وفاء حميد
مشروع القانون لتقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا ، فكرة تحظى بإجماع يهود وصهيوني ، وتلقى رواجا لدى الائتلاف الحكومي وأحزاب اليمين لتهويد القدس القديمة وتقسيم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم ، أعده "عميت هاليفي" عضو الكنيست في حزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، يهدف إلى تقسيم الاقصى مكانيا وزمانيا بين المسلمين واليهود .
ويقترح فيه هاليفي تغيير الوضع القائم إلى مااسماه " جبل الهيكل" (المسجد الأقصى ) ، والسماح لليهود لاقتحامه بحرية وعلى مدار الساعة ، وتثبيت ملكيتهم للمكان مع حملة دعائية عالمية لحق اليهود في القدس لدحض رواية المسلمين حول حقهم المقدس وملكيتهم للقدس .
وهو ادعاء يطعن قدسية الأقصى للمسلمين وحقهم المقدس في جميع ساحات الحرم ، ويعد هذا القانون أحد تجليات الحرب الدينية التي يقودها اليمين الإسرائيلي والصهيونية الدينية اليهودية ضد الأقصى .
مشروع القانون هو انتهاكا للقوانيين والمواثيق الدولية ، التي تعتبر القدس محتلة بالكامل ، وهو انتهاكا على الحقوق الدينية للمسلمين ، ويشكل اخطر مرحلة للمسجد الأقصى ، الذي يتعرض لهجمة شرسة من قبل الاحزاب اليهودية الدينية ، حيث تحاول احزاب اليمين الديني ومعسكر اليمين والائتلاف الحاكم أن تظهر لجمهورها وناخبيها فرض سيادتها الاحتلالية في ساحات الحرم ، والمضي نحو إقامة " الهيكل " المزعوم .
والاحتلال بمساسه للأقصى المبارك ومحاولة تقسيمه الأوضاع في فلسطين التاريخية ، ستؤدي لاندلاع الشرارة لتصل كافة الأقطار العربية والإسلامية ، وهذا المخطط الفاشي هو استهداف لعقيدة المسلمين وكل الأمة الإسلامية ، وعلى الأمة العربية والإسلامية العمل لمواجهة هذا المخطط الصهيوني لبناء الهيكل المزعوم ، و العمل للدفاع عن مقدساتها، وفضح المطبعين مع الاحتلال .
و مؤازرة صمود الاهالي في الداخل وإطلاق حملات إعلامية لإبراز معاناتهم، وتعزيز التواصل معهم، وإفشال أهداف الاحتلال بتمزيق مكونات المجتمع الفلسطيني، وتضييق الخناق على الاهالي في الداخل المحتل، واستهداف هويتهم العربية، وإجهاض انتمائهم الفلسطيني، و تشكيل وحدة وطنية فلسطينية في مختلف الساحات، لمواجهة مخططات الاحتلال.
و تصعيد المقاومة بكل أشكالها ضد مخططات الاستيطانية المعادية للفلسطينيين، ولجم التصريحات العدائية بتصعيد العمليات الفدائية النوعية كفيل بردع الحكومة الفاشية عن مخططاتها وتجاوز الحقوق الفلسطينية.
ولا يزال الاحتلال يكثف عدوانه في المسجد الأقصى، بالتزامن مع المقترح الذي تقدم به عضو الكنيست الصهيوني "هليفي" والذي دعا خلاله إلى تقسيم المسجد الأقصى، و يؤكد المقترح إلى إمكانية البدء في إجراءات الهدم في ضوء اجماع أعضاء الكنيست المتطرفين لدعم المقترح أمام الكنيست و هو تقسيم الأقصى مكانيًا وزمانيًا، و تهويد مدينة القدس بأحيائها الاسلامية والعربية التي يعيش بها الفلسطينيين والعرب منذ آلاف السنين.
وتسعى الحكومة الفاشية البحث عن انجازات تاريخية في ظل توتراتها الداخلية، كطوق للنجاة ، معتقدة أن اللعب بأوراق ساخنة في المسجد الأقصى سيعطيها فترة زمنية ، لتحقيق انجازات على حساب مصير ودماء الشعب الفلسطيني.
ولابد أن يكون الرد على الاحتلال ليس مجرد شعارات، بل فعل وخيارات ضد سياسته التصعيدية الممنهجة على الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية .