مع تسلّم اليمين المتطرّف السلطة في دولة الاحتلال أخيراً، بدأت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تتحسّب لِما يمكن أن ينجم عن أدائه من مواقف خطيرة خلال الفترة المقبلة، وهو ما دفَعها إلى رفْع وتيرة استعداداتها لإمكانية اندلاع مواجهات عسكرية بينها وبين جيش العدو، راهنةً موقفها المستقبلي بالخطوات التي ستتّخذها الحكومة الإسرائيلية، واحتمال تجاوزها الخطوط الحمر.
وبحسب مصدر فلسطيني، تحدّث إلى «الأخبار»، فقد عقدت الفصائل، خلال الفترة الأخيرة، سلسلة لقاءات للتباحث في التحدّيات التي يفرضها وجود قيادة فاشية عنصرية في دولة الاحتلال، وطريقة التعامل معها، وسط تقديرات بأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستدفع بالأوضاع إلى التفجّر، ما يعني أن المواجهة ستكون شبه حتمية في مختلف الجبهات، بما فيها قطاع غزة. وبناءً على تلك التقديرات، كثّفت المقاومة من تحضيراتها لاندلاع جولة قتال أو أكثر خلال العام الحالي، متّفقةً على ضرورة منْع قيادة العدو من تجاوز الوضع القائم في القدس المحتلّة والمسجد الأقصى، أو من الإقدام على إجراءات دراماتيكية في ما يتّصل بملفّات الأسرى وضمّ الضفة الغربية وأحوال الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة عموماً.
ووفقاً للمصدر، فإن المقاومة تدرك أنه لا يمكن إمرار خطوات العدو التصعيدية من دون ردّ، لأن ذلك سيشجّعه على التمادي في محاولة فرْض وقائع جديدة ضدّ القضية الفلسطينية والمقدّسات الإسلامية والمسيحية.
وسّعت الفصائل الفلسطينية، خلال الفترة القصيرة الماضية، من تدريباتها استعداداً للمعركة القادمة
ووسّعت الفصائل الفلسطينية، خلال الفترة القصيرة الماضية، من تدريباتها استعداداً للمعركة القادمة، وهي أجرت، نهاية الشهر الماضي، مناورة عسكرية مفاجئة بالذخيرة الحيّة شمال قطاع غزة بمشاركة مختلف أذرعها.
وعلى المستوى السياسي، نقلت حركة «حماس»، بحسب مصدر في الحركة تحدّث إلى «الأخبار»، إلى الوسطاء، خلال عدّة محادثات جرت في الآونة الأخيرة، تحذيرات من أن «ذهاب حكومة الاحتلال إلى تجاوُز الخطوط الحمر، وارتكاب جرائم جديدة بحق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، سيؤدّي إلى تفجّر الأوضاع، وإلى تدهور في المنطقة بأسرها»، مشدّدة على أن «المطلوب من مختلف الدول والمجتمع الدولي الضغط على حكومة الاحتلال المتطرّفة ووقْف خطواتها الخطيرة تجاه القضية الفلسطينية».
وعن تهديدات رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال المنتهية ولايته، أفيف كوخافي، رأى المصدر أن «هذه التهديدات نابعة من خوف العدو من نشوب مواجهة عسكرية جديدة، وإدراكه أن المقاومة تتقدّم وتتطوّر في قوّتها وقدراتها العسكرية، وباتت تمتلك وسائل تتجاوز من خلالها العقبات التي يضعها أمامها»، عادّاً حديث كوخافي بخصوص أنفاق المقاومة «اعترافاً بعجز جيش الاحتلال أمام هذا السلاح المهمّ في يد المقاومة، وخشيته من استمرار تطويره».
وكان كوخافي قد قال قبل أسابيع من نهاية ولايته، في تصريحات صحافية: «عملياتنا العسكرية المتكرّرة لن تختفي خلال السنوات المقبلة»، مضيفاً: «لن تقوم دولة في غزة، وفي النهاية يجب علينا التعامل معهم عسكرياً لفترة طويلة، وإذا نجحنا في خلْق فترات طويلة من الهدوء مع غزة بين كلّ عملية عسكرية قصيرة وأخرى، أو بين كلّ عملية طويلة جدّاً وأخرى، مع تدفيع غزة الثمن الباهظ، فهذه حقاً استراتيجية معقولة».
وتابع إن «قائد حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، يفهم أن قنابلنا ومعلوماتنا الاستخبارية ممتازة، وأنّنا نعرف مكان الأنفاق، وأنه حتى لو قام بترميم تلك التي تضرّرت في حارس الأسوار، أو بنى أنفاقاً جديدة، فسنجدها».