مصر ترفض مشروع "المدينة الإنسانية" في رفح: تهديد لاتفاقية السلام وخطوة نحو التهجير الجماعي
القاهرة – نداء الوطن أعربت جمهورية مصر العربية عن رفضها القاطع لمخطط إسرائيل المتعلق بإنشاء ما يُعرف بـ"المدينة الإنسانية" في جنوب قطاع غزة، وتحديدًا في مدينة رفح، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل... إقرأ المزيد
عشاء سياسي في واشنطن: ترامب يستضيف رئيس وزراء قطر لبحث وقف إطلاق النار في غزة
واشنطن – نداء الوطن أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سيستضيف، مساء الأربعاء، رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على مأدبة عشاء رسمية في واشنطن، في لقاء سياسي... إقرأ المزيد
برعاية الرئيس محمود عباس.. استقبال أسرى محررين نُقلوا من مصر إلى تركيا ضمن جهود فلسطينية رسمية
أنقرة – نداء الوطن استُقبل اليوم الأربعاء عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين المبعدين إلى مصر، والذين نُقلت استضافتهم إلى تركيا، في خطوة جاءت بتوجيهات مباشرة من الرئيس محمود عباس "أبو مازن"،... إقرأ المزيد
prev
next

الاخبار المحلية

اقرأ المزيد
اتفاق أميركي إسرائيلي فلسطيني يمهّد لانسحاب الجيش الإسرائيلي من مخيمي طولكرم ونور شمس

اتفاق أميركي إسرائيلي فلسطيني يمهّد لانسحاب الجيش الإسرائيلي من مخيمي طولكرم ونور شمس

الضفة الغربية – نداء الوطن أفاد مصدر مطّلع لـ"سكاي نيوز عربية" أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ خلال أيام انسحابه التدريجي من مخيمي طولكرم ونور شمس شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك تمهيدًا...

الأخبار العربية

إقرأ المزيد
مصر ترفض مشروع "المدينة الإنسانية" في رفح: تهديد لاتفاقية السلام وخطوة نحو التهجير الجماعي

مصر ترفض مشروع "المدينة الإنسانية" في رفح: تهديد لاتفاقية السلام وخطوة نحو التهجير الجماعي

القاهرة – نداء الوطن أعربت جمهورية مصر العربية عن رفضها القاطع لمخطط إسرائيل المتعلق بإنشاء ما يُعرف بـ"المدينة الإنسانية" في جنوب قطاع غزة، وتحديدًا في مدينة رفح، معتبرة أن هذه...

ياسر عرفات : بورتريه المُؤَسِّس الرَمز

المتوكل طه

كانت كوفيته معادلاً موضوعياً لخارطة فلسطين ، وكنيته اسماً من أسمائها.عرَفنا العالَمُ من خلال هيأته ، واجترح معجزات جعلته يتقدّم أسماء كونيّة ، مِن تشي جيفارا إلى مانديلا، ولتصبح "حطّته" السمراء، شغافاً لكلّ قلب ثائر وسِمة للفدائيين في خنادق الثورات . وكان ، بجدارة وحقّ، أبَ الوطنية الفلسطينية ، وحادي ثورتها المعاصرة التي قدح زنادها مع معشر المؤسسين الروّاد من الشهداء وأصحاب السير المضيئة.

وربما،لفرادته، لم يتوقّع أحدٌ رحيله ! لأنه نجا من أكثر من موتٍ محقّق ، وبدا طائر فينيق حقيقي ، يُعطي للأسطورة نسَغها وجدواها وجَمْرها الريّان.

رحل الإنسان ياسر عرفات ، لكن حضوره المُدوّي ما فتئ مُقمراً رغم العتمة ، وهادياً رغم الظلمة والظالمين والمرجفين ، وشاحذاً للهمم ، لتواصل صهيلها وتنثر فضّة أنهارها على اتّساع البلاد .

رحل مجازيّاً ، فهو لم يمت تماماً ! لكن فلسطين ، من بعده ، ناقصة ، إلى حدّ الجرح.

