وفاء حميد
عدوان لاينتهي وتطور خطير ، يهدد المقدسات الإسلامية والمسيحية ، مايحمِّل الأوضاع مزيد من التصعيد ، مع اقتحام جماعات (الهيكل) المتطرفة للمسجد الأقصى المبارك بحجة الإحتفال بالأعياد اليهودية ، في محاولة لتثبيت مخطط التقسيم المكاني والزماني وصولاً للتهويد وهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم ، وتغيير الهوية التاريخية والدينية المقدسة ، وفرض واقع "سياسي وجغرافي" مزيف يتلائم مع إدعاءات كيان الاحتلال ، وبالتالي تجريد المقدسيين الفلسطينيين من كافة حقوقهم الوطنية والتاريخية والدينية الشرعية كمواطنين مقدسيين ، لتشريع الوجود اليهودي .
إنَّ هذا التصعيد يجب أن يفرض وقائع على جميع أقاليم الوطن العربي والامة الإسلامية من حيث التداعيات والتأثر والتأثير ، وتعتبرالأعياد اليهودية في هذا العام هي الأخطر على المسجد الأقصى خصوصاً وعلى مدينة القدس عموماً ، الأمر الذي فرضها كعنوان للانتفاضات التي انطلقت دفاعًا عنهما ، مثل "انتفاضة الأقصى" ، "هبة النفق" ، "مجزرة الأقصى الثانية" ، "انتفاضة القدس" ، وغيرها من الأحداث التي وقعت في إطار الدفاع عن بيت المقدس باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية الشرعية ، ولم يتوقف الخطر فقط عند هذا الحد من إقتحامات وتدنيس للمسجد الأقصى ، بل لمايتعرض له الشعب الفلسطيني برمته كلَّ يوم من سياسة (الأبرتايد) العنصرية الصهيونية ، وإرهاب الدولة المنظم ، بهدف كسر إرادته وثنيه عن الدفاع عن هويته العربية والإسلامية وعن جميع مقدساته الدينية ، لذلك يعمل الصهاينة وقطعان المستوطنين جاهدين هذه الإيام على تكثيف الاقتحامات للأقصى ضمن حراسات عسكرية مشددة وخصوصاً في الفترة الصباحية ، سعيًا لتنفيذ مخططهم الإجرامي الهادف لتنفيذ التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك ، والخطة الخمسية التهويدية له وللقدس .
إن مدينة القدس وأقصاها المبارك تئنّ تحت وطأة الإحتلال الصهيوني الذي يواصل تنفيذ مخططات التهويد والاستيطانية على مدار الساعة ، رغم انها تتناقض مع قوانبن الشرعبة الدولبة وكافة منظمات حقوق الإنسان ، لكن للأسف ليس هناك من رادع ، رغم صرخات ونداءات المقدسيين خصوصاً وكل.الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات عموماً فلا منقذ للأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
لذا يجب العمل حشد كلّ الطاقات عربياً وإسلامياً للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى ومواجهة جميع هذه المخططات الصهيونية ، و فضح جرائم الإحتلال أمام العالم كله ، والعمل على تكثيف الرباط في الأقصى لإفشال جميع مخططات العدو الصهيوني الخطيرة ، وعلى أهلنا في مدينة القدس أن يقفون وقفة موحدة في وجه الإحتلال ، عبر تكثيف تنفيذ العمليات الفدائية البطولية والضرب في عمق الكيان الصهيوني الغاصب الذي لايفهم سوى لغة النار ، كما يجب على كل القوى الفلسطينية نبذ خلافاتها الجانبية والإتجاه نحو الوحدة الوطنية الفلسطينية الميدانية ، لمقاومة هذا الإحتلال البربري الصهيوني ونصىرة شعبنا المرابط المقاوم .