غادة والقدر

نداء الوطن -

 

تتوالى الأحداث تِباعاً لا تعرف لماذا حدث ما حدث ؟ ولا تدرك غاية ما حدث!!! ،مندهشاً من غرابة اهدافه وشراسة نتائجه ، لا تستطيع اختصار الحكاية ، ولا سعة في قلبك لشرح تفاصيل الراوية لا بالصوت ولا الصورة ، و الزمن هو الحَكم ، وما تبقى من أقوال مأثورة ، لا يمكنك استيعاب عنفوان المحيط البعيد ، ولا بحور الغدر القريب ، الصمت هو ابلغ رسالة ، وما العنه من صمت حافراً بمخالبه جدارن القهر ، يرسم جدارية عنوانها غادة والقدر .
تتوالى الأحداث الجسام ، وجسمك الهزيل يحاول ايصال اشارات النصر عبر ممرات الصبر وزقاق الأمل المنتظر ، فما زالت الحياة جميلة بريئة من أفعال أشباه البشر .
تتوالى الأحداث متسارعة عبر اشتباك مع الة الزمن فلا يمكنك العودة لطفولة مريرة ، ربما كان في بعض لحظاتها فرح ، ولا يمكنك معرفة ما هو قادم و آتى وما هو مُقترح..... ربما هي بداية جديدة فاتنة بمباهجها ، ولربما نهاية حياة قاتلة بنوائبها ، انه القدر يغلبنا دوماً ، لا نعرف خباياه وهداياه ، فإلى أين المسير ؟ وما هو المصير ؟؟ في ظل غياب النصير وانعدام الضمير ؟؟
على مشارف سن الأربعين تنظر بعين الحكمة للأخرين ، الحياة كمقاطع فيديو تشاهدها بلا شماتة ولا استماتة ، يتخللها استحضار ماضى مؤلم ، انها عدالة السماء في الحياة فوق الأرض لا تحتها ، لكن قلبك الصغير لا يحتمل قسوة الأيام ، كمٌ هائل من الأسئلة أولها لماذا وأخرها أذكر السبب ، ساعات مظلمة وليالى حزينة ، سنوات تارة عليلة وأخرى مريرة ، حالكة في سوادها حائرة في سويعاتها .
يطوف عمرك حولك يسألك هل من مزيد ؟ جوابى حاضراً سؤال يقصف سؤال الجبهة الأخرى ، الا وهو هل استطيع الإختيار ما بين البقاء او الإندثار ؟
مرة أخرى سنواتي تسألنى هل تريد الإستعانة بصديق ؟ نعم فأنا من عشاق القراءة والكتاب خير صديق وجليس ....وهل احتمل الحياة بلا اصدقاء ، اداعبهم في الصباح والمساء ....
تكراراً ومراراً مع غروب شمس كل يوم أسير بنوائبه ، معتقلٌ بإمكانياته ، في رعاية لاحول ولا قوة الا بالله ، والحمد لله .
تطوف سنونك حَولَك ومن حولِك يختصر الحكاية بأحرف سبعة ، اولها السماح وأخرها ياء المتكلم .... وتبقى الرواية معلقة ما بين البشر ورب البشر وقلب منكسر وحلم مستتر ......
يدور الزمن بكامل عجلاته ، وانت بكامل قواك العقلية والجسدية صامتاً حائراً ، غائراً تارة وساتراً تارة أخرى ، لا عاد للكلام مغزى ، ولا عاد للعتاب رجوى ..... نقطة في نهاية السطر ، كقانون يفصل ما تبقى عن ما صدر ، والكلمة الأولى و الأخيرة تبقى للقدر ......
بقلم غادة عايش خضر
غزة - فلسطين

 

نداء الوطن