بلدية غزة

  • بلدية غزة تنفذ 38 مشروعًا تطويريًّا بقيمة 11.5 مليون دولار

     

    تواصل بلدية غزة أعمال تنفيذ 38 مشروعًا تطويريًّا في مجالات البنية التحتية في مختلف مناطق المدينة، كانت قد بدأتها في عام 2021، وتوقفت بعد العدوان الإسرائيلي الأخير في مايو/ أيار الماضي، وعادت البلدية واستأنفت تنفيذها قبل نحو شهر.

    وذكرت البلدية أن القيمة الإجمالية للمشاريع التطويرية بلغت نحو 11.5 مليون دولار بتمويل عبر صندوق تطوير وإقراض الهيئات المحلية ومؤسسات أخرى، وشملت مختلف أحياء ومناطق مدينة غزة.

    وأضافت أن نسبة الإنجاز في بعض المشاريع وصلت إلى نحو (90%)، وتنوعت بين تطوير شوارع وبنية تحتية كاملة، وإنشاء شبكات صرف صحي للمناطق العمرانية الجديدة، وحفر آبار مياه جديدة، وإنشاء حدائق وملاعب، واستبدال وتطوير شبكات المياه بعض المناطق.

    وأوضحت أن المشاريع التطويرية المنفذة جاءت على النحو التالي: تطوير شارع الحرية بنحو 3.3 ملايين دولار ممول عبر البنك الإسلامي للتنمية بجدة، وإنشاء مصب مياه الأمطار في منطقة البلاخية بمعسكر الشاطئ بنحو 60 ألف يورو من مؤسسة Huma Appeal، وانشاء شبكة الصرف الصحي بمحيطة محطة بحي الشيخ عجلين بنحو 252.5 ألف دولار ممولة من الهلال الأحمر القطري، وحفر بئري مياه المنصورة وسوق الحلال في حي الشجاعية بنحو 115.5 ألف دولار من جمعية الرحمة العالمية، وانشاء معرش للبسطات بمحيط عيادة الشيخ رضوان بنحو 7500 دولار من ميزانية البلدية، واصلاح أضرار شبكات الصرف الصحي والمياه في قطاع غزة بنحو 115 ألف دولار من مؤسسة أنيرا.

    كما ومولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المشاريع التالية: تشغيل وصيانة مرافق المياه والصرف الصحي بنحو 342 ألف دولار، وإعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي بمدينة غزة 331 ألف دولار، وإعادة بناء مصب بركة الشيخ رضوان بنحو 93 ألف دولار.

    ومول صندوق تطوير واقراض الهيئات المحلية مجموعة من المشاريع وهي: صيانة طرق بطبقات اسفلتية بنحو 215 ألف يورو، وتطوير شارع غرب الجلاء بنحو 356.5 ألف يورو، وتطوير الشوارع المحيطة بمدارس العودة بنحو 349.5 ألف يورو، وانشاء شارع كردش في حي الشيخ عجلين بنحو 362 ألف يورو، وانشاء شارع أبراج السعادة بنحو 371,5 ألف يورو، وانشاء معرشات في سوق اليرموك بنحو 180,5 ألف يورو، وتطوير شارع نيلسون منديلا بنحو 280 ألف يورو، وتوريد وتركيب نظام اناره لمبنى تكنولوجيا المعلومات في مقر البلدية باستخدام الطاقة الشمسية بنحو 166 ألف يورو.

    كذلك شملت المشاريع انشاء شبكة الصرف الصحي في مناطق متفرقة بنحو 362.6 ألف يورو، وتطوير شوارع في منطقة حي التفاح بنحو 256 ألف يورو وانشاء شارع خالد بن الوليد وشارع بدر وجزء من شارع امين الحسيني بنحو 318 ألف يورو، وتطوير شارع الكلية الجامعية بنحو 119 ألف يورو وتطوير أجزاء من شارع الجزائر خلف الجامعة الإسلامية بنحو 477.5 ألف يورو وصيانة سوق الشيخ رضوان بنحو 130 ألف يورو، وتطوير منطقة سوق اليرموك كمرحلة أولى بنحو 109 آلاف دولار، وانشاء شبكات صرف صحي في حيي الزيتون والتفاح بنحو 101 ألف يورو، وتطوير شوارع في حي الزيتون بنحو 94 ألف يورو، وتأهيل وتعشيب ملعب مركز هولست بنحو 43 ألف يورو وصيانة مركز رشاد الشوا الثقافي بنحو 29 ألف يورو.

    كما شملت المشاريع تطوير شارع كشكو بنحو 109 آلاف يورو، وتطوير جزء من منطقة الخضرية في حي الصبرة بنحو 169 ألف يورو، وتطوير جزء من بيارة الحاج عادل بحي الشجاعية بنحو 186 ألف يورو، وتأهيل شبكة مياه في منطقة أبو إسكندر بنحو 112 ألف يورو، وتطوير شوارع متفرقة في حيي الزيتون والشجاعية بنحو 136.7 ألف يورو، وتطوير الشوارع المتعامدة على شارع البحر بنحو 128.5 ألف يورو، وتطوير الشارع المؤدي لمحطة B7 بحي الزيتون بنحو 229 ألف يورو وانشاء شوارع بحي الدرج بنحو 289 ألف يورو، وانشاء ملعب وحديقة حي الزيتون بنحو 402 ألف يورو، واستئجار آليات ومعدات لزوم مشروع صيانة طرق وأرصفه الطرق في مدينة غزة بنحو 9 آلاف دولار.

     

  • تاريخ البلديات الفلسطينية

     

    د. ناصر الصوير

    باحث وكاتب ومحلل سياسي مقيم في غزة

    شهدت فلسطين خلال القرن التاسع عشر وهو القرن الأخير من عمر الإمبراطورية العثمانية تحولات جذرية، شملت مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فقد بدأت الدولة العثمانية سياسة الإصلاحات في كل الولايات وكان لسياسة التحديث على النمط الأوروبي بالغ الأثر في نمط الإدارة ومؤسسات الحكم القائمة في فلسطين .

    ويعتبر " قانون البلديات" لعام 1877م، الأساس التنظيمي لتركيبة المجالس البلدية والبلديات في العهد العثماني، وقد منح هذا القانون البلديات صلاحيات تنفيذية متعددة الجوانب، وأوكل إليها مهام خدمية واسعة جميعها تصب في مجرى حياة السكان داخل حدود منطقة البلدية؛ ولكنه بالمقابل شدد على وجوب عدم تجاوز مصروفات البلدية الذاتية عُشر وارداتها، مما يؤكد أن السلطة المركزية أرادات ضمان الاكتفاء الذاتي للبلديات، وإغلاق المجال أمام توقع إمدادها بمساعدة مالية .ولقد توالى في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إنشاء البلديات الفلسطينية تباعاً تنفيذاً لسياسة الإصلاح الإداري الذي انتهجته الإمبراطورية العثمانية منذ ذلك الحين.

    نشأة البلديات الفلسطينية

    وتشير الوثائق أن بلدية القدس أنشئت عام 1863م، وقد أنشئت بفرمان خاص(أمر سلطاني صادر عن السلطان العثماني) قبل صدور قانون البلديات العثماني؛ أما بلدية عكا فقد أنشئت عام 1880م، أما بلدية حيفا فقد أنشئت قبل العام 1873م، مع صعوبة تحديد العام الذي أنشئت فيه قبل ذلك، فيما أنشئت بلدية الناصرة عام 1875م، في حين تأسست بلدية نابلس عام 1868م، أما بلدية الخليل فقد تأسست بين عامي 1874 و1882م، مع الإشارة إلى أن الكتاب الصادر عن بلدية الخليل المؤرخ في 5/5/1986م يشير إلى عام 1890م كتاريخ تأسيسها؛ أما بلدية غزة فقد تأسس أول مجلس بلدي في غزة عام 1893م.

    لقد ترك العثمانيون فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى وفيها "21" مجلساً بلدياً هي : (عكا، حيفا، شفا عمرو، صفد، الناصرة، طبريا، بيسان، طولكرم، نابلس، جنين، القدس، رام الله، اللد، الرملة، الخليل، بيت جالا، بيت لحم، بئر السبع، عسقلان، خانيونس، وغزة).

     

    وظائف ومهام البلديات والمجالس البلدية الفلسطينية

    بموجب "قانون البلديات العثماني" يتشكل المجلس البلدي من ستة إلى اثني عشر عضواً تبعاً لحجم المدينة وعدد سكانها على أن يتم انتخابهم بشكل مباشر كل أربعة أعوام ، وفيما عدا تفرغ رئيس البلدية ، فان عمل بقية الأعضاء يكون طوعياً ذا صبغة فخرية، ولعدم الأثقال عليهم يتم استبدال نصف هؤلاء الأعضاء مرة كل عامين

    ضماناً لاستمرارية العمل، ويشترط في العضو أن يكون من ذوي الأملاك، ومن التبعية العثمانية، وخدمة الأعضاء فخرية فلا يتقاضون رواتب، ويعتبر مهندس البلدية وطبيبها أعضاء استشاريين في المجلس البلدي؛ أما رئيس البلدية فيعين تعييناً من قبل الدولة، ويكون موظفاً أي ذا معاش من حاصلات البلدية، وعلى الرغم أن القانون لم ينص على وجوب أن يكون رئيس البلدية من بين الأعضاء المنتخبين، إلا أن رئيس البلدية كان في كثير من الأحيان يعين من بين الأعضاء المنتخبين للمجلس وليس من خارج المجلس، وتضمن قانون البلديات العثماني على شرح مفصل وبيانات وافية لوظائف الإدارة البلدية العمومية جاء في أهم موادها، أنه يترتب لكل مدينة وقصبة والقصبة هي البلدة ، وهي أكبر من القرية وأصغر من المدينة، فقد كان يطلق سبيل المثال على البلدة القديمة في غزة "القصبة" أن يكون لها مجلس بلدي ، وأن المدن الكبرى تنقسم بحسب موقعها واتساعها إلى دوائر بمعرفة مجلس إدارة تلك المدن ، وكل دائرة يبلغ عدد نفوسها أربعين ألف نسمة يترتب لها مجلس بلدي ؛ كما تضمن شرحاً مستفيضاً لوظائف البلدية ، وأهمها: المناظرة على الأبنية والإنشاءات ، وتوسيع وتنظيم الطرق ، وهدم الأبنية الآيلة للسقوط ، وتزيين البلدية وتنويرها ، والقيام بأعمال النظافة ، وتوفير المياه ، وقيد وتحرير النفوس الموجودة مع مواليدها ووفياتها ، والمحافظة على الساحات والجنائن العمومية،وترتيب أماكن البيع والشراء ، وتنظيم وتحديد قيمة النقل داخل حدود البلدية، والنظارة على جميع أماكن تجمع الناس ومحلات النزهة والأسواق العمومية، والفحص على فلائك الميناء ومكانتها، وترتيب عدد ركابها وتحقيق أحوال ملاحيها وفحص المكاييل والمقاييس والأوزان والاعتناء بأن يكون الخبز نظيفاً كامل النضج تام الوزن، وأن لا يكون دقيقه فاسداً ،ونظافة الأفران ودكاكين الطباخين ، ومراقبة بيع اللحوم والتأكد من سلامة الحيوانات قبل ذبحها، والاعتناء بالسلخانات والمعامل القابلة للتعفن ، ومنع بيع المأكولات التي تضر بالصحة ، وإجراء جميع الوسائل لحفظ الصحة العمومية، وترتيب المستشفيات ومآوي للغرباء، ومواضع إصلاح ، وتجهيز التكفين للمتوفين الغرباء ، ومراقبة مواضع الألعاب للتأكد من عدم ظهور حركات مغايرة للآداب العمومية، واستيفاء جميع الواردات وصرفها في الاحتياجات البلدية أو منع أرباب الاحتكار وملاحظة أمور الأصناف، وما شاكل ذلك من الأمور والمواد النافعة؛ كما شمل القانون أيضاً على بيانٍ حول كيفية تشكيل وترتيب المجالس البلدية من حيث عدد الأعضاء، وفترة الولاية المقررة لكل مجلس، والوظائف المعاونة للمجلس، وآليات عمل وشروط انعقاد الجلسات وغير ذلك من التفاصيل المتعلقة بالمجالس البلدية، وبياناً حول كيفية انتخاب أعضاء المجالس سواء من حيث شروط الواجب توافرها في الناخبين أو المرشحين وموعد الانتخاب وآليات الترشيح والانتخاب والاعتراض ومهام لجان الانتخابات، وشرح حول واردات البلدية من الرسوم والضرائب والإيجارات وآليات جمعها وآليات استرداد الديون والخيارات القانونية المتاحة للبلدية لاسترداد ديونها وحقوقها المالية وعمل موازنة توضح الواردات والمصروفات السنوية للبلدية، وبياناً حول وظائف المجالس البلدية ووظائف رؤسائها، ووظائف كاتبي ومهندسي المجالس، ومأموري قلم الأملاك والنفوس في المجالس البلدية، ومأموري القونطراتو وهم مأمورو التعهدات والوثائق وهي مقتبسة من كلمة contract باللغة الانجليزية، وكذلك وظائف أمين الصندوق في المجالس البلدية ، وبياناً حول الجمعية البلدية التي تتألف من مجلس الإدارة المحلي، والمجلس البلدي ، وبيان حول أعمالها ووظائفها؛ وتضمن القانون كذلك بياناً مفصلاً حول جاويشية البلدية، وبياناً لوظائفهم من حيث

     
    شروط تعيينهم والمهام الملقاة على عاتقهم، وصلاحياتهم، وضوابط عملهم؛ أما الفصل الثامن فقد تضمن بياناً مفصلاً حول الأعمال الممنوعة من جهة القيام بها من طرف الأهالي؛ وجاء في الفصل الذي يليه بياناً مفصلاً حول الأحوال اللازم إجراؤها من جهة البلدية؛ أما الفصل العاشر والأخير فقد تضمن بياناً مفصلاً حول المجازاة التي تتخذ بحق المخالفين لأنظمة وقوانين البلدية.

    ولتنظيم عملية جباية الرسوم من قبل البلديات وتحديد قيمتها أصدرت السلطات العثمانية عام 1914م قانوناً خاصاً برسوم البلديات أطلق عليه "قانون رسوم البلديات" تناول تعريف أنواع الرسوم المختلفة المقرر جبايتها من قبل البلديات وتحديد قيمة كل رسم من هذه الرسوم ، تضمن بياناً حول الرسوم المتعلقة بالأموال غير المنقولة والتي تشمل: الرسم المنضم على الويركو، ورسم الأبنية، ورسم الكازينات ومحلات بيع المسكرات، ورسم الألعاب والملاهي، ورسم المظلات والبسطات، رسم التبخير الصحي، وبياناً حول الرسوم المتعلقة بالأموال المنقولة، والتي تشمل الرسم المنضم على ويركو التمتع، ورسم الدلالة، والرسم على المواد المشتعلة ورسم الآلات التجارية، ورسم دلالة الحيوانات، ورسم المراكب التجارية، ورسم الذبيحة، ورسم تبسيط الباعة المتجولين، ورسم دمغة الموازين، ورسم القبان والكيالة، ورسم الكلاب، ورسم اللوحات والآرمات، وبياناً حول الرسوم التي تتعلق بالأشخاص والتي تشمل: رسم بدلات الطرق، حصة البلدية من أرباح الشركات.

     
    إن المتتبع لأنظمة وقوانين البلديات التي عُمل بها في فلسطين في أعقاب انهيار الدولة العثمانية سواء في عهد الانتداب البريطاني أو بعد ذلك يجد أن قانون البلديات العثماني ظل لوقت طويل المرجعية الأساسية لعمل البلديات، وان بدأت تدخل عليه شيئاً فشيئاً تعديلات أو قوانين جديدة لتتلاءم مع طبيعة كل مرحلة ولتتناسب مع مصالح وأهداف الجهة صاحبة السيادة في فلسطين .

    يتضح من استعراض قانون البلديات العثماني كذلك أن المجالس البلدية في فلسطين آنذاك كانت تقوم بوظائف أكبر بكثير مما تقوم به البلديات في العهود التي تلتها، حيث تولت البلديات القيام بأعمال تقوم بها حالياً دوائر الأمن العام ، والأحوال المدنية ، والتربية والتعليم ، والصحة ، والزراعة، والمواصلات ، والتنمية ، والرفاه الاجتماعي، وأن هذا القانون منح البلديات صلاحيات تنفيذية متعددة الجوانب وأوكل إليها مهام خدمية واسعة.

    تاريخ بلدية غزة
    تشير الوثائق الخاصة بإنشاء وتأسيس البلديات في فلسطين أن بلدية القدس أنشئت عام 1863م، وقد أنشئت بفرمان خاص(أمر سلطاني صادر عن السلطان العثماني) قبل صدور قانون البلديات العثماني؛ أما بلدية عكا فقد أنشئت عام 1880م، أما بلدية حيفا فقد أنشئت قبل العام 1873م، مع صعوبة تحديد العام الذي أنشئت فيه قبل ذلك، فيما أنشئت بلدية الناصرة عام 1875م، في حين تأسست بلدية نابلس عام 1868م، أما بلدية الخليل فقد تأسست بين عامي 1874 و1882م، مع الإشارة إلى أن الكتاب الصادر عن بلدية الخليل المؤرخ في 5/5/1986م يشير إلى عام 1890م كتاريخ تأسيسها؛ أما بلدية غزة فقد تأسس أول مجلس بلدي في غزة عام 1893م.

    لقد ترك العثمانيون فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى وفيها "21" مجلساً بلدياً هي : (عكا، حيفا، شفا عمرو، صفد، الناصرة، طبريا، بيسان، طولكرم، نابلس، جنين، القدس، رام الله، اللد، الرملة، الخليل، بيت جالا، بيت لحم، بئر السبع، عسقلان، خانيونس، وغزة).

    وبناء على ما سبق فقد شُكل أول مجلس بلدي في مدينة غزة في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، وتحديداً عام1893م، وترأسه الحاج مصطفى محمد العلمي وهو حفيد وفاء أفندي العلمي نقيب السادة الأشراف في القدس في أوائل القرن التاسع عشر، وتولى أحياناً في الفترة نفسها نظارة أوقاف الحرمين الشريفين (القدسي والخليل).

    توطن مصطفى العلمي في غزة بعد أن أرسله قاضي القدس قاضياً في مدينة غزة 1849م ، وبقى في وظيفته حتى 1864م. ثم تولى رئاسة أول مجلس بلدي لمدينة غزة ، وبقى في منصبه حتى توفى وقد ناهز الثمانين من العمر ودفن بساحة جامع الشيخ علي بن مروان ، وهو الذي أنشأ فرعا عائلة العلمي المنتشرة في مدن فلسطين وسوريا في غزة ، وقد رزق بعدة أولاد تولوا وظائف القضاء والعلم والإدارة أول مجلس بلدي لمدينة غزة منذ تأسيسه وحتى العام 1898، ثم خلفه في رئاسة المجلس عام 1898 ابنه أحمد مصطفى العلمي، ثم تولى علي خليل الشوا الذي كان مديراً لناحية الفالوجة قبل أن يعين رئيساً لبلدية غزة ، وكان يكنى بأبي عمر وهو نجل خليل الشوا أحد كبار ملاك الأراضي في غزة وقطاعها الرئاسة واستمر في منصبه ستة أعوام حتى العام 1906م. ثم خلفه الشيخ عبد الله العلمي هو عبد الله بن محمد بن صلاح العلمي الشافعي وترأس البلدية لسنتين فقط ، وهو عالم أزهري ومفسر وفقيه ومشارك في بعض العلوم الأخرى ، درَّس في جامع غزة الكبير، ترك مهنة التدريس وعمل بالتجارة وتركها راحلاً إلى مصر ثم إلى بيروت حيث عين هناك مدرساً للعلوم الحديثة في مكتب الصنائع، واشتهر فضله هناك، عاد إلى غزة، وعين مأمور إجراء لشهور قليلة، ثم رفع منها وعين مفتشاً على مدارس قرى غزة، ثم أضيفت له وظيفة تحصيل أموال المعارف، وعين قبل ذلك رئيساً لمجلس بلدية غزة بالوكالة لكنه لم يكمل عامه الأول وعزل منها، وفي أيام الحرب العالمية الأولى هاجر من غزة إلى نابلس، ومنها إلى دمشق عام 1918 حيث توطن فيها، وعين واعظاً في الجامع الأموي ومعلماً للبنات، واختير عضواً في المؤتمر السوري الأول، ظل مثابراً رغم مرضه على المطالعة والكتابة والتأليف، توفى يوم الأحد الموافق 26/7/1936م، ، ثم تولاها خليل بسيسو لعام واحد ، وهو ابن الحاج أحمد بسيسو ولد في غزة عام 1860م،اشتغل أولاً في التجارة والزراعة مثل والده ، وتملك أراضٍ واسعة، ثم عين رئيساً لمجلس البلدية مدة عام واحد تقريباً عام 1906م،عمل في فرع "جمعية الاتحاد والترقي" في غزة بعد الانقلاب العثماني وكان أحد قادة هذا الفرع مع أحمد عارف الحسيني والحاج سعيد الشوا والشيخ محي الدين عبد الشافي، وفي عام 1913م ،أختير خليل بسيسو ممثلاً لغزة وبئر السبع في مجلس عموم القدس، وبعد الاحتلال البريطاني عين قاضياً في محكمة البلدية نظراً لمكانته، وبقى أحد أعيان غزة البارزين حتى وفاته عام1939م .


