعندما بنى الأمير سليمان بن عبد الملك مدينة الرملة في عهد أخية الخليفة الوليد بن عبد الملك نقل إليها الكثيرين من سكان مدينة اللد.

 

وبالرغم من أن مدينة اللد ورد ذكرها في الكتب التاريخية والجغرافية العربية القديمة مثل الطبري والمقدسي والحموي وأبي الفداء فإنها لم تكن ذات أهمية بارزة.

 

ولم تسلم من احتلال الصليبيين لها هي والرملة وهم في طريقهم إلى القدس في حزيران سنة 493هـ/1099م. وسميت اللد في عهدهم القديس جورج تيمناً بالقديس جاورجيوس المار ذكره. وعلى أثر معركة حطين وفي سنة 583هـ/1187م عادت إلى أهلها ورأى صلاح الدين الأيوبي بتدمير حصونها حتى لا يستفيد منها الصليبيون بقيادة ريكاردوس قلب الأسد اثر انتصاراتهم في عكا وأرسوف.

 

وذكر أن مفاوضات الصلح بين ريكاردوس ملك الصليبيين والملك العادل نيابة عن أخيه صلاح الدين الأيوبي بدأت في اللد، ولكنها فشلت ولم يصل الطرفين إلى اتفاق وعادت اللد إلى سيطرة الصليبيين الذين احتفظوا بها إلى أن حررها الملك الظاهر بيبرس*. وقل شأن المدينة احتفظوا بها إلى أن حررها الملك الظاهر بيبرس. وقل شأن المدينة بعد الكوارث التي حلت بها أثناء الحروب الصليبية، ثم أصبحت في عهد المماليك* مركزاً من مراكز البريد بين دمشق وغزة.

 

 

5) العهد العثماني: وفي سنة 922هـ/1516م استولى العثمانيون في عهد السلطان سليم الأول على اللد وغيرها من مدن الشام وفلسطين. وقد أهمل شأنها في هذا العهد وتعرضت لمنا تعرضت له يافا والرملة من بؤس وشقاء. وفي القرن الثامن عشر زارها الرحالة الفرنسي فولني وقال عنها.

 

 

“إنها عرفت في قديم الزمان بديوسبولس، وهي اليوم تشبه مكاناً أشعل فيه العدو النار. ومع ذلك تقام فيها سوق يتوافد إليها أهل القرى المجاورة لبيع القطن المغزول”. ويبدو أن اللد انتعشت قليلاً في القرن التاسع عشر. فقد ذكر الرحالة ثومسون الذي زارها أثناء الحكم المصري للبلاد (1831-1840م) أنها قرية مزدهرة تحيط بها سهول خصبة غرست فيها أشجار الزيتون وأشجار أخرى. وأن الأرض الممتدة بينها وبين الرملة مملوءة بأشجار الزيتون. وقدر عدد سكان اللد عام 1912 نحو 7.000 نسمة. وكانت تشغل رقعة صغيرة المساحة تضم مئات المساكن البسيطة.

 

 

6) في عهد الانتداب البريطاني: وفي 15/10/1917 انتهى العهد العثماني بدأ عهد الحكم البريطاني الذي استمر واحد وثلاثين عاماً. وقد أخذت اللد تتوسع في هذه العهد نتيجة مرور خط بسكة حديد القنطرة – حيفا منها منذ عام 1919. ونتيجة إنشاء مطار اللد عام 1936. وما حل عام 1945 حتى أصبحت رقعة المدينة تشغل مساحة 3.855 دونماً.

 

 

بلغ عدد سكان اللد عام 1931، 11.250 نسمة كانوا يسكنون 2.475 بيتا. وفي عام 1946 قدر عدد السكان بنحو 18.250 عربياً. والجدير بالذكر أن مدينة اللد كانت بين سنتي 1936 و1947 خالية من الصهيونيين.

