بقلم الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله
انا ما بحب امشي بعكس السير ابدا...لكن لا ارغب بمجاراة الباطل ولا المخطيء حتى لو كان اقرب الناس او اقواهم...ومن يعرفني يلاحظ ذلك ويتنبه لذلك ...ليس لاني جهبز او عنتر زماني...وليس لاني لا اخطيء...ولكن ليس بالضرورة اكون على خطأ ...اخر موقفين او ربما ثلاثة مواقف حصلوا معي...فعلا مشيت بعكس السير...لكن بسيارتي... وليس بمواقفي الفكرية او النظرية...
مشيت بسيارتي ، ليس حبا بالاتجاه العكسي او المعاكس....لكن اولا لا توجد اشارة تدل على ذلك ، وثانيا في مدينة صيدا نادرا ما نشعر ان فيها طريق فرعي او رئيسي يوجد به عكس السير...الا ما قل او ندر... المهم كنت اسير على مهلي لطريق لاتجاوز الخمسين متر بعكس السير...مر من جنبي شرطي وقال يا عم انت بعكس السير قلت له عفوا وشكرا لتنبيهي...بعد مترين ثلاثة وانا انتظر السيارات الخمسة او ستة كي يمروا لانطلق وانتهي من عكس السير والا احدهم يقول يا عم انت بعكس السير...اومأت براسي موافقا وقلت له شكرا ، وانا بالاساس اعلم ذلك...ومر من جنبي السائق الاخر قائلا يا حاج انت جاي بعكس السير......استغفر الله العظيم...كإني انا الوحيد اللي بمشي عكس السير بهالبلد ....قلت له عارف والله والشرطي نبهني...وجاءت امراة ايضا لتقف بمواجهتي...قائلة لي بكشرة نسوية وبنبرة شملولية شبه مرتفعة انت عكس السير...طيب عارف وشكرا الك...وما عاد في مجال ارجع للخلف...اما رابعهم فمر برانجه ليتكلم بانزعاج...عكس السير من هون....لا حول ولا قوة الا بالله....والخامس والسادس....كلهم تنبهوا اني ماشي بعكس السير...لخمسين مترا فقط هي المسافة...
وانطلقت اكمل طريقي بعدما تجاوزني الماشيين بسياراتهم مع السير وليس بعكسه....،...ولولا اني كنت مضطرا لتلك الطريق القصيرة المسافة لما مشيت عكس السير....لاني لو اكملت طريقي الاساسية مع السير كان لزاما علي ادور ثلث او نصف مدينة صيدا لاصل الى مكاني الذي يجب ان اصله....ولكن حاولت ان امشي عكس السير لاني وجدت الطريق بدون سيارات ولا اظن انها عكس السير قانونا لكن ربما عرفا...لكن لاني لازم اسمع الكلام....ولقدري الجيد ولحظي الكويس ...!!! امتلات الطريق بالسيارات...وطلعوا كلهم نظاميين....قولكوا هل هم وهن نظاميين ونظاميات او فقط مزاودة....يا ريت يكونوا فعلا ما بيعملوا شي عكس النظام....والف تحية لهم جميعا وللشرطي الموقر الذي هو فقط يحق له ان اوميء بنعم لانه نبهني اول واحد....والبقية تحصيل حاصل.....
الموقف الاخر وصلت الى مقابل احد المحلات اريد ان اشتري غرضا من عنده...وحاولت ان اقف بمواجهته لانه موقف خاص لزبائن المحل... وحاولت ان اركن سيارتي بجانب الرصيف والا ((شملولة...)!!!) قادمة عكس اتجاهي ..تؤشر وتشبر تجاهي وتعلوا بصوتها ولم افهم عليها لاني مقفل الشبابيك وهي بسيارتها ولكن فهمت انها تريد ان تصف بسيارتها ، وشعرت انا وكانني وقفت بمكانها المقدس...!!!...وكي اتاكد رحت انظر يمنة ويسرة تنبهت انها تقصدني بالكلام والتشبير...قلت بقلبي يا ولد ارجع وخليها تصف يمكن هذا المكان خاص الها...والحق معها...وحاملة سيجارة وبتنفخ...الله اعلم بظروفها...فعندما بادرت ان ارجع الى الوراء قليلا حتى تنبه صاحب المحل للموقف دون ان انتبه انا والله...فناداني يا عم وقف ولا ترجع....وما ترد عليها وحضرتها حاملة سيجارة وعم بتصرخ...هدا المكان للمحل وليس لها.....والله التزاما بالادبيات رجعت وقدمت وصفيت...وقاللها روحي وكملي وصفي هناك...ووقفت انا وانقضت على خير...الحمدلله...!!!
لكن الموقف الثالث لماذا ...شملولة...وماذا يعني شملولة؟؟؟....تقريبا قبل بداية شهر رمضان المبارك كنت اقف بسيارتي جنب محل وطلبت منه الاذن ان اقف بمحاذاة الرصيف الذي بجانبه لاني اريد ان اشتري وصلة كهرباء للكومبيوتر من المحل المقابل له....وكان معي اولادي...ابقيتهم بالسيارة ونزلت...وكلها خمس دقايق او ربما اقل...ولم يمانع صاحب المحل على وقفتي مقابل محله...والسير مفتوح ولا اقف بعكس السير.....وما ان انتهيت حتى عدت لاستقل سيارتي وامشي ، ولكني شعرت ان امرا غريبا قد حصل مع الاولاد....لاني وجدتهم صامتين متجهمين مصدومين بادرتهم السؤال هل حصل شيئا...فلم يردوا.......لماذا صامتين....بادروني بالقول تلك السيارة التي تجاوزتنا من الجهة المقابلة ، يوجد بداخلها سيدة وقورة...وكانت تصرخ قال مين هالشملولة اللي مسكرة السير...؟؟...وللامانة انا ما مسكر السير بس هيي لسانها طويل...ويبدو الله اعلم ما عارفة تسوق سيارتها والشارع ...يفوت جمل....زي ما بقول المثل...ولكن الحق يقال والله ها انذا ذرفت على الستين واول مرة بسمع بكلمة شملولة....قولكوا شو يعني شملولة بلغة السيدات....او بلغة العرب ؟؟؟ والاولاد انزعجوا فكروا الشتايم نزلت عليهم بسبب ابوهم...ووقفتوا الشملولية ... ؟؟؟
بعد ما فتشت بالقاموس عربي عربي لاقيت شملولة بمعنى زكية او ما شابه....لكن هي ظنت ان السيارة لسيدة واركنتها عالطريق...بطريقة شملولية...ربما زي ما هي بتعمل ...عشان هيك قالت مين هالشملولة ....يظن المرء بما فيه....الله يسامحها.....منيح الكلمة كويسة وفصحى....يبدو ان صاحبتنا فوضوية لكنها شملولة....!!!