سلّط الإعلام العبري، اليوم الجمعة، الضوء على تجاهل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإسرائيل خلال زيارته لدول الخليج، معتبرًا أن هذا التجاهل يعكس تراجع مكانة تل أبيب في الحسابات الأمريكية. وأكدت تحليلات سياسية إسرائيلية أن ترامب أدار ظهره لإسرائيل، وفضّل صفقات إقليمية تستبعدها من أي دور فاعل.
وذكر أرئيل كهانا، محلل الشؤون السياسية في صحيفة "إسرائيل هيوم"، أن اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مع جماعة "أنصار الله" في اليمن لم يشمل إسرائيل، وهو ما اعتبره مؤشرًا على أن ترامب ترك إسرائيل لمصيرها.
في السياق ذاته، قال يهودا بلنجا، خبير الشؤون العربية بجامعة بار إيلان، إن اللقاء الذي جمع ترامب بزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، بوساطة سعودية-تركية، يُعد نقطة تحول كبرى في المشهد الإقليمي، ويعكس بروز قوى جديدة مثل الرياض وأنقرة، مقابل تراجع الدور الإسرائيلي الذي أصبح مهمشًا، حسب تعبيره، "كطفل تم طرده من مجموعة واتساب".
وأشار بلنجا إلى أن اللقاء يُعد أول اعتراف أمريكي ضمني بالجولاني، الذي كان يُعد سابقًا إرهابيًا مطلوبًا، وهو ما يتعارض مع المواقف الإسرائيلية. كما لفت إلى رفع العقوبات عن سوريا رغم اعتراضات تل أبيب، معتبراً ذلك دليلاً على اختلاف الرؤى بين واشنطن وتل أبيب.
ويرى بلنجا أن فشل إسرائيل في تحويل إنجازاتها العسكرية إلى رؤية سياسية واضحة أبقاها خارج الترتيبات الإقليمية الجارية، مشددًا على أن لديها فرصة للعودة إذا بادرت بخطة سياسية تجاه غزة وسوريا تتماشى مع التوجهات الدولية الجديدة.
من جهتها، حذّرت سمدار بيري، محللة الشؤون العربية في "يديعوت أحرونوت"، من تداعيات صفقة محتملة لبيع طائرات F-35 للسعودية، ما قد يهدد التفوق الجوي الإسرائيلي. كما أشارت إلى تراجع اهتمام ترامب بملف الأسرى الإسرائيليين، وتركه للمبعوث ستيف ويتكوف.
وأضافت أن جهود ترامب تتركز حاليًا على التوصل لتسوية سياسية شاملة بإشراف سعودي وإماراتي، في وقت يبدو أن مصر بقيادة السيسي خرجت من المشهد الإقليمي.
وفي ختام التغطية، ذكّرت التقارير بتصريحات مثيرة للجدل لرئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون عام 2001، حين قال إن اليهود يسيطرون على أمريكا ويحددون سياستها الخارجية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى نفوذ اللوبي الصهيوني في الإعلام والكونغرس الأمريكي.