كتب بكر أبوبكر التنظيم السياسي والفريق والنجاح

نداء الوطن - كتب بكر ابو بكر

 

أن التنظيم (المنظمة) مجموعة منتظمة كالعِقد من الفِرَق المنتِجة[1]، والتنظيم بذلك بلا أعضاء كأوراق مكتوبة ومُلقاة في درج أوكفكرة عظيمة في رأس عظيم لكنها لا تجد لها أرجلًا تحركها، أو هي عبارة عن أمنية تسبح في بحر الرغبات.

أما التنظيم بلا أُطُر أو هيكل يحددُ طبيعة العلاقات والمسؤوليات والتراتبية وأدوار الأعضاء بمراتبهم أووجودهم ضمن الهيكل ما هو إلا حاضِنة فوضى ومفرزة للمشاكل وضياع للأدوار وعدم احترام للتراتبية وعدم فهم حقيقي لمعنى القيادة والأعضاء.

والتنظيم بلا قانون يصبح غابة يفرض فيها القوى سطوته ونفوذه ويحقق مآربه سواء ارتبطت بأهداف ومبادئ وأفكار التنظيم أو لم ترتبط. حيث يجب أن تُستبدل علاقات القوة بكل معانيها بقوة النظام الداخلي أوالقانون، وبعمق الضمير والقيم.

أما التنظيم بلا عمل فهو عبارة عن تمرين رياضي مستمر لا يلحقه مشاركة في مسابقة رياضية أوماراثون، أو هو دراسة مستمرة واستعداد دائم دون التقدم لامتحان، فالامتحان للتنظيم هو العمل، وبه يتم القياس لمقدار التقدم أو الانسجام مع الأهداف ومستوى الاقتراب من الانجازات المحققة لحظة العمل أوالبرنامج.

والتنظيم بلا فكر كجسد بلا رأس كما هو الحال ضمن الهيكل التنظيمي الذي لا يحتوي قائدا فهو هيكل بلا رأس، والتنظيم بلا فكر أو أهداف تماما كقطار يسير بلا هدى، فلا محطات ارشادية ولا مقياس لجهده ولا خاتمة لمسيرته.

 

 

 

روح الفريق

إن العمل الجماعي (والمفترض تحققه في التنظيم السياسي أو غيره من التنظيمات) فعلُ تساند وإرادة استمرار، وقدرات متنوعة بين المجموعة (وفي أطر التنظيم السياسي) ، لكنها متناغمة ومتساندة.

لذا فنحن لا نفهم العمل الجماعي أو العمل بروح الفريق الا في إطار 5 عناصر رئيسة.

o الأهداف الايجابية الملهِمة.

o التقدم الدائم نحو الهدف: بما يعنيه من التزام مشترك، وتناغم بالخطوات لا تعارض أوتضارب.

o حِسّ الزمالة، والتوحّد عبر المشاركات والاتصالات وحسن الاصغاء وابداء التعاطف المتبادل.

o اشباع الحاجات التي قد تكون حاجات الأمان، أو الانتماء والاندماج لأهداف تحقيق الغاية ، أواحترام الذات، والفخر واكتساب القوة أو المذلة.

o المكاسب بقدر التضحيات، أو بقول آخر إن المساهمات بمقدار العائدات بحيث تكرّس المساواة بين الأعضاء في الفريق.

يمكننا الإضافة بالقول إن الروح المعنوية هي التيار الكهربائي الذي يسري في جسد الانسان ليعطيه الطاقة الحافزة للفعل، فأنظر لأهميتها للتنظيم السياسي وخاصة الثوري النضالي وأنظر أهميتها في عقلية عمل الفريق وكذلك للانسان ذاته.

في العمل لجماعي لايهم (منَ) وإنما (كيف)، ولنا أن نفهم أن أفضل الابداعات تأتي من الأشخاص ذوي الحقول (والقدرات) المتباينة. (ولنا حلقة ثانية واخيرة)

 


[1] من المفترض أن تكون اللجان في التنظيم سواء ضمن الهيكل (مركزية، إقليم،....خلية) أو اللجان الاخرى الاعلامية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية....الخ تعمل ضمن فهم العمل الجماعي في الاجتماعات والأداء والعلاقات.

 

 

نداء الوطن