كان في ياسر عرفات جناحُ المَلاكِ الخالص، وفي جيبه دفاتر السوق، ما جعله يسير على صخر الهواء، وينجو من فخاخ الأقربين وطعنات الأسمنت والحاملات. وقد حمل الراية في يده ليحقق من خلالها تجميع الشظايا لتكون ترساً صلباً في وجه الدفن والإلغاء، فأصبح خارقاً في قدرته على قدْح هذا البرق في يباب الشتات، وإنزال غيماته في حريق البلاد الواسع. لقد صاغ أسطورته الملموسة الماسية من نثار الاحتمال فوق البشري، والإدراك المستشرِف ، والقلب الشجاع الواسع.. لقد كان جريئاً كالموسيقى!

ياسر عرفات؛ الوالد القائد الصديق الذي راوغ الموتَ ونوازله في كل المنازل، بذل لنا يديه اللتين ترفعان سقف دارنا من القدس إلى العودة، دون أن تخبو جمرة الحلم في المدارك الطالعة وأناشيد المدارس.. لكن أعداءه ، منّا ، سيلاحقونه ليدلحوا السوادَ على يديه البيضاء من غير سوء، وسيبحثون عن قدٍّ في قميصه الشريف، وسيغرزون على شفتيه ذبولهم المريب.

وقوّة الرجل من ضعف شركائه أو لغيابهم العميق، وثغرة سلطانه في بطانته البرمكيّة، وفي المسؤولين الذين اشتطّوا في تبنّي مقولات العدوّ النقيض، ما جعلها ثقلاً جديداً ينوء به الظَهْر الفلسطيني.

وقوة ياسر عرفات الزائدة، هي التي غطّت على المؤسسة برمّتها، فكانت أكثر حضوراً وسطوعاً، وهذا ما يفسّر الكثير من التعويم والنتوءات والفوضى، كما يفسر هشاشة المحيطين به وضآلة تأثيرهم، وذهابهم نحو الخلاص الشخصي، بدل البحث عن صيغة عمل مؤسَّس على منهاج المؤسسة والقانون . لقد كانوا أنانيين أو هامشيين، وكانت قوّته تشبه ضعفهم إلى حدّ كبير.

أما أعداؤه فقد خافوا مكْرَه ونفاذ بصيرته.. فحاصروه كما حاصروه من قَبْل ، إلى أنْ ضرب بقبضته على بوابات القدس ، التي لا تبعد سوى نبضةٍ عن "المقاطعة" التي حاصرهم هم، أيضاً، منها، وشلّ كلّ خيوطهم، وعمل على تقطيعها والحيلولة دون اكتمال النسيج، الذي كان يستهدف جَدْل حبل المشنقة له أو لفلسطين، لا فرق!

وعبقرية ياسر عرفات؛ كبش فلسطين المُكحّل، أراها في تمكّنه من غرس بذرة الدولة في أرض الدولة، على رغم وجاهة الرأي الآخر.. لكنها بذرة لن تموت، وستشرب الكثير من دمنا، على ما يبدو، حتى تمرع وتكبر.. وتظلّلنا! وبالتأكيد لن يتم ذلك تحت شعارات القُطْرية المنتحرة، أو الانغماس في بحر الأعداء مهما تراءى ،زوراً، صافياً وناعماً، فالقوي لا يناقش، بل يفرض ولمصلحته! والحوار يكون بين الأنداد، وليس بين السادة والعبيد، أو الضحية وجلاّدها، والشمس لن تغطّيها شمس أمريكا ودولة الاحتلال.

وياسر عرفات الذي أظهره أعداؤه عقبةً كأداء، بعد أن فرضوا علينا "الحلّ" و"البديل"، وبعد أن شوّهوا بديلنا الوطني، وعملوا على القضاء المبرم عليه، وبعد أن أقنعوا الكثيرين بأن احتجاجنا سيبهظنا أكثر، لنكون ضحايا إيجابيين! سيواصلون إقناعنا بأن نخيط أكفاننا بأيدينا، وأن نبدّل قاموسنا وروحنا وشكلنا، وأن نقطع استطالاتنا لنليق بما فصّلوه لنا من أثواب التابوت، وربما سيجدون، من بيننا، مَنْ يتماهى معهم، ويكون مجلساً يحكم بمشيئتهم التي لا تصادر ثرواتنا، بل ومستقبلنا أيضاً، بعد أن رتّبوا الإقليم المحيط ، وأطبقوا على عنق الأرض، وسينسون، كالعادة، أن شعب الجبّارين الذي أصّله "الختيار" قد أنبت هذا الرجل الذي تناسخت منه المدن والقرى والنجوع والسقائف.

