قال إبراهيم المدهون عضو دائرة العلاقات الوطنية بحركة حماس، بأن حماس لا تنافس أو تزاحم فتح أو منظمة التحرير على العمل في لبنان، ولكنها تقوم بدورها في التواجد بين أهلها ومكونات الشعب الفلسطيني سواء في مخيمات الشتات واللجوء أو بالأماكن الأخرى.
واضاف المدهون في تصريحات لصحيفة القدس المحلية، أن “لبنان ساحة تحتاج لكل جهد فلسطيني، وحماس لن تتأخر عن دورها في تقديم كل ما يمكن تقديمه للشعب الفلسطيني، والعمل أيضًا وفي سط البيئة الفلسطينية، ولهذا تواجدها في هذه الساحة وأماكن اللاجئين يعد أمرًا طبيعيًا ودليلًا على حضورها وقوتها وتغلغلها داخل المجتمع الفلسطيني”.
ولفت إلى أن هناك “تقصير واضح من قبل منظمة التحرير، وحركة حماس والفصائل ترقب هذه الحالة التي أدت لاستياء شعبي بفعل تآكل هذا الدور من المنظمة والسلطة، وإهمال الفلسطينيين بالخارج، لافتًا إلى أن هناك محاولة شعبية وفصائلية لتعويض النقص والفراغ المتروك، ولذلك هناك عمل دؤوب من أجل الاستمرار في دعم وتعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني، خاصة وأن حماس ترى بأن قضية اللاجئين مستهدفة ومن أولويات الحركة في هذه المرحلة، تعزيز الفلسطيني في الخارج وربطه بالقضية الوطنية، وتحشيده من أجل معركة التحرير”.
وردًا على سؤال حول أحداث مخيم البرج الشمالي جنوب لبنان التي راح ضحيتها 3 شبان لاجئين بعد إطلاق النار على جنازة الشهيد حمزة شاهين الذي استشهد بفعل انفجار اسطوانات غاز مخصصة لمرضى كورونا في المخيم، قال القيادي في حماس، إن حركته تعتبر ما جرى بمثابة “عدوان وجريمة” من قبل قوات الأمن الوطني التابعة للسلطة الفلسطينية.
ولفت المدهون، إلى أنه يجري معالجة القضية ومحاولة تطويقها بتسليم القتلة إلى العدالة ومعاقبتهم وفق القانون، مشددًا على أن حماس “لن تنجر إلى مربع الفتنة وستحاول دائمًا العض على الجراح من أجل شعبنا وقضيتنا”.
وأكد أن حماس معنية الآن بتعزيز الوحدة الوطنية وبالتنسيق مع الفصائل جميعًا من أجل تجاوز أي إشكاليات، وتوحيد الصف الفلسطيني، وإظهاره بالموقف الذي يليق بهذا الشعب، مشيرًا إلى أن قيادة حركته تواصلت مع الكل الفلسطيني، ووصل وفد قيادي منها برئاسة خالد مشعل رئيس حماس في الخارج، الذي التقى بمكونات الشعب الفلسطيني وعوائل الشهداء وتواصل مع الدولة اللبنانية، ومختلف قادة الفصائل، وتناول معهم ضرورة تعزيز الوحدة والوجود الفلسطيني ورفع وتعزيز وسائل سبل صموده.
وقال المدهون: “نحن اليوم في مرحلة حساسة جدًا، وهناك استهداف واضح لقضية اللاجئين أعلن عنه في صفقة القرن، وهناك استهداف للوجود الفلسطيني، وهذا الاستهداف من قبل الاحتلال والمشاريع الدولية وعلى رأسها مشاريع الولايات المتحدة لطي قضية اللاجئين وتجاوز حق العودة، ولكن دور حماس اليوم هو تعزيز الشعب الفلسطيني، وترتيب البيت الفلسطيني وملء للفراغ الذي تحاول بعض الأطراف خلقه، ولذا ما يجري الآن محاولة تقديم نموذج فلسطيني يليق بقضيتنا ويستطيع مواجهة المشروع الصهيوني”. وفق تعبيره.