    ثم ترأس البلدية عام 1907 الحاج سعيد الشوا آخر رئيس لبلدية غزة في العهد العثماني وبقى فيها عشر أعوام ، وهو سعيد بن محمد أبو علي بن خليل الشوا، ولد بغزة عام 1868م، أحد أعيان غزة ووجهائها المعدودين، اجتهد في تكوين ثروة خاصة لنفسه، ونجح في ذلك مثل جده "خليل"، عين عام 1904م عضواً في مجلس الإدارة مكان والده، ثم عين رئيساً لمجلس بلدية غزة وبقى فيها حتى احتلال بريطانيا لغزة، كان مقرباً من جمال باشا السفاح خلال الحرب العالمية الأولى، لما أسداه للجيش العثماني من خدمات كثيرة عند تراجع الجيش عن قناة السويس، وبسبب تلك العلاقة نجح في إنقاذ ابنه "رشدي" وقريبه "عاصم بسيسو" من الإعدام في بيروت عام 1915، كما حاز من جمال باشا على نياشين عثمانية تقديراً لمساعدته للجيش العثماني وهو رئيس البلدية، وقبل الحرب العالمية الأولى كان سعيد أفندي عضواً في جمعية الاتحاد والترقي في غزة مع أحمد عارف الحسيني وخليل بسيسو والشيخ محي الدين عبد الشافي وغيرهم، ولما دخل الإنجليز البلد اعتقلوه وسجنوه مدة بسبب علاقاته بالأتراك وخدماته لهم، ولم تطل مدة سجنه، وصدر العفو عنه في تموز عام 1919، فاشترك في الحركة الوطنية، وحضر المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول، ومؤتمرات أخرى تلته، ثم أختير عضواً في اللجنة التحضيرية للبحث في شئون الأوقاف الإسلامية والمحاكم الشرعية عام 1921 ، ولما جرت الانتخابات لاختيار المجلس الإسلامي الأعلى ، أختير عضواً بأغلبية الأصوات مع مفتي القدس ، ومفتي حيفا ، وغيرهما ، وأعيد انتخابه عضواً في المجلس ثانية ، وثالثة وبقى كذلك حتى توفى عام 1930م ، وللحاج سعيد خمسة من الأبناء هم: رشدي وعادل وعز الدين وسعدي ورشاد، وقد اهتم بتعليمهم تعليماً خاصاً ولقد تولى منهم اثنان هما : رشدي ورشاد رئاسة البلدية ، فيما تولى عادل منصب نائب رئيس البلدية . وفي عهده بنى مقراً للبلدية ؛ وتم بناء المدرسة الأميرية " المبنى القديم بمدرسة هاشم بن عبد مناف الحالية ، وتم بناء المستشفى البلدي " مبنى البلدية الحالي، فوق تل السكن .



    مما سبق يلاحظ أن هناك توافق على تاريخ تأسيس بلدية غزة عام 1893م ، وتوافق على الأشخاص الذين تولوا رئاسة البلدية وتسلسل رئاستهم للبلدية ، وهم بالتتابع الحاج مصطفى العلمي ، ثم ابنه أحمد ، ثم علي الشوا، ثم الشيخ عبد الله العلمي ، ثم خليل بسيسو ، وأخيراً الحاج سعيد الشوا ؛ ولكن بعض المؤلفات التي تناولت بلدية غزة في العهد العثماني وقعت في بعض الأخطاء التي لابد من الإشارة إليها ، أولها أن النشرة التي أصدرتها البلدية عام 1981 بعنوان غزة هاشم "بيان موجز لأعمال البلدية" غفلت عن ذكر الرئيسين الأول والثاني للبلدية "مصطفى وأحمد العلمي" ، كما غفلت أيضاً عن ذكر الرئيس الرابع للبلدية الشيخ عبد الله العلمي، والرئيس الخامس للبلدية خليل بسيسو ، واكتفت بذكر علي خليل الشوا كأول رئيس للبلدية وأن سعيد الشوا تلاه في رئاسة البلدية حتى الاحتلال البريطاني لفلسطين أواخر عام 1917م، وفي هذا إغفال واضح لأربعة رؤساء لبلدية غزة ، ولا نستطيع أن نقرر إن كان هذا الإغفال متعمداً أم لا !! مع الإشارة إلى أن رئيس بلدية غزة عام 1981 وقت صدور هذه النشرة هو المرحوم رشاد سعيد الشوا

    ولابد من الإشارة إلى وجود القليل من الوثائق حول هذه الحقبة من تاريخ البلدية التي امتدت من عام 1893 إلى 1917م.

    والمتتبع لتراجم رؤساء بلدية غزة في العهد العثماني يرى أنهم جميعاً من أبناء العائلات المرموقة فلسطينياً وغزياً "العلمي ، الشوا ، بسيسو " وأنهم من أعيان المدينة المرموقين ومن ذوي الأملاك الطائلة فالحاج سعيد الشوا خلف ثروة طائلة من الأراضي في غزة وبئر السبع قدرت بنحو 50 ألف دونم . وهذا أيضاً شأن علي بسيسو ، وخليــل بسيسـو ، ومصطفى العلمي ونجله أحمد فقد كانوا من ذوي الأملاك والثروة .كما خاضت هذه الشخصيات غمار العمل السياسي فخليل بسيسو وسعيد الشوا عملا في فرع " الاتحاد والترقي " في غزة وكانا أحد قادة هذا الفرع مع آخرين .أما مصطفى العلمي فقد كان حفيد نقيب الأشراف في القدس، ومن العلماء والأعيان ورجال القضاء والعلم المعدودين في عصره، وكذلك ابنه أحمد الذي خلفه في رئاسة البلدية،وهو الحال نفسه لعبد الله العلمي الذي كان من العلماء والفقهاء ورجال العلم حيث عين في مناصب تعليمية رفيعة أهمها مفتشاً للمعارف في القدس،كما شارك في الحلبة السياسية باختياره عضواً في المؤتمر السوري الأول. لقد كان هناك تنافس محموم بين الوجهاء على رئاسة البلدية وعضويتها لأنها تضمن الوجاهة والمنافع المتنوعة ؛ كما كان هناك تنافس مصلحي بين العائلات المتنفذة ولذلك أصبحت البلديات أداة مصلحة في يد العائلة أو تحالف العائلات التي تسيطر عليها ، فكانت تستغلها مركزاً لتأمين تغلغل نفوذها وضمان مصالحها



    ومن ذلك يمكن أن نستنتج أن البلدية كانت قبلة لعلماء وأعيان ووجهاء وإقطاعي غزة لإكمال منظومة نفوذهم وسطوتهم وليس غريباً أن تنهمك عائلات غزة المرموقة لعقود طويلة في تنافس محموم وصراعات خفية أحياناً وعلنية أحياناً أخرى للسيطرة على البلدية لأنها تعنى السيطرة الفعلية على زعامة المدينة.

    تحدثنا عن نشأة بلدية غزة في سنة 1893م أي قبل 123سنة كاملة ، وأشرنا إلى رؤساء وأعضاء المجالس البلدية التي قادت وأدارت البلدية خلال العهد العثماني الذي انتهى في فلسطين بعد هزيمة الأتراك على يد الحلفاء سنة 1918م، ليحل الاحتلال ثم الانتداب البريطاني على فلسطين من 1918- 1948م أي ثلاثين سنة كاملة... وفي هذه الحلقة سنتناول جانب من تاريخ البلدية خلال الانتداب البريطاني.

    حُكمت فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مباشرةً من قِبل إدارة عسكرية بريطانية عرفت باسم "الإدارة الجنوبية لبلاد العدو" ثم استبدلت بعد إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين سنة1922 بحكومة الانتداب التي اتخذت من مؤسسات الحكم المحلي وسيلة لتنفيذ سياستها العامة، وقد أولى الانتداب البريطاني اهتماماً كبيراً في تطوير قطاع الحكم المحلي في فلسطين ، في محاولة منه لصبغ النظام الإداري بالصبغة البريطانية،



    وبالنسبة لما تمخضت عنه الحرب العالمية ونتائجها على غزة فقد كانت المدينة في الفترة الواقعة بين عامي 1916-1917م مسرحاً لثلاث معارك ضارية بين جنود الحلفاء بقيادة البريطانيين وبين الأتراك دمر أسطول الحلفاء على إثرها معظم مدينة غزة بأسلوب بربري ولم ينج منها جامع أو سوق، وكادت الحرب الكبرى أن تقضي على المدينة قضاءً مبرماً، وأدى إكراه الأهالي على الهجرة والأهوال التي واجهتهم، وإطلاق المدافع لنيرانها على المدينة براً وبحراً إلى الهبوط بها من الأوج إلى الحضيض، وقد هبط عدد سكانها خلال الحرب هبوطاً حاداً حتى وصل إلى 4 آلاف نسمة فقط.

    استولى البريطانيون على غزة في اليوم 7/11/1917م (بعد خمسة أيام من وعد بلفور) وأسفرت هذه المعارك الضارية عن تدمير أكثر من ثلث مباني المدينة الأثرية الهامة. وباحتلال غزة بدأ فصل جديد وعهد جديد من تاريخ هذه المدينة التي كانت عاصمة للواء غزة أحد الألوية التي تشكلت منها فلسطين إدارياً .