وسنرمي قمصان شهدائنا على وجه النهار، ونستذكر في بيوتاتنا وصفوفنا رجلاً أعطي عمره ، غير منقوص، لهذه الثاكل الحامل فلسطين، وعندها؛ لا بأس من المبالغة المحتملة بأن نقول: لنا صديقٌ مرنٌ، وحميمٌ إلى حدّ القشعريرة أو شدّة القرب.. من دون حجاب، وأن اسمه ياسر عرفات.

***

هذا الرجل تختلف الآراء بشأنه ، لكنّنا لا نختلف معه على مواقفه التي أصرّ عليها، والداعية إلى أن يتمكّن الشعب الفلسطيني من نيْل حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ظَلّ الرجلُ القائد الرمز الختيار .. محتفِظاً بصبا الغابات وصيرورة الموج الحلو، من الجبال إلى الموانئ ، حتى السّجْدة اليانعة على الرمل الموعود بالعشب والنشيد والحَجر .

يبدو عادياً، لأنه البعيد الرائق، الذي يمدّ الينابيع في ظهيرة الظمأ.. ليمرع نايُ الأعراس، في أماسي البلاد . تراه راسخاً، لأنه سيف المتراس ، يفهق بين الجمرة والجرح، ويظل قنطرة للصغار والدوالي.

غصن يديه سلّم النجمة العاشقة ، وصوته ممحاة العتمة الثقيلة ، وبصيرته تتجاوز الغابة السائرة إلى القلعة.

خجله لوزة الجبل. فيه نسغ الرحمة والأعياد. تسمع خرير وجيبه كلما سقط شهاب، أو عثرت فرس عند سواتر النار. فيه تواضع السلالة المستحيلة، وعفو اليمامة المستوحشة.

دمعته زهرة ليمون، وابتسامته ثوب النهر . هو عاهل العاصفة ، وغارس أغصان القَسَم . يتفتح في ليل الزنجبيل، ويعلو على رغوة الكلام . لا تهزّه الحوادث، ويمسك بإصبعيه غُرّة الأرض.. ولن يتركها حتى الساهرة، أو فليأت أمْرُها ليلاً أو نهاراً. ثالث اثنين، الفاروق وصلاح الدين . محمول على باشق الحق. يكره الرمل وأشباه الصُّوَر. ولا يسمع إلا مساجلة النجوم . تجاوز السؤال فأصبح ضلعا في كل بيت . يليق بنا ونليق به في المواسم الصعبة .. ونبقى نُحبّه!

***

زعيماً وأباً بالفعل والمجاز ، وعطاءً وتسامحاً، حتى أعجز معارضيه، وجمع المتجاذبين على اختلاف ألسنتهم ووجوههم. لم يتعالَم ولم يُكَمّم السادر في غيّه أو غضبه ، يُعطي المعادلة موازنتها حتى تتمّ، مثلما يقبّل يد الجريح وجبين الثاكل أو يحمل الصغار في حِجْره كأنهم أكثر من صُلْبه. ولأنه يصنع التاريخ ولم يكن غباراً على صفحاته، عرف جيداً أهمية الثقافة ، بكل مكوّناتها وبمعناها الاجتماعي ، والتي منحها كلَّ أرض العفو، وحرية فطريّة جعلتها تتنفّس بعمق على رغم أنهم أدرجوها في قاع الأجندة، وكانت، في أفضل حالاتها، أكسسواراً للتجميل والمخاتلة!

