مؤسسة سيدة الأرض رافعة متميزة من روافع العمل الوطني

بقلم: بكر نعالوة

 

أنا رجل أؤمن جداً بمن يدركون قيمة الفعل وأبعاده، وأقدر عنفوان الشغف على نحو يميل إلى عمق التفاصيل، وأشياء قد يظنها البعض هامشية، إلا أنها فعل متكامل يرسخ سطوة الذاكرة والحضور، فارضاً ذاته في صور متعددة، لا لبس فيها ولا تراجع .

يجذبني جداً هذا الطاقم في سيدة الأرض وهذا الحارس الفتي بعطائه وأناقة حضوره (د. كمال الحسيني)، وهم يرسخون أناقة المجتمع المدني، والدور البارز الذي يجب أن تلعبه المؤسسات الفلسطينية، لتكون رافعة للعمل الوطني في ظروفه وأبعاده المتعددة، متصدرة هذا المشهد الخافت المريب .

يسعدني دوماً أن أكتب عن هؤلاء الذين أفتخر بهم وبعملهم وعطائهم المستمر، هناك مشاعر تختلج صدري مبتهجا بهذا النهج، الذي أعده رافعة للعمل المؤسساتي، تبعاً لتلك الحالة الفريدة التي تتصدرها سيدة الأرض وحراسها الأوفياء في أدوار متعددة على صعيد الثقافة الوطنية العامة ومأسسة الرواية الفلسطينية من زوايا متعددة تليق بتلك التضحيات، وهذا الصمود الأسطوري الذي يسطره شعبنا في كل تفاصيل حياته .

في تونس الخضراء حطت رحالنا حين أجبر قائد ثورتنا على مغادرة بيروت، وكتب درويش مودعاً هذا البلد الأمين كيف نشفى من حب تونس !! .. لن نشفى يا درويش وستبقى تونس جزءاً من ذاكرتنا الفتية، يؤمها كمالنا بين الحين والآخر ليوثق تلك الحالة الأسطورية بين توأمين يتشاركان هموم واحدة وتفاصيل عظيمة .

يواكب هذا العصر الرقمي من متحف سيدة الأرض هناك ، معلنا عن إنجاز ثقافي يؤرخ تلك الحكاية الصامتة، ويجسد هذا الخراب الذي حل بشعبه في العام ١٩٤٨((النكبة)) بفيلم نوعي مستخدما تقنية الهولجرام بالشراكة مع رجل أعمال فلسطيني مبدع، هو الآخر حرص أن يضع بصمته مع هؤلاء الحراس الذين اختاروا أن يسلكوا طريقا يواكب عصرنة الرواية وحمايتها، واقتناء تفاصيلها في ظروف متعددة تلاحق هذا العصر وغطرسة أكاذيب ومحاولات هذا المحتل لطمس الحقيقة وفنائها .

ومن تونس إلى المحروسة مصر يحشد جيشاً من مثقفيها وفنانيها، ممهداً الطريق نحو مفاجآت تسر قلوبنا كما فعل في نابلس، وهو يأم تفاصيلها بحشد من الأصدقاء المؤمنين بعدالة تلك القضية وبعدها القومي الذي لن ينضب أبدا، وسيبقى خالداً بجهود من هم مثله والغيورين من أحرار العالم الذين يحيطون قلوبنا بدفيء مشاعرهم، ويكفي ذلك المشهد الحقيقي الذي جسده الفنان أحمد بدير بدموعه المنهمرة قهرا على حال أشقائه هنا .

ويكتب (د. كمال الحسيني) وتكتب (سيدة الأرض) أروع الأمثلة الداعمة لنخبة المثقفة، التي قد نظن أحيانا أنها هشة وتفتقد الحاضنة، لكن هناك من يحاول دائما أن يكون دافعا وداعما، يأخذ بأيديهم ويجعل منهم شركاء نجاح كما يقول دائما، وهو الحريص على الشراكة .

قد تكون الخاتمة والمقالة عموما جزءا من عادتي التي أبرر بها انتمائي ووفائي لتلك النخبة التي أحرص على مدحها وذكر مناقبها، حرصاً على تقدير جهود هؤلاء الذين أعدهم جنودا لتلك الحقيقة وحلقة الوصل التي تنقل همومنا وتطلعاتنا وبعض تفاصيلنا الكثيرة جدا .

محبتي لكم .

 

· كاتب من مدينة طولكرم

 

 

نداء الوطن