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها وحسم الأمر عسكرياً لبريطانيا ، بدأ سكان المدينة بالعودة إليها وإعادة تعميرها ، ورغم أن عدد الذين رحلوا عنها بلغ 28 ألفاً ، عاد إلى غزة نحو 18 ألفاً فقط ، وبقى الآخرون في يافا وحيفا حيث شكلوا جاليات صغيرة ، كما بقيت أعداد ضئيلة منهم في مدن وقرى أخرى من فلسطين وسوريا .

    وفي منتصف العام 1920م ، وبعد استتباب الأمور لبريطانيا نهائياً واستيلائها على فلسطين كاملة ، بدأت تعمل على تفعيل مؤسسات المجتمع المحلي وفي مقدمتها البلديات ، فقامت بتفعيل البلديات الفلسطينية الاثنتان والعشرون التي كانت موجودة منذ العهد العثماني من خلال تشكيل مجالس لهذه البلديات، كان من ضمنها بلدية غزة ، كما بدأت بإنشاء مجالس بلدية وسلطات محلية عربية ويهودية جديدة ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر أصدر



    المندوب السامي هربرت صموئيل خلال شهر آذار/مارس 1922م قراراً بتأسيس مجلس محلي قرية "اشدود" وهو مجلس محلي يهودي ، وقرار أخر بتأسيس مجلس محلي قرية الفالوجة .

     

    المجلس الأول لبلدية غزة ( 1918 – 1924م )

    من المرجح أن أول مجلس بلدي لمدينة غزة في ظل الاحتلال البريطاني ضم رئيساً وخمسة أعضاء وامتد عمله من 14/7/1918م والى 31/5/1924م، وضم كل من : محمود إبراهيم أبو خضرا رئيس البلدية، إبراهيم عبد الرحمن البربري عضو مجلس بلدي، محمد علي سعد الجرجاوي عضو ، إبراهيم داود ظريفة عضو، عمر أحمد الصوراني عضو، رشيد عبد الله خوري عضو.

    أما محمود أبو خضرا فقد ولد في مدينة يافا عام 1888م، من عائلة معروفة كان أبوه تاجراً، ورث عنه الكثير من الأملاك والثروة، أما والدته فهي مريم أبو عيد من مدينة الرملة، توفيت ووالده في غزة بعد النكبة، تلقى محمود أبو خضرا علومه في فلسطين ودمشق واسطنبول وباريس، كان يتقن التركية، والفرنسية، وبدرجة أقل الإنجليزية. عين رئيساً لبلدية غزة عام 1918م، وتركها في31/5/1924م بعد تعيينه قائممقام لمدينة غزة، نقل للعمل في مدينة يافا عاصمة لواء اللد عام 1928م، واستقال من الوظيفة العمومية عام 1936م. تم تعيينه من قبل سلطة الاحتلال البريطاني عام 1918م ليكون أول رئيس لبلدية غزة بعد الاحتلال البريطاني على فلسطين تزوج من ابنة عمه أسماء إسماعيل أبو خضرا، رُزق منها أربعة من الذكور: عدنان ، وسامي الذي توفى وعمره سبع سنوات ، والدكتور عمر الذي توفى في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1982م ، والدكتور رجائي الذي توفى في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1988م.



    أما إبراهيم عبد الرحمن البربري فقد ولد في مدينة غزة عام 1856م، من عائلة تنسب إلى البربر، كان والده من كبار التجار و ذوي الأملاك، ورث عنه ابنه إبراهيم تركة طائلة، وعمل في التجارة والصناعة؛ أما والدته فهي فاطمة صوان توفيت في ثلاثينيات القرن العشرين، درس في الكتاتيب التي كانت المصدر الأساسي للتعليم في ذلك الوقت وكان يجيد القراءة والكتابة والحساب، كان من الشخصيات البارزة في اللواء الجنوبي، احترف مهنة العلاج بالطب البديل "العلاج بالأعشاب" والحجامة، ومعالجة أورام الخد معتمداً على كتاب تذكرة داود، انضم إلى المجلس البلدي الأول وتولى رئاسته بالإنابة خلال تغيب رئيس البلدية محمود أبو خضرا، تزوج مرتين؛ الزوجة الأولى "تركية الزبدة"، أما زوجته الثانية فهي " لبيبة محمود عبد الغني حلاوة"، رُزق منها ثلاثة ذكور هم : المحامي كمال وهو من أكبر محاميي فلسطين كان يجيد اللغة الإنجليزية وتولى الدفاع عن رجال المقاومة أمام المحاكم العسكرية الإنجليزية باللغة الإنجليزية ، كان ناشطاً وطنياً وسياسياً بارزاً، قيل أنه استشهد عقب احتلال إسرائيل لقطاع غزة عام1967م ولم يعثر على جثمانه أبداً؛ والمهندس الزراعي مصطفى، والمهندس عصام . وثلاث إناث هن : ميسر عملت في مجال التعليم في مدارس البنات بغزة والكويت فترة طويلة ، ويسرى الناشطة النسائية المعروفة ورئيسة الاتحاد النسائي الفلسطيني بقطاع غزة منذ عام 1964م وحتى وفاتها ، وفاطمة عملت في مجال التعليم بمدارس غزة . اهتم إبراهيم البربري بتعليم أبنائه ، وكان من أشد المتحمسين لتعليم البنات ،

    والدليل على ذلك قيامه بتعليم جميع بناته وإشراكهن في الحياة العامة كمربيات ، ومعلمات ، وناشطات في مختلف المجالات السياسية والنسائية ، توفى في 15/5/1948م.

    أما العضو محمد علي سعد الجرجاوي فقد ولد في حي الدرج بمدينة غزة عام 1862م؛ من عائلة تنسب لقرية جرجا من صعيد مصر، حفظ القرآن الكريم في كتاتيب المدينة، وأجاد القراءة والكتابة على الرغم من عدم التحاقه بالمدارس، نشأ في أسرة ميسورة الحال، وكان من ذوي الأملاك والأراضي ومن الشخصيات البارزة في الإصلاح والقضاء بين الناس والإصلاح، وعين مختاراً لمحلة الدرج، وكان ذا هيبة ومكانة عالية عند الناس، واستمر في المجلس البلدي الأول والثاني والثالث، ولم يخرج من المجلس إلا بعد اعتلال صحته، تزوج الجرجاوي ثلاث مرات؛ زوجته الأولى "الحاجة أم مصباح" رُزق منها "مصباح" الذي توفى وهو طفل صغير، أما زوجته الثانية فهي "بديعة عثمان الشوا" رُزق منها "ديب" و"حسام" و"نور الهدى" الذين توفوا في صغرهم، ثم تزوج الثالثة وهي "نبوية عبد الله الجرجاوي" رُزق منها : "ربيع" و"حمدان" و"فوزية" و"مريم" و"خيرية" ، توفى " ربيع" في ريعان شبابه وهو ابن 25 عام ، فلم يتبقى له من الذكور غير "حمدان" ، توفى عام 1937م عن عمر يناهز 75 عاماً.

    أما عضو المجلس إبراهيم داود ظريفة فقد ولد في مدينة غزة في مطلع ستينيات القرن التاسع عشر ؛ ينتمي لعائلة من عائلات غزة المسيحية ظهر منها: تجار ووجهاء توظفوا بدوائر الحكومة، كان يقرأ ويكتب ولديه إطلاع كبير وكان من الأعيان وكبار التجار و ذوي الأملاك وكان من أبرز وجوه الطائفة المسيحية في غزة في عصره ، ومختاراً للطائفة ، ومن وكلاء الكنيسة وكان يسكن في منطقة رأس الطالع بحي الزيتون ، تزوج من صديقة نقولا شحيبر رُزق منها : خليل "الذي تسلم منصب مختار الطائفة بعد وفاة والده" وجليل ونعيم وكمال وجوليا ونجلاء وجورجينا " توفوا جميعهم" .. توفى عام 1945م.

    أما العضو عمر أحمد الصوراني فقد ولد في مدينة غزة عام 1885م ؛ من عائلة بارزة في غزة، كان والده أحمد محمد الصوراني من الشخصيات الوطنية المعروفة، درس في بيروت واسطنبول، عمل على إدارة أملاك والده ، وعمل عمر في التجارة مع شقيقه موسى، وتولى منصب نائب رئيس البلدية بعد أن عين محمود أبو خضرة قائممقام للواء غزة وبقى في منصبه حتى عام 1928م . تزوج من ابنة عمه زليخة محمد الصوراني رُزق منها من الذكور: جمال وهو من الشخصيات الوطنية والسياسية المرموقة ظل عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لعدة مرات ، ورئيساً للاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين منذ عام 1970م ، وعيسى الذي عمل قاضياً لمدة ثلاثين عاماً وتقاعد عام 1986م ، وأحمد ، وإحسان ، الأول والثاني لا زالا على قيد الحياة ، فيما توفى أحمد وهو طفل صغير ، أما إحسان فقد لقيّ حتفه عام 1925م عندما انفجر فيه مدفع رمضان وهو ابن 12 عاماً ، كما رُزق منها أميرة وشهيمة ، وكان يكنى بأبي إحسان، توفي عام 1928م .

    أما عضو المجلس رشيد عبد الله خوري فهو سوري الجنسية ، ولد في ثمانينات القرن التاسع عشر في مدينة حمص السورية ، لذلك أطلق عليه لقب "الحمصي" قدم إلى غزة مع عمه "مينا خوري"، استقر رشيد في غزة وعمره 13 عاماً، وكان يسكن في شارع فهمي بك ، عمل في التجارة ، وكان من أرباب الثروة ، كان من الوجوه

    المجتمعية البارزة، تزوج من سروى صباغ من سوريا رُزق منها ولداً واحداً هو "عبد الله" وهو متوفي؛ وست بنات هن: أميرة ، وحسيبة ، وايفون ، وإلين ، وحكمت ، ونعيمة .، توفى عام 1956م... يتبع

    أخيراً تجدر الإشارة إلى أن عدد سكان غزة بلغ في تلك الآونة 18 ألف نسمة فقط..