"ختيار" تجرّأ وبلغ بضعاً وسبعين عاماً من عمره، له حضور رنّان، وعينان تخترقان الستائر والغبار. متواضع إلى حدّ العاديّة، ومَرِن إلى درجة الليونة، لكنه لا ينكسر ولا تندّ عنه نقطة ماء إلا بإذنه وكامل رغبته. أمضى عمره مناضلاً في سبيل قضية شعبه، ما جعله رمزاً لنضال هذا الشعب ولمسيرته الصاخبة الدامية. وعلى هذا – على الأقل – وحده يستحق التقدير والاحترام والعرفان، مهما اختلفت معه أو تباينت بينكما الرؤى والمواقف والتقديرات.

يؤمن بشعبة، وباللحظة المكثّفة التي يراها وضوح الشمس، وهي انتصاره الأكيد. ليس له أنياب السلطان الحاكم أو مخالب الدمويين، يقبل الرأي الآخر، ويتّسع للنقد وإشارات الضيق والغضب.

في كثير من الأحيان لا تفهمه، ويبدو غامضاً، على وضوحه، خصوصاً فيما يتعلّق ببعض الشخصيات، غير المرغوب فيها جماهيرياً، والتي تُعتبر قريبة منه (يبدو أن الأشجار بحاجة دائماً، إلى السّماد .. لتكبر!) لأنه ببساطة، غير مضطر لهذه العلاقة النافرة!. يُعطي دون حساب، وقلّما يُحاسِب.. ما أدخلنا في التعويم الفاسد. يدخل الوحول، لكنه، يظل نظيفاً، ولا يخفض عينيه، بل يبقيهما معلّقتين في السماء. يحبّ ،بوضوح ، الأطفالَ والشعراءَ، ويثق بقدرات المرأة ويقدّمها في مجالسه على الرجال. يبدو لي خجولاً وأقرب إلى التمثال اللحميّ الذي لا تظهر عليه ملامح التعب أو الأحمال أو الكوارث التي تحيط به من كل جانب. فيه حياد البروفايل الجاهز، لكنّ علائم الغضب تبرز كل خليّة في وجهه ويديه، وعندها ينبغي الصمت!

لم نكتشف، بعد، أهمية هذا الرجل، ودوره الحيوي، ومعنى وجوده بيننا بالفعل. إن الألفة تولّد الاستهتار. أظنّ أن هذا الرجل لم ينَم ، كما ننام! ليس خوفاً ، فهو جسور ومشهود له بالشجاعة وثبات القلب الممتلئ، لكن إنساناً يحمل على كتفيه قضية فلسطين ومقدّساتها وشعبها وما يتعرض له، لا يمكن له أن ينعم بحلم خفيف أو بنوم عميق، وهذا يفسر قلّة طعامه، وبساطة مائدته، ومحدودية ملابسه وتعدادها القليل، وغياب الأبّهة عن مكتبه وما يحيط به.

في زهده كبرياء وعمق، وفي صبره متّسع لكواكب وأثقال، وفي صدره هدف يتفلّت مثل النبع بين صخور الصوّان. باختصار يريد أن يُصلّي في القدس المحرَّرة، ليكتب التاريخ أن القدس التي فتحها عمر بن الخطاب وحررها صلاح الدين - رضي الله عنهما - قد أعاد تحريرها ياسر عرفات ، وهذا من حقّه، وكان من حقّه علينا أن نُعيْنه على ذلك ، رغم كل ما نختلف معه عليه، حول قضايا ، على أهميتها ، تبدو ثانوية أمام هذا الهدف العظيم.