 

 

7) في ظل الاحتلال الإسرائيلي: نتج عن الاحتلال الإسرائيلي لمدينة اللد في 11/7/1948 طرد معظم السكان العرب من مدينتهم وإجبارهم على الرحيل عنها. ولم يبق من السكان العرب الذين بلغ مجموعهم آنذاك نحو 19.000 سوى 1.052 عربياً.

 

وفي نهاية عام 1949 بلغ عدد ساكني اللد 10.450 نسمة منهم 9.400 مهاجر يهودي استوطنوا المدينة. ومنذ ذلك الوقت أخذ عدد سكان اللد يتزايد بفعل تدفق المهاجرين اليهود. ففي عام 1966 بلغ العدد 25.000 نسمة، وزاد في عام 1969 إلى 28.000 نسمة منهم 2.900 عربي. وفي عام 1973 وصل عدد سكان اللد إلى 33.200 نسمة بينهم 3.400 عربي. وبلغ الأجمالي في عام 1983، 40.400 نسمة، ووصل عام 2001 إلى 69.000 نسمة.

 

 

وقد واكب نمو عدد سكان اللد نمو في عمرانها. وكان هذا يتجه في شكل محاور على طول الطرق المتفرعة من المدينة إلى المدن الأخرى. وعلى الرغم من الامتداد العمراني ونشوء ما يسمى بمدينة اللد الجديدة احتفظت اللد القديمة بطابعها الشرقي حتى اليوم. فهي تشتمل على المباني السكنية القديمة المحيطة بمنطقة النواة المركزية التي تضم الأسواق القديمة والمحلات التجارية. وأما اللد الجديدة التي ظهرت إلى الوجود بشكل عملي ملموس منذ بداية الخمسينات بعد تدفق المهاجرين اليهود للإقامة فيها فإنها من المدن العصرية التي تضم المباني السكنية الحديثة إلى جانب المحلات التجارية الكبيرة والمصانع التي أقيمت في المنطقة الصناعية.

 

 

هـ- التركيب الوظيفي للمدينة: تساهم مدينة اللد في ممارسة عدد من الوظائف التي تطورت حسب مراحل تطور المدينة، وهي:

 

 

1) الوظيفة الزراعية: تعد اللد بالدرجة الأولى مدينة زراعية لأنها قامت وسط أراض سهلية خصيبة تتوافر فيها مقومات الزراعة، فالأرض منبسطة تغطيها تربة البحر المتوسط الحمراء التي اختلطت بالتربة الرملية فأصبحت تربة طفلية تصلح الزراعة الحمضيات والزيتون. والمياه متوافرة، سواء مياه الأمطار الشتوية أو مياه الآبار والعيون. والمناخ معتدل والسكان نشيطون، والأسواق متوافرة، وطرق النقل ميسورة تربط بين أماكن الانتاج والتسويق، ولا سيما بين ميناء يافا ومنطقة اللد التي تعد ظهراً زراعياً غنياً له.

 

 

يبلغ مجموع مساحة الأراضي التابعة لمدينة اللد 19.868 دونماً منها 663 للطرق والأودية والخطوط الحديدية. ولا يملك الصهيونيون فيها شيئاً رغم اغتصابهم لها بعد 1948. وقد غرست الحمضيات في 3.217 دونماً موزعة على مجموعة كبيرة من البساتين (البيارات)، ومعتمدة على مياه الآبار الموجودة فيها. وكان يحيط باللد عام 1942 نحو 5.900 دونم مغروسة أشجار زيتون. وكذلك خصصت مساحات من أراضي اللد الزراعية للحبوب والخضر.

 

 

بدأت حكومة الكيان الصهيوني منذ أن احتلت اللد عام 1948 تستغل أراضيها بإقامة المستعمرات عليها وزراعة مختلف أنواع المحاصيل الزراعية فيها، ولا سيما الحمضيات والزيتون. وأهم المستعمرات الصهيونية التي أقيمت في ظاهر اللد مستعمرة “زيتان” في الشمال الغربي، ومستعمرة “ياجل” قرب المطار، ومستعمرة “أحيعزر” بينهما، ومستعمرة “جناتوه” الواقعة شرقي اللد.

