احصل على 7000 دولار مقابل جرامواحد من سم العقرب المصري...تفاصيل

 

تتسبب سموم العقارب في إصابات عديدة منها القاتل ومنها الخطير بينما يستمر العلماء في إستخلاص المواد السامة ودراستها في محاولات مضنية للوصول الى شفاء منها.
بينما كان الشاب الجامعي خالد فتحي، يعالَج في قسم السموم بمستشفى جامعة بني سويف إثر إصابته بلدغة عقرب، كانت الدورية المرموقة في علم الأدوية المناعي «إنترناشونال إمينوفارماكولوجي»، تنشر دراسة لفريق بحثي من كلية الصيدلة بالجامعة نفسها، حول استخلاص مواد علاجية من سموم العقارب، في مفارقة تثير التساؤلات حول كيفية الحصول على أسباب الشفاء من هذه السموم القاتلة.
والبحث الذي أنجزه باحثون من قسم الصيدلة بجامعة بني سويف، هو محاولة بحثية في اتجاه لفت الانتباه لهذا المصدر المهمَل، حيث استخدمه الباحثون في علاج التهاب المفاصل.

وقال الفريق البحثي في مقدمة دراستهم، إنهم اتجهوا نحو اختبار فائدته في هذا الاتجاه، وذلك بعد أن أثبتت دراسات سابقة إمكانية استخدامه في علاج الكثير من أمراض المناعة الذاتية.
وكما توقع الباحثون، كان سم العقرب «لورياس كينيكيستراتس» فعالاً في هذا الاتجاه، ورصدوا خلال تجاربهم التي أُجريت على فئران التجارب، علامات تؤكد فاعليته في الشفاء من التهاب المفاصل الروماتيدي، حيث تسبب في انخفاض واضح في عدد من المؤشرات مثل عامل الروماتويد، وعامل نخر الورم ألفا «إنترلوكين - 6»، كما كشف الفحص النسيجي لمفصل الركبة والطحال في الفئران المصابة عن تحسن كبير، مما يشير إلى إمكانية استخدام سم العقرب في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

وقبل هذا البحث، كان هناك بحث آخر نُشر في شهر يونيو الماضي، واشترك فيه باحث من قسم علم الحيوان بكلية العلوم جامعة قناة السويس، مع فريق بحثي من كلية العلوم الصيدلانية بالجامعة الطبية الجنوبية بالصين.

وأثبت الفريق البحثي المشترك خلال دراسته المنشورة في الدورية الصينية المتخصصة في سموم الحيوانات «أدفانسيد ريسيرش أون أنيمال فينومس»، أن سم العقرب المصري له تأثير قوي مضاد للأورام على خلايا سرطان الرئة البشرية عن طريق إتلاف الغشاء والهيكل الخلوي في الجسم الحي وفي المختبر.

ويتمنى محمد حسني حسن، الباحث في قسم الكيمياء الحيوية الطبية، بكلية الطب بجامعة جنوب الوادي، (جنوب مصر)، أن تعطي مثل هذه الأبحاث دفعة محلية لمنتجات دوائية تعظم من قيمة سم العقرب المصري.

 

وتميل مصانع الأدوية إلى الطريق الأول، وهو ما أدى أخيراً إلى ظهور شركات ناشئة في مصر تقوم على نشاط جمع العقارب واستخلاص السم منها.

ويبلغ سعر الجرام الواحد من سم العقرب نحو 7 آلاف دولار أميركي، والجرام الواحد يتم الحصول عليه من استحلاب نحو 3 آلاف عقرب مرة واحدة في الأسبوع، غير أن بعض راغبي المكسب السريع يقومون باستحلاب العقرب الواحد أكثر من مرة في الأسبوع، وهذا من شأنه أن يُفقد السم محتواه المهم، ويكون الناتج سماً عديم النقاوة لا قيمة له، كما أن بعضهم يخلط سائل السم مع مادة مخاطية تخرج من العقرب، لعدم قدرته على التمييز بين الاثنين، وهذا من شأنه أيضاً أن يؤثر على نقاوة السم، كما يوضح أبو السعود.

والحل الذي يقترحه محمود عمرو، أستاذ الطب المهني بجامعة القاهرة، ومؤسس المركز القومي للسموم بمصر، هو أن تتدخل الدولة بقواعد منظمة لهذا النشاط، بحيث يخضع أي سم يتم تصديره للفحص للتأكد من نقاوته.

ويقول: «من المؤسف أن يكون لدينا مصدر مهم كهذا ولا نستغله، وننتظر أن يأتينا في صورة منتجات أدوية مستوردة من الخارج بأسعار مرتفعة، بينما مادتها الخام خرجت من أرضنا».

 

 

نداء الوطن