خصومه هم غالباً خصوم وأعداء شعبه، ومحبّوه شعوب تهتف لفلسطين ولمقدساتها. بل إن إعداءه سعوا إلى توجيه الإهانات إليه ليعلنوا رغبتهم في كسر شوكته وإذلاله ، رغم أنهم يعلمون أنه لن يمنحهم توقيعه الذهبيّ على وثيقة الاستسلام ، بل سيمنح هذا التوقيع لاتفاق السيادة والدولة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين . ولن يجدوا أحداً غيره يستطيع أن يمهر الاتفاقات، ويثق به شعبه الفلسطيني .لهذا فأعداؤه كانوا عاجزين عن قتله وعاجزين عن ابتلاعه .. أرادوا التخلّص منه لأنه عقبة كأداء في طريق تسويتهم الظالمة لقضية شعبنا ، ويلحّ عليهم لننال حقوقنا المشروعة في حدودها المعقولة والمقبولة ، ولا يريدون التخلص منه لأنه الوحيد القادر على ضبط الفلسطينيين وعلى منح موافقتهم على الاتفاقات ، لهذا يعذّبونه ويسجنونه ويوجّهون غيظهم وإهانتهم له ، وهو صابر ثابت ، مدرك للعبة الصعبة التي تتفاقم حوله .لكنهم سيقضون عليه إذا خرج عن دائرة السيطرة الإقليمية .. وقد خرج ، لأنهم يريدونه بحجم مؤامرتهم ، لكنه رفض.. فقتلوه !

رأيناه يلبس ثياب الفِرَق التي تلعب، بل إنه يلعب بالكرة نفسها وفي الملعب ذاته، وبشروط الحَكم نفسه، لكنه دائماً كان يسعى لردّ الكرة إلى النصف الآخر، أو إلى الفريق الخصم . ربما يكون مضطراً لذلك، لأنّ أسباباً ثقيلة، دولية وإقليمية، تدفعه إلى ذلك الملعب الكريه، ويعرف أبو عمّار جيداً أن لذلك "اللعب" ثمناً باهظاً ، خبره على جلده وروحه .

إن معضلة ياسر عرفات تمثلت، تاريخياً، في إيجاد جواب شاف لسؤال التنازل عن فلسطين التي تم احتلالها العام 1948، رغم كل المبررات التي يسوقها الذين دفعوا باتجاه أوسلو و"السلطة الوطنية" ، والتي لها وجاهتها ، ومن الصعب عدم الالتفات إليها . غير أن عدم إيجاد حلّ لقضية سبعة ملايين لاجئ فلسطيني في الشتات، والإغراق في الحلّ الجغرافي (الضفة والقطاع) وعدم إبقاء منظمة التحرير الفلسطينية غطاء قانونياً وتمثيلياً للاجئين، يعمّق تلك المعضلة، ويُبْقي الأبواب مفتوحة على مصاريعها، للنقد والاتهام.

وبالرغم من أن قوّة الشروط الموضوعية الفلسطينية التي كانت محيطة بياسر عرفات، وقد تسللت إلى بعض سياسات القيادة والقائد، على وجه الخصوص، فإن أبا عمار كان أكثر مناعة من أن تجتاحه تلك الشروط أو تسيطر عليه. والمفارقة، أيضاً، أن بعض سياسات القائد قد أثّرت كثيراً في المحيط المجتمعي الفلسطيني، وظهرت تجلّياتها، غير مرّة، وبشكل ظاهر.

إن إعداء ياسر عرفات الذين انتقدوا سلطته بالفساد هم كاذبون، لأن مصلحتهم تقتضي بأن تكون السلطة فاسدة، غير أن هؤلاء الأعداء يوظّفون هذه الظاهرة للإساءة لياسر عرفات ولابتزاز صورته والضغط عليها. وإن مجمل الانتقادات التي يتمّ توجيهها لياسر عرفات إنما تستهدف ما يمثّله ياسر عرفات وطنياً ورمزياً، ، ولا تستهدف شخصه أو مساوئ موجودة وتمس الشعب الفلسطيني . وهذا لا يعني أن أبا عمار معصوم عن الخطأ، أو لم يكن مُطالباً، فلسطينياً، بمعاودة الكثير من الظواهر وتصحيحها، وعَجْم مَنْ حوله، وفرز الكثير من الخطوط المتداخلة. إنني لا أطالب بتقديس شخص ياسر عرفات، لكنني أعارض الإساءة المجّانية لهذا الرجل الذي أصاب وأخطأ.. لكنه - رغم كل ذلك - لا زال ذلك المناضل الذي لم يتنازل عن القدس ، ولم يعط جواده للريح والأعداء.

