وفاء حميد

بعد عمليتي حوارة والخليل يشهد الاحتلال الصهيوني معضلة حقيقة أمام العمليات النوعية التي نفذها ومازال ينفذها الشباب الفلسطيني ، ماجعل للمقاومة بصمة واضحة على جبين العدو الصهيوني ، فحطمت قوة ردعه ، وقدراته على تحقيق الأمن لقطعان مستوطنيه ، بينما اصبحت العمليات الفدائية رد فعل طبيعي للثأر لدماء الشهداء التي تراق يوميًاً في الضفة المحتلة على يد قوات الاحتلال والمستوطنين .

فبعد عمليتي حوارة والخليل الأخيرتين التي تزامنتا مع اقتحامِ المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك ، والمشاريع الاستيطانية المتواصلة ، إضافة هدم البيوت ومصادرة الممتلكات الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين ، وغيرها من الاعتداءات والاستفزازات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ، عقد الكابينت الصهيوني اجتماعاً عاجلاً لمناقشة التعامل مع هذه العمليات الآخذة بالتصاعد ، وخرج بتهديد شديد النبرة حيث صرح مكتب رئيس الوزراء الصهيوني ، (أن الكابينت اتخذ سلسلة من القرارات لمعاقبة المنفذين ومرسليهم، وتفويض رئيس الوزراء الصهيوني ووزير دفاعه باتخاذ أي قرار دون الرجوع للكابينت) .

وقد طرح محللين سياسيين بالشأن العبرية أن العدو قد يقوم بعمليات واسعة في الضفة أو تنفيذ عمليات اغتيال ، واستهداف البنى التنظيمية في الضفة الغربية لإحباط أعمال المقاومة غير المرئية للعدو ، الأمر الذي يجعله يجد صعوبة في استهدافها ، بالإضافة إلى العديد من العمليات الفدائية ، حيث أن البنى التنظيمية تخلق أرضية من الدعم والتحفيز لإستمرار المقاومة ،

وبالرغم من التعقيدات الأمنية والعوائق نجد أن المقاومين لم يستقبلوا بأكاليل الورد من قبل شعبنا الفلسطيني وذلك تحسباً لأي خطر يطال الفدائيين المقاومين نتيجة الإجراءات الأمنية الناتجة عن طرفي التعاون الأمنية ، فهذه العمليات المتواترة هي رسالة تعبر عن رفض شعبنا لمبدأ التنسيق الأمني مع الاحتلال ، وأن كل الجهود الأمنية والعسكرية والسياسية والتباحث مع الدول الإقليمية المجاورة ، لا يمكن أن يوقف المقاومة التي باتت خياراً وحيداً لشعبنا الفلسطيني ولاسيما هذا الجيل المقاوم الذي خالف نظرية دايتون التي عقدت عليها الآمال بفرض الخنوع والخضوع لواقع الإحتلال والاستسلام له ، ما يدل على هشاشة المنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية وعدم معرفتها لتوقيت وقوع الهجوم ، وبذلك تبقى المقاومة هي التحدي الاصعب للوجود الكياني على أرض فلسطين .