اتحاد نضال العمال يعقد مؤتمره العام بحضور سياسي ونقابي وطني وعربي ودولي حاشد
رام الله / عقد اتحاد نضال العمّال الفلسطيني، الذراع العمالي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، مؤتمره العام في الوطن والشتات، اليوم السبت، بجلسة افتتاحية، بحضور وطني سياسي ونقابي حاشد ومؤثر.
وحظيت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام بحضور رفيع تمثلي من أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأمناء عامين لفصائل العمل الوطني، وممثلو القوى والأطر والاتحادات وقيادات نقابية وعمالية رفيعة المستوى. الى جانب قيادة الجبهة و اعضاء المؤتمر.
ونظم المؤتمر بالمقر المركزي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في مدينة البيرة بالتزامن عبر نظام الفيديو كونفرنس بين القدس وقطاع غزة وساحتي سوريا ولبنان والساحات العربية والساحات الأوروبية وبحضور ضيوف يمثلون احزابا صديقة واطر نقابية من تلك الساحات.
ويعقد المؤتمر تحت شعار : لنعزز نضالنا النقابي من اجل مصالح العمال، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ووحدة الحركة العمالية، فيما وردته برقيات تضامن من عشرات القوى والاحزاب والنقابات والاتحادات الشيوعية والاشتراكية والتقدمية والوطنية من القارات الخمس، اعرب مرسلوها عن امنياتهم بنجاح المؤتمر وبان يشكل انعاقده خطوة مهمة على طريق وحدة وتعزيز دور الحركة النقابية والطبقة العاملة الفلسطينية.
واستهل المؤتمر بالنشيد الوطني الفلسطيني اعقبه نشيد العمّال، ثم الوقوف دقيقة صمت اجلالاً واكباراً لأرواح شهداء شعبنا وشهداء الطبقة العاملة الفلسطينية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية التي ادارها عضو المكتب السياسي للجبهة النقابي محمد علوش، العديد من الكلمات الدكتور نصري أبو جيش، وزير العمل، وكلمات لكل من شاهر سعد، الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، القاها بالانابة عضو الامانة العامة، خالد عبد الهادي، وعبد القادر عبد الله (أبو علي الكابولي)، الأمين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين من لبنان، وكلمة الكتل العمالية والنقابية، القاها تيسير أبو خضرة، ممثل الكتلة العمالية التقدمية من غزة.
فيما اختتم الجلسة الدكتور أحمد مجدلاني، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي بكلمة ترحيب شاملة تناول فيها اوضاع الطبقة العاملة الفلسطينية والحركة النقابية مؤكدا انحياز الجبهة للعمال والفقراء والفئات المهمشة والاكثر احتياجا انسجاما مع سياسة الجبهة ذات الرؤيا الاشتراكية التقدمية الديمقراطية ومخرجات مؤتمرها العام الاخير.
وشدد المتحثون قي الجلسة الافتتاحية على اهمية مؤتمر اتحاد نضال العمال الذي ينعقد في ظروف بالغة الحساسية والتعقيد على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقنصادية وعلى مستوى الحقوق والحريات النقابية ووحدتها، معربين عن الامل في تسهم مخرجاته في تعزيز وحدة الحركة العمالية والنقابية كونها احد الاطر الفاعلة فيها، وتعددتها الفكرية وعلى صعيد تعزيز وحماية الحقوق والمكتسابات العمالية وخرية العمل النقابي.
واكد المتحثون ايضا على اهمية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في تعزيز الصمود الوطني والنضال التحرري وعلى جدلية العلاقة بينهما وتداخل المهام، على طريق مواجهة واحباط مخططات الاحتلال انجاز المشروع الوطني الذي قدمت الطبقة العاملة جسام التضحيات في سبيل انجازة عل مدى عقود.
واغتنم المتحدثوف فرصة انعقاد المؤتمر في اجواء الثامن من اذار يوم المرأة العالمي، لتهنئة المرأة الفلسطينية وخوصا العاملة مستذكرين دورها وتضحياتها على الصعيدين التحرري والاجتماعي، وسط دعوات لاانهاء التمييز وتحقق المساواة بين الجنسين في المجتمع ومواقع العمل وعلى صعيد مراكز صنع القرار واتخاذه.