وياسر عرفات أسطورة الناس، التي اتفقوا على أن قوامَهُ يحتمل أثقالهم وهواجسهم ورغباتهم ، فوضع كلُ فلسطيني وعربي شيئاً من نفسه في أبي عمّار، فأصبح مِلْكاً لكل الناس الطيّبين، الذين استجاب لهم، وتماهى مع تطلّعاتهم وأحلامهم وعبّر عنها ، وأصبح وجدانهم وهتاف روحهم، وأفتُتِنوا بمخلوقهم، وأصبح نجمَهم الذي يسعون إليه، ويتلقّفون مواقفَه وكلماته، ويحفظونها ويردّدونها، ما يفسّر تلك الجماهيرية والإقبال، منقطع النظير، على التقائه وأخْذ الصور معه ووضعها على جدران التباهي والانتماء..وكيف كانت مشاهد جنازته الاستثنائية !

لهذا، فإن كل عربي وإنساني، يحس أنه "حصَّته" كانت مُحاصَرَة في هذا العملاق الفذّ، وأنه جزء من حالة رمزه الذي يفتخر به ويباهي.. وسيبقى.

همس القوافي

اقرأ المزيد
"قلنا لا تَخَف"… كتاب جديد يمنح الطمأنينة في زمن القلق

"قلنا لا تَخَف"… كتاب جديد يمنح الطمأنينة في زمن القلق

الكتاب هو أحدث إصدارات ولاء العلوش ويُعد محاولة عميقة لإعادة قراءة قصة نبيّ الله موسى عليه السلام،...

خفايا نداء الوطن

اقرأ المزيد
نتنياهو: "فرصة تاريخية للتوسع"... والإبادة في غزة مستمرة بدوافع شخصية وسياسية

نتنياهو: "فرصة تاريخية للتوسع"... والإبادة في غزة مستمرة بدوافع شخصية وسياسية

واشنطن – نداء الوطن في جملة التُقطت عبر "ميكروفون ساخن" خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، قال رئيس وز...

أسرى الحرية

اقرا المزيد
برعاية الرئيس محمود عباس.. استقبال أسرى محررين نُقلوا من مصر إلى تركيا ضمن جهود فلسطينية رسمية

برعاية الرئيس محمود عباس.. استقبال أسرى محررين نُقلوا من مصر إلى تركيا ضمن جهود فلسطينية رسمية

أنقرة – نداء الوطن استُقبل اليوم الأربعاء عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين المبعدين إلى مصر، والذ...

تقارير اخبارية

اقرأ المزيد
شاس في مفترق طرق: مناورة محسوبة أم انسحاب متأخر قد يسقط حكومة نتنياهو؟

شاس في مفترق طرق: مناورة محسوبة أم انسحاب متأخر قد يسقط حكومة نتنياهو؟

القدس – نداء الوطن عقب انسحاب حزبي ديجل هتوراه وأغودات يسرائيل من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، بات...

الاعلام العبري

اقرأ المزيد
الحريديم يصعّدون: انسحاب من الائتلاف وتهديد بدعم إسقاط الحكومة إذا لم يُقر قانون التجنيد

الحريديم يصعّدون: انسحاب من الائتلاف وتهديد بدعم إسقاط الحكومة إذا لم يُقر قانون التجنيد

نداء الوطن – القدس أعلن كبار قادة التيار الحريدي في إسرائيل، صباح اليوم، أن انسحاب حزبي "ديغل هتورا...

الاغاثة والتنمية

اقرأ المزيد
العشائر الفلسطينية تؤمّن توزيع المساعدات في غزة… والمؤسسات تبدأ بتسليم الدقيق والطرود الغذائية

العشائر الفلسطينية تؤمّن توزيع المساعدات في غزة… والمؤسسات تبدأ بتسليم الدقيق والطرود الغذائية

نداء الوطن – غزة بدأت مؤسسات دولية ومحلية مختصة، صباح اليوم الخميس 26 يونيو 2025، بتوزيع المساعدات...

نداء الوطن - آخر الأخبار والمقالات الحصرية في السياسة والمجتمع