    تحدثنا عن أول مجلس بلدي في عهد الانتداب أدار شئون بلدية غزة (1918-1924) برئاسة محمود أبو خضرا، وعضوية كل من: إبراهيم البربري، محمد علي سعد الجرجاوي، إبراهيم داود ظريفة، عمر أحمد الصوراني، رشيد عبد الله خوري.... وفي هذه الحلقة نتناول المجلس البلدي الثاني في عهد الانتداب الذي تولى مهمة إدارة البلدية(1924-1928م) :

    بعد تعيين رئيس البلدية محمود أبو خضرا قائمقام لمدينة غزة في 31/5/1924م، تم تعيين عضو المجلس البلدي عمر الصوراني وكيلاً لرئاسة البلدية اعتباراً من 3/6/1924م، واستمر المجلس البلدي بوكيل رئاسة البلدية عمر الصوراني، وبأربعة أعضاء هم: إبراهيم البربري ومحمد علي الجرجاوي وإبراهيم ظريفة ورشيد خوري ؛ أي أن المجلس الأول بقي على حاله باستثناء خروج رئيسه محمود أبو خضرا ، وتعيين العضو عمر الصوراني وكيلاً جديداً للمجلس البلدي؛ ولم يصدر خلال هذه الفترة الانتقالية أية قرارات بخصوص بلدية غزة أو مجلسها باستثناء الأمر الصادر عن حكومة الانتداب والذي ينص على تعيين عمر الصوراني رئيساً لمحكمة بلدية غزة خلفاً لمحمود أبو خضرا وإلغاء ما يتعارض مع تنفيذ هذا الأمر؛ واستمر الحال على ما هو عليه عاماً كاملاً وثلاثة شهور تقريباً وتحديداً حتى 1/9/1925، حيث أصدر نائب حاكم المقاطعة الجنوبية ، بواسطة قائمقام غزة أمراً جاء فيه ما يلي: " أنه قرر بعد النظر في الأصوات التي جمعت في الاجتماع الممثل لأعيان غزة المنعقد في شهر حزيران/يونيو 1925م ، وموافقة فخامة القائم بإدارة حكومة فلسطين أن أبقيكم (عمر الصوراني) في وظيفتكم الحالية كنائب رئيس بلدية غزة ، وسيبقى الحاج محمد علي الجرجاوي ، وإبراهيم ظريفة عضوين في المجلس البلدي ، وقد عينت الحاج راغب أبو شعبان ، ويوسف العلمي وحافظ ترزي ، والدكتور توفيق حتحت،أعضاء جدد في المجلس ليسدوا المراكز الخالية ".



    وبذلك تشكل المجلس البلدي الجديد من : عمر الصوراني نائب لرئيس البلدية، وعضوية كل من : الحاج محمد علي الجرجاوي وإبراهيم ظريفة والحاج راغب أبو شعبان ويوسف العلمي وحافظ ترزي والدكتور توفيق حتحت.

    وفيما يلي سنستعرض السيرة الذاتية للأعضاء الجدد مع التنويه أنه تم التعريف بالأعضاء القدامى في الحلقة الثانية .

    ** عضو المجلس البلدي/ راغب مصطفى أبو شعبان: هو راغب مصطفى شعبان أبو شعبان، ولد في مدينة غزة 1880م ، من عائلة معروفة . اشتهرت عائلة بكنية مؤسسها أبو شعبان، وصارت لقباً لعائلته بغزة ، ولقد جاء جد هذه العائلة من مصر في أوائل القرن الثالث عشر إلى مدينة غزة واستقر فيها، ومنهم رجال بارزون في الفقه والتجارة والإدارة ، يعتبر راغب أبو شعبان من رجال الإصلاح المعدودين في قضاء غزة ، وله مواقف

    وطنية جادة وكان من كبار أصحاب الأملاك وأرباب الثروة في غزة وقضائها، كان لا يجيد القراءة والكتابة ، ولكنه تمتع بذكاء كبير، تزوج من ابنة عمه ورد يوسف أبو شعبان ، تزوج من ابنة عمه ورد يوسف أبو شعبان رُزق منها عشر أبناء ، ستة ذكور ، وأربع إناث هم : عايدي واسحق وبهجت وجمال ومحمد وأنور ولميحة وأنعام ومنور وعين الحياة ، توفى راغب أبو شعبان 1956م.



    ** عضو المجلس البلدي / الدكتور محمد توفيق- يوسف حتحت: يعتبر الدكتور حتحت من أوائل الأطباء الذين عملوا في مهنة الطب في فلسطين، وأول غزي الأصل يعمل كطبيب في غزة ، ولد عام 1299هـ/1887م، من عائلة قديمة بغزة عريقة في الثروة والتجارة ، والده يوسف حتحت كان تاجراً من أغنياء غزة ؛ كان يمتلك مصنعاً للغزل والنسيج بمحلة الشجاعية مسقط رأس العائلة ؛ وورث عن والده الكثير من الأموال، والأراضي، والعقارات، وعمل في مجال التجارة ، وحقق نجاحات تجارية أسهمت في تحوله إلى واحد من أغنياء غزة ، وتركزت أملاكه في منطقة النقب خصوصاً في بئر السبع وكان يمتلك آلاف الدونمات .

    أتم تعليمه الأساسي في الكتاتيب الابتدائية، والتحق بالمدرسة العلمية بالجامع الكبير بغزة، وفي أواخر1316هـ، سافر إلى بيروت، وأتم الدراسة في المكتب السلطاني، ثم دخل مكتب الحقوق، وسافر للأستانة لإكمال تحصيله فيها بمكتب الحقوق، لكنه التحق بالكلية الطبية وحاز على الشهادة العالية في الطب عام1329هـ، وتلقى التمرين والتطبيق الطبي العملي بالمستشفيات التركية الكبيرة، ثم شارك مع الجيش التركي وكان ينتقل معه لمعالجة المرضي والجرحى، انتقل للعمل بمكة المكرمة طبيباً خاصاً لشريف مكة الحسين بن علي وكان له مكانة عظيمة عنده ، تزوج وهو في مكة من توحيدة حسام الدين ورزق منها ثلاث بنات هن : كائنات ، وآسيا ، وكاميران ، وولد واحد وهو "حيدر" ، وبعد وفاته اقترنت زوجته بأخيه ، وقد توفيت السيدة توحيدة عام 1972م، استقال من الخدمة في البلاد الحجازية وعاد لغزة عام 1338هـ/1919م، وصدقّ على شهادته من حكومة الانتداب البريطاني وعاد لمزاولة مهنة الطب، وأخلص في علاج وتطبيب أهالي غزة ومحيطها، واهتم على وجه خاص بعلاج الفقراء والمعوزين مجاناً دون مقابل، فأطلق عليه واشتهر بلقب (طبيب الفقراء) ، تم تعيينه قاضياً فخرياً في محكمة بلدية غزة في12/8/1924م، وهي عضوية لا ينالها إلا أكابر القوم وعليتهم. ثم عين في 3/9/1925عضواً في المجلس البلدي فكان من أبرز الأعضاء وامتدت عضويته حتى منتصف 1928م، قدم خلالها أداءً متميزاً وساهم في تنمية وتطوير المدينة والبلدية ومساعدة أبناء المدينة لأقصى درجة ممكنة، توفي الدكتور حتحت في 28 من شهر رمضان عام1352هـ ، الموافق14/1/1934م، فعمّ برحيله الحزن أرجاء المدينة ، وشارك جميع الأهالي على اختلاف طبقاتهم وأجناسهم في تشيعه في جنازة مهيبة تقدمها عموم الأطباء والعلماء والمحامين والموظفين ورؤساء المحاكم، وقد قام كبار المشايخ والشخصيات بتأبينه في الجامع الكبير وعند قبره.



    ** عضو المجلس البلدي / حافظ داود ترزي: ولد في مدينة غزة عام 1887م ، من عائلة مسيحية، أنهى تعليمه الأساسي فقط ، ولكنه امتلك رصيداً كبيراً من المعلومات والخبرة ، كان من وكلاء كنيسة الروم الأرثوذكس العربية بغزة ، وتمتع بعلاقات اجتماعية قوية، شارك في الحياة السياسية من خلال انضمامه للجمعية الإسلامية

    المسيحية ، كان من ذوي الأملاك ، تزوج من فوميا عيسى فرح ورُزق منها : صليبا ، وفؤاد ووليم وإميل وجميل وقمر وفلات وكلير، توفى عام 1972 عن 85 عاما.ً

    ** عضو المجلس البلدي/ يوسف محمد العلمي: هو يوسف محمد نور الدين العلمي(علمي مصر وليس علمي القدس) من أعلام غزة ومن خيرة أبنائها، ولد في مدينة غزة عام 1895م، درس في كلية الضباط في الأستانة، وكان من رفاقه في الكلية الحاج أمين الحسيني ، ولما انتهت الحرب العالمية الأولى ذهب إلى بيروت ودرس في كلية دار المعلمين، كان يتحدث اللغة التركية بطلاقة ، لكنه لم يمارس التعليم، عمل في التجارة ، فأصبح من كبار التجار في فلسطين، عمل في المجال السياسي ، فكان من الوجوه السياسية في غزة لسنوات طويلة ، وكان له مواقف سياسية ووطنية واضحة ومعروفة. ، وكان من عيون رجالات غزة خلقاً ومروءة ، ووطنية هادئة ، متزن وحكيم، إذا عددت من فلسطين عشرين رجلاً تجعلهم طرازاً نقياً واحداً ، كان العلمي من هؤلاء العشرين، قتل ظلماً بواحاً وهو في الطريق من بيته إلى المسجد للصلاة على يد قاتل مأجور، في وقت اغتالت فيه الحوادث العمياء عام 1938م، كثيراً من الناس الفضلاء في كل أنحاء فلسطين، ويوسف العلمي هو أهم رجل طالته يد فوضى الاغتيال في تلك الفترة في فلسطين قاطبة، وقد نشرت جريدة الدفاع التي كانت تصدر من يافا وأسسها إبراهيم الشنطي في 2/4/1934م، خبراً في عددها الصادر بتاريخ 17/5/1939م، حول مقتل يوسف العلمي عددّت فيه مناقب الفقيد فوصفته "بأنه واحداً من أعيان غزة ، ورجالها الأفذاذ والمخلصين، وان الفاجعة بفقده عظيمة، والنكبة جسيمة لا تعوض، لأنه كان وطنياً مخلصاً ووجيهاً محبوباً لنصر الحركة الوطنية بفلسطين منذ فجرها، وقد بذل وأصيب وتشرد في سبيل الله مرارا " ، ووصف شاهد عيان كيفية استشهاد العلمي، فقال: " خرج المرحوم من منزله في الساعة السادسة من صباح 15 ابريل قاصداً محله التجاري ، فإذا بمجرم يطلق عليه الرصاص من الخلف فأصيب برصاصتين فصرخ المرحوم "لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون ، أشهد آلا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ثم فارق الحياة "، كما نشرت جريدة الشورى التي كانت تصدر في القاهرة ويترأس تحريرها محمد علي الطاهر في عددها الصادر في 26/4/1949، نعياً مطولاً عقب مقتل العلمي وصفت فيه خبر مقتل العلمي "بالنبأ المحزن والمروع الصادع ، كان له أشد الوقع في النفوس ، وقد هز القلوب هزاً ، ومزق الأفئدة وترك في كل نفس لوعة وحسرة " واصفةً العلمي بالرجل الوطني الكبير وأنه عين من أعيان غزة"، مشيرة إلى قيام عدد كبير من رجالات مصر بإرسال برقيات عاجلة يعزون فلسطين على فقده .