 

2) الوظيفة التجارية: أثر الموقع الجغرافي الهام لمدينة اللد في زيادة رواج الحركة التجارية في المدينة. إذ تعج أسواقها يومياً بالحركة والنشاط بالإضافة إلى السوق الذي كان يعقد في منتصف الأسبوع ويجتمع فيه الآلاف من الباعة والمشترين لمختلف أنواع البضائع، ولا سيما المواشي.

 

وساعد على ازدهار التجارة في اللد مركزية موقعها في وسط فلسطين عامة والسهل الساحلي خاصة بالإضافة إلى كون المدينة مركز تجمع لطرق المواصلات من مختلف أنحاء فلسطين، ومراكز عبور التجارة بين الساحل والداخل. ولا غرابة في أن يزاول عدد كبير من سكان اللد حرقة التجارة، وأن يتعاملوا مع كثير من سكان القرى المجاورة ومع بعض التجار الذين يأتون إلى سوق اللد من القرى البعيدة.

 

 

وتعد اللد حالياً مركزاً تسويقياً للمستعمرات الصهيونية المجاورة، فيتم في أسواقها تبادل المنتجات الريفية ومنتجات المدينة، ولا سيما المنتجات الصناعية. وقد ساهم مطار اللد في ترويج الحركة السياحية داخل المدينة وأثر في زيادة عدد الفنادق ووكالات السياحة والسفر والمحلات التجارية وجعل من اللد منفذاً جوياً رئيساً لفلسطين إلى العالم الخارجي، يؤكد ذلك ارتفاع عدد المسافرين المارين بالمطار إلى أكثر من مليون مسافر حالياً.

 

 

3) الوظيفة الصناعية: كانت اللد مركز كثير من الصناعات القائمة على المحاصيل الزراعية التي تنتجها كالحمضيات والزيتون والحبوب ومختلف أنواع الخضر والفواكه. ويشتهر إقليم اللد أيضاً بثروته الحيوانية المتنوعة التي ساهمت في إنشاء الصناعات الغذائية.

 

وقد أقام سكان اللد عدداً من الصناعات التقليدية الخفيفة. وكانت معظم المصانع صغيرة الحجم أقرب إلى “الورش” منها إلى المصانع. وأهم المنتجات الصناعية التقليدية التي كانت سائدة الصناعات الغذائية فطحن الحبوب والحلويات وزيت الزيتون ومنتجات الألبان إلى جانب صناعات أخرى كالصابون والجلود والأخشاب والمنسوجات واللبن ومواد البناء.

 

 

ويعد مطار الد أهم مصدر لتشغيل الأيدي العاملة الصناعية في المدينة لأنه يضم صناعة الطائرات وإصلاحها وصيانتها. وتنشط في اللد الصناعات الغذائية وصناعة الأدوات الكهربائية والسجاير والورق وتكرير النفط.

 

4) الوظيفة الثقافية: كان في اللد في أواخر العهد العثماني أربع مدارس إحداها مدرسة حكومية ابتدائية والأخرى مدارس خاصة بينها واحدة للبنات.

 

وفي أواخر عهد الانتداب البريطاني اشتملت على مدرستين حكوميتين هما مدرسة اللد الثانوية للبنين ومدرسة بنات اللد الابتدائية. وكان مجموع تلاميذ المدرسة الثانوية عام 1948 نحو 1.046 تلميذاً موزعين على 19 صفاً. وقد ألحقت بالمدرسة أرض مساحتها نحو 14 دونماً منها 9 دونمات خصصت للتعليم الزراعي العملي. وأما عدد تلميذات المدرسة الابتدائية فقد بلغ عام 1948 نحو 387 تلميذة.

 

 

وفي اللد مدارس أخرى خاصة منها مدرستان للبنات فيهما 238 تلميذة، وسبع مدارس للبنين تضم 713 تلميذاً. وقد نتج عن انتشار التعليم في اللد ارتفاع مستوى السكان الثقافي.

 

 

نداء الوطن