واجمع المتحدثون ايضا على ضرورة انجاز شبكة الحماية الاجتماعية وعلى اهمية قانون الضمان الاجتماعي العصري في تحقيقها بشمولية وعدالة.
ودعا وزير العمل في كلمته في هذا الصدد المؤتمر الى مناقشة موضوع قانون الضمان الاجتماعي وقانون العمل النقابي وتعديلات قانون العمل متعهدا باخذ ملاحظات واقترحات المؤتمر بعين الاعتبار عند صياغة مشاريع هذه القوانين.
وتوقف ابو جيش القادم الى الحكومة من ساحات نقابية وعمالية امام العلاقة القوية التي تربطه مع زميله في الحكومة وزير التنمية الاجتماعية د. احمد مجدلاني وتعاونه الوثيق في دفع جهود وزارة العمل في هذا الصدد قدما نظرا لخبرته في المجال حيث شغل حقيبة وزارة العمل وعمل على هذه القضايا مطولا.
واستعرق ابو جيش انجازات وزارته على صعيد رفع الحد الادني للاجور ومحاكم العمل،وخلق بيئه عمل لائقة وضمان حقوق العمال وسعيها لتعديل المنظومة القانونية واستحداث التشريعات الناظمة وعصرتها وتعزيز وحدة وفعالية الحركة النقابية والحفاظ على الحقوق والمكتسابات وادارة الحوار الوطني بين اقطاب الانتاج الثلاث بما يكفل حقوق العمال وطرح قضايهم على المستوى الدولي والاقليمي.
وشن وزير العمل هجوما على محاولات الاحتلال السطو على حقوق ومدحرات العمال في الداخل وبما في ذلك عبر القارار الاخير المتعلق بتحويل تلك المدخرات الى شركات خاصة واعتبرها سرقة مفضوحة تقوم به حكومة لصوص.
وششد ابو جيش على اهمية دور الطبقة العاملة في حماية القضية الفلسطيني التي تتعرض لخطر وجودي في ظل حكومة اليمين والفاشية في اسرائيل ومخططاتها لتصفية القضية والحقوق الفلسطينية بالقتل والتهجير وتشرع قوانين عنصرية لم يشرع مثلها في زمن الابرتهايد.
واشاد الامين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين في لبنان، بدور كتلة اتحاد نضال العمال في الحركة العمالية والنقابية الفلسطينية في الداخل والخارج وجهدها الوحدوي وسعيها من اجل ترسيخ حقوق العامال وتعزيز مكتسباتهم ودورهم في المجتمع والنقابات والاتحادات والفاع عن حقوق العمال.
وقال ان وحدة الحركة النقابية ضرورية وهي ممهد لتحقيق الوحدة الوطنية برمتها وتعزيز الديمقراطية في المؤسسات والممارسة.
واعرب ابو علي الكابولي عن امله وثقته في ان تشكل مخرجات المؤتمر اسهامة جديه على الصعيد النقابي والطبقة العاملة الفلسطينية على مختلف الساخات والصعد والمنابر
وشدد على ان وحدة الحركة النقابية على اسس ديمقراطية وطنية هي الرافعة والضمانه لتعزيز الصمود والقدرة على مواجهة التحديات وافشال المؤتمرات والمخططات نظرا للدور الكبير الذي اطلعت فيه الطبقة العاملة وحركتها النقابية على الصعيد الوطني منذ الانتداب البريطاني ومواجهة موجات الهجة الصهيونية الاولى .
وفي كلمة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، شدد خالد عبد الهادي على اهمية المؤتمر في تعزيز النضال الوطني والاجتماعي ككل وفي تعزيز اتحاد نضال العمال باعتباره واحدا من اعمدة وركائز الحركة النقابية والنقابات والعمالية، وكلتها التي ظلت منذ تاسيسها طلعية للعمل الوطني والاجتماعي في فلسطين.