    وما أن انتشر الخبر حتى هرع المواطنون وكبار الموظفين في غزة واللواء الجنوبي إلى بيت القتيل معزين أهله بهذا المصاب ، وقد حزنت غزة لمقتله وأصيب الجميع بالحزن والذهول ونعاه المؤذنون على المآذن ، وشيعت جنازته باحتفال كبير من الجامع العمري حتى مقره الأخير ، وخرجت المدينة عن أخرها في تشييع جنازته ، وقد أغلقت المدينة حداداً ، وكان يتقدم الجنازة كبار الشخصيات والوجهاء والعلماء والموظفون والمواطنون ووفوداً من سائر البلاد الفلسطينية ، وقد أبّنه على القبر رشدي بك الشوا ، رئيس بلدية غزة ، وعاصم بسيسو ، ورشيد الشريف، والحاج شفيق نجم ، وقد أجمع أبناء غزة وفلسطين بأنه أغتيل حسداً لأنه كان ناجحاً في عمله وتجارته وعلاقاته الاجتماعية ، كان المرحوم يوسف العلمي من أعلام غزة ، كان تاجراً كبيراً يستورد البضائع من مختلف البلدان، وكان محسناً من الدرجة الأولى ، أسس مع شريك له شركة "شريف وعلمي" التجارية الشهيرة ، كان

    صديقاً حميماً للحاج سعيد الشوا ولأبنائه، دشن في منتصف العقد الثالث من القرن المنصرم ، بيتاً كبيراً في حي الدرج قبالة مسجد السيد هاشم وهو ما يعرف بالبندر، كان محط الأنظار والإعجاب، وكان أكبر بيت مبني في مساحته وتصميمه في غزة في ذلك الوقت(تبرع به أبناء المرحوم لمؤسسة فلسطين المستقبل، وتحول حالياً إلى مركز طبي خاص لمعالجة وتأهيل مرضى الشلل الدماغي)، تزوج من زكية عبد الرحمن شعث عام 1922م، وترك خلفه ستة من الأبناء هم : سامي وعدنان وسفيان وبشير وسميح وزهير، حصلوا جميعاً على أعلى الدرجات العلمية والأكاديمية ، وتبوءوا مناصب رفيعة ؛ فقد عمل سامي مديراً عاماً للبنك العربي في بيروت، وعمل عدنان مديراً عاماً لفرع البنك في جدة بالمملكة العربية السعودية، أما سفيان وبشير فيعتبران من أشهر الأطباء، فالأول عمل رئيساً لأطباء مستشفى الجزيرة العام الكبير في أبو ظبي وعددهم 150 طبيب ، كما أنه أصغر طبيب في تاريخ فلسطين إذ نال بكالوريوس الطب والجراحة من كلية طب القصر العيني العريقة في مصر وعمره 22 عام وشهران فقط وكان عمره عند اغتيال والده بضعة أشهر، أما بشير فقد كان من أشهر أطباء مدينة الحسين الطبية بالمملكة الأردنية الهاشمية ، وعمل محاضراً بكلية الطب في الجامعة الأردنية ، أما سميح فقد حصل على أعلى درجة علمية في مجال التحاليل الطبية ، وله انجازات وأبحاث عديدة جعلته في مقدمة المتخصصين في هذا المجال، أما الدكتور زهير العلمي فهو اقتصادي بارع شريك رئيسي في شركة "خطيب وعلمي" التي تنفذ أعمالها في العديد من أقطار العالم وتعتبر من شركات المقاولات العربية العريقة الناجحة ، تخليداً لذكرى والدهم وتجسيدا لحبهم لمسقط رأسه ورأسهم قام أبناء يوسف العلمي ببناء المدارس في أنحاء متفرقة من المدينة على نفقتهم ، كما قاموا ببناء المساجد وترميم عدة مساجد أخرى وفي مقدمتها مسجد السيد هاشم بتكلفة ملايين الدولارات، وقاموا أيضا ببناء أقسام كاملة في المستشفيات منها مستشفى الحروق بمستشفى الشفاء وغيره ، كما قاموا بمنح منزلهم المقابل لمسجد السيد هاشم والمعروف بالبندر والذي تبلغ قيمته ملايين الدولارات ليكون مشقاً لمرضى الشلل الدماغي، ساهموا بإنشاء ودعم العشرات من المؤسسات والجمعيات العامة وتنفيذ عشرات المشاريع التي تخدم المجتمع الفلسطيني في غزة، لم يتوانوا عن تقديم يد العون والمساعدة في أي عمل إنساني يخفف من معاناة الناس.



    *** أما وكيل المجلس نائب رئيس المجلس عمر الصوراني والعضوان إبراهيم ظريفة ومحمد علي الجرجاوي فقد سبق الإشارة إليهما في الحلقة الثانية من هذه السلسة.

    وقبل أن نطوي صفحة المجلس البلدي الثاني في عهد الانتداب البريطاني علينا أن نستدرك بغض الملاحظات من أهمها أن المجلس البلدي الثاني استمر في عمله حتى إجراء انتخابات البلدية في مارس 1928م والتي تمخضت عن تولي أول مجلس بلدي منتخب لمدينة غزة منذ تأسيس البلدية وتعيين فهمي الحسيني الذي كان على رأس قائمة الفائزين في هذه الانتخابات رئيساً لمجلس بلدية غزة في 5/5/ 1928م، وأن سلطات الانتداب لم تعين عمر الصوراني رسمياً رئيساً للبلدية منذ انتقال محمود أبو خضرا من عمله رئيساً للبلدية للعمل كقائمقام غزة ، واكتفت السلطات بتعيينه نائباً لرئيس البلدية ، وليس هناك سبب واضح لذلك .

    وبنظرة على تشكيلة المجلس البلدي الثاني نلاحظ أن ستة منهم من المسلمين واثنين من المسيحيين، ووجود اثنان من المسيحيين في المجلس البلدي يعتبر نسبة عالية إذا ما قورنت بعدد السكان، وهذا يدل على نفوذ قوي

    اقتصادي على الأخص لأبناء الديانة المسيحية رغم قلتهم في غزة فكما كان حضورهم قوي في المجلس الأول ، كان حضورهم أيضاً قوياً في المجلس الثاني، كما أن الأعضاء الأربعة الجدد هم أيضاً من ذوي الأملاك والثروة ومعظمهم كان يعمل بالتجارة باستثناء الدكتور محمد توفيق حتحت الذي كان طبيباً .

    وبقى أن نذكر أنه وتمهيداً لإجراء الانتخابات وتنظيم فلسطين إدارياً أصدر المندوب السامي اللورد بلومر في 22 يونيو 1927م منشوراً يقضي بتقسيم فلسطين إلى لواءين ومقاطعة... اللواء الشمالي ويشتمل على أقضية: حيفا وعكا والناصرة وطبريا وصفد ونابلس وجنين وطولكرم وبيسان، ويكون مركز اللواء حيفا؛ واللواء الجنوبي ويشتمل على أقضية: يافا والرملة وغزة والجليل وبئر السبع، ويكون مركز اللواء يافا ؛ ومقاطعة القدس وتشتمل على أقضية القدس ورام الله وبيت لحم وأريحا ومركزها القدس....

    أجريت أول انتخابات لبلدية غزة في عهد الانتداب البريطاني في اليومين: الثامن والتاسع من شهر إبريل 1927مـ، وأعلنت نتيجتها في الجريدة الرسمية بفوز كل من: إبراهيم العلمي وعمر الصوراني وجميل الشوا وشاهين الغلاييني وسعيد الطباع ومحمد بسيسو ويوسف العلمي وفهمي الحسيني وإبراهيم ظريفة، وأعلنت النتيجة في جريدة حكومة فلسطين الرسمية الصادر بتاريخ 23/5/1927؛ ولكن نتيجة هذه الانتخابات ألغيت بتاريخ 19/9/1927مـ، بموجب الأمر الصادر عن المندوب السامي والذي جاء فيه نصًا: "... حيث إن انتخابات مجلس بلدية غزة التي جرت بموجب الأمر الصادر المعلن عنها في الجريدة الرسمية قد ألغيت بمقتضى قرار المحكمة، فقد أمر فخامة المندوب السامي بمقتضى السلطة المخولة له بإجراء انتخابات جديدة لمجلس بلدية غزة ". وأصدر المندوب السامي أمرًا حدد فيه موعد ومكان الترشيح والانتخاب قضى بأن يكون يوم الإثنين الموافق 16/4/1928مـ، موعدًا للترشح في دار الحكومة ويوم الثلاثاء الموافق 1/5/1928مـ، معدًا للانتخاب في دار الحكومة وفي قاعة المحكمة .

    أجريت انتخابات بلدية غزة المعادة في الموعد المحدد، وحسبما أعلنت اللجنة الانتخابية عن النتيجة فقد فاز كلٌّ من: فهمي الحسيني وحسني خيال وراغب أبو شعبان وعبد النور الإفرنجي وموسى البورنو وحسن الغصين وتوفيق القرم ومحمد علي الجرجاوي وسعيد أبو رمضان وعثمان الغلاييني وحافظ داود الترزي وفؤاد بشارة فرح ، وأصدر المندوب السامي بتاريخ 5/5/1928مـ، أمرًا يقضي بتعيين فهمي الحسيني رئيسًا لمجلس بلدية غزة ، وبذلك يكون فهمي الحسيني أول رئيس منتخب لبلدية غزة منذ تأسيسها.



