
سائق الفورد
يوسف شرقاوي
مع احترامي لسائقي الفورد جميعا "سائق الفورد" مصطلح يطلق على السائقين الذين يعملون على سيارات ليس بالضرورة بأن تكون من طراز "فورد" ربما تكون من طراز آخر ، شرعية أكانت أم مشطوبة، شرعية أي مستوفاة لكافة شروط أنظمة السير في مناطق السلطة.
أما المقصود ب"المشطوبة" أي أنها أصبحت متهالكة وغير آمنة للسير على الطرق العامة، أو ما يطلق عليها من توصيف دارج ومتعارف عليه "نازلة عن الخط" لتقادمها، وتهالكها.
عودة على ذي بدء "سائق الفورد" حيث يستطيع هذا السائق ان يحشر الركاب كيفما يشاء، وبمجرد أن يشغل محرك السيارة، ويغلق أبوابها على الركاب، يقود سيارته بالسرعة التي يريدها، حتى لو كان من بين هؤلاء الركاب،من هو مسن، وحتى لو كانت من بينهم إمرأة حامل، أو إمرأة تحمل طفلا رضيعا .
يفرض هذا السائق، على الركاب "الأسرى" إن جاز التعبير، إسماعهم الأغنية التي هو يريد سماعها، أو إن كان ذلك السائق متدينا يسمعهم الأحاديث الدينية، أو الآيات القرآنية، خلال فترة حشرهم ، أو " أسرهم" في سيارته ، والتي تعني له "مملكته" أو نظام حكمه، يمارس فيها ساديته كما يشاء، بدون حسيب، أو رقيب.
الركاب "رعاياه" المغلوب على أمرهم، يتجاوز بهم عن المركبات الموازية لسيارته،أو المقابلة لها كيفما يحلو له، وكيف ما يشاء، وبالسرعة التي يريد.
في فصل الصيف قد لا "يمن" عليهم بهواء بارد من مكيف سيارته، وقد يكون العكس في فصل الشتاء القارس، بحجة أن المكيف معطل، وقد يتجاهل، ويضرب عرض الحائط بمطالبهم إن الحوا عليه بمطالبهم غير "المشروعة".
أستطيع توصيف ثقافة "سائق الفورد" ولو بتوصيف مكثف، بثقافة الحاكم العربي المستبد ".
ومفهوم الحاكم العربي المستبد بالقيادة ، ليس أرقى من مفهوم "سائق الفورد" وللأسف فلسطين ليست استثناء.