عندما يرسل لك القدر رسالة مفادها قد آن موعد الرحيل ، وقفل أبواب المستحيل والممكن واللا ممكن ، المحتمل والأكيد ، رسالة تستحق الصمت وسكون جميل ، وهل تستطيع الرد على مرسل الرسالة رد أولى وأخير !!!!!
أنها الرسالة الأخيرة المسموعة اللا مقروءة ، تطرق أطواق القلب المكسورة ، بلا حَزن بلا جَزِر ، تعلن فتح أبواب النهاية ....
ربما هى الرسالة الأغرب منذ الولادة ، إفادة جامعية دون شهادة ، كلُ شئ فيك يرفض الإستجداء ويأبى الدعاء ، وما الممات حق على محبى العبادة ، ربما هى أجمل رسالة واعبق كلمات يترجمها القدر دون مفاوضات ، أو نداءات ، أنها نهاية النهاية ......
ومع مراسم الوادع الأخير ، روحك تطالب رؤية دقائق مشاهد وقت الأصيل ، وداع طفلتى الجميلة صاحبة الإبتسامة الرقيقة ، رحلة بريئة تتفقد أسواق المدينة ، الصعود الى السطح وتأمُل بنيان غزة الحزينة .... سويعات وتبدأ طقوس الرحيل ، يطالبونك السماح وعفى الله عما سلف ، تلك الجملة الخفية التى دمرت العباد ، وأعطبت الأجساد ، وَبِتَ عدداً في مقابر الأرقام والأعداد....
تراوضك الحياه عن عشقك لها ، فهل يعشق القاتل يوماً القتيل ؟؟!!! ، ربما نعم وربما لا كرسالة اعتذار عن نائبة الدهر والشكر الجزيل ، عتاب بين محب وصديق جليل ، مراجعة حق بلا دليل ، كعام الفيل وحجارة السجيل .....
تُقسِم تبصم وعيناك تُتَرجِم ماعادت الحياة حياة ، ولا سارت الأمال بين الأحياء ، تجزم بأنها الوقيعة ما بين الوهم و الأحلام والخديعة ، تترحم على سنون العمر المنسية ما بين القدر والقضاء ....
الحرب الدائرة بين ذات والزمن ، وهل مِن مُنتصر في عصر المِحن ، سباق أيام مع سنين بلا حساب أو ثمن ، احساس مُدقع غلبه الوسن ........
ولتكن النهاية ..... وروود نثرها الجميع على بقايا روح ، بيت شعر غزلهُ شَاعر جَارح ومجروح ، خِطاب النهضة بعد نصر مذبوح.....
ولتكن النهاية أخبار مرئية تشبه فى طياتها جولة فى الصحافة العبرية ، ورد فعل وتحليلات سياسية ، ما بين المتوقع والمأمول وأمنيات سبية ، في وطن حائر متنقل ما بين الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية .....ولتكن النهاية كمن يساوى بين الجاني والضحية .......
بقلم غادة عايش خضر
غزة - فلسطين