    السيرة الذاتية لرئيس وأعضاء المجلس الثالث لبلدية غزة

    رئيس بلدية غزة/ فهمي الحسيني:

    هو: فهمي عبد الحي الحسيني. ولد في مدينة غزة 1886مـ، من عائلة فلسطينية عريقة قال عنها الشيخ الطباع: (... وبالجملة فهي عائلة كريمة نبيلة تعلوها الشهامة والسيادة، وشيوخ تحليهم الهمة والسعادة، وجوه تزينهم والعمائم، ولا تفل الشدائد منهم العزائم) ، كان والده/ عبد

    الحي الحسيني من أعلام فلسطين الخفاقة، ومن أكبر رجالاتها وأبلغ خطبائها، كان من فحول الشعراء في عصره، وهو من أصدقاء فيلسوف الإسلام السيد/ جمال الدين الأفغاني، وقد اجتمع الرجلان في الأستانة مرارًا عديدة، وكان عضوًا في مجلس البلدية ومجلس الإدارة فيه ؛ اعتنى والده بتربيته عنايةً فائقة وتثقيفه تثقيفًا عاليًا؛ فمنذ حداثته اختار له صفوة الأساتذة الموجودين في غزة في ذلك الحين ليعلموه العلوم الإسلامية وما يتصل بها من فروع المعرفة، ثم أدخله مدرسة عليا في الأستانة، ولما تخرج منها التحق بكلية الحقوق في إسطنبول وفيها أظهر تفوقًا كبيرًا. أما والدته فهي حورية الدجاني من القدس. نال الشهادة العليا في الحقوق من إسطنبول، وعاد إلى غزة وهو في ريعان شبابه، فأسندت إليه وظيفة "مدع عام"، ثم استقال منها واشتغل في المحاماة إلى أن نشبت الحرب العالمية الأولى ، عاد مرة ثانية إلى تركيا ومكث هناك طيلة مدة الحرب العالمية الأولى، ثم رجع بعد انقضائها إلى فلسطين واشتغل في المحاماة حينًا بعد أن حصل من السلطات على رخصة مزاولة المهنة أمام المحاكم النظامية والمحاكم الشرعية بتاريخ 27/7/1920مـ ، عين حاكم صلح في نابلس وبعدها عين عضوًا في المحكمة المركزية للواء الشمالي ثم استقال ورجع إلى مزاولة مهنة المحاماة مرة أخرى وأخذ يترافع في أكبر القضايا الجنائية والحقوقية بما عرف عنه من تضلع ومقدرة، ومنذ ذلك الوقت نزل منزلته الرفيعة بين المحامين في فلسطين وأصبح من رجال القانون والطبقة الأولى في فلسطين . أصدر فهمي الحسيني مجلة الحقوق في مدينة يافا في الأول من ديسمبر 1923مـ، وهي مجلة قضائية، حقوقية، شرعية، بوليسية، علمية، أدبية تعد أول صحيفة غزية وأول مجلة من نوعها في فلسطين، طبعت في المطبعة العصرية بمدينة يافا ثم في مطابعها الخاصة، اشترك في تحريرها فوزي خليل الدجاني وعارف العزوني وعمل مديرًا لها رمضان البعلبكي وسعيد الخليل، واستمرت في الصدور حتى عام 1928مـ ، ولقد كان النجاح الذي حققه فهمي الحسيني بإصداره مجلة الحقوق وتأسيسه مطبعة خاصة، الدافع الرئيس الذي حدا به إلى إصدار جريدة: (صوت الحق) في مدينة يافا، وهي جريدة يومية سياسية مستقلة كان سكرتير تحريرها المحامي/ فوزي خليل الدجاني. صدر العدد الأول منها بتاريخ 6/10/1927مـ، وقد طبعت هذه الجريدة في البداية في المطبعة العصرية بيافا، ثم انتقلت بعد ذلك إلى غزة عام 1928مـ؛ حيث تولى حمدي الحسيني رئاسة تحريرها وتعاقب على إدارتها محمد عواد الفالوجي وسعيد الخليل، واستمرت الجريدة حتى نهاية عام 1928مـ؛ حيث توقفت بسبب انتخاب فهمي الحسيني رئيسًا للبلدية، وبذلك يكون فهمي الحسيني أول من أصدر الصحف في غزة ، لقب فهمي الحسيني بعملاق المحاماة في فلسطين وقام بعمل كبير أثرى الواقع القانوني؛ حيث قام بترجمة وتعريب مجلة درر الأحكام في شرح مجلة الأحكام للعلامة علي حيدر من اللغة التركية للغة العربية بأسلوب بليغ ورصين وكان بحق



    مصدر فخر لمدينة غزة التي منحها كل نشاطه وجهده؛ كما قام بصياغة وإعداد أول سند قانوني لإيجار الأراضي والعقارات واستئجارها وهو معمول به إلى يومنا هذا. ألح عليه أبناء المدينة لخوض الانتخابات البلدية في عهد الانتداب عام 1928مـ، فرضخ لرغبتهم ورشح نفسه حبًا في إصلاح المدينة وفاز بأغلبية ساحقة أهلته لرئاسة بلدية غزة عن جدارة واستحقاق، ونظرًا للإنجازات الكبيرة التي حققها خلال فترة رئاسته الأولى للبلدية، فاز في الانتخابات الثانية التي أجريت عام 1934مـ، واستمر في رئاسته للبلدية إلى أن اعتقلته السلطات البريطانية وأودعته معتقل صرفند عام 1938مـ، بصفته معارضًا لسياستها الاستعمارية ومناوئًا لممارساتها القمعية ، تميزت الفترة التي قضاها فهمي الحسيني رئيسًا للبلدية بعزيمة جبارة وهمة شماء مليئة بالإنجازات قلبت مدينة غزة من حال إلى حال ونذكر من الأعمال التي قام بها: مشروع المياه بحيث لم يبق بيت في غزة إلا وأوصل المياه إليه، وتدشينه مدرسة للإناث وإتمام بناية المستشفى البلدي وإنشاء سوق كبير ومسلخ على الطراز الحديث وفتح الشوارع وتوسيعها. وعمل على إصلاح المدينة، فمد العمران فيها تجاه البحر، ومن أجل تشجيع هذا التوجه أنشأ حديقة عامة (متنزه البلدية) وحفر بئرًا للمياه، وقام بمشروع تقسيم الكثبان الرملية (غزة الجديدة) حي الرمال لاحقًا إلى قسائم وزعها على الراغبين من السكان بثمن رمزي وبالتقسيط المريح، كما قام بتوسيع الشارع الرئيس الذي يشطر المدينة إلى شطرين وهو المعروف حاليًا بشارع عمر المختار، وضرب مثلًا أعلى عندما قرر تسمية هذا الشارع باسم المجاهد الشهيد/ عمر المختار رغمًا عن احتجاج القنصلية الإيطالية على هذه التسمية. فرض فهمي الحسيني احترامه على الجميع على الرغم من أنه أحد أبناء العائلات الإقطاعية المتنفذة، فقد كان من أصحاب الأملاك؛ لكنه كان يعي بأحوال الشعب وقدم الكثير من أمواله في سبيل تحقيق إنجازات لصالح مدينته وشعبه ووطنه، فقوبل ذلك من شعبه بالاعتزاز والتقدير ، تزوج فهمي الحسيني أربع مرات، ورزق بأربعة من الذكور وسبع من الإناث . عقب خروجه من المعتقل أواخر عام 1939مـ، وعزله من رئاسة البلدية اعتلت صحته وأصيب بسكتة قلبية توفي على إثرها في 25/12/1940مـ، وشيع جثمانه في جنازة مهيبة شارك فيها معظم سكان المدينة وشخصيات بارزة وطنية وشعبية من جميع أنحاء فلسطين، بالإضافة إلى رؤساء بلديات فلسطين، وانهالت برقيات التعازي والمواساة من جميع أنحاء الوطن العربي والإسلامي معزية بوفاة الفقيد الكبير.

    عضو المجلس البلدي/ عبد النور الإفرنجي:

    هو: عبد النور حسن الإفرنجي. ولد في مدينة غزة عام 1860مـ، نشأ في كنف أسرة اشتهرت بالصلاح والتقوى، فقد كان جده الشيخ علي الإفرنجي كان في العهد العثماني من أعيان المدينة وعضوًا في مجلس الإدارة ومسؤولًا بدائرة النفوس ومسؤولًا عن تحصيل الضرائب

    والأعشار، والده الحاج/ حسن الإفرنجي عين خلفًا لوالده في مجلس الإدارة، كما عين عضوًا في أول مجلس بلدي لمدينة غزة في العهد العثماني عام 1893مـ. تلقى عبد النور تعليمه في كتاتيب المدينة القديمة. سكنت عائلته في حي الزيتون وكان لها أملاك كثيرة في هذا الحي وفي مناطق أخرى من قضاء غزة. نشأ عبد النور هو وأخواه/ درويش وشعبان، نشأة صالحة والتحق في مقتبل شبابه بالجيش العثماني؛ حيث أمضى فترة لا بأس بها في خدمة الدولة العثمانية. انضم للمجلس البلدي المنتخب عام 1928مـ، بعد فوزه في الانتخابات، واستمر في عضوية المجلس لأكثر من 13عامـًا، كان خلالها مخلصًا لمدينته ولشعبه. رزق ببنتين هما: عربية وعريفة ولم يعقب ذكورًا. توفي في مدينة غزة عام 1941مـ.

    عضو المجلس البلدي/ عثمان الغلاييني:

    هو: عثمان محمد سالم الغلاييني. ولد في مدينة غزة عام 1865مـ، من عائلة غزية معروفة. والده محمد سالم عمر الغلاييني. كان من الميسورين ومن ذوي الأملاك. والدته مفتية حامد الشوا. تعلم في مدارس غزة وأكمل تعليمه في القدس وتمتع بثقافة واسعة وإلمام كبير. كان صاحب نشاط سياسي ووطني، وشارك في الكثير من الفعاليات السياسية والوطنية. عمل في التجارة، وكان من ذوي الأملاك. شارك في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين العائلات الغزية وإصلاح ذات البين والمشاركة الفاعلة في قضايا المجتمع. تزوج صبحة خليل سالم الغلاييني، توفي في غزة عام 1940مـ.

