تطل مدينة شرشال أو القيصرية على الواجهة الساحلية للجزائر، ويعترف كل زائر لها أنها ليست ككل المدن الجزائرية.
وتجمع شرشال بين ثلاثة أشياء زرقة البحر والمناظر الطبيعية، من أشجار وجبال خلابة محيطة بها، والآثار الرومانية كشاهد على حقبة تاريخية قديمة.
ويرى الزائر في المدينة المتحف الأثري المفتوح الذي يقع وسط غابة من الأشجار والحجارة الضخمة التي تعود إلى عهد الرومان. وفيه يكتشف السائح المعالم الأثرية بالمدينة، حيث يرى المدرج الروماني أو كما يسمى (الميدان) الذي كانت تتدرب فيه الأسود وتستعرض فيه مبارزات الفرسان، بالإضافة إلى العروض المسرحية.
وسميت شرشال بالمتحف المفتوح باعتبارها تحتوي على آثار تعود إلى أكثر من خمسة عشر قرنا، ولكنها مازالت إلى يومنا هذا شاهدة على تلك الحقبة التاريخية.
ومن يدخل مدينة شرشال السياحية لا يمكن أن يخرج منها دون أن يستحضر حكايات الأجداد والرجوع إلى الماضي، إلى عمق التاريخ وعمق الحضارة الفينيقية وحضارة الرومان.
وتحكي كل زاوية من زوايا المكان للسائح حكاية من حكايات الرومان، وتسرد له نمطا من أنماط معيشتهم . وبالرغم من مرور العديد من الحضارات على مدينة القيصرية، فإن كنوز تلك المرحلة المزدهرة محفوظة في متحف غير مغطى في كل مكان تجد لوحة تدلك على اسمه، هنا كانت تسكن الملكة هيروبيوس والملك هيرودور.
كما لقيت مدينة شرشال الأثرية إقبالا كبيرا من طرف الأسر وخصوصا في أيام نهاية الأسبوع، وعلى حد تعبير أحدهم أنه يفضل أن يأتي كل مرة في الشهر ليقضي ساعات جميلة مع أسرته ورفقة أبنائه الثلاثة بعيدا عن ضوضاء المدينة وإرهاق العمل.
لقد تركت المدينة أثرا عميقا في نفوس الزائرين والسياح، وهذا يتضح من خلال الحديث مع ماريا ورفائيل، وهما سائحان بولونيان يزوران مدينة شرشال لرابع مرة، وعلى حد تأكيدهما فإنهما يستمتعان بالمكان لأنه جنة فوق الأرض، البحر والطبيعة والآثار القديمة بالإضافة إلى كرم الناس وحسن ضيافتهم.
المولد النبوي الشريف يعتبر من أشهر المناسبات التي يحتفل بها سكان مدينة شرشال كل سنة، من خلال منارة يصنعها النجار من الخشب وفيها عدة شموع لتضيء هذه الليلة المباركة، وتحمل هذه المنارة على متن عربة تتجول بها في كل شوارع المدينة يتبعها حشد كبير من الناس يغنون ويهللون بهذه المناسبة، وينتهي المسار بهذه المنارة إلى أن تحمل على متن زورق صغير في ميناء شرشال ويتبعها إطلاق المفرقعات وغيرها.