وعن وجود جهات تحاول “شيطنة” اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، قال إبراهيم المدهون، إن من يقف خلف هذه المحاولات هو الاحتلال، وهو “العدو الوحيد والمركزي، الذي تحاول حماس دومًا تحشيد القوى الفلسطينية والعربية لمواجهته والتحذير منه، وما دون ذلك أعراض، ولهذا فالحركة تركز على استنهاض تلك القوى من أجل مواجهة الاحتلال والتحذير من أساليبه الخبيثة التي تمارس عبر الخداع والوقيعة بين شعبنا والفصائل، والقوى اللبنانية”.
وأشار المدهون إلى أن هناك تواصلا دائما مع القوى اللبنانية باستمرار، عبر ممثل الحركة وشخصيات أخرى، وهناك تواصل مع الفصائل، مشيرًا إلى لقاءات أجرتها دائرة العلاقات الوطنية في حماس مؤخرًا في لبنان مع كافة الفصائل، وكان هناك تأكيد وتفاهم على وحدة الصف، ونبذ أي خلاف والارتقاء بالشباب والمجتمع الفلسطيني وتعزيز صموده، والتحذير من أي محاولات إسرائيلية وإن كانت بأساليب مختلفة تحاول أن تفت من عضد الفلسطينيين وتشيطن وجودهم، وهو ما ترفضه حماس وتواجهه دومًا بالرواية والوحدة الفلسطينية.
وعن نشاطات حماس في أكثر من مكان بالخارج، وليس فقط في مخيمات الشتات، قال المدهون، إن حركته تنشط بشكل كبير في كل أماكن تواجد الفلسطينيين في الخارج، وأينما يكون هناك تواجد فلسطيني تكون هناك حماس، فهي حركة ممتدة وعميقة ومتجذرة في شعبنا وتحاول دومًا الإسهام في تعزيز الصمود.
وأضاف: هذا النشاط طبيعي، بحجم حماس داخل المجتمع الفلسطيني وقدرتها على الفعل، مشيرًا إلى أن حركته تجد ترحيبًا من أصدقائها وحلفائهًا وفعلها مقبول لديهم وعلى المستوى العربي، وذلك رغم الاستهداف الإسرائيلي.
ولفت المدهون، إلى أن حماس في المرحلة الأخيرة حققت الكثير من النقاط في الداخل والخارج لصالح تعزيز الوجود الفلسطيني، ولصالح تعزيز فكر المقاومة ومشروعها الذي تقوده، مشيرًا إلى أن حماس تمتلك حاليًا إقليما يعمل بشكل علني في الخارج بقيادة مشعل، ولديه مؤسساته وتحركاته المعلنة، كما أن لديها ملفا للعلاقات العربية والإسلامية برئاسة خليل الحية، وهو معني بتعزيز العلاقة مع تلك الدول، إلى جانب ملف العلاقات الدولية برئاسة موسى أبو مرزوق، وهو معني بفتح علاقات مع روسيا ودول في افريقيا وأمريكا الجنوبية، وربما في القريب علاقات مع دول أوروبية والصين.
واعتبر أن كل هذه النشاطات جزء من المقاومة والمراكمة، وأن حماس أينما تستطيع بناء مؤسساتها وبناء علاقاتها مع أي دولة أو قوى فلن تتأخر، وستعمل على تعزيز ومراكمة هذه العلاقات ومراكمة هذا الوجود بشكل أكبر وبشكل علني، ولن تستسلم لرؤية الاحتلال بأن يصفها “إرهابية” من خلال بعض الدول التي تدرك ما هي حماس، والتي تعتز بعلاقاتها، وبعلاقاتها العميقة مع الشعوب العربية والإفريقية والأوروبية.
وبين القيادي في حماس، أن حركته تعمل بالخارج على بناء ومراكمة القوة في شقين: الأول يتمثل في تعزيز الوجود الفلسطيني والمقاوم، وبناء مشروع مقاومة شاملة، والثاني في تعزيز العلاقة مع الشعوب والدول والقوى الحية.