بلدة فلسطينية تقع في جنوب الضفة الغربية إلى الجنوب الغربي من مدينة الخليل، وهي تابعة لمحافظة الخليل جغرافياً ومدنياً وهي أقرب الآن إلى أن تكون مدينة، وتعد المنطقة الثانية تطورا في محافظة الخليل بعد مدينة الخليل.
يظن ان «دورا» تقوم على بقعة مدينة (أدورايم)(61) التي حصنها «رَحْبُعام»(62) خوفاً من بني قومه، اليهود، الذين ثاروا ضده.
وفي العهد الروماني ذكرت باسم «Adora» من أعمال بيت جبرين، وقد اشتهرت دورا منذ القديم بكرومها وعنبها الذي عرف بـ (الدوري)(63). وفي عام 612 هـ أوقفها الملك المعظم عيسى الأيوبي على الحرم الإبراهيمي الشريف.
تمتد المدينة نفسها من سنجر شرقا إلى وادي نزار غربا ومن واد سود شمالا إلى واد الماجور وخرسا جنوبا وأما إمتدادها مع القرى والخرب فهو كبير جدا يصل حتى الخط الأخضر في الجنوب الغربي للضفة الغربية.
خضعت لقوات الشرطة الفلسطينية عام في بداية عام 1996م حيث كانت مصنفة ضمن المنطقة (ب)ثم أصبحت منطقة (أ) بعد عام 1999م ، تتميز باللهجة المسمية محلياً (الفلاحية)، كما يمتاز اهلها بالبساطة المستوحاة من الاجداد و الكرم و الجود و النخوة العربية الأصيلة.
ينقسم سكانها إلى عائلتي العرجان والعمايرة أما عائلتها العشائرية فهي كثيرة مثل عمرو والرجوب والشوامرة والدراويش والعواودة وأولاد صالح والدرابيع وربعي والتلاحمةوالسويطي والمسالمة والحروب والمصري وغيرها.
يتبع لها العديد من القرى والخرب أهمها بيت عوا والمجد والبرج و السري و الحدب وغيرها كبيت الروش ودير العسل وخرسا.
الزراعة
تتميز بزراعة العنب والزيتون والقثائيات، والاعتماد الزراعي فيها انخفض في السنوات الاخيرة مقارنة بالتجارة والصناعة، ومن صناعاتها الألبان والكيماويات.
المعالم
من أهم معالمها الجديدة البلدية التي تأسست في عام 1967م والملعب البلدي شبه الدولي وحديقة سيينا والمركز الثقافي ومدرسة الشهيد ماجد أبو شرار كصرح علمي كبير، وكذلك مركز حيفا للسلام وأما البلدة القديمة بما فيها من آثار فهي أهم المعالم الأثرية، إضافةً إلى تميز خربها بالآثار كالطبقة والعابد وطرامة وقرية بيت مرسم الكنعانية الأصل.
تملك دورا أراضي واسعة مساحتها 240704 دونمات، منها 18 للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها أي شبر. غرس الزيتون في 130 دونماً. وتحيط بهذه الأراضي، اراضي تفوح والخليل والريحية وترقوميا وإدنا والدوايمة والضاهرية والسموع ويطة وقضاء بئر السبع.
بلغت كمية الأمطار المتساقطة على دورا عام 1955 ـ 1956 (475) ملم وفي عام 56 ـ 1957: 683 ملم.
كان في دورا عام 1922م (5834) نفراً وفي عام 1931م ارتفع عددهم إلى 7255 نسمة: ـ 3636 ذكوراً و3619 اناثاً ـ لهم 1537 بيتاً. ويشمل هذا الأحصاء سكان «خرب دورا» البالغ عددها سبعون مرزعة، وفي عام 1945م قدر عدد أهالي دورا ومزارعها بـ 9700 مسلم .
وبعد النكبة (عام 1948) استولى الاعداء على قسم كبير من هذه الخرب، كما اعتبر بعضها قرية صغيرة مما سنذكره بعد قليل.
وفي احصاءات عام 1961م(64) كان في دورا نفسها 3852 عربياً: 1869 ذكوراً و1983 اناثاً ـ من المسلمين بينهم 10 من المسيحيين.
في دورا مزار يعرف «قبر النبي نوح» والله أعلم بحقيقة صاحب هذا المزار، ونوح هو النبي الثالث: الأول آدم والثاني ادريس. ذكر نوح في ثلاثة وأربعين موضعاً من القرآن الكريم كما ذكرت قصته مفصلة في ست سور، منها سورة نوح وهود والشعراء.
والجدير بالذكر ان هناك أساطير عن الطوفان شبيهة بطوفان نوح عليه السلام موجودة في تراث بعض الأمم وأقدمها اسطورة الطوفان عند البابليين واخرى عند الهنود. وهناك اساطير مشابهة لها عند اليونان والرومان، و«نوح» اسم سامي معناه «راحة».
كان في دورا في العهد البريطاني الأسود مدرستان واحدة للبنين وكان أعلى صف فيها عام 1942 ـ 1943 المدرسي السادس الابتدائي والثانية للبنات أرقى صفوفها الرابع الابتدائي.
وفي عام 1966 ـ 1967 المدرسي ضمت دورا ثلاث مدارس للحكومة:
(1) اعدادية ـ ثانوية جمعت في العام المذكور 490 طالباً.
(2) ابتدائية بها 520 طالباً.
(3) مدرسة اعدادية ـ ابتدائية للبنات ضمت 465 طالبة.
ولوكالة الغوث في دورا مدرستان: واحدة للبنين: ابتدائية ـ اعدادية بها 294 طالباً والثانية ابتدائية للبنات جمعت 92 طالبة.
ولوكالة الغوث أيضاً ثلاث مدارس لطلاب العائدين الفلسطينيين في «الفوّار» وهو موقع يقع للشرق من دورا على الطريق العام: مدرستان للبنين: اعدادية و الثانية ابتدائية. ففي الأولى 320 طالباً وفي الثانية 231 طالباً، والثالثة مدرسة للبنات: اعدادية ـ ابتدائية ضمت 43 طالباً و466 طالبة، (احصاءات 1966 ـ 1967 المدرسي).
والفوار موقع أثري يحتوي على بئر قديمة.(65)
و«دورا» موقع أثري يحتوي على بقايا برج مبني بحجارة مزمولة، أرض مرصوفة بالفسيفساء، قطع معمارية، صهريج».(66)
وأما «دورا القرع» فهي قرية من أعمال رام الله، وهناك واد شتوي يحمل اسم «وادي دورا»