صدر في القاهرة، عن دار نفرتيتي للنشر والتوزيع، كتاب "أوراق رجائي فايد والمسألة الكردية"، للكاتبة والصحفية المصرية ولاء عبد الله أبوستيت، ويقع الكتاب في 256 صفحة.
والكتاب عن سيرة رجائي فايد، أحد الأعلام المصريين الذين أفنوا حياتهم في دراسة الحالة الكردية والحديث عنها ونشر تعرجاتها بصور شتى في مصر والعالم العربي.
وقد قسمت الكاتبة الكتاب إلى قسمين، الأول؛ جاء بعنوان: حديث البدايات ومسيرة الحياة. وفيه اعتبرت المؤلفة أن للكاتب نشأتين، الأولى والتي تعد النشأة العادية لأي إنسان، وثانية؛ وهي تلك التي تُشكل مسيرة حياته وإبداعه.
وفي جزء النشأة الأولى والذي جاء تحت عنوان: الميلاد ومسيرة البدايات، تتبع الكاتبة أثر الأستاذ رجائي فايد مع بدايات نشأته في قرية نواج، التابعة لمحافظة الغربية، في دلتا مصر، وصولا إلى دراسته الجامعية التي بدأها في الإسكندرية ثم تحول للقاهرة في كلية الزراعة ليلتق هناك زميله الشاعر "سمير عبدالباقي" والذي كان نافذته الأولى التي أطل منها إلى عالم اليسار المصري في هذه السن المبكرة، ثم ليكون رفيقه وصديقه طوال هذه الفترة فرج فودة الذي يسرد عنه حكايات لم تُرو من قبل عن تلك المرحلة في حياة المفكر المصري الكبير شهيد كلمته.
تتناول الكاتبة أيضا في الكتاب تغيير آراء الكاتب حول الحقبة الناصرية وموقفه من الملكية، كما تسرد مسيرته التي كاتبا وأديبا يأمل أن يُشار له بالبنان وأن يكون أحد أعلام عصره.
وفي "النشأة الثانية".. تتطرق إلى "التحول إلى التخصص في المسألة الكردية"، والذي بدأ مع رحلة عمله التي ذهبت به إلى أربيل، ومعايشته للواقع هناك خلال فترة تاريخية شهدت الحرب العراقية الإيرانية ومأساة الأنفال، ومنها عودته إلى مصر، والتخصص في المسألة الكردية، ومشاركته في الاعداد لأول حوار عربي كردي تستضيفه مصر في تسعينيات القرن الماضي، ثم ما قدمه في تلك المسيرة وصولا إلى تأسيس المركز المصري للدراسات الكردية، وتدشين اللجنة العربية لحرية أوجلان.
وضع القسم الثاني من الكتاب، مقالات ودراسات للأستاذ رجائي فايد الذي رغم أنه لم يحصل على الدكتوراه إلا أنه أشرف على عشرات الرسائل الجامعية التي تناولت المسألة الكردية من جوانب مختلفة.
وفي تقديمها للعمل تقول الكاتبة: "هذا العمل هو عن كاتب من طراز مختلف، كان الأول في حقله ومجاله، فهو أب للمتخصصين المصريين في الدراسات الكردية -إذا ما قلنا أن الكاتبة الراحلة درية عوني دفعها للتخصص في المسألة الكردية جذورها الكردية التي كانت تفخر بها وتعلنها مع كل من تلتقيه- دفعته الظروف الحياتية إلى هذه الجغرافيا الفريدة، إلى أرض كردستان في ثمانينيات القرن الماضي، لتكون بمثابة عملية التحول الذي لم يكن يحسب له ذلك الأديب الشاب وقتها حسابًا، فعكف على دراسة المسألة الكردية من جوانبها كافة: التاريخية، السياسية، الاجتماعية والثقافية، ولدى عودته إلى مصر وبعد مرور ما يناهز العقد بدأ في تقديم كتاباته عن القضية الكردية وبدا كمصدر فريد في هذا الحقل الذي لم يطرق بابه أحد من قبله".