    عضو المجلس البلدي/ موسى البورنو:

    هو: موسى مصطفى محمود البورنو. ولد في مدينة غزة عام 1877مـ، من عائلة معروفة، عمل في التجارة، وبنى ثروة كبيرة، وكان عضوًا في الغرفة التجارية إبان الحكم العثماني. تزوج مرتين؛ زوجته الأولى بهية الغلاييني؛ أما زوجته الثانية فهي نادرة بنت يوسف بك البورنو، توفي عام 1952مـ.

    عضو المجلس البلدي/ حسني خيال:

    هو: حسني حسين حسن خيال ولد في مدينة غزة عام 1880مـ، ينتمي إلى عائلة معروفة بغزة، والده حسين خيال من وجهاء المدينة وأعيانها ورث عنه حسني الكثير من الثروة والأملاك، والدته حفيظة بركات من مدينة يافا. تلقى تعليمه الأساسي في المؤسسات التعليمية والمدارس في غزة، وأكمله في مدارس القدس. تفرغ للأعمال الاجتماعية فتبوأ موقعًا اجتماعيًا بارزًا وأصبح من وجهاء المدينة ومن أعيانها وشخصياتها المرموقة فكان عضوًا في لجان

    الإصلاح والفعاليات البلدية والسياسية والوطنية والاجتماعية. عين في 1/4/1927مـ، قاضيًا في محكمة البلدية قبل أن ينتخب عضوًا في المجلس البلدي بأكثر من عام.


    ظهرت مشاركة حسني خيال السياسية والوطنية منذ السنوات الأولى للانتداب البريطاني لفلسطين، كان شغوفًا بالقراءة والمطالعة واقتناء الكتب وكان يمتلك مكتبة كبيرة في بيته ضمت مجموعة من الكتب والمراجع في شتى علوم المعرفة، كما كان مولعًا بهواية الصيد البري واشتهر بقدرته الفائقة على التصويب والرماية والقنص، تزوج حسني خيال ثلاث مرات، زوجته الأولى هي زهية الإفرنجي، توفيت، فتزوج من جميلة الصوراني، وبعد وفاتها اقترن بزوجته الثالثة فيروز أبو رمضان، توفي عام 7196.

    عضو المجلس البلدي/ سعيد أبو رمضان:

    هو: سعيد محمود قدورة رمضان أبو رمضان. ولد في مدينة غزة عام 1884مـ، ينتمي إلى عائلة بارزة في غزة، كان والده محمود قدورة أبو رمضان من الوجهاء وذوي الأملاك ورث سعيد عنه الكثير وتمكن بجهوده الذاتية من تعزيز مكانته وتضخيم ثروته. والدته آمنة عمار، توفيت عام1917مـ. تلقى تعليمًا أساسيًا مكنه من تعلم القراءة والكتابة وأساسيات العلوم الأخرى. نفي إلى تركيا عام 1914م لمدة 4 أعوام بسبب تخوف السلطات العثمانية من نشاطاته السياسية ومواقفه الوطنية وكان من رجال الإصلاح والوجوه الاجتماعية والاقتصادية البارزة في المدينة. أسهم إلى جانب فهمي الحسيني رئيس بلدية غزة من 1928-1938مـ، في إنشاء حي الرمال ضمانًا لعدم منح السلطات البريطانية هذه الأرض لليهود، تزوج مرتين، زوجته الأولى آمنة أبو حليقة، أما زوجته الأخرى فهي آمنة إسماعيل الدجاني. توفي سعيد أبو رمضان عام 1955مـ.

    عضو المجلس البلدي/ حسن الغصين:

    هو: الشيخ حسن عبد الله يوسف الغصين. ولد في حي الدرج بمدينة غزة عام 1885مـ، ينتمي إلى عائلة معروفة في غزة بالحسب والنسب في غزة وهم أقوام كرام منهم الإمارة والرئاسة. والدته صفية أحمد شعث، توفيت عام 1923مـ، تعلم الفقه والشريعة في الأزهر الشريف وتخصص في علوم الفلك. عمل خلال الحرب العالمية الأولى مقاولًا لتمديد خطوط التلغراف للجيش التركي في المنطقة الشمالية. كان من ذوي الأملاك والأراضي التي توزعت على بلدات: عسقلان وجولس وبئر السبع وغزة. كان أشهر من عمل بالطب النبوي باللواء الجنوبي في عهده. له عدة مؤلفات تناولت علوم الفلك والتداوي بالقرآن الكريم والأعشاب والطب البديل. كان مولعًا بتربية الخيول فأسهم في إنشاء عدة مدارس للتدريب على سباقات الخيل والفروسية في عدة بلدات فلسطينية. كان من رجالات المجتمع وإصلاح ذات البين وفك النزاعات بين المتخاصمين،

    كما كان من شيوخ الإفتاء في غزة. تبوأ موقعه كأحد الشخصيات المجتمعية الغزية البارزة. تزوج من ابنة عمه نزيهة عبد الإله الغصين، توفي عام 1953مـ.

    **عضو المجلس البلدي/ فؤاد بشارة فرح:

    هو: فؤاد بشارة فرح. ولد في مدينة غزة عام 1893مـ، من عائلة نصرانية كبيرة في غزة مشهورة بالتجارة والثروة، ظهر منها رجال توظفوا بدوائر الحكومة يقال إنها من النصارى العرب الذين جاء عليهم الإسلام وبقوا على مذهبهم. كان يسكن في شارع حمام السمرة المتفرع من شارع عمر المختار بمدينة غزة. كان متعلمًا تعليمًا عاليًا. عمل بالتجارة، وتمتع بالسمعة الطيبة والاستقامة، تزوج من بهية تادرس، لم ينجب أطفالًا. توفي عام 1955مـ.

    ** عضو المجلس البلدي/ توفيق القرم:

    هو: توفيق إبراهيم محمد القرم. ولد عام 1898مـ، في مدينة غزة. أصل العائلة من زريبة بلبيس بمصر، والدته مبروكة الهندي. تلقى تعليمه في المدارس والمعاهد الدينية بمصر. شق طريقه من البداية فكان عصاميًا، عمل في التجارة وكان من أبرز الشخصيات الاقتصادية. كان من المهتمين جدًا بالأعمال والنشاطات الخيرية والاجتماعية. قام طيلة حياته بدعم العديد من المؤسسات الخيرية والإنسانية والتعليمية. يعد من أوائل الذين قاموا بتعمير حي الرمال وبنى في هذه المنطقة التي كانت بعيدة نسبيًا عن العمران والسكان في غزة القديمة بيتًا كبيرًا أشبه بالقصر كان مزارًا لكبار الشخصيات والفعاليات الوطنية والاقتصادية الفلسطينية والعربية لسنوات طويلة. تزوج مرتين، الزوجة الأولى آمنة الهندي، أما زوجته الأخرى فهي نعمتي محمد نسيبة من القدس. توفي توفيق القرم بعد حياة حافلة في شتى المجالات عام 1971مـ

    ** عضو المجلس البلدي / حافظ داود ترزي:

    ولد في مدينة غزة عام 1887م ، من عائلة مسيحية، أنهى تعليمه الأساسي فقط ، ولكنه امتلك رصيداً كبيراً من المعلومات والخبرة ، كان من وكلاء كنيسة الروم الأرثوذكس العربية بغزة ، وتمتع بعلاقات اجتماعية قوية، شارك في الحياة السياسية من خلال انضمامه للجمعية الإسلامية المسيحية ، كان من ذوي الأملاك ، تزوج من فوميا عيسى فرح ورُزق منها : صليبا ، وفؤاد ووليم وإميل وجميل وقمر وفلات وكلير، توفى عام 1972 عن 85 عاما.ً

    ** عضو المجلس البلدي/ راغب مصطفى أبو شعبان:

    هو راغب مصطفى شعبان أبو شعبان، ولد في مدينة غزة 1880م ، من عائلة معروفة . اشتهرت عائلة بكنية مؤسسها أبو شعبان، وصارت لقباً لعائلته بغزة ، ولقد جاء جد هذه العائلة من مصر في أوائل القرن الثالث عشر إلى مدينة غزة واستقر فيها، ومنهم رجال بارزون في الفقه

    والتجارة والإدارة ، يعتبر راغب أبو شعبان من رجال الإصلاح المعدودين في قضاء غزة ، وله مواقف وطنية جادة وكان من كبار أصحاب الأملاك وأرباب الثروة في غزة وقضائها، كان لا يجيد القراءة والكتابة ، ولكنه تمتع بذكاء كبير، تزوج من ابنة عمه ورد يوسف أبو شعبان ، تزوج من ابنة عمه ورد يوسف أبو شعبان رُزق منها عشر أبناء ، ستة ذكور ، وأربع إناث هم : عايدي واسحق وبهجت وجمال ومحمد وأنور ولميحة وأنعام ومنور وعين الحياة ، توفى راغب أبو شعبان 1956م.

    ** عضو مجلس البلدي / محمد علي سعد الجرجاوي:

    فقد ولد في حي الدرج بمدينة غزة عام 1862م؛ من عائلة تنسب لقرية جرجا من صعيد مصر، حفظ القرآن الكريم في كتاتيب المدينة، وأجاد القراءة والكتابة على الرغم من عدم التحاقه بالمدارس، نشأ في أسرة ميسورة الحال، وكان من ذوي الأملاك والأراضي ومن الشخصيات البارزة في الإصلاح والقضاء بين الناس والإصلاح، وعين مختاراً لمحلة الدرج، وكان ذا هيبة ومكانة عالية عند الناس، واستمر في المجلس البلدي الأول والثاني والثالث، ولم يخرج من المجلس إلا بعد اعتلال صحته، تزوج الجرجاوي ثلاث مرات؛ زوجته الأولى "الحاجة أم مصباح" رُزق منها "مصباح" الذي توفى وهو طفل صغير، أما زوجته الثانية فهي "بديعة عثمان الشوا" رُزق منها "ديب" و"حسام" و"نور الهدى" الذين توفوا في صغرهم، ثم تزوج الثالثة وهي "نبوية عبد الله الجرجاوي" رُزق منها : "ربيع" و"حمدان" و"فوزية" و"مريم" و"خيرية" ، توفى " ربيع" في ريعان شبابه وهو ابن 25 عام ، فلم يتبقى له من الذكور غير "حمدان" ، توفى عام 1937م عن عمر يناهز 75 عاماً.

     

 

نداء الوطن