وقال ان الاتحاد العمال وكل الكتل المنضوية تحت اطار منظمة التحرير خاضت ولا تزال نضالا من مريرا في مختلف الملفات التي تواجه الطبقة العاملة والحركة النقابية وعلى الصعيد الوطني شاكرا وزارة العمل على تعاونها في هذه الملفات مطالبات بمزيد من الدعم والصمود وتعزيز المحاكم العمالية مقدرا ان التحدي الاسياسي اليوم هو توفير الحماية الاجتماعية والضغط على الاحتلال للتخفيف من معاناة عمالنا في الداخل
وفي كلمة الكتل العمالية والنقابية الاطر واذرع العمالية للقوى والفصائل المنضوية في اطار منظمة التحرير استعرض ممثل الكتلة العمالية التقدمية الاوضاع البائسة للعمال في قطاع غزة دجراء الحصار وممارسات الاحتلال الاسرائيلي وتضيقها على العمال خصوصا عبر ما يسمى بالتصاريح الانسانية الى جانب سياسة حكومة الامر الواقع غير المساعدة في هذا الصدد
واستذكر نضال وتضحيات الطبقة العاملة على صعيد التحرر الوطني او على صعيد النضال الاجتماعي لبناء الاسس لحياة ديمقراطية تسودها العدالة الاجتماعية والحريات،
وقال ان المؤتمر ينعقد في ظروف حساسة ودقيقة وغاية في الخطورة تتزايد في الاعتداءات ضمن خطط الضمك والتهجير بشتى السبل وهي مخططات اتضحت معالمها، وفي المقابل مرحلة تتطلب اخذ المتغيرات الاقليمية والدولية ما يتطلب استرايجية وطنية تقوم على انهاء الاحتلال وتوقف العمال بالاتفاقيات معهة وتعزز الصمود والحقوق والكرامة وتعززظ مكانة منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد، والمشاركة فيها على اساس برنامجها الساسي لتحقيق الاهداف الوطنية التحرررية والاجتماعية وضمان الحقوق وفي مقدمتها الطبقة العاملة حيث اثبت عمال فلسطين انه الطليعة وحجر الزاوية في العملية النضالية برمتها
وشدد على ضرورة ضمان الالتزام بتطبيق الحد الادنى للاجور وتوفير بيئة عمل لاثقة وتدعيل القوانين بما يحفظها ويحميها وكفالتها.
واستهل امين عام جبهة النضال الشعبي، د. احمد مجدلاني، كلمته باطلاق اسم اتحاد نضال العمال الفلسطيني عوضا عن كتلة نضال العمال الذراع النقابي العمالي للجبهة.
وقال اتحدث اليكم بصفي يساري تقدمي اشتراكي وديمقراطي وهذه الصفة الاحب لي حيث عملنا ونضالنا طويلا لتكون عنوانا للجبهة وضمنا في برنامجها الاقتصادي والاجتماعي ، وهذا ما عبر عنه مؤتمرنا الاخير العام
الماضي، عندما تبنى المؤتمر الثاني عشر وثيقة برنامجية نضالية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي تحدد انحيازنا الكامل الى الطبقة العاملة والفئات المهمشة في المجتمع الفلسطيني.
وذكر مجدلاني بأن الحركة العمالية والنقابية الفلسطينية هي امتدادة لهذا الارث التاريخي المجيد منذ عشرينيات القرن الماضي ومن نضالاتها التي امتزجت معا في مواجهة الهجرة الصهيونية والانتداب البريطاني والدفاع عن حقوق الطبقة العاملة التي تكونت مبكر قبل اكثر من 100 عام والتي على ااساسها تشكلت اللجان النقابية وفيما بعد الاتحاد العمالي والذي كان من ابرز قياداته الشهيد سامي طة واميل حبيبي بعده قبل تشتت الحركة النقابية جراء النكبة.
ورأى الامين العام انه مع قيام السلطة الوطنية نشأت مرحلة جديدة وبما في ذلك الطبقة العاملة الفلسطينية وحركتها النقابية حيث تداخلت مهام استكمال التحرر الوطني وبناء مقومات الدولة الديمقراطية مع النضال المطلبي الاجتماعي الذي يعزز الصمود .
وتابع الوضع الجديد يتطلب مجموعة من السياسات التي كان ينبغي على الحكومة اتخاذها لتحقيق الحرية والاستقلال والدولة الفلسطينية، مشدداً أن المسألة الاساس بالنسبة للجبهة كقوة تقدمية ديمقراطية اشتراكية ان الحريات النقابية هي الاساس والعنوان لضمان حرية التظيم والتعبير والعمل ويجب ان تكون مكفولة في قانون العمل وايضا في قانون العمل النقابي كامتداد للحريات الفكرية والساسية والتنظيمية، مشددا على ان التعددية ليست بديلا عن الوحدة النقابية في اطار اتحادات النقابات ويجمعها اتحاد فدرالي جامع، داعيا الى تطبيق اتفاق 2015 وبما يعبر عن سياسة اتحاد نضال عمال فلسطين
واكد مجدلاني انه لا خيار دون تعزيز الحوار بين اطراف الانتاج الثلاث وتطويره لتحقيق السلم الاهلي والمجتمع ومعالجة محتلف القضايا بخصوص اتفاقيات العمل الجماعية وتحقيق بيئة عمل وظروف يستحقها العامل الفلسطيني.
ودعا مجدلاني الى سرعة انجاز واقرار مشاريع قوانين المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وقانون العمل النقابي، وتطوير قانون العمل الفلسطيني ، مقدرا في هذا الصدد ان الخيار الاصوب والاقصر لتعزيز الصمود هو توفير شبكة الامان الاجتماعي للطبقات الفقيرة والمهمشة للحفاظ على مقومات الصمود وذلك باقرار قانون الضمان الاجتماعي الى جانب البرامج والسياسات الحكومية عبر وزارة التنمية الاجتماعية لحماية المجتمع من تداعيات ازمات مذكرا بتداعيات ازمة كورونا على فلسطين. جين ارتفعت نسبة الفقر 114% مما يظهر هشاشة المجتمع الفلسطيني وانهيار الطبقة الوسطى الدنيا .
وخلص الامين العام للقول ان مؤتمر نضال العمال هو بداية للاذرع النقابية والجماهيرية للجبهة بما فيها الاتحادات المهنية والشبابية والنسوية للنهوض بها في اطار تنفيذ قرارات المؤتمر العام للجبهة.
وختم مجدلاني كلمته بوقفة مطولة امام مناسبة الثامن من اذار موجها التحية للمرأة الفلسطينية وخصوصا العاملة، وقال ان الجبهة وتجسيدا لقرارات مؤتمرها الاخير غملت على تحقيق المساواة في اطر واذرع الجبهة ضمن كوتا عالية التمثيل على مختلف الصعد القيادية ومراكز صنع القرار لمنع التمييز وتحقيق المساواة التامة.
هذا وشرع المؤتمر بعد التحقق من اكتمال النصاب في عقد جلسات داخلية مغلقة يناقش فيها مختلف الاوراق والملفات المطروحة على جدول الاعمال.
وعرض محمـد علوش، سكرتير اللجنة التحضيرية للمؤتمر بأن هناك العشرات من برقيات التهنئة والتضامن التي وصلت الى اللجنة التحضيرية من الاتحادات والنقابات العمالية والمهنية ومن الأحزاب التقدمية والاشتراكية العربية والدولية ومن ممثلي الدول والسلك الدبلوماسي.
وأضاف علوش، بأن المؤتمر شكل نقلة نوعية في مسيرة كتلة نضال العمال، الاطار النقابي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني التي وضعت على جدول أعمالها وفي صلب رؤيتها منذ العام الماضي التوجه للتحول الى اتحاد نضال العمّال الفلسطيني، حيث حانت لحظة الحقيقة وفق التحضيرات التي قامت بها اللجان التحضيرية على مستوى دائرة العمال المركزية ودائرة العمل النقابي والجماهيري وبتوجيهات من المكتب السياسي للجبهة.
دائرة الثقافة والاعلام المركزي
رام الله –فلسطين